2024-09-08@13:59:57 GMT
إجمالي نتائج البحث: 35

«بثینة شعبان»:

    يمرّ العالم الذي نعيش به اليوم بأزمة سياسية غير مسبوقة منذ عقود تترك آثارها وارتداداتها ونتائجها على حياة البشر وأمنهم ومستقبلهم. فحتى نهاية القرن الماضي كان السياسيون يشكّلون على الأقل ركيزة واضحة من ركائز الجدليات والمعطيات السياسية؛ حيث تتصارع في الفضاء العالمي قوى ذات إيديولوجيات مختلفة أو متناقضة تعمل كلّ منها على إيضاح منهاجها وأهدافها لاستقطاب التابعين والموالين والمؤيدين. وتلعب الشخصيات السياسية ومصداقيتها دوراً مهماً في هذا الاستقطاب، ولذلك كانت الأحزاب تسعى إلى تكوين كوادرها ودراسة كلّ مناحي شخصيات قادتها بحيث تتفوق على مثيلاتها من الخصوم. وكانت البلدان تعرّف بأسماء وشهرة وحضور قادتها الذين اكتسبوا شهرة عالمية لمواقفهم المتوازنة حتى من أعدائهم.أما اليوم فقد غاب عن الساحة السياسية رجال الدولة الحريصون على مكانتهم، ليس فقط وهم يتبوؤن المناصب العليا وإنما...
    ما الذي يحدث في هذا العالم؟ هل يتمكن أحد من أن يتوصل إلى تشخيص سليم حول حقيقة ما يجري وأسباب الفوضى التي يعيشها عالم اليوم؟ هل تسمحوا بأن نهجر كل ما نشأنا عليه وما ألفناه من سرديات حول الغرب والديمقراطيات وحقوق الإنسان والنظام الدولي والمنظمات الإنسانية وأن نحلل الواقع الذي نعيشه ونشهده والذي يكاد يقارب عالم اللامقبول والوحشية وشريعة الغاب؟ هل يمكن لأحد أن يشرح كيف يمكن لأي أحد أن يدافع عن نفسه ضمن حدود وعلى أرض الآخرين المحتلة من قبله طيلة 75 عاماً؟ وهل يمكن أن تشعر حكومات الولايات المتحدة ببعض الخجل حين يردّد مسؤولوها أننا نقف مع “حق إسرائيل” في الدفاع عن نفسها؟ بل إن الرئيس الأمريكي مشغول بإمكانية إيجاد تحالف يدافع عن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من...
    لم تكن المفارقة بين حضور مرتكب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في الكونغرس الأمريكي وبين اجتماع الفصائل الفلسطينية في بكين في الأسبوع ذاته لتكون أكثر دلالة ممّا هي عليه اليوم ليس فقط للأطراف المعنية في واشنطن وبكين وإنما لهذه المرحلة التاريخية المعقّدة من تاريخ البشرية واحتمالات توجهاتها ومآلاتها المستقبلية. إذ لو أن الكاتب المسرحي الإيرلندي جون أوزبورن كان على قيد الحياة لوجد في ما يشاهده مسرحاً عبثياً لم يكن ليخطر له على بال مهما اتقدت قدرته الإبداعية على تخيّل اللامعقول، ذلك لأنه أن يرتكب مجرم حرب أبشع أنواع الإبادة ضد شعب أعزل يحاول العيش على أرضه وأن يكون هذا المجرم منبوذاً على مستوى العالم ثم يحظى باستقبال مجلسي الكونغرس الأمريكي وأن يصفقوا له وقوفاً لأكثر من خمسين مرة، وأن يكون هذا...
    حين بدأت الحرب في أوكرانيا بين روسيا والغرب تنبأ د. جيم مير شيمر أن الغلبة في هذه الحرب ستكون لروسيا، ذلك لأنها تعتبر هذه الحرب حرباً وجوديةً، أمّا الغرب فلا يعتبرها وجوديةً، وهي فعلاً ليست كذلك بالنسبة له.تذكرتُ هذا القول في اليوم التالي لعملية طوفان الأقصى، هذه العملية التي قام بها رازحون تحت الاحتلال ومحاصرون براً وبحراً وجوا،ً ومع ذلك كان ردّ الفعل الغربي كأنه حدث وجودي بالنسبة للغرب، إذ تداعى زعماء الغرب إلى “إسرائيل” يعبّرون عن دعمهم لها والتزامهم بأمنها، وقام المسؤولون الأمريكيون بزيارات مكوكية “لإسرائيل” وأصدقائها في المنطقة، وتحركت البوارج الأمريكية وفُتحت قنوات السلاح والمال لكيان كان الحديث أنه يمتلك أقوى جيش وأحدث الأسلحة في الشرق الأوسط، ومن المفترض أنه لا يحتاج كل هذا الدعم في معركة غير...
