حسين خوجلي يكتب: الرسم بالكلمات
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
– عندما سأل طالب جزائري بباريس المفكر الجزائري مالك بن نبي متعجباً من موقف القضاء الفرنسي وهو يدافع بشراسة عن مريض مات بخطأ طبي في إحدى المستشفيات، ويصمت صمت القبور في ذات الوقت عن الملايين في الجزائر الذين تغتالهم بدمٍ بارد كتائب الجيش الفرنسي المستعمرة المجرمة. فرد المهندس المفكر بابتسامةٍ ساخرةٍ وحزينة (إن الغرب الصليبي لا يصدر فضائله للآخرين)
– وشابٌ آخر سأل الدكتور الشيخ المجدد حسن الترابي حول انقلاب الجزائر الذي باركه الغرب وهو يغتال انتصار جبهة الانقاذ الجزائري التي اكتسحت أول انتخابات حرةٍ ونزيهة ومشهودة بقيادة الشيخ عباس مدني بأكثر من ٨٠٪ من الأصوات فرد الشيخ بجملة حاذقة وذكية تساوي أسفاراً في تفسير الراهن ( إن الغرب لن يسمح للإسلام أن يولد من رحم الديمقراطية)
– علمت مصادرنا أن موسوعة المعارك الأشهر في تاريخ العالم المعاصر قد ضمت معركة مجمع الشفاء بغزة بجانب ووتر لو وكرري والعلمين والتل الكبير وبيرل هاربر وهيروشيما وديانفو والعبور ٧٣ وطوفان القدس.
– وانفتح باب الغناء
الخرطوم كان صحت ورفعت بيارق دينا
وتُقابة الفجر حرقت ضلام الشينة
قدلت بالنصُر عازه وهديل وسكينة
وسودان المَكرمات يرجع مدينة مدينة
– من الجمعيات الصغيرة التي ما زالت في الذاكرة أيام الجامعة مجموعة كانت تهدينا في كل يومٍ آية مع سر الاختيار وفائدة الاستدلال. ومن الآيات التي رشحها أحد الأصدقاء للحفظ والتدبر وجعل العنوان ( فن الاعتراف) وهي تحكي وقوف سيدنا عيسى في خضوع أمام الحق عز وجل والتساؤل العرفاني قال تعالى ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (118)
** حاشية
لاحظ عزيزي القارئ ترفق سيدنا عيسى بقومه رغم خطيئة الشرك ( إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وكان خالنا الراحل الحافظ محمد احمد طه الشهير بالفكي حين يصل إلى هذا الموقع من الآية يبكي بكاءً مراً ويقول ببساطة الصوفي المعذب (ود مريم ما حنيّن )
حسين خوجلي
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كاتب أميركي: روسيا تتفوق على الغرب بالمعركة الإعلامية في أفريقيا
قال الكاتب الأميركي توماس كينت إن روسيا تتفوق على الغرب في المعركة الإعلامية في أفريقيا، فهي تركّز على قضايا تهم الشعوب الأفريقية بما في ذلك السخط المحلي تجاه فساد الحكومات والهيمنة الغربية، متجنبة بذلك ذكر غزوها أوكرانيا، ما يجعلها أكثر تأثيرا من خصومها في كسب الرأي العام في القارة.
وأفاد كينت في مقاله الذي نشره موقع ذا هيل الأميركي بأن أكبر حرب تخوضها أوروبا منذ عقود من الزمن لا تحظى بالاهتمام إلا عندما تهدد إمدادات الغذاء للقارة الأفريقية، أو عندما يعاني الطلاب الأفارقة من المعاملة العنصرية في منطقة الحرب.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4تايمز: صراع على السلطة بالكونغو يهدد أطماع ترامب في المعادنlist 2 of 4صعود الإمبراطورية الروسية في أفريقياlist 3 of 4صحيفة روسية: موقف بكين من رواندا تحوّل لافت بسياستها الخارجيةlist 4 of 4نخاف حتى من التنفس.. سكان من مالي يتحدثون عن فاغنرend of listولفت الكاتب -وهو زميل أول في مجال التواصل الإستراتيجي في مؤسسة مجلس السياسة الخارجية الأميركية- إلى أن روسيا تستغل غياب أوكرانيا عن الوعي السياسي بذكاء، وتقدم نفسها على أنها قوة بديلة للنظام الدولي الغربي المهيمن، وتنشط في كسب الشباب عبر المنح الدراسية والخطاب الديني المحافظ.
إستراتيجية روسيا الإعلاميةوعلى الرغم من محاولات الغرب إبراز وحشية الغزو الروسي، فإن روسيا تتفوق بتركيزها على قضايا تعني الأفارقة مباشرة، مثل الاستعمار الغربي ودعم الغرب لبعض الحكومات المعروفة بالفساد والتدخلات العسكرية الغربية السابقة، ما يجعل خطاب موسكو أكثر صلة بالواقع اليومي لسكان القارة، حسب الكاتب.
إعلانوأكد الكاتب أن روسيا تبرع في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية والدعاية الإخبارية لبث مشاعر الغضب تجاه الحكومات الأفريقية الموالية للغرب، مما يزعزع استقرارها.
وأشار الكاتب إلى أن بعض الأفارقة، خاصة من الشباب، يرون روسيا قوة مستقرة مقارنة بالغرب المضطرب، ويُنظر إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه قائد حازم، في حين أن روسيا لا تقدم مساعدات مالية كبيرة للشعوب، إلا أنها تنشر نفوذها عبر تعزيز هذه الآراء على وسائل الإعلام والشبكات الرقمية.
ووفق الكاتب، فهناك جانب عاطفي وتاريخي لعلاقة الشعوب الأفريقية مع روسيا، إذ يتذكر بعض كبار السن دعم الاتحاد السوفياتي السابق لحركات التحرر الأفريقية.
ضعف الحضور الغربيوانتقد الكاتب بشدة ضعف الخطاب الغربي في أفريقيا، الذي يقتصر على دعم الحكومات الموالية ويتجنب مواجهة الدعاية الروسية بشكل مباشر.
ويلوم الكاتب ضعف حضور الغرب الإعلامي، مع عدم معرفة كثير من الأفارقة بالقمع السياسي والعنصرية في روسيا، وهو ما يمنح موسكو تفوقا إعلاميا ملحوظا حسب رأيه.
وخلص الكاتب إلى أن على الغرب إعادة النظر في إستراتيجيته الإعلامية تجاه أفريقيا، والتركيز على دعم حقوق الإنسان ومحاربة الفساد حتى لو كان ذلك على حساب بعض الحلفاء الحاليين، فالمستقبل السياسي في القارة يتشكل الآن، ويجب على الغرب مواكبته.