2024-11-17@15:28:17 GMT
إجمالي نتائج البحث: 40

«حسین خوجلی»:

    حكى الأستاذ الصحفي حسين خوجلي, في إحدى حلقات برنامجه المتابع “شواطئ”, الذي كان يذاع عبر فضائية أم درمان موقف للفنان الراحل إبراهيم عوض, مع الرئيس جعفر محمد النميري. وبحسب ما شاهد محرر موقع النيلين, فقد ذكر الأستاذ حسين خوجلي, أن الفنان تلقى دعوة للحضور لمكتب الرئيس لحضور إحدى اللقاءت مع الإعلام. الدعوة وصلت الفنان عن نديم عدوي, الذي كان مسؤول المراسم وقتها, وطلب من الفنان الحضور وارتداء بدلة (فل سوت), وهو ما أغضب الفنان الذي اشتهر بأناقته وجعله يهاجم مسؤول المراسم ويرفض الحضور. وذكر حسين خوجلي, في سرده أن الفنان التقى بالرئيس نميري, بعدها في القاهرة بعد أن تنحى عن الحكم. حيث سأل الرئيس نميري, الفنان إبراهيم عوض,  عن سبب رفضه الحضور رغم الدعوة التي قدمها له للحضور, ليجيبه...
    1. علمهم الشعب فدمروا جامعاته. 2. علمهم الرشاد فافرغوا مساجده. 3. علمهم المأوى فاجتاحوا منازله. 4. علمهم العفة فاغتصبوا حرائره. 5. علمهم الانتاج فاحرقوا مصانعه. 6. علمهم الوقاية والعلاج فدمروا معامله ومشافيه. 7. علمهم الكسب فنهبوا مصارفه. 8. علمهم الوطنية فاختاروا الارتزاق. 9. علمهم حريات الاغلبية فاختاروا صراع الأقليات. 10. علمهم فضيلة السلام فاختاروا رزيلة الجريمة. 11. علمهم طهارة اليد فاختاروا اللصوصية. 12. علمهم شرف الأمانة فاختاروا شر الخيانة. 13. علمهم الفلاحة فأحرقوا الحقول ونهبوا المحصول. 14. علمهم الجمال والفنون فاختاروا القبح والجنون. وبالرغم من فداحة التضحيات ومرارة الصبر وصهيل الجراح فإننا نشكرهم فبأفعالهم الشيطانية هذه أزاحوا عن أعيننا الغبش وطردوا من أنفسنا الغيبوبة ومن أرواحنا الوهن والسذاجة، فعرفنا في جلاءٍ الصديق العدو والعدو الصديق. شكرا لهم فقد جعلت...
    لما استعصى فتح مصر على عمرو بن العاص أربعة أشهر أرسل الفاروق رضي الله عنه رسولاً لاستدعائه واستبداله بقائدٍ آخر مستنكرا تخلف الجيش عن الفتح، فاستبقى عمرو بن العاص بدهائه المعهود الرسول لبعض الوقت، وكلفه ببعض المهام. وأصبح داهية العرب يعتصر ذهنه ليل نهار في سبب استعصاء حصون مصر عليه، وبعد تمحيص عميقٍ وتدبر أدرك أن السبب الحقيقي هو أن جنوده كانوا يهملون فضيلة السواك، فأمرهم باحتطاب أعواده من النخيل، فلما تمسكوا بهذه الفضيلة تم الفتح بعد أيام بسهولة ويسر.عندما قرأت هذه الرواية العجيبة التي تحمل الكثير من المعاني تذكرت استعصاء فتح ودمدني بالرغم أنها محاصرة بأربعة جيوش مدججة بالسلاح والعتاد والرماة. فتسائلت مراراً تُرى هل هذا بسبب غياب فضيلة السواك أم بسبب حضور رذيلة الارتباك أم الاثنتين معاً؟حسين...
    حسين خوجلي يطلق دوبيت الانتصار: هي تلاتية لكن قدها رباعي هذه الثلاثية هدية ومساهمة مني متواضعة لسمر الكتائب وهي تحاصر الجنينة الوادعة الحزينة وتحرر الخرطوم الكبرياء، وتتولى زمام المبادرة بالجزيرة صوب مدني الصادمة، تتحدى مصاعب الزمان والمكان على تخوم سنجة العريقة وبقية السهول والنجوع والوهاد قادمة باذن الله على طريق الفتح والانتصار. ١/ يا برهان اخوي بحرك طمح بي حوتو والخان كان قرح دَبِلو بي شلوتو الدابي الجريح احسن تسرِّع موتو على المثل البقول الفاتك اسرع فوتو ٢/ نزل الدايره سيدا وشنق الطاقية واستلم السلاح واتكامل الوردية عقدولو المهام من بارا للمكنية واتلزم عقيدتو ونفرة الحرية ٣/ دكتور القلوب الودّع السماعة تبعوهو الاسود اولاد مسيد الطاعة يس والخزين سيف النصر سمساعة ختموا المرجفين بسيوفم اللماعةحسين خوجليإنضم لقناة النيلين على واتساب...