    يقول المثل العربي: “من يزرع الوهم يحصد الخيبة”. تذكّرت هذا المثل بإلحاح وأنا أشاهد الأوهام التي حاول الرئيس بايدن وحلفاؤه الغربيون بيعها للناس عن حرب غربية يسمونها عالمية مازال بعض شهودها أحياء، وما زال العالم كله والتاريخ يشهد أن الجيش الأحمر وصل إلى الحدود السوفييتية ودخل أراضي رومانيا في آذار 1944، وبدأ مهمة التحرير في أوروبا، بينما فتح الحلفاء جبهة ثانية في 6 تموز في النورماندي فقط ليسارعوا في إظهار أنفسهم وكأنهم جزء من عملية التحرير مع أن الذي قام بدحر هتلر وتحرير أوروبا هو الجيش الذي دفع 27 مليون قتيل في هذه الحرب، ولم تكلّف عملية النورماندي الحلفاء إلا عشرة أو عشرين ألف قتيل وكانت مجرد تمظهر متأخر للادعاء بالمشاركة بالتحرير.أما أن يتداعى المسؤولون الغربيون لتكبير الوهم حول هذا...
    من اللافت أن رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الذي استعرض أفكاراً لهدنة بين الكيان والمقاومة قد فضّل أن يتمّ تقديم المقترح باسم الطرف الإسرائيلي وليس من قبل الولايات المتحدة، وأغلب الظن أنه بذلك يريد أن يُري العالم أن الكيان الصهيوني هو الذي يقدّم المبادرات التي قد ترفضها المقاومة كونها غير مستوفية أي شرط من الشروط التي قاومت المقاومة وضحّت من أجلها. وقد قال الرئيس بايدن إن هذا المقترح يعيد كل الأسرى الإسرائيليين ويؤمّن الأمن لإسرائيل ويخلق يوماً أفضل في غزة بعد حماس، كما يهيّئ الأرضية لتسوية سياسية من أجل مستقبل أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين. وفي تركيزه الشديد على مصلحة إسرائيل وأمن إسرائيل أضاف بايدن: “يمكن لإسرائيل أن تصبح جزءاً من نسيج المنطقة بما فيه اتفاق تطبيع تاريخي محتمل مع السعودية، وبهذا...
    في افتتاحية أمام الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي ألقى الرئيس الصيني كلمة جديرة بالتوقف المطوّل عندها وتناولها بالتحليل العميق واستقراء مؤشراتها المباشرة وغير المباشرة المستقاة من رؤاه ليس فقط للعلاقات الصينية العربية ولكن للعالم برمّته. وسيستفيد منها بشكل كبير هؤلاء الذين يحاولون جاهدين أن يفسّروا أحداث الإبادة الشنيعة في فلسطين والحرب في أوكرانيا.في هذا الخطاب كما في خطاباته كلّها يقف الرئيس الصيني كرجل دولة وقائد سياسي عالمي يقرأ الماضي ويكشف أسراره ورسائله العميقة من أجل الاسترشاد به لقيادة سفينة الحاضر وسط عالم متلاطم الأمواج واختيار التوجّه السليم لمستقبل واعد للبشرية بأكملها. في هذا الإطار فقد رأى الرئيس الصيني أن الصداقة القائمة بين الصين والدول العربية والروابط القائمة بين الشعب الصيني والشعوب العربية تنبع من التبادلات الودية منذ قرون...
    في زحمة المجازر الصهيونية والإبادة الجماعية التي ترتكبها بدعم من الحكومات الغربية المتصهينة وانتهاك كل الحرمات والمقدسات والقوانين الدولية بدعم علني من الولايات المتحدة، وتدمير المنازل فوق رؤوس المدنيين العزّل من أطفال ونساء، شاهدت ثلاثة أطفال يجلسون على أنقاض منزلهم المدمّر، حيث تبدو لعبهم بين الرّكام، ويتهامسون فينهضون ويسيرون إلى ما بعد الرّكام ليواجهوا رُكاماً غيره يمنعهم من التحرّك، فيعودون إلى ركام منزلهم، يجلسون على بقايا منزل كان حتى البارحة سكناً آمناَ قبل أن يدكّه الطيارون الحربيون الصهاينة، وكان منزلهم مصدر سعادة وأمان لهم، ويسرح كلّ طفل في أفق مختلف ناقلاً الحيرة التي تعتريه رغم الصمت إلى أعماق الوجدان، وطارحاً أسئلة عميقة وجوهرية على الإنسانية جمعاء بصدد ما يجري في غزّة وفلسطين من جرائم حرب وإبادة يندى لها تاريخ الصهيونية...
    لقد أثبتت عملية ما يسمى «الوساطة والتفاوض» بهدف وقف حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها التحالف الصهيوني الغربي في غزّة التي راح ضحيتها حتى الآن نحو 115 ألف شهيد وجريح أغلبهم من الأطفال والأمهات، أمراً واحداً فقط وهو إصرار حكومة إسرائيل الصهيونية وحليفاتها الإدارة الأميركية برئاسة الصهيوني جو بايدن وحكومات بريطانيا وألمانيا وفرنسا، على إبادة الشعب الفلسطيني برمّته، وبناء دولتهم العنصرية الاستيطانية على جماجم وعظام أطفال وأبناء فلسطين، مع شلل تام لإرادة المجتمع الدولي والإسلامي والعربي ولأي أثر للقانون الدولي أو قانون حقوق الإنسان أو ما يسمّى «الشرعية الدولية»، ومع الدعم الكامل الذي تقدمه حكومة بايدن الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية لهذه الإبادة الجماعية عسكرياً ومالياً وسياسياُ وإعلامياً، انتهك الكيان الصهيوني في حربه هذه كل القواعد الإنسانية والأخلاقية ودنّسها بأبشع الطرق...
