وأخيراً سقط عرش الحكايات
قبل أشهر داهمت رسوم المدارس الرجل الريفي الفقير فشد الرحال للبندر للاستعانة بأشقائه أحدهم كان صاحب دكة (خضروات) بالملجة والآخر كان صاحب بقالة (خردوات) عامرة بالسوق الكبير.

بائع الخضار فيه الكثير من الطيبة واللطف ورقة الحال، وصاحب الخردوات عنده الكثير من المال والقسوة والبخل المطبوع.

نزل عند الأول فلاطفه وأكرمه واعتذر له عن قلة ماله سوء أحواله، ونفحه بما تيسر ودعا له بصلاح الأعمال والأحوال .

وذهب إلى شقيقه صاحب المال واستقبله بوجهٍ عبوس وقال له متوعداً: ألم تسمع بكساد السوق وقلة العرض والطلب؟ وبعد جدال أعطاه ما لا يكفي مشوار العودة وكسوة طفلٍ واحد.
ظن المسكين أنه سيعود كثيفا فعاد كسيفاً سأله شيخ الطريقة تقريراً عن الرحلة فأجاب بصوت خفيض واختصارٍ بليغ:

الفيهو شي ما عنده شي .. والعنده شي ما فيهو شي
بعد أن أكملتُ الحكاية كدت أن ألغيها فقد اكتشفت أنها من الأدب الذي لا يفيد لأن دراسة الحالة لأبطالها أفادت الآتي:

طالب النجدة الريفي أصبح بلا حقل وأصبح أبناؤه بلا مدرسة، أما تاجر الخردوات فقد تم نهب محله حتى المِّشاش حتى أضطر لتسجيل اسمه في مضابط الزكاة، وبائع الخضروات الطيب أصبح (شحاداً) على أعتاب مسجد السوق الكبير، أما شيخ الطريقة (طلع غواصة)

ويح نفسي على السودان فحتى حكاياته وأمثاله ما عادت تصلح للتدبر والنصيحة والاعتبار.

حسين خوجلي

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

سيناريو 2006 يتكرر بهذه الطريقة!

تتكرر الذاكرة المؤلمة للماضي، كما كان الحال في حرب 2006، حين نُقلت جثامين الشهداء إلى قراهم بعد توقف العدوان.   اليوم، تعيد الحرب ذات المشهد، ومع اتساع رقعة الحرب في الآونة الأخيرة، ونزوح الأهالي وانقطاع الطرق عن القرى الحدودية، أصبح دفن الشهداء في مسقط رأسهم حلمًا مؤجلًا.   وأصبح الدفن المؤقت الخيار الوحيد، حيث تمت إقامة مقابر مؤقتة بالقرب من ثكنات الجيش في صور، وتُدفن فيها الجثامين بشكل مؤقت، بانتظار اللحظة التي يعود فيها السلام، ليتمكن الأهالي من العودة إلى قراهم وتكريم شهدائهم. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • كيف عادت شركة النصر للسيارات بعد التصفية؟ رئيس الوزراء يُجيب
  • كيف عادت شركة النصر للسيارات من الموت؟.. رئيس الوزراء يُجيب
  • سيناريو 2006 يتكرر بهذه الطريقة!
  • كتاباته ساخرة بأسلوب راقيٍ.. من هو أحمد بهجت صاحب صندوق الدنيا؟
  • في ذكرى ميلاده.. طه حسين عميد الأدب العربي صاحب مسيرة أدبية وصلت للعالمية
  • سعر الدولار اليوم في السودان الجمعة 15 نوفمبر 2024.. تراجع جماعي
  • مصادر مصرف لبنان: الأمور عادت الى ما كانت عليه
  • دعاء المضطرين للفرج العاجل.. 12 كلمة تصلح حالك كله
  • سعر الدولار اليوم في السودان الخميس 14 نوفمبر 2024 في السوق السوداء
  • أكلة صعيدية تصلح لفصل الشتاء.. طريقة عمل السخينة