سردية بديلة.. بقلم: أ.د بثينة شعبان
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
تقريباً كلّ ما نعرفه عن الصين أو عن أي بلد أو حضارة أخرى هو نتاج ما زرعه في عقولنا إعلام غربي متمرّس جعل وظيفته الأساسية منذ قرن مضى صياغة عقول البشر ومفاهيمهم عن بعضهم بعضاً، بما يخدم المشروع الاستعماري الغربي القائم على استعباد الشعوب ونهب ثرواتها وتبعية دولها للسياسات الاقتصادية الغربية، وتقوم وسائل الإعلام الغربية بترديد الصفات والأحكام على مدى سنوات كي تصبح جزءاً من ثقافة القارئ أو المشاهد أو المستمع، حتى وإن تناقضت مع الواقع المعيش والملموس تناقضاً مطلقاً.
كلّ ما قرأناه عن الصين وديكتاتورية الحزب الواحد وتوق الناس إلى نظم ديمقراطية الغرب وعجز هذا النظام الصيني عن تحقيق الحرية والنموّ لمواطنيه ينهار أمام رؤية شعب منظّم دقيق مفعم بالحيوية والتكاتف والالتزام لمكافحة الفقر ورفع مستوى الناس ليس في الصين فقط وإنما في كل الدول التي تشاطر الصين رؤاها ومبادئها بالانتماء إلى أسرة بشرية واحدة والتشاركية في بناء هذا الكون لما فيه مصلحة الإنسان في كل مكان؛ فكم هو جميل أن تشهد العراقة والأصالة مقترنتين مع آخر ما توصّل إليه العلم والتقنيات الحديثة وأن ترى الكبرياء والعزة والشموخ تقترن بأرفع حالات التواضع والانحناء لإنسانية الإنسان دون تمييز أو عنصرية أو استعلاء على أسس اللون أو الإثنية أو العرق أو الدين.
بعد أن اكتشف العالم برمّته زيف الديمقراطية الغربية واستخدامها كغطاء لقهر الشعوب ونهب ثرواتها واحتلال البلدان ونشر القواعد العسكرية ومنظومات الفساد حيثما يطأ نفوذهم المستند إلى القوة الباغية والمخابرات العاملة بنسق المافيات والعصابات خارج القانون، ولذلك لا يسع المرء إلا أن يرحّب بنظام رؤيوي ذي أفق مستقبلي يعتمد على الحوار والاستشارة والاستكشاف لوضع أسس مبادرات التنمية العالمية والحضارة العالمية والأمن العالمي والتي تشكّل الصين جذوتها وقاعدتها فقط لتمتد عبر حزام واحد وطريق واحد إلى كل أنحاء المعمورة المتلهفة للبناء والتحديث والتطوير. ففي الوقت الذي عكفت فيه الديمقراطيات الغربية على إثارة الحروب والفتن والتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان تمهيداً لنهب ثرواتها ولإفقارها وإبقائها تابعة للإرادة الغربية تتمسّك الصين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والمساعدة على بناء دول ومؤسسات قوية تنعكس أمناً ورخاءً على أهل البلد ذاته من دون إملاءات أو شروط أو قيود.
في الصين المرأة موجودة في كل مكان من أماكن العمل ولكن بكلّ حشمة واقتدار ودون التركيز على مظهر الأنثى أبداً بل الظهور بمظهر الاحترام والكفاءة والعطاء العابر لجنس الشخص أو عمره، ومن أجل هذا اتبعت الصين سياسة استيعاب الأطفال جميعاً في الحضانات ورياض الأطفال، وركزت على بناء الإنسان جسدياً وأخلاقياً قبل السابعة من العمر لتضمن جيلاً يؤمن بالانتماء لوطنه وتتوافر لديه الحصانة والمناعة ضد تسويف الأعداء والخصوم، وفي الوقت ذاته يمنح الأم الفرصة المثالية لمتابعة تخصصها أو عملها أو إنتاجها من دون الاضطرار كما تفعل المرأة في الغرب للاختيار بين الأسرة أو المهنة، وهو اختيار مزيف ومناف لمتطلّبات المرأة والواقع ومدمّر للنواة الأساسية للمجتمع الإنساني ألا وهي الأسرة. وقد أنتجت الصين في الثلاثين عاماً الماضية جيلاً من الشباب والشابات المحصّنين والمنتمين والذين يصعب اختراقهم نتيجة الاهتمام بهم وبتطوّرهم وتوجهاتهم منذ نعومة أظفارهم. وفي الوقت الذي يدّعي الغرب أن مثل هذا الأسلوب يسلب الإنسان حرية الاختيار فقد شهدنا جميعاً اليوم أين تقود هذه الحرية المنفلتة من القيم والأخلاق والأعراف الإنسانية التي ادّعاها الغرب، وخطرها على بنية الأسرة والمجتمع وحتى على إنسانية الإنسان وتوازنه ودوره في الحياة.