    عبارة نسمعها من الغادي والداني وفي الأرياف والمدن وفي بلدان منطقتنا ودول الشرق والجنوب أن العالم الذي نعيش به اليوم ليس هو العالم الذي نشأنا به منذ ولادتنا وألفنا قيمه ومفاهيمه وطرائق عمله.ويضيف الكثيرون أننا نشعر بغربة حقيقية اليوم ونجد من الصعب فهم ما يجري حولنا لأنه يناقض كل ما تشرّبناه من المفاهيم والثقافة والقيم.وعلّ العدوان على غزة وجرائم الحرب والإبادة الشنيعة لعشرات الآلاف من الأطفال والأمهات، والاستهداف غير المسبوق للمشافي والكوادر الطبية والإعلامية، والصمت الدولي عن كل هذه الجرائم ضد الإنسانية أحدثت صدمة هائلة في ضمائر معظم البشر الذين لم يشهدوا ارتكاب جرائم بهذا الحجم والسكوت عنها من قبل الآخرين بل والترويج للجلّاد وحقه في الدفاع عن النفس، بينما لا ينتصر أحد أبداً للضحية المظلومة والمنكوبة بأسلحة عصابة دولية،...
    لقد كانت الأشهر السبعة الأخيرة كفيلة بتغيير حياة معظم البشر في أرجاء العالم إلى حدّ كبير، فضلاً عن أنها، وبطريقة غير متوقعة، غيّرت العالم الذي وُلدنا ونشأنا فيه؛ فصار معظم البشر في أنحاء العالم، ولا سيما في العالم العربي، يشعرون أنهم باتوا غرباء في منازلهم بل وفي بلدانهم إذ إنّ ما يجري في غزّة من إبادة جماعية قد قوّض بصورة كليّة جميع المفاهيم والأفكار والسلوكيات والأسس الإنسانية التي تعلّمناها وتربينا ونشأنا عليها.اعتدنا عند اندلاع أيّ حرب أو صراع أهلي أو عند وقوع كوارث طبيعية في أي مكان من العالم أن نراقب المجتمع الدولي ونشاهد ما سيقدم من مساعدة لإنقاذ الأفراد الذين سقطوا جراء النتائج السلبية للحروب أو الصراعات أو الكوارث الطبيعية أو المجاعات. لكن مع مرور الوقت ومع الإبادة الجماعية...
    تطورات حرب الإبادة على شعب فلسطين أخذت بالإجابة عن بعض الأسئلة المؤرقة التي يسألها معظم الناس الطبيعيين منذ بداية هذا العدوان، ولعلّ أحد أهم هذه الأسئلة هو: كيف يمكن للعالم الذي يطلق على نفسه صفة «متحضر» و«ديمقراطي» و«راعي حقوق الإنسان» أن يصمت عن كل جرائم الإبادة الشنيعة التي يرتكبها كيان الأبارتيد الصهيوني بحق النساء والأطفال والأطباء والمرضى والإعلاميين والمنقذين والذين وهبوا أنفسهم لخدمة الإنسانية ورفضوا النجاة بأنفسهم فقط؟ الجواب عن هذا السؤال غدا واضحاً من خلال ردود الفعل الغربية على قتل إسرائيل سبعة من عمال «المطبخ المركزي العالمي» الذي هو فعل مشين ومدان بكل تأكيد وهو جريمة يجب أن تُحاسَب قيادات “إسرائيل” العسكرية والمدنية عليها، وكما قال مؤسس المطبخ جوزي أندري: إن المحاسبة يجب أن تبدأ من المسؤولين في كيان...
    أصبح من الواضح للجميع اليوم بعد ستة أشهر من حرب إبادة وحشية في فلسطين يرتكبها الصهاينة بدعم وتمويل وتسليح مستمر ومتدفق من النظام الصهيوني الحاكم في الولايات المتحدة، أن الهدف من كل ما جرى ويجري منذ الـ8 من تشرين الأول ليس القضاء على حماس ولا استرداد الأسرى الإسرائيليين ولا حل ما سموه بالصراع العربي الإسرائيلي، والذي هو احتلال عنصري استيطاني متوحش لأرض عربية وشعب فلسطين، ولكن الهدف الإستراتيجي أبعد من كل هذا وذاك بكثير، فالفتك بنساء وأطفال غزة بأكثر الأسلحة والذخائر الأميركية الصنع وحشيةً، وانتهاك كل المحرّمات التي عهدتها البشرية خلال الحروب، والإسناد الغربي الداعم لجرائم الإبادة الجماعية لكل ذلك، يطمح لسلب أي مقاومة في المنطقة حاضنتها الشعبية وترهيب الناس وإقناع المتسائلين أو المتردّدين وخاصة من جيل الشباب أن التصدي...