    بعد انقضاء فترة النقاهة ومغادرتي للفراش الأبيض بنعمة من الله وبفضل دعاء الطيبيين من ابناء السودان الذين ما انقطعوا عن مراسلتي بالكتابات والمهاتفة. وقد ألح علي مجموعة من الاصدقاء والاصحاب بتلبية دعوة مشهودة على مقهى فسيح على النيل، على كوب من القهوة المسائية، وعندما تكاثفت الجلابيب السودانية، أكرمنا صاحب المقهى المصري المثقف بأغنية (أغدا القاك يا خوف فؤادي من غدِ ) رائعة الشاعر السوداني الكبير الراحل الهادي آدم ويصوت أم كلثوم المعتق، كان الأداء هامساً حتى لا يفسد أنس الحضور. وبعد التعارف بكينا جميعاً وذرفنا الدموع على كتف السودان الجريح ونحن نمني انفسنا بالعودة والتي نرجو ألا تكون مستحيلة. وتوظيفا للتجمع الحميد قررت أن اكسر رتابة الأنس السوداني المكرور باقتراح مفيد فيما أرى فقلت للمجموعة الودودة أني تذكرت الآن الرحلات...
    حسين خوجلي يكتب: والشعب الرزين قامت عليهو شتارتو للشعب السوداني خصائص لغوية طريفة ومتفردة فله فن في قولبة الهجاء، واحالته إلى مديح فهو ضربٌ من البلاغة الشعبية لا تدركها إلا الحاضنة التي تثمر مثل هذه الثقافة. فشعراء البطانة عندما تصدوا لمشروع خشم القربة واعتراضهم على تحويل سهل البطانة من الرعي إلى الزراعة كان رأيهم صائباً، بل أن بعض النخب الاقتصادية اقترحت أن تقام مشروعات للرعي الحديث والانتاج الحيواني لأهل حلفا بديلا للمشروع الزراعي وليتهم فعلوا. وعندما بدأت الخطوات العملية بإنشاء المشروع رغم اعتراض اهل حلفا واهل البطانة فإن شعراء هذا السهل الفصيح أدركوا أن كل الاعتراضات والممانعة ذهبت أدراج الرياح، وقد يئس كل الشعراء الذين تصدوا للمشروع من جدوى الاعتراض أمثال الفنجري وطه وود الشلهمة والصادق ود امنة والكثيرين من...
    حسين خوجلي يكتب: إلى الفارس الشهيد ود الماحي … شوقك شوى الضمير كنت عندما أقابل الاخ المجاهد الودود احمد الماحي، حفيد عاشق الإسلام الأكبر وشاعر المصطفى صلى الله عليه وسلم الأشهر حاج الماحي افاجئه مداعباً (ياخي جدك دة ما خلى لينا حورية في الجنة، ٤ مناسبة لغاية عشرة مناسبة، لكن الفين الفين دي بالغ فيها) فينفجر الأخ احمد ضاحكاً، وأنا أردد على مسامعه “المدحة” التي يكمن فيها حسن ظن الرجل بالله وبالجنة. في الجنة أم قوارير زوجات على السرير لابسات الأساوير وما بعرفن التَرير الفين جزايا للناظم الحقير والفين لابنه ابكار من الخُدّير والفين جدايا للمادح البشير والفين ندايا للصافي الدخير والفين قِبالن لمحمد البصير والفين زهايا لي احمد الفقير والفين قِبالن للحاج والضكير والفين ندايا لاحمد الفقير والفين للطاهر...
    ١/ بالرغم من التدمير والخراب والاغتصاب والقتل والسلب واللصوصية والاجرام الذي مارسته مجموعات الارتزاق وشتات الحدود والمطرودين من رحمة الله والشعوب، بالرغم من ذلك فإن الكثير من القيادات الحزبية التي لا حظ لها في الديمقراطية ذات المقاعد الصفرية ظلت تشكل بارادتها في المنافي ظهيراً للغزاة، مع أن المعلومات التي يتداولها الناس بأن منازلهم وأهاليهم ونسائهم لم يسلموا من النهب والاغتصاب والجرائم العابرة والممنهجة. وبالرغم من هذا الاذلال فما زالوا اللسان والبيان الحاقد لصالح هذا المتمرد ضد شعبهم ومعتقدهم ودينهم، إن كان لهؤلاء معنقد ودين. وقد ذكرني موقفهم البائس هذا بحكاية الرجل الصالح المنقطع للعبادة في أحد شعاب الجبال، وكان من حوله مجموعة من الحواريين والأتباع وقد خرج أحدهم بدعوة شيطانية يزعم فيها بأن شيخه هو الله تعالى- وتعالى الله عن...
    إلى أبابيل الجزيرة سلام إلى فرسان الجيش السوداني وأشاوس المقاومة وطليعة المستنفرين الذين يرفون محلقين في سماء الجزيرة كطيور الأبابيل، الذين يقاتلون ببطولة وشمم والصدور صهيلٌ وخيول، مع علمهم الواثق بأن لود مدني ربٌ يحميها.ولأن الشعر يظل أبداً عطاء الثورة وفي النفس يبقى طيُ المعذرة (لا خَيلَ عِندَكَ تُهديها وَلا مالُ: فَليُسعِدِ النُطقُ إِن لَم تُسعِدِ الحالُ) ويطلُ الهتاف بالعامية الفصيحة:فرسان الجزيرة اتوشحت بالنار حالفين اليمين بالدم يجيبوا التار الأنفال سلاحم وسيف علي الكرار قنتوا أولاد عريك واتكتف الغدارحسين خوجليإنضم لقناة النيلين على واتساب
    حسين خوجلي يكتب: من يوميات دفتر النكبة “الحمدلله يا ولدي الما اغتصبوها” سعدت جداً مثلما حزنت جداً باتصال هاتفي من إحدى قرى الجزيرة بأحد المحررين بصحيفة ألوان عبر خدمة الاستار لينك. والشاب هناك محاصر بالقهر والاذلال والفاقة وحراسة الأهل وترقب الهجمات المباغتة من رعايا غربي أفريقيا الوسطى وتشاد والنيجر ومالي وليبيا والمرتزقة الجنوبيين مع الكثير من الاثيوبيين واللصوص وبعض المجرمين الذين لا أصل لهم ولا معتقد ولا مرجعية مما يتسمون (بالبروس) وبعض الساقطين من بني جلدتنا. وأثناء مهاتفة الصحفي معي كانت تنزلق من بين سرديته مجموعة من الحكايات المفجعة تتنزل منه بلا دهشة، فقد تكسرت النصالُ على النصالِ وأصبح القتل والاغتصاب والسلب في الجزيرة عابراً وسهلاً مثل القاء التحية. ومن قلب بكائيته وأقاصيصه الدامية حين توسط سردها وبالرغم من أن...