تولي الصين أهمية كبرى لمنظومتي التعليم والبحث العلمي وتخصص الميزانيات السخيّة جداً للأبحاث داخل الجامعات أو في مراكز الأبحاث المتخصصة، والفرق الكبير بين هذه المراكز وتلك المنتشرة في الغرب أن مراكز الأبحاث الغربية تنتج ما يعزز الهيمنة.
صحيفة الوطن السورية
بثينة شعبان 2023-10-02bdrossmanسابق المواصلات الطرقية تدعو لعدم رمي الأنقاض والمخلفات التجارية والصناعية في الطرقات وجوانبهاالتالي الهوية التاريخية لبلاد الشام العريق في محاضرة للباحث العراقي زيد كريم في ثقافي كفرسوسة انظر ايضاً الأولويات والآليات… بقلم: أ. د. بثينة شعبانمن الصعوبة بمكان في هذه المرحلة من التطورات الدولية أن يقرأ المرء أبعاد ما يحدث …
آخر الأخبار 2023-10-02مراسلة سانا: جامعة دمشق والمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة (آمال) توقعان اتفاق تعاون علمي لتقديم الدعم الفني لبرنامج الإجازة في العلاج الوظيفي بكلية العلوم الصحية 2023-10-02أكثر من ألف مستوطن إسرائيلي يقتحمون الأقصى 2023-10-02الجابر: أكثر من 20 شركة طاقة تدعم هدف صفر انبعاثات بحلول 2050 2023-10-02رئاسة الجمهورية تهنئ الصين بعيدها الوطني الرابع والسبعين 2023-10-02روسيا.. إسقاط مسيرة أوكرانية في مقاطعة بيلغورود 2023-10-02بدعم من الصين… إندونيسيا تطلق أول قطار فائق السرعة جنوب شرق آسيا 2023-10-02إذاعة سبوتنيك تبدأ بثها في لبنان على تردد BBC السابق 2023-10-02تضرر أكثر من 5 آلاف شخص جراء الفيضانات في سريلانكا 2023-10-02استجرار أكثر من مئة طن شعير عبر فرع مؤسسة الأعلاف في السويداء 2023-10-02أكثر من 7 بالمئة ارتفاع حجم الشحن عبر الطرق البرية في الصين
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل تعويضات نهاية الخدمة للعسكريين 2023-09-06 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً ينهي العمل بمرسوم إحداث محاكم الميدان العسكرية 2023-09-03 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً بمعالجة أوضاع عدة شرائح من طلاب الجامعات 2023-08-29الأحداث على حقيقتها إسقاط ثلاث مسيّرات للتنظيمات الإرهابية والقضاء على عدد من أفرادها في ريفي اللاذقية وحلب- فيديو 2023-09-29 إخماد حريق بريف اللاذقية جراء سقوط قذيفة أطلقتها التنظيمات الإرهابية 2023-09-25صور من سورية منوعات روسيا تطور أكبر تلسكوباتها لمراقبة الفضاء 2023-10-01 باحثون أمريكيون في جامعة أريزونا: حلقات الأشجار تكشف عن تهديد الزلازل العنيفة متعددة الصدوع 2023-09-30فرص عمل السورية للاتصالات تعلن عن حاجتها للتعاقد مع مواطنين لشغل وظائف شاغرة بفرعها بدرعا 2023-09-07 التنمية الإدارية تصدر قرارات تعيين بدل المستنكفين في مسابقة التوظيف المركزية 2023-08-23الصحافة سردية بديلة.. بقلم: أ.د بثينة شعبان 2023-10-02 الغرب والكعكة الأوكرانية.. بقلم: منهل إبراهيم 2023-09-29حدث في مثل هذا اليوم 2023-10-022 تشرين أول 2002- الرئيس جورج بوش والكونغرس الأمريكي يوافقان على قرار مشترك بشن حرب على العراق 2023-10-011 تشرين الأول – العيد الوطني في جمهورية الصين الشعبية 2023-09-3030 أيلول 1999- وقوع حادث نووي بمصنع معالجة اليورانيوم في توكايمورا شمال العاصمة اليابانية طوكيو 2023-09-2929 أيلول 2002 – انطلاق دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة في بوسان بكوريا الجنوبية 2023-09-2828 أيلول 2000- بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد اقتحام وزير الحرب الإسرائيلي شارون المسجد الأقصى 2023-09-2727 أيلول 1998- افتتاح شركة غوغل