    تكاد أخبار مشاريع القرارات في مجلس الأمن وتحرُّك المسؤولين الأميركيين إلى المنطقة ولقائهم مع أطراف عربية وصهيونية، وعن هدن مؤقتة ووساطات فاشلة، تثير السخرية لولا أن الحزن على ما يجري يقفز ليسبق كل المشاعر الأخرى، والعجز العربي والإسلامي الذي كشفت عنه حرب الإبادة يثير تساؤلات شتى عن مستقبل هذا العالم الذي يبدو اليوم كقطيع من دون «مرياع» ومن دون «راع» تائه في أرض لا يعرفها ووجهات لا يدرك منتهاها؟ ذلك لأن حقيقة الأمور مختلفة جذرياً عن الأخبار والسرديات والذرائع والتبريرات التي يتحدث بها الإعلام الغربي المتصهين عن أسباب عدم تمكن أحد من وضع حدّ لهذه الإبادة المخزية لشعب غزة بأكمله بمن استشهد منهم ومن بقي على قيد الحياة نازحاً جائعاً مريضاً محاصراً مترقباً الموت على يد من خططوا لإزالته عن...
    حين أضرم الشاب التونسي البوعزيزي النار في جسده احتجاجاً على إهانة شعر بها وفقر يعاني منه، جنّدت وسائل الإعلام الغربية نفسها، المقروءة والمسموعة والمرئية، لتدافع عن حقوق الإنسان في تونس والعالم العربيّ، ولتظهر مدى الضّيم الذي يرزح تحته المواطنون العرب لكونهم لم يدرجوا بلدانهم تحت النظم والقيم الليبرالية الغربية، وبدأت حملات التحريض الممنهج والمدروس لإشعال فتيل ما سموه «ربيعاً عربياً» والذي كان كارثة حقيقية على شعوب البلدان لفتحها نار هذا الربيع المستعرة، وتعطلّت كلّ المواضيع الأخرى واختفت عن منتجات وسائل الإعلام في كل الدول الغربية لتصبح المناشدة بتحرير هذا الشعب المكبوت والتحاقه بركب «الحضارة الغربية» الموضوع الأساس الذي أثار الفتن والإرهاب والقصف، واستهداف أمن وسلامة هذه البلدان وفتح فوهة بركان مازالت تلتهم أسس هذه المجتمعات وبناها ومقوّمات حضارتها واستمراريتها، وإن...
    الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها البشرية في العصر الحديث هي أنها لم تكرّس الوقت والجهد اللازمين للكشف عمّا ارتكبه الإنسان الأبيض القادم من الغرب بحقّ الشعوب الأصلية، ولم تؤرخ تاريخاً حقيقياً ودقيقاً لما ارتكبه من جرائم الإبادة والتعذيب والحصار ونهب الثروات وتطوير أسلحة الدمار الشامل بحق الشعوب في المستعمرات من إفريقيا إلى آسيا إلى أميركا اللاتينية رغم أن آثاره واضحة، ومن تدمير لثقافات الشعوب واستخدام الإعلام لتزييف الحقائق وغسل الأدمغة وتدمير القيم الإنسانية وخاصة في دفن لغات الشعوب الأصلية واستبدالها بلغة المستعمر التي مازالت اللغة السائدة لسكان المستعمرات السابقة، بل أصبح بعض سكان المستعمرات يتغنون بما فعله الغربي في بلادهم والحضارة التي أشادها على جماجم أبنائهم والمتاحف الزاخرة بآثار منهوبة من هذه المستعمرات ناهيك عن الثروات المسروقة التي تمّ استخدامها لبناء...
    تواجه البشرية برمّتها اليوم ثلاثة مستويات للتهديد المباشر الذي يؤرق أصحاب الضمائر الحرة والذين يعبرون عن أرقهم بدموع صادقة ونداءات مخلصة هنا وهناك تهدف إلى تحريك الضمائر والخطوات في وقت يسابقهم شبح الموت لاقتناص المزيد من أطفال ونساء ورجال غزة وفلسطين حيث يجثم على أرضها آخر وأبشع احتلال والأكثر حقداً ودموية من أي استعمار استيطاني عنصري عرفته البشرية عبر التاريخ.التهديد الأول هو الذي انتهك حرمة الحياة وحرمة الموت وحرمة الطب وحرمة الإعلام وحرمة المسجد والكنيسة والجامعة والمدرسة وحرمة الشجر والحيوان، فحكم بالقتل العنصري البغيض على كل هؤلاء، ولا فرق بين رضيع وشيخ كبير، وتتبعهم بآلة الذبح والقتل من مكان إلى مكان، في حرب إبادة مخططة ومعلنة، وتلقّى الدعم والتمويل من دول الغرب التي تدّعي «الحضارة» والحرص على «حقوق الإنسان».هذا التهديد،...