    لا يختلف اثنان مهما تواضعت معرفتهما بأصول الحياة بأن الحضر السوداني والمدن ومواقع التأثير السيادي والحضاري والاقتصادي، الموزع بين غرب السودان وشماله وجنوبه وشرقه كانت تمتاز بعبقرية مفتوحة من الغباء والسذاجة والخضوع الرتيب للحياة اليومية دون تدبر أو برنامج أو استشراف.وهذا ما دفع اعداءهم أن يقتحموا عليهم الديار ويحرقوا كل تجربتهم في التنمية والتعليم والصحة والمؤسسات العامة والخاصة التي شيدوها بعرقهم ودموعهم وكفاحهم عبر عشرات السنوات.لم يجدوا في مرابضهم مجرد عصا دعك من بندقية لترد الغزاة واللصوص والأوباش وسارقي الحياة، فكان حلهم الوحيد أن يهرب أغلبهم بملابسه الداخلية وأعراضه ويتجه صوب الخلاء والمجهول. بحيث أصبحت لكل اسرة سودانية مأساة تُحكى ومصيبة تُروى.وقد ذكرتني حالتنا هذه ونحن في منافي بلادنا ومنافي الاخرين حكاية سودانية فهي رغم طرافتها تدعو للتدبر والحزن والمماثلة...
    هنالك عشرات المعارك المقدسة التي دخلت من بوابة الخلود للحضارات والمدنيات المستعصمة بقيم الحق والفضيلة القائمة تطول، لكن ظل أشهرها تبوك والقادسية وفتح القسطنطينية وذات الصواري وعين جالوت ومن بعد شيكان وكرري وخط بارليف ومعركة اكتوبر ومعركة كابول وأخيراً غزة وما أدراك ما غزة وعلى الطريق القادمات. ولأن كتابة التاريخ والتوثيق في أفريقيا والعالم العربي تتعثر بقيد الشفاهية والنسيان والمؤامرة فقد فات علينا نقش الكثير من المعارك السودانية الوضيئة على صخرة التاريخ القديم والماثل، وإن جاز لنا في هذه الأيام أن نفخر ونعلن للدنا شرفاً، تكفينا عزا معركة المدرعات بالخرطوم ومعركة خميس الفاشر بدارفور وعدها من مفاخر الانتصارات التي يتوجب تعليقها على أعناق الفيوضات القدسية والامجاد السنية في الحضارة الانسانية المعاصرة. فمن كان يصدق أن مدينة عريقة وأسيرة ومحاصرة...
    من كان يظن ومن كان يصدق أن سهول النيل الأزرق المعطاءة المسماحة بكل قبائلها العريقة التي كانت تكرم الضيف وتحمي الغريب وتأوي الطريد وتعلم الناس المكارم، من كان يصدق أنها اصبحت الآن ساحة للنهب والقتل والجريمة!من كان يصدق أن تلك الأرض الخيّرة التي كانت نساؤها يكرمن الضيف في مشرع الشلال بأكفهن كما وثق لذلك المبدع الكبير العبادي: ما نفرن تقول سابق الكلام عرفة عطشان قلت ليهن وصحت البلفا مافيش كاس قريب قالنلي دون كلفا تشرب من كفوفنا لما تتكفىمن كان يظن أن تلك البقاع الطاهرة التي كان يرعاها الشيخ يوسف العجب وبقية العقلاء يمكن أن تُمسي الآن مسرحاً لإدارة النهّابين واللصوص وأوغاد الحدود.ولكن طبيعة الأشياء أن يتبدل الزمان ويكفر ويجحد الانسان كما يفيد العبادي في رائعته سايق الفيات: شوف النهر...
    البروفيسور علي المك فتى أمدرمان المتفق عليه وظريف السودان وأديب الأدباء ونزهة المجالس، كانت له علاقة صداقة عميقة مع رجل الأعمال الطيب سيد مكي صاحب الباسطة والحلويات التي سار بشهرتها الركبان. وكان علي المك عندما يخرج من أحشاء أزقة أمدرمان العتيقة (حي السوق) يجد أن الطيب قد أعد له كرسي وثير ليقابل أصدقائه أمام محله الأنيق في شارع سوق أمدرمان الرئيسي قبل أن يغادر إلى لياليه المضيئة بالشعر، وغناء عبد العزيز داوود “الكحلي” -كما يسميه- الذي يتصاعد في سماوات الخرطوم جمالاً وبهجة وعراقة، فيزين الجلسات الفريق ابراهيم احمد عبد الكريم بمحفوظاته من الشعر الفصيح من لدن امرؤ القيس حتى بدوي الجبل والعباسي وصلاح احمد ابراهيم. وكان ود المك يكسر طلاوة المجلس بحلاوةٍ اضافية، بنكاته ولطائفه وقصائد الشعراء الانجليز الكبار. فقد...
