خمسون عاماً والسودان مشدود بين عمودي الوعد الأمريكي الكذوب عيده الغضوب. معاناة منذ مايو حتى ديسمير لا هبة تخفض العين ولا عطاءٌ يرفع الرأس.

لقد توقف الناس كثيراً عند هاتف وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن للفريق البرهان القائد العام ورئيس مجلس السيادة يدعوه آمراً للسفر لمفاوضات جدة بتشكيلها الجديد. وقد كان رد البرهان مثار احترام الجميع، وقد كان حكيما وحاسماً: (نحن أصحاب شرعية لا يسافر قائدها إلا بدعوة موثقة وأجندة مكتوبة وتنفيذ لما اتفقنا عليه سابقاً، حتى يكون لنا مبرر لمناقشة اللاحق)

وهذا لعمري يُفضي إلى خطة التوكل الاستراتيجي القائم على الايمان المطلق بالله وبالشعب والحكمة والتدبر والكفاءة والاستعداد والاعتداد.

وتمثيلاً لإرادة الشعب السوداني فهنالك نصيحة باهرة وماهرة من ود الرضي لود برهان مفادها:
المو بانيك و لا صارف عليك موجود
كلامو الفيكَ زى خنق الحبل للعود
الارزاق مقسمة والعمر محدود
و الهواء عند كريما بابو مو مسدود

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

إبراهيم النجار يكتب: اتفاق الشرع قسد.. وماذا بعد؟!

في دوامة المشهد السوري، حيث تتشابك الخيوط وتتعقد.. يظل عنصر المفاجأة سيد الموقف هناك. وعلي الرغم من وضوح الصراعات، يبقي توقيت الأحداث لغزا محيرا، حيث تتبدل فيه المواقف والتحالفات في برهة من الزمن.. أحداث دامية، واشتعال النيران في الساحل السوري، جعلت الصوت الدولي يرتفع، مطالبا بوقف العنف، وتحرك حكومة دمشق علي وجه السرعة، لرأب الصدع ومعالجته قدر المستطاع. 
في غمرة هذا المشهد المأساوي، يطل فجأة إعلان اتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية، "قسد". والذي وصف بـ التاريخي، حسب مراقبين، ذلك الاتفاق الذي كان بالأمس القريب ضربا من الخيال. ينص الاتفاق، الذي وقعه الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد "قسد"، الجنرال مظلوم عبيدي، على دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية، في إطار الدولة السورية الجديدة. خطوة يراها البعض، أهم تطور منذ سقوط حكم بشار الأسد. إذ يطمح السوريون، إلي أن يسهم الاتفاق، في وأد أي محاولات انفصالية، ومنع أي اقتتال داخلي قد يعيد البلاد إلي الفوضي.
بينما امتلأت شوارع دمشق، بـ الاحتفالات، وسط آمال بأن يشكل الاتفاق، اختراق كبير في مسار بناء الدولة الجديدة، هناك من يدعو إلي التريث، محذرين من أن التنفيذ هو الاختبار الحقيقي، لمدي جدية الأطراف في الالتزام ببنود الاتفاق - الاتفاق في حد ذاته جيد - غير أن الضغوط الإقليمية، قد تؤثر بقوة علي مجريات تنفيذ بنود الاتفاق، ومعطياته علي الأرض، ولا سيما، أن اللاعبين الدوليين، لن يقفوا مكتوفي الأيدي، ومن ثم فإن نجاح الاتفاق، يتوقف علي قدرة "قسد"، علي مقاومة الإغراءات والضغوط الخارجية، التي ربما قد تعيدها إلي دائرة المواجهة مع الدولة، هذا من جهة، ومن جهة أخري، مرونة دمشق في تلبية متطلبات السوريين الأكراد، وقبولهم في الاندماج في النظام. 
ثمة من يري، هذا التفاؤل مشروط، ولا بد من الحذر من الفخاخ السياسية، فـ الاتفاق يعزز وحدة البلاد، ويحبط المخططات الإسرائيلية، الساعية إلي استغلال الاقليات الدينية والعرقية، لتقسيم سوريا. ومن ثم لابد من التركيز علي دمج كل مكونات المجتمع السوري، ومنح الشعب في حقه في السلطة، وإدارة شئون البلاد، وإلا فإن الفرص ستضيق أكثر فأكثر علي الحكومة الجديدة، إقليميا ودوليا. فهل سيثبت الاتفاق قوته، أمام العواصف السياسية والتدخلات الخارجية، وصراع المحاور في سوريا؟.

مقالات مشابهة

  • عادل الباز يكتب: الخطة (ط): التطويق (1)
  • الجيش الأمريكي يشيد باعتقال أم حسين في العراق
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (12 – 20)
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (12 – 20)
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: ثمن الكلام
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قاموس الأفكار
  • البرهان يقدم 1000 وجبة يومية لدعم مشروع عابر سبيل
  • إبراهيم النجار يكتب: اتفاق الشرع قسد.. وماذا بعد؟!
  • الإسلاميون وراء تغذية النزاع بين كيكل والحركات
  • البرهان: نجدد العزم على تحرير البلاد من المرتزقة والعملاء والقضاء على مليشيا الدعم السريع