موقع النيلين:
2025-03-11@07:06:12 GMT

حسين خوجلي يكتب: أسدٌ وصقرٌ ورتبة

تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT

نحن من نفر يوقر كريم الحيوان، وهم من نفر يغتالون كريم الإنسان. وقد ورد في المستطرف السوداني أن شيخ العرب نزل يوماً بسوق القضارف فوجد غلبة من الناس من بينهم أجانب من وراء الحدود يحيطون بشبل أسد صغير، جاء به هؤلاء الأغراب من غابة قريبة، جوار مشروع زراعي كانوا يحصدونه، وقد أفلت الشبل من عرين أبويه الأسد واللبوة وهام بالغابة حائراً، فألتقطوه كما التقط السيارة يوسف، وعرضوه بثمن بخس في سوق المدينة.

أناخ شيخ العرب ناقته الورقاء حين سمع الضجة، وسأل عن الأمر فأجابوه، فقال للأغراب: سأمنحكم ضعف ما تطلبون ثمنا للشبل، ولكن عندي شرط، هو أن تردوه وتطلقونه حراً في غابته، وهذا مني نصف الثمن، وعندما تعودون تأخذون النصف المتبقي.

وقبل أن يحملوه بعد أن ارتضوا الصفقة، حمله شيخ العرب بين ذراعيه وأحتضنه في دفء وحنان، وهو ذات الدفء الذي يحتضن به شعبنا شهدائه وقادته من القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمستنفرين وقدامى المحاربين وأهل الثارات النبيلة. وخاطبه في وداد واحترام:
*في سُوق القضارف جابوك درادِر وضيعهْ*
*وأمك في الحريم ماها المرا السِمِيعهْ*
*ونترةْ ناس أبوك ال للقلوب لِوِيعهْ*
*وإت كان كِبِرْ جنباً تقِلب البيعهْ*

مرت بخاطري هذه الحكاية الشهيرة وانا اقرأ الإعلان الذي أصدرته الادارة الأمريكية بقيادة الديمقراطيين المغادرين -غير المأسوف عليهم- في الساعات الاخيرة من حياتها، بإنزال عقوبة على الرئيس والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبد الرحمن، ومن قبله رفيق دربه في الكفاح والسلاح الفريق أول ميرغني ادريس سليمان، وقد نالا العقوبة الإمبريالية قلادة شرف وهما يدافعان عن شعبهما بالفكرة والدم والساعد والسلاح.

وقد أغراني هذا الموقف أن أقترح لقيادة هيئة الأركان بكامل عضويتها والمجلس السيادي بكامل عضويته بأن يصدروا قراراً يقضي بإضافة علامة (أسد) بجوار كل علامة صقر تزين كتف رتبة فريق نال شرف العقوبات الجائرة وهو يقف تحت الشمس مدافعاً ومنافحاً عن بلاده في معركة الكرامة، التي سنستعيد بها بلادنا شبراً شبراً، وسنلقي بالعملاء والمرتزقة وسادتهم الى الأبد في مزبلة التاريخ.