    بعد مفاصلة الإسلاميين الشهيرة في العام 1999 تلقّي الأستاذ الرمز حسين خوجلي متعه الله بالصحة والعافية صنوفاً من الأذي والتنكيل والاعتقال.. والسبب أنه وقف موقفاً مسانداً للشيخ الترابي وهو الموقف الذي لم تحتمله المجموعة الأمنية في الطرف المؤيد للفريق البشير حيث استخدمت كل ماتوفر لها من سلطات داخل وخارج القانون للتعامل مع الأستاذ حسين وصحيفة ألوان التي كانت ساحة للحق والخير والجمال بحق الرؤية الفلسفية التي وضعها الحسين لتكون إطاراً مرجعياً للسياسة التحريرية لألوان التي كانت تنشر الرأي والرأي الآخر بحرية مدهشة لحد الخوف!!وهذا هو السر الذي ميّز كل الصحفيين والإعلاميين الذين تخرجوا في مدرسة حسين خوجلي الذي يقول دائماً إنه يؤمن بحرية الصحافة ويثق في عدالة القضاء وعلي هذه القاعدة تكسّرت كل محاولات تركيع الحسين وإسكات صوته وكسر قلمه.....
    العيد في البعيد احزان ومجروحين والنص الكسيح ما بصلحه التلحين الوعي والعدالة وحق مقاصد الدين وتلغوهو الرمادي من علبة التلوين كل السوشيال ميديا والصحف والمجلات والقنوات اذا ذكرت السودان هذا البلد العريق النبيل، لا تذكره الا بالمجاذر والمقاتل والجرائم والحرائق المعيارية ضد الإنسان والإنسانية. وتغفل تماماً ثورة هذا الشعب الأبي الذي انتفض بمقاومته الشعبية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، ومن أقصى الشرق إلى أقصى الغرب أكبر هجمة مجرمة لنهب وتمزيق أعرق حضارة عربية وإسلامية بالمنطقة وتركوه للأسف كالسيف وحده، وهو ظلمُ أحاط بالجميع حتى أصبح الكثير من السودانين يستحون من جوازاتهم الزرقاء عند المعابر والمطارات والمحطات البعيدة، وهم أولى أهل الأرض بالاحترام لو كانوا يعلمون.ومحاولة مني لتغيير المسار بخبر مصنوع فإن أحد ما في بلدٍ ما سيكتب تعليقاً على...
    خمسون عاماً والسودان مشدود بين عمودي الوعد الأمريكي الكذوب عيده الغضوب. معاناة منذ مايو حتى ديسمير لا هبة تخفض العين ولا عطاءٌ يرفع الرأس.لقد توقف الناس كثيراً عند هاتف وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن للفريق البرهان القائد العام ورئيس مجلس السيادة يدعوه آمراً للسفر لمفاوضات جدة بتشكيلها الجديد. وقد كان رد البرهان مثار احترام الجميع، وقد كان حكيما وحاسماً: (نحن أصحاب شرعية لا يسافر قائدها إلا بدعوة موثقة وأجندة مكتوبة وتنفيذ لما اتفقنا عليه سابقاً، حتى يكون لنا مبرر لمناقشة اللاحق)وهذا لعمري يُفضي إلى خطة التوكل الاستراتيجي القائم على الايمان المطلق بالله وبالشعب والحكمة والتدبر والكفاءة والاستعداد والاعتداد.وتمثيلاً لإرادة الشعب السوداني فهنالك نصيحة باهرة وماهرة من ود الرضي لود برهان مفادها: المو بانيك و لا صارف عليك موجود كلامو الفيكَ...
    أحكم موظف أثيوبي عل صديق صحفي الاجراءات، وسأله عن الأوراق صغيرها وكبيرها وهو يهم بالدخول لأثيوبيا فقال له الصحفي معاتباً: إننا نتعامل معكم بطريقة مفتوحة وتساهل مطبوع في السكن والعمل والتملك والاقامة، فلماذا تتعاملون معنا بهذه الغلظة والحدة؟رد عليه الموظف الأثيوبي بصرامة لطيفة أنتم تديرون أموركم في السودان بالعواطف ونحن هنا نديرها بالقانون.ولولا تحضر قديم ورثوه عن النجاشي لقال: وكان نتاج هذه العاطفة الساذجة حالكم البائسة التي تكابدونها الآن، ولا يستحقها هذا الوطن الجار العريق. نعم صمت الموظف الأثيوبي وواصل عمله في دقة وإن في الصمت كلام.حسين خوجليإنضم لقناة النيلين على واتساب
    ظلت التكينة المدينة القرية والقرية المدينة المترعة بمكارم الاخلاق وزينة التمدن والتدين والهبات شامة في وجه الجزيرة المتألق وستظل هكذا أبداً رغم أنف الحاقدين. كانت وما زالت بيوتها وخلاويها داخليات مجانية لكل الطلاب والغرباء من أصقاع السودان المختلفه ومن حدوده المتباعدة، ومن طلاب افريقيا المسلمة حيث نهلوا العلم من معهدها العلمي الشهير الذي خرج الاف العلماء ومن مدارسها المختلفة. لقد كانت قلوب أهلها ومنازلهم مهوى لكل طالب علم وصاحب حاجة والباحث عن رزق ومهنة. وما كان أهل السودان يظنون أن كل هذه المآثر سيقابلها أحفاد هؤلاء الغرباء بهذا الغدر ونكران الجميل حيث أعملوا اسلحتهم قتلاً وترويعا في ربوع هذه المدينة الوادعة الصامدة. لقد تناسى هؤلاء البغاة كل الأيدي التي امتدت لهم بالإحسان والمساعدة الفياضة بلا مّنٍ ولا أذى، ولم نجد...