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
هل نجح الشيباني بالإجابة عن تساؤلات الغرب لرفع العقوبات عن سوريا؟
باريس- ضمن فعاليات واجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي الذي تستضيفه مدينة دافوس بسويسرا، صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأن "علامة الاستفهام الحقيقية تكمن في سوريا"، في إشارة منه إلى السؤال الذي تطرحه الدول الغربية بشأن المستقبل الديمقراطي بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وبعد تعليق غوتيريش بساعات قليلة، حاول وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية أسعد حسن الشيباني تقديم بعض الإجابات في حديث جمعه مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الأربعاء، مشددا على ضرورة رفع العقوبات الاقتصادية عن دمشق باعتباره "مفتاح الاستقرار" في بلاده التي مزقتها الحرب لعدة سنوات.
رفع العقوباتوقال وزير الخارجية السوري -الذي تولى منصبه منذ أسابيع- إن "سبب هذه العقوبات يوجد الآن في موسكو"، في إشارة إلى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد الذي لجأ إلى روسيا بعد سقوط حكمه.
وأوضح الشيباني أن "الشعب السوري لا ينبغي أن يعاقب بهذه العقوبات"، مضيفا "ورثنا دولة مدمرة ولا يوجد نظام اقتصادي"، معربا عن أمله في أن "يكون الاقتصاد مفتوحا في المستقبل".
ويعتبر رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أنه من الطبيعي أن تقطع الدول علاقتها السياسية مع نظام الأسد، وتفرض عليه عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية، "لكن مع توقف القصف الكيميائي والتعذيب وتدمير المدن والتشريد القسري، أصبح من الضروري رفع العقوبات" حسب قوله.
إعلانكما يعتقد عبد الغني، في حديثه للجزيرة نت، أن الغرب يجب أن يتجاوب بشكل أفضل بكثير مع مطلب رفع العقوبات، لأنها فُرضت على النظام السوري بسبب الانتهاكات وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي مارسها في ظل حكم بشار الأسد.
وكانت الدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قد فرضت عقوبات على حكومة الأسد بعد القمع الدموي للاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية منذ عام 2011، وما تبعه من مقتل أكثر من نصف مليون سوري ونزوح الملايين.
وتعليقا على تصريحات الشيباني، يرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بباريس زياد ماجد أن أداء وزير الخارجية "كان جيدا وأتقن فن الخطابة أمام الحضور في مؤتمر دافوس، الذي يشكل المكان الأنسب للحصول على الاستثمارات وبناء علاقات مع رجال الأعمال، وعدد من الدول التي يمكن أن تهتم بالاستثمار في سوريا".
وأضاف ماجد للجزيرة نت أن "مضمون الحوار كان مقبولا واللغة واضحة"، معتبرا أن المقارنة مع سنغافورة والسعودية قد لا تكون دقيقة، وقال "أظن أنه يعني مفهوم الاستقرار والاستثمارات وعمل الدولة، إلا أن ظروف سوريا مختلفة تماما عن سنغافورة وأسواقها المالية، أو عن الاقتصاد السعودي القائم على النفط، لكنه ذكر قطاعات أخرى يمكن العمل على تطويرها، مثل الصناعة والسياحة وبعض الخدمات".