    حين صدر أول كتاب لي: «باليمين والشمال: النساء العربيات يتحدثن عن أنفسهن»، في المملكة المتحدة عام 1988 دعتني مديرة دار النشر لأقوم بحملة ترويجية للكتاب في عدة مدن بريطانية، وفي اللقاء الأول مع مجموعة كبيرة من السيدات لاحظت أن كل واحدة منهن تتأبط نسخة من كتابي، فبدأت بالقول بعد التحية: «يبدو أنكنّ قرأتنّ كتابي وليس لدي شيء أضيفه إلى ما كتبته ولذلك أقترح أن تتفضلن بطرح الأسئلة التي ترغبن بطرحها».رفعت سيدة سبعينية يدها ووقفت بعدها مباشرة لتقول: «لا أعلم كيف أصوغ سؤالي لك ولا تحضرني الكلمات ولكن من دون وكأنكم مثلنا»! قالت عبارة: «كأنكم مثلنا» في استغراب ودهشة شديدين، أجبتها بابتسامة هادئة وبروح سخرية: «أليس هذا شرفاً عظيماً أن نكون مثلكم يا سيدتي»؟كوني عشت في بريطانيا لأكثر من ست سنوات...
    هل هي مجرّد مصادفة أن ينشر مدير الـ«سي آي إي» وليام بيرنز مقالاً في مجلة «فورين أفيرز» عن «فن التجسس وفن الحكم» في الـ 30 من كانون الثاني في الوقت الذي تدور فيه وساطات من دول عربية وغير عربية للتوصل إلى صفقة بين الكيان الصهيوني والمقاومة تكسر ظهر المقاومة ولا تقدّم لها شيئاً بل تعمد عملياً إلى إنهائها وإنهاء القضية الفلسطينية وتحقيق هدف الكيان وحلفائه بإعادة الأسرى الإسرائيليين من دون وقف نهائي للعدوان ودون أي التزام بإنهاء معاناة أهل غزة من الحصار أو المباشرة بإعادة الإعمار؟ سواء كان الأمر مصادفة أم غير ذلك، فإنه حريٌّ بنا أن نتوقف مع الأفكار الأساسية في هذا المقال ونعيد قراءة ما حدث خلال وفي أعقاب حرب تشرين التحريرية والآثار الكارثية لما تمّ التوصل إليه...
    بعد مشاهدة أول فيديو انتخابي يطلقه المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تمهيداً لبدء حملته الانتخابية، لا يعلم المرء أيحزن على فلسطين التي تعاني من حرب إبادة قذرة أودت بأكثر من خمسين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، أم يحزن على الولايات المتحدة التي تغرق بين مرشحين: واحد يغذي حرب الإبادة بكل ما أوتي من مال وسلاح، والآخر يتصدى له من خلال جهل تاريخي وعرقي وحضاري وإطلاق مفاهيم وتهديدات وتعميمات لا تمتّ إلى الواقع بصلة وتنذر بأخطار دفع العالم إلى فوهة بركان من الحقد والكراهية والعنصرية لن تزيد العالم إلا ظلماً وعنفاً وحروباً ومجازر.وأنت تشاهد فيديو ترامب وفيديو آخر يتسابق فيه مرشحو الحزب الجمهوري في مطالبة مجرم الحرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإبادة الفلسطينيين، وكأن الولايات المتحدة أصبحت...
    أقرأ كتاباً صدر حديثاً باللغة الإنكليزية بعنوان: «حب وإخلاص وخداع» عن دار بيرغهان في أوكسفورد ونيويورك، ومع أن محور الكتاب يدور حول علاقات شخصية غير عادية إلا أنه غني بمعلوماته التاريخية والمجتمعية والأنثروبولوجية والسياسية، ذلك لأن الشخصيات الرئيسية كانت من أوائل من أسّس علم الأنثروبولوجيا في جامعة لندن وقامت ببعثات بحثية وأنثروبولوجية في الصين وماليزيا والهند وبورما قبيل وخلال الحرب العالمية الثانية، أي إن البعثات تشكلت من أهمّ المتخصصين وأقدرهم على البحث؛ فدرست هذه المجتمعات عرقياً ودينياً وتاريخياً ونفذت إلى الفروقات العشائرية والجندرية وتوصلت إلى أفضل السبل للتعامل مع تلك المجموعات البشرية، وحين نشبت الحرب العالمية الثانية كانت الأوراق البحثية والنتائج التي تمّ التوصل إليها أغلى وأهم ما حفظوه من الغرق والضياع والفقدان في رحلات صعبة استغرقت أشهراً، ومنذ ذلك...
    في مقابلة عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، مع مذيعة في هيئة الإذاعة البريطانية، قدّم الحوثي للغرب والشرق درساً في الإعلام والأخلاق، وأظهر تفوّقاً معرفياً ووجدانياً وتاريخياً على هيئة إذاعة ادّعت أنها الأعرق والأقدر على إيصال المعلومات.كانت أجوبة الحوثي تُظهر فرقاً شاسعاً بين مذيعة سطحية منفعلة عنصرية لا تعرف قيمة وأهمية ما تُثيره من مكنونات ثقافتها الاستعمارية، وبين صاحب شأن وقضية تماهى معها فكراً وروحاً وأداءً.لم تخجلْ المذيعة أن تعتبر نفسها ممثلة للاحتلال الإسرائيلي بكلّ إجرامه وإبادته للمدنيين من أطفال ونساء حين قالت: «إنّ ما يجري في البحر الأحمر لم يؤثر في الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف الحرب على غزّة»، فأجابها الحوثي وبكلّ بسالة: «إذا لم يؤثّر فيهم، إذاً لماذا شكّلوا تحالفاً دولياً»؟ وجواباً عن سؤال المذيعة...