    بعد عام ونيف من النكبة التي تعرض لها السودان المتأرجح أبداً ما بين الغفلة والانتباهة في استطاعتنا أن نقول الآن رغم كل المآسي، قد عبرنا وادي الصمت والصدمة إلى وادي الوعي المفضي إلى التحرير والتعمير.ورغم البسالة والشجاعة والصمود الذي جابه به الشعب السوداني هذه العثرات إلا أن قياداته السياسية ونخبه الحاكمة بزعمها ما زالت ترفل في ضلالها القديم مثل أسرة البوربون التي لم تنسى ولم تتعلم، ومازالوا حتى الآن من أقصى اليمين إلى اقصى اليسار يدسون سراً لبعضهم البعض الطبخة النيئة والطعام المسموم. والمساكين لا يعلمون أنهم يتذوقونه قبل خصومهم، فلندعهم لغيهم يعمهون.ولنؤسس جبهة السودانيين المفتوحة والعابرة لكل الطوائف والأحزاب والملل والنحل والتكوينات، ولنؤسسها على المصالح والقيم التي تجمع تيار السودانيين العريض الحالم بمشروع النهضة القائم على مرتكزات الأمن والتأمين...
    ما زالت مدن الجزيرة وعاصمتها وقراها تحت وطأة جريمة عصابات الشتات، وما زال انسانها تحت قيد المذلة والقتل والارهاب، وما زالت حرائرها تحت رق الاغتصاب واغتياله المخبوء، وما زال الجيش والشعب في محطة الانتظار المفضوح والانتصار المزعوم المؤجل.ورغم أنف اعلام التسويف والتزييف فلا أحد يستطيع أن يمنع العيون من البكاء دماً ولا القلوب أن تتفطر كمداً، ولا المقابر أن تزداد مساحةً واتساعاً.ولا أحد يستطيع أن يمنع مقدم الجنرال فقر بن عدمان وهو يدقُ بجيوشه من التتر بصلفٍ أبواب المدينة والخريفُ والقناديل والسيوف غياب.إن أضعف الايمان في زمان القفر والفقر وشح المفردات أن نحافظ على اشراق الكلمة بالشعر، فالشعر يظل أبداً عطاء الثورة وشعار الانعتاق. هي دعوةٌ لشعراء الجزيرة أهل الوجعة وشعراء الوسط أهل المصيبة وشعراء السودان حراس العزاء الكبير بألا...
    أوفد المستعمر الانجليزي وفداً لأهل دارفور والسلطان علي دينار، ينصحه بخلع يده عن الخلافة الإسلامية ومعارضة الخليفة بتركيا، فرفض بإيباء وقال لوفد العشائر: اتريدونني أن أخون دولة الإسلام وأوالي دولة اليهود والنصاري تُباً لكم وطردهم شر طردة.أرسلوا بعدها وفدا بمالٍ وهدايا مع كثير من الترغيب وقليل من الترهيب، ولم يكن حظ الوفد الثاني بأحسن من حظ الأول، فقد طرد أيضا وكادوا أن يجلدوا في ساحة السوق الكبير. وأرسلوا بعدها وفدا أو قل شراً مستطيراً وقد كانت أوامره جليةً إما التسليم وإما الحرب وقال لهم بلغة شجاعة مزاج بين الخلق الوعر والكبرياء قائلا: (ولولا أن شرعتي تمنعني من قتل الرسل لأدميت بكم ساحة المسجد، قولوا لأسيادكم إن المسلم الذي يظل خياره ما بين حسن النصر وحسن الشهادة لا يخاف...
