موقع النيلين:
2025-04-08@18:14:42 GMT

حسين خوجلي: لطائف من سودان 56

تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT

حسين خوجلي: لطائف من سودان 56


رغم كل الأحزان التي تعيشها بلادنا فأنا مُّصر أن يحارب هذا الشعب المناضل مأساته بالصبر والصلاة والدعابة، وأن يكون صف العرسان مماثلاً لصف الشهداء، وأن يتعانق هتاف الجلالات مع اغاريد العديل والزين. ومن بين اصطخاب الأحزان مرت بخاطري هذه اللطائف التي أصر على إرسالها مضاداً حيوياً ضد الغادرين الذين يحاولون ليل نهار زرع
الدموع والكآبة، ولكن هيهات.

١/ حكى لي أحد ظرفاء شندي بأن عمدة مشهور في إحدى قرى الجعليين أسلم الروح بعد نضالٍ طويل مع المرض، وكان الرجل كريماً شجاعاً (وصباح خير). قام إخوته بإعداد الجثمان الطاهر بكامل مقتضيات السنة من غسيل وحنوط وتكفين. وحين استعدوا لحمله على الأكتاف الواجفة نحو مثواه الأخير وسط تكبير الرجال وعويل النساء، همس ابنه الصغير بجذع في أذن عمه بأن والده حي لأنه رأى اصبع ابهامه يتحرك مراراً. فرد عليه عمه بحسم: ( شوف يا ولد بلا خيابة معاك؟ علي الطلاق أبوك دة كان قام هز بضراعاته برضه ندفنه، انت داير القبايل تشمت فينا وتقول الجعليين آخر الزمن بقوا ما بعرفوا الموت؟ وحكايات الجعليين في معاندة الحياة الرخوة تملأ اسفاراً ومكتبات.

٢/ حكى لي صديقٌ من الرفاق بأن الراحل محمد ابراهيم نقد سكرتير الحزب الشيوعي حين زار العراق ظل يتلقى دعوات من القيادات السودانية هناك بولائم علقت فيها عشرات الخرفان التي تربت ما بين الرصافة والجسر، وأصبحت المرارة وأم فتفت والسلات عند الرجل مثل الماء والهواء. وعندما هم بالمغادرة وتوسط مطار بغداد متوجهاً صوب الخرطوم الحبيبة همس في أذنه مرافقه قائلاً: يا أستاذ نقد الطيارة دي حتتأخر شويه، وبجوار المطار هنالك مطعم شهير بالمشويات فما رأيك في وجبة غداء؟ هنا ثار أستاذ نقد وعلى طريقة الدعابة التي اشتهر بها صاح في وجه الشاب بصوتٍ انتبه له جميع الحاضرين: حكايتكم شنو أيها النشامى، انتو بعثيين ولا جعليين؟

٣/ أما الحكاية الثالثة بعد حركة ديسمبر ٢٠١٨ يومها تنحى البشير حين أخطره الضباط الكبار بأنهم قد استولوا على السلطة، فقال الرجل في اعتداد: على بركة الله .. وابقوا على السودان عشرة، وأتم ركعاته في خشوع (وحدث ما حدث) وما زال العرضُ مستمراً.

قابلت بعد اعتقال الرئيس شاب على علمٍ واستقامة وكان إماماً لمسجد القيادة، سألته بفضول الصحفيين المطبوع عن ذكرياته مع البشير، فقال لي وقد كست وجهه سحابة حزن فسيح، الحديث يا أستاذ يطول، ولكن سأعترف لك بأمرين حتى نلتقي في متسع. (طيلة فترة واجبي إماماً بالمسجد ما أتيت صلاة الفجر قط إلا وجدت الرجل أمامي بالصف الأول، ولم يمر علينا اثنين أو خميس إلا كان الرجل صائماً).

وقد حرضتني هذه الشهادة الصادقة من قلب المأساة التي تعيشها بلادنا أن أرسل هذه البرقية للرجل في عليائه:

أخي الرئيس نحن سألناك أن تدعو حصرياً على القحاطة، ولكننا لم نسألك أن تدعو على الشعب السوداني.

حسين خوجلي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

كارثة جوية كادت تقع فوق المحيط.. راكب أردني يثير الذعر في طائرة أسترالية

عواصم - الوكالات

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهامات إلى مواطن أردني يبلغ من العمر 46 عامًا، عقب محاولته فتح أبواب طائرة أثناء رحلتها من كوالالمبور إلى سيدني، في حادثة وصفتها السلطات بأنها "خطيرة وكان من الممكن أن تنتهي بكارثة".

وأوضحت الشرطة، في بيان رسمي صدر مساء الأحد، أن المتهم حاول فتح باب مخرج الطوارئ الخلفي للطائرة خلال الرحلة، ما استدعى تدخل طاقم الطائرة لإعادته إلى مقعده. وأضاف البيان أنه بعد فترة وجيزة، حاول الرجل فتح مخرج طوارئ آخر، مما دفع الطاقم وعدد من الركاب إلى تقييده.

وأكدت الشرطة أن الرجل اعتدى كذلك على أحد موظفي شركة الطيران خلال الحادثة. ونتيجة لذلك، وُجهت إليه تهمتان بتعريض سلامة الطائرة للخطر، وتهمة واحدة بالاعتداء، وهي تهم تصل عقوبة كل منها إلى السجن لمدة أقصاها عشر سنوات.

وقالت دافينا كوبلين، القائمة بأعمال مفتش المباحث في الشرطة الفيدرالية: "كان من الممكن أن تكون لتصرفات هذا الرجل عواقب مأساوية. لن تتهاون الشرطة مع أي سلوك إجرامي على متن الرحلات الجوية، خاصة عندما يعرض الأرواح وسلامة الطائرة للخطر".

وخلال مثوله أمام المحكمة، أفاد محامي المتهم أن موكله كان تحت تأثير عقارين طبيين، أحدهما "السودوإيفيدرين" والآخر حبوب منومة، إضافة إلى تناوله الكحول قبل الصعود إلى الطائرة، مشيرًا إلى أن موكله "لا يتذكر ما حدث خلال الرحلة".

وأفادت وسائل إعلام أن الرحلة كانت تابعة لشركة "إير آسيا"، وهبطت بأمان في مطار سيدني.

مقالات مشابهة

  • هكذا أكرم جعفر المنصور رجل المدينة وماذا قال الشنفرى في خصال زوجته؟
  • كارثة جوية كادت تقع فوق المحيط.. راكب أردني يثير الذعر في طائرة أسترالية
  • مشروب يتحول من منعش إلى قاتل بسبب الإهمال
  • أردني حاول فتح أبواب طائرة متجهة إلى سيدني
  • سالوفه ورباط …!!!
  • هل يتحقق ثواب الجماعة بأداء الرجل الصلوات المفروضة مع زوجته؟.. الإفتاء توضح
  • حمدوك وتدمير السودان
  • الشرطة الكندية تعلن انتهاء حادثة الاحتجاز داخل البرلمان وتعتقل المشتبه به
  • حسين خوجلي يطالب باستقالة الاعيسر
  • خالد الإعيسر: ‏حرب آل دقلو.. عمق المأساة!