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟

لا شك أن الشخص الذي يتمتّع بحسّ الفكاهة والطرفة هو شخص إيجابي، يَلقى الكثير من التّقبل والاستحسان من الآخرين، بل ويحظى بمكانة متفرّدة بينهم، فقد أثبتت دراسات كثيرة أن مثيري الضحك وأصحاب الطُرفة هم أشخاص قادرون على التخفيف من حِدة الاكتئاب والقلق لدى مجالسيهم، هذا إذا لم يكن الضحك نفسه دواءً للعديد من الأمراض المستعصية كما أثبتت إحدى الدراسات العلمية التي أجريت في الصين مؤخراً، لكن هل الفكاهة سلوك فكري تلقائي، أم هي مهارة يمكن التمرّن عليها وتأديتها؟ لقد شاعت في منتصف الثمانينيات من القرن الفائت ثقافة الكوميديا في المقاهي والمسارح العالمية، وهي عبارة عن أداء فردي يقوم به «كوميديان» أمام جمهور يحرص في أدائه على إضحاك الحضور، ومن أشهرهم في الولايات المتحدة الأميركية تشارلي تشابلن، إيدي ميرفي، وجيري سينفيلد، فقد حقق هؤلاء شهرةً عالية وبالمقابل أرباحاً كبيرة، جراء استحسان الجمهور لهذا الفنّ وحاجتهم إلى الاسترواح بالهزل، هاربين بذلك من ثقل الجدّ ومَراسمه المتعبة، فبها يستعيد الإنسان نشاطه ويجدد همّته، بل إن الجاحظ أوصى بالفكاهة والضحك، لا سيما للعلماء وأهل البحث والنّظر الذين تطغى على محياهم مظاهر الجدّة والعبوس والصّرامة عادةً، كل ذلك مشروط بأن يكون المُزاح أو الهزل في وقته وسياقه، فلا يليق مثلاً الهزل بالمحامي، في حين يصلح للمحاضرين وإن كانوا أكاديميين، والهزل دليل على أن صاحبَه فارغ البال، غير مهموم، حاله حسنة، على ألا يؤدي الهزل إلى الإفراط بالواجبات والإهمال كالابتعاد عن الموضوع والواجبات الرئيسية.
أما الجاحظ فقد استخدم الفكاهة، عبر سرد قصص النوادر والطرائف في كتابيه «الحيوان» و«البيان والتبيين»، كفلسفة ونهج في التأليف، بُغيته من ذلك جذب القارئ وتقديم الموضوعات بطرق غير تقليدية، رغم أنه طرح مسائل علمية بحتة، فاستطاع أن يلج إلى عمقها تحليلاً واستقصاءً، دون أن يُفقد تلك المسائل أهميتها الأدبية والتاريخية، وبذلك جعل من الإضحاك والمزح جِدةً ووقاراً، كما أعانته الفكاهة على تنويع أبواب كتبه وطرح مواضيع متنوعة بسهولة، باعتبار أن الضحك والرغبة به ظاهرة اجتماعية لا يمكن تجاوزها لأنها تخفف من أثقال الحياة وأعباء الواجبات المنوطة بالإنسان، فقد عدّها فلسفةً وفناً ساخراً لا يُتقن بتلك السهولة واليسر، فقيمة أسلوب الفكاهة الشفوية والمكتوبة تكمن في قدرتها على إظهار شخصيات ثانوية وخطابات مضمرة أو مسكوت عنها في عُرف سلطة النّص الجامد الذي يحكم على النص وصاحبه تبعاً لجديته وقيمته الثابتة، وهو بالتالي رسالة يراد منها هدم نمط معين من السلوكيات العامة.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة د. نزار قبيلات يكتب: تأثيل الرّمسة الإماراتية وعام المجتمع لغة الجسد الرقمية

مقالات مشابهة

  • عصام الدين جاد يكتب: أمس كان الفداء.. واليوم كان النصر
  • هل التبول المتكرر علامة على هشاشة العظام؟ دراسة صادمة
  • مصر أكتوبر: ذكرى انتصار العاشر من رمضان ستظل علامة مضيئة في تاريخ الوطن
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • د. نزار قبيلات يكتب: هل الفكاهة مهارة أم فلسفة؟
  • زيلينسكي يُسلِّم بكامل شروط ترامب
  • شاهد.. الصحفي حسين خوجلي يحكي قصة فضيحة تحكيمية حدثت بإحدى مباريات الهلال بالدوري حينما هدد حكم المباراة لاعب الخصم بالابتعاد عن “النقر” وعدم الاقتراب منه نهائياً وقرار شداد بتكريم الحكم يثير الدهشة!!
  • سولسكاير يكتب التاريخ في بيشكتاش
  • هايلي بيبر تضع علامة الإعجاب على مقطع فيديو يسخر من خطيب سيلينا غوميز
  • أحمد نجم يكتب: في ذكرى استشهاد الجنرال الذهبي