    حسين خوجلي يكتب: نيالا البحير والصمت المثير النزلت عليك تنزل على الأشرار مقتولين ضحى دانه ومدافع نار في نيالا البحير إتكتَّف السمسار ومليون أدوا بيعتِك لي علي الكرارنيالا هي أشبه مدن غرب السودان بأمدرمان ذات الحيوية والاعتدال واحترام الإنسان لأخيه الإنسان مع تقيد رصين بالقانون والأخلاق والسماحة. ولذلك كانت قوى الشر تترصدها بالتدمير والاغتيال، وما زال أهل السودان يذكرون تلك الوقفة الباسلة لجيشها لأشهرٍ طوال حتى تكسرت النصالُ على النصالْ. وهي حتماً عائدة ولو بعد حين ليعود للسودان المجد العريق ويعود لدارفور ذياك البريق.حسين خوجلي
    مسدار الجزيرة في الدقايق الأخيرة أحفاد الجنيد عول دقلو والدعامة غدروها الجزيرة وخلفو الحوامة أطنان الدهب والبانكينوت أب هامة عند بوركينا فاسو إتوهطت أوباما** حاشية: أوباما: هو مسمى أطلقه تجار الكرين على الموديلات الأخيرة الفاخرة من لاندكروزر. والكرين ببحري يعد من أشهر اسواق السيارات بأفريقيا وقد نهبت منه الاف السيارات التي أخفيت بمجاهل دارفور وغرب أفريقيا وصار السوق العامر الشهير بعد نهبه أثراً بعد عين.حسين خوجلي
    حسين خوجلي يكتب: برقية في بريد جنينة السلطان تاج الدين إلى الجريحة المغدورة جنينة الشهيد السلطان تاج الدين الذي كسر صَلف الفرنسيين قديما وزرع ابتسامة الفخر على شفاه الأحرار قبل أكثر من مائة عام. عزيزتي الجنينة إن السودان قد طوى إلى الأبد المساحة الرمادي فاختاري ما بين أبيض الحق وأسود الحقيقة، وصباح الصيام وليل القيام. وأقبلي منا مجموعة من المشاعل المتلاحقة وهذا أولها حتى يكتمل التحرير والتغيير:السلطان جنينتو الليلة أمست نايحه والبنوت هناك ما بين قتيلة وصايحه غدروها الشتات وجور الليالي الكالحه يا المَسَلاتي كافح ولا شيل الفاتحةحسين خوجلي
    إلى بابنوسة الباسله التي يسافر فرسانها سراً في فجر الشهادة المشهود، إلى الذين كسروا عمود الخيانة الإقليمية والأممية (طق) أهدي هذه الكلمات علّها تمسح حبيبات عرق التضحية عن الجباه السامقات ماك شجرة بابنوس بل غابة الأبنوس مِرِق بيت الحلال الما بدُخلوا السوس زرعوك النمور قلب النجوس مخصوص وما اظن ينعدل البفتلو المجروسحسين خوجلي
    حسين خوجلي يكتب: العودة إلى سنار تجمع بغاة الحدود وناقضي العهود من كل حدبٍ وصوب يحلمون بسرقة بيوتها وقوتها وسياراتها وأمانها وأغراضها، متناسين أن قيمة سنار ليست في عَرض الدنيا وشتاتها وإنما في منظمومة القيم ومكرماتها. الجهلاء كانوا لا يعلمون أنه في نفس العام الذي سقطت فيه راية الاندلس، سمقت راية السلطنة الزرقاء، تحالف العرب والأفارقة على الفكرة والمشروع. فكان الوفاق السِّناري والرواق السِّناري وأمجاد الدولة السودانية التي أحكمت العدالة وحكّمت الشريعة، وأشاعت ثقافة الاعتدال والسودان الواحد. إن الأشرار يحلمون بسنار (اللامعنى) ولكن هيهات ستظل بأبطالها مقبرةً للغزاة، وبجوارها مزبلة للإلحاد والخيانة والعدمية. وعيدية سنار المنتصرة أبداً باذن الله: شِّن معناها سنار غير كتابا وسيفا وشِّن معناها سنار غير مسيدا وضيفا شِّن معناها سنار غير حقوله وريفا وشِّن معناها...
    حسين خوجلي يكتب: عيدية الضعين البرقية الثانية أو قل العيدية الثانية بعد شندي إلى مدينة الضعين الحبيبة فهي عند الأخيار حقٌ فسيح، كما إنها عند الأشرار حقلٌ جريح. الآن الضعين مدينة أثيرةٌ للذين يعرفونها، ومدينةٌ كسيرةٌ للذين يحتلونها والفارق بين هؤلاء الأخيار وأولئك الأشرار في توصيف العارف: ليسوا سواء الذي أسرج شرعتها من الماس المقدس والذي يرصد شمعتها بأنفاس المسدس.. ليسوا سواء أما مربع المسدار على جيدها الباهي: ضعين البشرى ما برشوها بشاحنة وكريز وغويشة والكسب الحلال عند العرب تعريشة الكافل القبايل كبدة ولحوم دون عيشة ما بخون البلد واطعن كتايب جيشهاحسين خوجلي يكتب: عيدية بالجعلي الفصيح قبل أن ينضب المعين فقد قررت إرسال مقطع مسدار لكل المدن السودانية عيدية، وبتلقائية المشاعر أطلت شندي الأولى وليس هذا بالأمر المستغرب...
    في إحدى ليالي الخرطوم المشمولة بالنظام والأمن والطمأنينة، وقفت خارج مقر ألوان أيام عزها انتظاراً لسيارتي المتواضعة التي غابت لإرسال الصحيفة المطبعة، وفجأة توقفت بجواري سيارة لاندكروز اوباما آخر موديل، وترجل منها زميل دراسة سابق تركنا لمهنة الرهق واختار تجارة المحاصيل.تصافحنا وتسامرنا وأصر أن يصطحبني إلى منزلي، فتركت مذكرة عند الحارث وذهبت معه. فوجئت وأنا داخل السيارة الوثيرة أن الصندوق الداخلي الأمامي للسيارة كان مليئاً بأنواع فاخرة من التمر، فتسائلت عن السبب فحكى لي هذه الحكاية التي أُعدها من حكايات الصدقات الأنيقة قال لي: إني كنت في مشوار عمل سلكت فيه شارع المطار فاستوقفني بإلحاح رجلاً سبعيني، وقد أغراني وجهه الصبوح بالتوقف رغم استعجالي لقضاء بعض الأمور التجارية. قال لي يا ابني أنا لست سائلاً بل أنا ناصح وفي...
