موقع النيلين:
2025-02-23@01:39:43 GMT

حسين خوجلي: لا تقرأ هذه الحكاية

تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT

لا يختلف اثنان مهما تواضعت معرفتهما بأصول الحياة بأن الحضر السوداني والمدن ومواقع التأثير السيادي والحضاري والاقتصادي، الموزع بين غرب السودان وشماله وجنوبه وشرقه كانت تمتاز بعبقرية مفتوحة من الغباء والسذاجة والخضوع الرتيب للحياة اليومية دون تدبر أو برنامج أو استشراف.

وهذا ما دفع اعداءهم أن يقتحموا عليهم الديار ويحرقوا كل تجربتهم في التنمية والتعليم والصحة والمؤسسات العامة والخاصة التي شيدوها بعرقهم ودموعهم وكفاحهم عبر عشرات السنوات.

لم يجدوا في مرابضهم مجرد عصا دعك من بندقية لترد الغزاة واللصوص والأوباش وسارقي الحياة، فكان حلهم الوحيد أن يهرب أغلبهم بملابسه الداخلية وأعراضه ويتجه صوب الخلاء والمجهول. بحيث أصبحت لكل اسرة سودانية مأساة تُحكى ومصيبة تُروى.

وقد ذكرتني حالتنا هذه ونحن في منافي بلادنا ومنافي الاخرين حكاية سودانية فهي رغم طرافتها تدعو للتدبر والحزن والمماثلة بين الحالين:

قال الشاهد أن الشيخ العالم مجذوب جلال الدين عليه الرحمة والد أشعر شعراء العرب المعاصرين محمد المهدي المجذوب، وهو ايضا كان شاعرا وكان بحرا في علوم الفقه والتفسير والأدب والنحو وعموم علوم اللغة. كان يمتاز بالسخرية والمُلح والطرائف التي يسير بخبرها الركبان رغم جديته وحزمه ورصانته العلمية. وكانت له حصة محضورة بالمعهد العلمي بأمدرمان وكان حينما يأتي لتدريسها يلحظ أن هنالك طالباً صفيقاً ومتنمرا يخرج من وسط الفصل دون استئذان ويقف امام زملائه ويلقي خطبة، ويكررها بين كل حصة وأخرى وبالرغم من فجاجتها فإنه لا يجد تنبيها من أحد أو تحذير.

وفي إحدى الأيام صدمت كلماته أذن الشيخ المرهفة المضادة للجهل والأخطاء فوقف متسمراً في نافذة الفصل وسمع الخطبة كاملة وعندما دخل عليه الرحمة أمر الطالب بالوقوف وقال معلقا: (خطاءٌ لحّان جاهل ومتعدي على الدين واللغة وخطيبُ دهماء، بيد أنك وجدت الفصل غابةً من الرياحين) ضج الفصل بفاصل من الضحك المتوالي الذي انتصر لصمتهم وجبنهم الذي دام طويلاً، فالتصقت جملة الهجاء بالطالب حتى تخرجه والتصقت بالفصل مفردة غابة الرياحين القاسية. وهي لعمري حكاية تصلح أن نطلقها على أنفسنا وعلى اعداءنا الغزاة مع إضافة مفردة لصٌ وتدميري وعميل وخائنٌ وناكرُ احسانٍ ومجرم. وما كان لهذه النكبة أن تحدث لولا أنهم وجدوا نيالا والخرطوم ومدني وسنجة غابة من الرياحين.

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

«أنا لست قطة».. معلمة أسترالية تترك عملها بسبب اتهامات «المواء» و«الزئير» في الفصل

في مدرسة مارسدن الثانوية بمدينة لوجان سيتي في كوينزلاند بأستراليا، أثارت معلمة جدلًا واسعًا بين أولياء الأمور والطلاب على حد سواء، وذلك بسبب سلوكها وتصرفاتها الغريبة داخل الفصل.. فماذا فعلت؟ وكيف استاء منها الطلاب وأولياء الأمور؟

سلوك غريب لمعلمة أسترالية

بحسب وسائل الإعلام الأسترالية، فإن المعلمة - لم يتم الكشف عن هويتها - طلبت أن يناديها الطلاب بـ«السيدة بور»، وزعمت أنها قطة، وشوهدت وهي ترتدي عصابة رأس على شكل أذني قطة، بالإضافة إلى قلادة تحمل اسم «بور» في الفصل.

كما تجاوزت تصرفات المعلمة مجرد ارتداء الأزياء؛ إذ قيل إنها كانت تهسهس على الطلاب وتلعق ظهر يدها، بل وصل الأمر إلى أنها كانت تزأر عليهم إذا لم ينتبهوا للدرس، وقد تسببت هذه التصرفات في استياء وقلق الطلاب وأولياء الأمور، حسب موقع «odditycentral».

استياء أولياء الأمور

وأعرب أحدهم عن استيائه قائلًا: «إنها تجبر الأطفال على مناداتها بالسيدة بور، وتصرخ كالقطة وتزأر عندما لا يستمعون إليها، إنها تجلس في الفصل وتلعق يديها، إنه أمر مقزز للغاية، يجب أن يتم فعل شيء حيال هذا الأمر»، وعبر آخر عن غضبه على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: «من المحبط أكثر أن المدارس العادية ونظام التعليم الذي نرسل أطفالنا إليه كل يوم لديه معلمون يفعلون أشياء مثل هذه».

وقد وصلت هذه القضية إلى وزارة التعليم في كوينزلاند، التي أكدت أنها على علم بمخاوف الآباء وأن المدرسة تعمل على معالجة الوضع، وذكرت في بيان لها: «يلتزم المعلمون بأعلى معايير الاحتراف والأخلاق، وهذا السلوك غير مقبول في مدارس ولاية كوينزلاند».

ومن جانبها، نفت المعلمة جميع الاتهامات الموجهة إليها، وقالت إنها طلبت من الطلاب مناداتها بـ«السيدة بور» لأن الأحرف الأولى من اسمها هي PRR، وفي تطور لاحق، أشارت صحيفة «كورير ميل» إلى أن المعلمة لم تعد تعمل في المدرسة، على الرغم من حصولها على دعم واسع من أعضاء هيئة التدريس ونقابة المعلمين.

مقالات مشابهة

  • في رمضان 2025| زيادة قيمة منحة العمالة غير المنتظمة .. إيه الحكاية؟
  • في العقل العربي.. الحل في الفصل بين «المعرفي» و«السياسي»
  • عاصفة غضب في الجزائر ضدّ نجل «ساركوزي».. ما الحكاية؟
  • عصام صاصا من السجن لمسلسل ولاد الشمس فى رمضان.. تفاصيل الحكاية
  • «علكة صالح».. مسرحية تقرأ تعدد الرأي وبساطة الحل
  • «أنا لست قطة».. معلمة أسترالية تترك عملها بسبب اتهامات «المواء» و«الزئير» في الفصل
  • توقيف معلم تحرش بطالباته
  • جنوب أفريقيا: لن نتراجع عن دعوى الإبادة ضد إسرائيل رغم ضغوط ترامب
  • هاشم: العدوان الذي اصاب لبنان غايته تحويل المناطق الجنوبية خاصة منزوعة الحياة
  • سورة تقرأ في العشر الأواخر من شعبان.. تغير حياتك 180 درجة للأفضل