    تخجل الكلمات من هول معاناتهم، وتستحي الدروب من عجزها أن توصل إليهم حبّة دواء أو رشفةَ ماء أو لقمة طعام تقيهم مرارة الموتِ جوعاً وعطشاً وقصْفاً، ولا يخجل من أثقلوا كاهل البشرية بأكاذيبهم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان أن يستخدموا كلّ سلطتهم وتأثيرهم كي يسدّوا سبل العيش عن شعب محتلّ ومحاصر، وعن امرأة وطفل، كلّ ما يبتغونه هو العيش بأمن وسلام على أرضهم وفي منازلهم، ولا يخجل الغربيون وهم يحملون عار جرائم من يقتل طواقم طبية وطواقم إعلامية ومتطوّعين لإنقاذ ضحايا القصف ممن نذروا أنفسهم لعمل إنسانيّ نبيل، ولمؤازرة إخوة لهم في الإنسانية، فأثبتوا أنهم حتى وإن استشهدوا أنهم هم الذين يمثّلون حضارة الإنسان ورُقيّ أخلاقه، وكلّ ما خوّله أن يكون خليفة الله على الأرض، في الوقت الذي سقطَ فيه القناع...
    مسافة صفر مصطلح سياسي وعسكري جديد دخل إلى سردية اليوم بعد أن صاغته دماء مقاتلين أشاوس لا يخشون في اللـه لومةَ لائم، قهروا للمرة الأولى جيشاً كان يدّعي أنه لا يُقهر فأخذ بقتل أسراه تهرّباً من مفاوضات وصفقات تملك المقاومة بها اليد العليا، فمسافة صفر بهذا المعنى والمعاني الكثيرة التي يوحي بها ليست تعبيراً بسيطاً أو عابراً أبداً؛ فهو مسافة صفر بين من هو مُحاصَر لسنوات ولا يملك إلا سلاحاً شخصياً ليواجه به قصف الطائرات والدبّابات والمدرّعات، وآخر ما تمّ التوصّل إلى إنتاجه من الأسلحة المتطوّرة والقذرة.هذه هي المرّة الأولى التي يتمكّن بها أي طرف أن يقاوم الجيش الصهيوني لسبعين يوماً ونيّف، وهذه هي المرّة الأولى التي يتكبّد فيها العدوّ الصهيوني هذا الحجم من الخسائر وتهتزّ أركان وجوده الاستعماري الاستيطاني...
    ذكراه لم تنطفئ، ما زال السوريون في المناطق التي دمّرها وريثُه؛ يلهجون باسمه في خالص دعواتهم، بأن يسكنه الله أسفل درك في الجحيم. لكنّ ذكراه اليوم تعود قوية في ذاكرة العالم وليس في ذاكرة السوريين وحدهم؛ بسبب موت أهم شخص من بني "الثعالب" هنري كيسنجر. فهو ثعلب السياسة الأميركية، الذي لم يحظَ بما حظي به الأسد الأب في حياته من ألقاب وصفات تملأ كتبًا بأكملها؛ لذا لم أنسَ هذه اللاحقة في العنوان "الأوّل"؛ كي لا أحرم الرئيس حافظ الأسد من أهم ما تميّز به أثناء حياته: "الأوَّليَّة في كلّ شيء". فقد كان المعلم الأوّل، والرياضي الأوّل، والجزّار الأوّل. وتلك عقدة في التكوين النفسي لشخصية الدكتاتور الذي عاش طفولته مهملًا ومنبوذًا، ولم يكن الأوّل في شيء ولا حتّى في لعب الصبيان...
    مأساة إنسانية غير مسبوقة تسبّب بها عدوان صهيوني مصمّم على حرب إبادة ضد شعب بأكمله كي يستعيد احتلاله الآثم للأرض والبحر.أُجيل النظر فيمن نسميهم خطأً «قادة» من الولايات المتحدة إلى أوروبا إلى اجتماع الـ G7 في اليابان مؤخراً، باحثة عن أدنى شعور إنساني طبيعي يجب أن يعتريهم، ومتجاهلة حتى الصفات القيادية والسياسية ولكن فقط لأعود بخفيّ حنين، هل يعني تبوّؤ هذه المناصب السياسية العليا الانفصال عن الطبيعة البشرية السليمة؟ هل يعني ذلك انعدام الإحساس بنساء وأطفال ورجال يموتون بسبب نقص الأوكسجين والماء والدواء والغذاء أمام أعينهم ويسمعون صرخاتهم؟ كيف يمكن للتظاهرات أن تعمّ كل أرجاء الدنيا من دون أن تُسمِع هؤلاء القابعين في مكاتبهم مدّعين أنهم يمثلون شعوبهم والإنسانية منهم براء؟ أم أن لهم آذاناً لا يسمعون بها؟هل يمكن لأعضاء...
    منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة أوائل الشهر الماضي ونحن نسجّل كل يوم عتبة غير مسبوقة في الوحشية البربرية التي تسجل في تاريخ الشعوب للصهاينة وعلى صعد مختلفة وسط صمت أو تساهل أو تخاذل دولي مريب، وبتشجيع من الحكومات الغربية التي سارعت إلى إرسال شحنات مرعبة من الأسلحة لقتل المزيد من الأطفال والأمهات وهدم البيوت على ساكنيها في غزة.ولإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح والبدء من البداية، القضية هي بين شعب أعزل تمّ احتلال أرضه وتهجيره بقوة السلاح، فحاول من أمكنة لجوئه ومخيماته وسجونه المفتوحة والمحاصرة أن يصرخ صرخة ألم محاولاً إثبات حق وجود، فتحركت حاملات الطائرات والغواصات النووية الأميركية، وتمّ شحن المزيد من الطائرات والدبابات وسمح الغرب الذي يدعي حماية حقوق الإنسان للصهاينة باستخدام القنابل الفوسفورية المحرمة دولياً ضد المدنيين...
    مع أن الفلسطينيين في غزّة والضفة هم ضحايا حرب الإبادة الصهيونية، فإن ردود الفعل على ما يجري لهم ليس شأناًفلسطينياً على الإطلاق، ومع أن الجميع متفقون على أن القتل بدم بارد للأطفال والرضّع والنساء، وتدمير البيوت فوق رؤوس أصحابها الأبرياء وقصف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء والمساجد والكنائس وسيارات الإسعاف أفظع ما رأته الأعين في القرن الحادي والعشرين، ومع أن الجناة حكام وجيش الكيان اللقيط ومؤيديهم الصهاينة في الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبا وتوابعها انشغلوا بحجب المواقع الإعلامية والصور التي يندى لها جبين الإنسانية، ودفع المليارات للمواقع كي لا تنشر، وتشديد الحصار على شعب غزة الأعزل بدلاً من أن يضعوا حداً لهذا التطهير العرقي الوحشي بحقّ شعب بكامله، فإن فهم ردود أفعال الشعوب والدول والأشخاص من هذا الإجرام بحاجة إلى وقفة...
    علّ الإعياء، الذي يشعرُ به كثيرون اليوم وخاصّة في وطننا العربي، ناجم عن تشظّي الواقع ومواجهة أحداث غير مألوفة وغير مسبوقة مع كلّ مطلع شمس واختلاط السرديات وتناقضها في تفسير المفاجآت اليومية المذهلة والمجنونة. ذلك لأن الأهداف المرسومة على عجالة لكلّ حدث نشهده تتجاوز الحدث ذاته، وتأخذ في الحسبان الارتدادات في الغرب والشرق والجنوب وانعكاساتها على ما مضى من أحداث وتفاعلات قريبة، وعلى ما قد يحدث في القادم من الأيام. بهذا الموقف أصبحت أجساد الأطفال والنساء والشيوخ وكلّ المدنيين الأبرياء في فلسطين المحتلّة وقوداً ليس للأحداث في فلسطين أو في الإقليم فقط، وإنما لانعكاسات الحرب الدائرة في أوكرانيا على التوازنات العالمية والتنافس بين الشرق والغرب، والمؤشرات التي أفرزتها قمة «البريكس» في الهند وقمة «آسيان»، ومن ثمّ قمة الـ«G20» وكلّ دلالات...
    تقريباً كلّ ما نعرفه عن الصين أو عن أي بلد أو حضارة أخرى هو نتاج ما زرعه في عقولنا إعلام غربي متمرّس جعل وظيفته الأساسية منذ قرن مضى صياغة عقول البشر ومفاهيمهم عن بعضهم بعضاً، بما يخدم المشروع الاستعماري الغربي القائم على استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وتبعية دولها للسياسات الاقتصادية الغربية، وتقوم وسائل الإعلام الغربية بترديد الصفات والأحكام على مدى سنوات كي تصبح جزءاً من ثقافة القارئ أو المشاهد أو المستمع، حتى وإن تناقضت مع الواقع المعيش والملموس تناقضاً مطلقاً. وقد ازدادت وطأة هذه السردية وخطورتها على المعرفة والأحكام مع ازدياد طغيان وسائل التواصل الاجتماعي وتراجع القراءة والبحث الدقيق على المستوى العالمي، ولذلك فإن المكتشف عيانيّاً لبعض الوقائع من الصين الحقيقية، على سبيل المثال لا الحصر، لا يملك إلا أن...