    أرسل لي أحد الأصدقاء المهتمين بالفوتوغرافيا لقطات فيديو عجلى من قلب الخرطوم، ويبدو أنه التقطها في غفلة الرقيب وهجعة القناص. بدت فيها هذه الحسناء الخلاسية مكسورة الخاطر وسط الأطلال، بدت مصوِّحة بعد اخضرار، وعابسة بعد افترار وخالية بعد انتشار. فتنّزل على خاطري الكثير، مربع أطل على استحياء وهأنذا أرسله في بريد شعراء الشعب لينسجوا على منواله ومواله سيمفونية الأسى والعزاء، فلعل بعد العذاب تأتي العزوبة، وبعد الاتراح تأتي الأفراح، وبعد الانكسار يأتي الانتصار، وبعد الشين يأتي الزين، ويعود الجميع من جديد ليملئوا ضفتي النيل بمواسم الأعراس الجديدة، وكرنفالات الفرح المباح بالسودان القادم، الذي يملأ الدنيا بفكرة الأصل والعصر، وبشعبٍ وجيشٍ يبعثان في أفريقيا شعارات المهابة والكفاية والعدل ناضرةً مثمرةً تمشي على قدمين، وتمسح الخرطوم الخضراء بعنفوانها ويدها البضة دمعة...
    قال الإعلامي حسين خوجلي في مقال بعنوان الرد الحاسم على مزمل أبو القاسم:بما أن مملكة البحرين تعد ضمن الدول الثلاث العظمى التي تخوض غمار الحرب العالمية الثالثة بجانب أمريكا وبريطانيا والحلفاء الجدد في مساندة إسرائيل، ومحاربة اليمن، وتأمين البحر الأحمر، فيمكن للفريق شمس الدين كباشي أن يبرر زيارته السرية للمنامة لمقابلة دقلو، بأنه قدم استشارة مدفوعة الأجر لدولة البحرين باعتباره مستشاراً استراتيجياً وأستاذاً في أكاديمية نميري العسكرية بالخرطوم. وأرجو من كل قلبي أن يكون اجتهادنا هذا محاولة للرد الحاسم على مزمل أبو القاسم، وتجريد السنان في الرد على يوسف عبد المنان.البلد نيوز
    من كان يصدق أن حي ودنوباوي الابن البكر لأمدرمان العريقة يمكن أن يُحتل ويُخلى ويُسرق وتُعدم فيه الخطى نحو المساجد والمكارم والتواصل الحميد بكل هذه السهولة والتفريط. من كان يُصدق أن هذا الحي الموّار بالحياة يمكن أن يُصبح واحداً من أشهر الأطلال المشهودة في الشهور البائسة التي عاشتها بلادنا بعد مزلة الاجتياح الأعمى. من كان يصدق بعد انكشاف المستور وبعد خروج هذه القوى المارقة، أنهم قاموا بتدبيرٍ مجرم باقتحام منزل أو بالأحرى خلوة الوالد الحاج خوجلي محمد حسن والوالدة الشريفية زينب طه حفيدة الشهيد العارف الشريف أحمد ود طه. اقتحموه وسرقوه وتملكوا بالحرام كل مقتنياته ومن ضمنها المكتبة العامرة التي كان يحتفظ بها شقيقنا الأكبر وعميد الأسرة الراحل شيخ العرب حسن خوجلي، وكانت تحتوي مجموعة مقدرة من مكتبة...
    حسين خوجلي يكتب: الوخز بالكلمات ١/ أصدق عبارة عن وصمة اجتياح ود مدني أن قادة لواء الجزيرة كانوا منسحبي أعقاب، وكانت قيادات الدعم السريع أدلة أسلاب لميليشيا الجريمة المنظمة الجديدة والفوضى العملاقة. فعلى الجنرال البرهان البحث عن قائد هذه المليشيا التي كُلفت بتدمير السودان للتفاوض معه، فهو تفاوض أجدى من لقاء جيبوتي المستحيل النتائج والجدوى. ٢/ إن ما سُلب من الجزيرة من سيارات وأموال ومؤن يكفي لتمويل المجهود الحربي للغزاة لأكثر من عامين، وما زال المستشار والخبير العسكري للقيادة العامة يظن أن هذه مجرد ممتلكات للملكية، ويا خسارة هذا الشعب الذي ينال الاذلال ما بين مفردتي الجلابة والملكية. ٣/ صارت إسرائيل بالدمِ الأحمر عظمةً نخرة، وصارت اليمن بالبحر الأحمر دولةً عظمى. ٤/ كتبتُ يوماً هذه العبارة عن الشاعر والوطني...
    اعتاد مجموعة من المعلمين بمدارس الأساس أن يتسامروا في مقهى شهير بأمدرمان قبل الاجتياح المدمر. سمراً يناقش القضايا والذكريات بعد أن أصبحت المتعة المباحة في هذا الزمان قليل. وفي إحدى الجلسات تذاكروا حكايات عن تلاميذهم المتميزين، فحكى أحدهم الحكاية التالية قائلا: كان أحد الأطباء يعمل بإحدى الولايات البعيدة وعندما نقل إلى العاصمة تصادف منزله بجوار مدرستنا ويبدو أن وجوده بالولايات جعل علاقته وثيقة بأطفاله، فقد أورثهم الكثير من المعارف والتاريخ والثقافة، وسجل طفله الأول بمدرستنا حيث كان يومها بالسنة الرابعة أساس. قال ومما كنت حريصاً عليه أن أملأ فراغ الحصص التي يتغيب عنها مدرسيها لأسباب موضوعية، فقد علمنا أساتذتنا الكبار أن تكون لنا علاقة وثيقة بطلابنا، لذا سميت هذه الوزارة بالتربية والتعليم. كنت أبحث في هذه الحصص عن مواهب...