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (يسار) حاور وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في منتدى دافوس (الأناضول) وصاية وابتزازوقد وصف رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان مراقبة الدول الغربية للوضع السوري، المعتمد على التزام البلاد من عدمه لرفع العقوبات، بـ"الوصاية والابتزاز"، موضحا أن "الأصل أن تُرفع العقوبات لأن الانتهاكات التي قام بها نظام الأسد توقفت، وفي حال انتهك النظام السوري الجديد جرائم فظيعة، فحينئذ يجب التحقق منها أولا والتصرف على ذلك الأساس".
إعلانوتابع "يمكن للدول الغربية اتخاذ خطوات أولية وتدريجية في الوقت الحالي، لأن سوريا بحاجة إلى استقرار وضخ الأموال لإنعاش اقتصادها ودفع الرواتب وتحسين معيشة الشعب".
وبحسب أستاذ العلوم السياسية، فإن الشيباني نجح في الردّ على أسئلة رئيس الوزراء البريطاني الاسبق بشكل دبلوماسي، معتبرا أنه "من حيث الشكل، نحن أمام عودة سورية إلى محفل دولي مهم، مما يعني اعترافا دوليا أيضا بمشروعية المرحلة الانتقالية السورية ولرموزها".
ويعتقد المحلل السياسي أن التركيز على مسألة العقوبات في محله، لأنه "من دون رفع للعقوبات سيبقى موضوع الاستثمارات وإعادة الاعمار عملية صعبة ومعقدة وبعيدة المنال".
وفي زاوية تحليلية أخرى، أكد ماجد أنه "لا يجب لوم الوزير السوري لجلوسه مع بلير، رغم كونه واحدا من الذين شاركوا بحرب خارج القانون الدولي، وهو متهم كما الرئيس الأميركي السابق جورج بوش بارتكاب فظائع في تلك الحرب، لكن المشاركة عادة لا تستطيع أن تملي من يكون المضيف أو المحاور".
مفتاح الاستقراروفي معرض حديثه عن المخاوف التي تطرق إليها عدد من المسؤولين الغربيين بشأن تمثيل الأقليات وحقوقها، قال وزير الخارجية السوري "إنهم يسألوننا طوال الوقت عن كيفية ضمان حقوق هذه المجموعة أو تلك، وكيفية ضمان حقوق المرأة؟ سنكون جميعا تحت سيادة القانون والدستور في سوريا".
وفي هذا الإطار، سلّط فضل عبد الغني الضوء على ارتباط الانفتاح السياسي بالاقتصاد، بالقول إنه "عندما يتعلق الأمر بالتعاون الاقتصادي، يمكن للغرب فرض شروطه، بما فيها الالتزام والاستقرار السياسي، على عكس العقوبات، لا يمكن للدول أن تشترط أي شيء، لأنها بحد ذاتها أداة عقاب ومحاسبة على الانتهاكات".
ويعتبر الحقوقي السوري أن الاستقرار السياسي يتمثل في ابتعاد النظام الجديد عن الاستبداد، وتركيزه على احترام التعددية السياسية وحقوق الإنسان والانفتاح على كل أطياف الشعب السوري، "مع ضرورة ثقته بأطراف أخرى مثل الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وخبراء، وهذه الثقة لا نراها بعد في الحكومة الحالية"، على حد قوله.
إعلانوبالتالي، يطالب عبد الغني الحكومة السورية بتشكيل مجلس أو هيئة حكم لمشاركتها في قراراتها السياسية، معتبرا أن هذه الخطوة ستساعد الدول في الانفتاح على سوريا اقتصاديا.
وفي انتظار الانتخابات والدستور، أكد الدكتور زياد ماجد أهمية تعامل رموز المرحلة الانتقالية مع المجتمع الدولي "بلغة تجذب فهما جديدا لسوريا، وتكرّس طي صفحة الماضي، وتنفتح على الأفق المستقبلي"، مشيرا إلى أن متابعة السوريين لتصريحات ممثلي هذه المرحلة، بالدعم أو النقد أو المعارضة، "دليل على حيوية وعودة إلى الحياة السياسية".
وحسب ماجد، فإن "مسألة مشاركة المرأة تحتاج إلى تركيز إضافي، ليس فقط من خلال ذكر السيدة المؤتمنة على المصرف المركزي السوري اليوم، لكن أيضا من خلال الاهتمام بكل مفهوم المشاركة، بشكل لا يقتصر فقط على وصفه كفرصة أو انفتاح، بل بكونه شرطا أساسيا لإقامة المجتمع السوري ودولته من جديد".