    في خضمّ اختلاط القيم والمفاهيم الذي يعاني منه عالم اليوم على كافّة الصّعد وعلى مختلف المستويات وفي المجالات كافة، لا بدّ أن يعود الإنسان إلى الأساسيات التي أثبتتها تجارب الشعوب وخبراتها وثقافاتها عبر التاريخ لكي يستنير بنور الحقيقة بعيداً عن التشويه المتعمّد أو التجاذبات التي تهدف إلى ما تهدف من مقاصد قد لا تظهر خطورتها إلا بعد فوات الأوان، ففي زحمة اللقاءات والقمم والمشاريع التي يتسابق الشرق والغرب على طرحها اليوم، وفي ضوء تسارع بزوغ تحالفات تهدف إلى شدّ عضد هذا الطرف أو ذاك، علينا التوقّف والتفكير الهادئ، ووضع الأمور في ميزانها الصحيح بعيداً عن التأثيرات الآنية للدعاية النشطة والمغرضة.منذ بداية الحرب في أوكرانيا، والتقارب الصيني الروسي الذي أصبح استراتيجياً على صعد عدّة، تقود الولايات المتحدة حملة مسعورة لبناء تحالفات...
    بقلوبٍ تتنفّس الصعداء وصل ممثلو أكثر من مئة وأربع وثلاثين دولة إلى جزيرة كوبا في تحدٍّ غير مسبوق للحصار الأميركي الظالم الذي فرضته الولايات المتحدة وحلفاؤها على هذه الجزيرة منذ ستين عاماً تقريباً.بعد قمة البريكس وقمة آسيان وقمة العشرين تشكّل هذه القمة، قمة الـ77 والصين، أكبر تظاهرة عالمية في هذا القرن وأهم تظاهرة بالحضور والدلالات.فقد حضر هذه القمة ممثلون من إفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية بزخم وأفكار ورؤى، وللمرة الأولى تظهر الدول الأوروبية والولايات المتحدة أنها هي المعزولة عن السياق الذي ارتأته واتخذته معظم البشرية.كيف لا والدول الحاضرة في كوبا تمثل 80 % من سكان البشرية وثلثي أعضاء الأمم المتحدة، وبحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو  غوتيريش.أكثر من عشر دول حاضرة يزيد عدد سكان كل منها على مئة مليون نسمة ومنها...
    الأشدّ وطأة من الإجراءات القسرية أحادية الجانب واللاشرعيّة واللاقانونيّة على سورية وشعبها هو أن تستمع إلى المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في مجلس الأمن تتحدث عن الأوضاع الإنسانية في سورية وتبعات هذه الأوضاع على الأمن والسلم الدوليين، وخاصة أنها تختزل سورية في المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون  المدعومون من الولايات المتحدة.لا أعلم ما الشعور الشخصي لهذه المندوبة بينها وبين نفسها وهي تعلم ومن دون شك أن جذر ومنتهى المشكلة في سورية هي الخطط الصهيوأميركية التي مكّنت آلاف الإرهابيين من التدفّق إلى سورية، وحين فشلوا في مهمتهم قدمت القوات الأميركية محاولة بث روح الاستمرار فيهم واضعة يديها الآثمة على مقدرات الشعب السوري؛ فتنهب قواتها النفط السوري وتفرض قوانينها حصاراً وحشياً على الملايين من المدنيين السوريين.والسؤال ذاته موصول لثلاثة أعضاء كونغرس يوصفون بأنهم...
    أكثر ما أثار فضولي في قمة «بريكس»، إضافة إلى المتابعة الحثيثة لمضمون الكلمات طبعاً هو أن أتابع لغة الجسد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المعروف بمواقفه المتوازنة وشخصيته الهادئة، وتساءلتُ ما شعوره وهو يشهد حدثاً يترجم بالأفعال والأقوال إخفاق الأمم المتحدة في أن تكون منبراً حقيقياً ومتوازناً لجميع الدول، وفشل مجلس الأمن في أن يمثل ضبط الإيقاع في النزاعات الدولية؟كلنا يعلم أن الأمين العام للأمم المتحدة لا يمتلك مفاتيح القرار لكن لا شك أنه انتابته الحسرة وهو يعلم أن كل ما تقوم به «بريكس» ورؤاها وتطلّعاتها ناجم عن عجز النظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية عن تحقيق العدالة وحلّ المشكلات ولعب دوره المفترض بتحقيق الأمن والسلام في العالم.لقد كانت كلمة غوتيريش معبّرة أيضاً عن هذه الحاجة حين...
    من الصعوبة بمكان في هذه المرحلة من التطورات الدولية أن يقرأ المرء أبعاد ما يحدث وأن يستكشف نتائجه، والأصعب أيضاً هو أن يستقرئ آفاق المرحلة القادمة، ذلك أن المسارات تتخذ حياة مستقلة ضمن سياسات الدول فلم تعد سياسة دولة ما ذات وجه واحد أو ذات بعد واحد أو ذات منهجية واحدة مع كل البلدان، بل أصبحت سياسة كل بلد تعتمد على الحدث أو الواقعة أو الغاية وتختلف من وقت لآخر حتى مع البلد ذاته وقد تكون مقبلة مرة مع هذا البلد ومدبرة مرة أخرى مع البلد عينه، حسبما تمليه أولوياتها والأهداف المرسومة لهذه السياسة بالذات.من هذا المنظور ربما يصبح من السهل علينا أن نتابع مجريات ما يحدث وأن نفكّك هذه المجريات وأن نقرأ أبعادها وانعكاساتها في عالم الغد.وإذا أخذنا العلاقة...
۱