    – عندما سأل طالب جزائري بباريس المفكر الجزائري مالك بن نبي متعجباً من موقف القضاء الفرنسي وهو يدافع بشراسة عن مريض مات بخطأ طبي في إحدى المستشفيات، ويصمت صمت القبور في ذات الوقت عن الملايين في الجزائر الذين تغتالهم بدمٍ بارد كتائب الجيش الفرنسي المستعمرة المجرمة. فرد المهندس المفكر بابتسامةٍ ساخرةٍ وحزينة (إن الغرب الصليبي لا يصدر فضائله للآخرين) – وشابٌ آخر سأل الدكتور الشيخ المجدد حسن الترابي حول انقلاب الجزائر الذي باركه الغرب وهو يغتال انتصار جبهة الانقاذ الجزائري التي اكتسحت أول انتخابات حرةٍ ونزيهة ومشهودة بقيادة الشيخ عباس مدني بأكثر من ٨٠٪؜ من الأصوات فرد الشيخ بجملة حاذقة وذكية تساوي أسفاراً في تفسير الراهن ( إن الغرب لن يسمح للإسلام أن يولد من رحم الديمقراطية) – علمت...
    رغم كل الأحزان التي تعيشها بلادنا فأنا مُّصر أن يحارب هذا الشعب المناضل مأساته بالصبر والصلاة والدعابة، وأن يكون صف العرسان مماثلاً لصف الشهداء، وأن يتعانق هتاف الجلالات مع اغاريد العديل والزين. ومن بين اصطخاب الأحزان مرت بخاطري هذه اللطائف التي أصر على إرسالها مضاداً حيوياً ضد الغادرين الذين يحاولون ليل نهار زرع الدموع والكآبة، ولكن هيهات. ١/ حكى لي أحد ظرفاء شندي بأن عمدة مشهور في إحدى قرى الجعليين أسلم الروح بعد نضالٍ طويل مع المرض، وكان الرجل كريماً شجاعاً (وصباح خير). قام إخوته بإعداد الجثمان الطاهر بكامل مقتضيات السنة من غسيل وحنوط وتكفين. وحين استعدوا لحمله على الأكتاف الواجفة نحو مثواه الأخير وسط تكبير الرجال وعويل النساء، همس ابنه الصغير بجذع في أذن عمه بأن والده...
    وأخيراً سقط عرش الحكايات قبل أشهر داهمت رسوم المدارس الرجل الريفي الفقير فشد الرحال للبندر للاستعانة بأشقائه أحدهم كان صاحب دكة (خضروات) بالملجة والآخر كان صاحب بقالة (خردوات) عامرة بالسوق الكبير. بائع الخضار فيه الكثير من الطيبة واللطف ورقة الحال، وصاحب الخردوات عنده الكثير من المال والقسوة والبخل المطبوع. نزل عند الأول فلاطفه وأكرمه واعتذر له عن قلة ماله سوء أحواله، ونفحه بما تيسر ودعا له بصلاح الأعمال والأحوال . وذهب إلى شقيقه صاحب المال واستقبله بوجهٍ عبوس وقال له متوعداً: ألم تسمع بكساد السوق وقلة العرض والطلب؟ وبعد جدال أعطاه ما لا يكفي مشوار العودة وكسوة طفلٍ واحد. ظن المسكين أنه سيعود كثيفا فعاد كسيفاً سأله شيخ الطريقة تقريراً عن الرحلة فأجاب بصوت خفيض واختصارٍ بليغ:...
    كل العواصم العربية محصورة ومحاصرة بين مفردتين إما منكوبة وإما منهوبة إلا الخرطوم أسيرةُ الابتلاءات فهي منكوبةٌ ومنهوبة حسين خوجلي
    بعد خروجي من غرفة العمليات وانقضاء عمر التخدير أول ما طاف في خاطري وجه الخرطوم الجريحة التي انتظرناها طويلاً فلم تأتي في قطار الثامنة، وما بين الأمل واليأس (انفتح باب الغُنا) فجاءت هذه الرباعية (قطع أخدر) والتي أرجو أن يجاريها الإخوة من أصحاب الجراح الكبيرة بمنافي الداخلِ والخارج الليلة النفس قبل الهزيع بتلاوي ظنيتو افتكار عنب الندى المتساوي الجَرِّح الفتق وسّع مراود الكاوي دة ما بداويهو بالمزيكا (ود الحاوي) حسين خوجلي
    وجدت في بريدي صباح أمس الخميس السابع من شهر سبتمبر ٢٠٢٣م رسالة من أخي الشريف الحبيب الزميل الهندي عز الدين ينقل لي فيها دعوة للغداء من رجل الأعمال السوداني هشام حسن السوباط رئيس نادي الهلال، ثم أتتني رسالة أخري من الأخ الصديق الزميل عاطف الجمصي، تحمل نفس الدعوة، فاستجبت للدعوة بلا تردد، بل تحمست لها، ومن دواعي حماسي للدعوة فضلا عن مقام الصديقين العزيزين – الهندي والجمصي – اللذين نقلا لي دعوة السيد السوباط، أني علمت أن أخي وصديقي الحبيب الشريف حسين خوجلي سوف يشرف اللقاء، وبيني وبين الحسين جسور، واواصر، وذكريات وحكايات، وقصص وحكاوي، وصلوات وسهرات، ومجاهدات ومسامرات، ثم أن صاحب الدعوة السيد السوباط، عندي من الذين تستجاب دعواتهم، وكنت قد التقيت به مرة واحدة قبل نحو عامين عندما...
۱