دقيقة من فضلكم؟- بقلم أ.د. بثينة شعبان
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
ما الذي يحدث في هذا العالم؟ هل يتمكن أحد من أن يتوصل إلى تشخيص سليم حول حقيقة ما يجري وأسباب الفوضى التي يعيشها عالم اليوم؟ هل تسمحوا بأن نهجر كل ما نشأنا عليه وما ألفناه من سرديات حول الغرب والديمقراطيات وحقوق الإنسان والنظام الدولي والمنظمات الإنسانية وأن نحلل الواقع الذي نعيشه ونشهده والذي يكاد يقارب عالم اللامقبول والوحشية وشريعة الغاب؟ هل يمكن لأحد أن يشرح كيف يمكن لأي أحد أن يدافع عن نفسه ضمن حدود وعلى أرض الآخرين المحتلة من قبله طيلة 75 عاماً؟ وهل يمكن أن تشعر حكومات الولايات المتحدة ببعض الخجل حين يردّد مسؤولوها أننا نقف مع “حق إسرائيل” في الدفاع عن نفسها؟ بل إن الرئيس الأمريكي مشغول بإمكانية إيجاد تحالف يدافع عن مرتكبي الجرائم ضد الإنسانية من الصهاينة في فلسطين ولبنان وإيران والعراق واليمن وحيثما تمكنوا من فعل ذلك.
الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في معسكر “سدي تيمان” كافية لسحب صفة الإنسانية من أي طرف يؤيد مرتكبي هذه الجرائم الوحشية، والجرائم التي ارتُكبت في غزة منذ أكثر من 300 يوم مروعة إلى درجة تفوق الوصف ولكنّ حدود فلسطين لم تعد كافية لممارسة أبشع أنواع الإرهاب في القرن الحادي والعشرين، فطال الإرهاب الصهيوني شخصيات من مدنيين وأطفال في بيروت ومن ثمّ في طهران وفي اليمن والعراق ليعلن للملأ أنه الوحش الذي انفلت من عقاله وأنه يحظى بمساندة مفتوحة من الغرب ومن النظام الدولي الذي فشل مجلس أمنه حتى بإدانة جريمة مروعة كانت انتهاكاً لسيادة وكرامة دولة ولحياة إنسان مقاوم بعد ساعات من عملية اغتيال أدت إلى مقتل أطفال وأمهم في الضاحية الجنوبية لبيروت كي يثبت المعتدون والإرهابيون أنهم يمكن أن يرتكبوا كل الجرائم الوحشية ضد المدنيين دون خوف من ملاحقة قانونية أو عقاب.
لقد برهنت جرائمهم هذه ببشاعتها على أنهم عصابة قتل وإرهاب وقد درج الإرهابيون من قبلهم على ضرب أي مكان في العالم دون أي اعتبار لحرمات البشر أو المؤسسات أو البلدان فما هو الجديد في الموضوع؟ الجديد هو أن الولايات المتحدة ومعها معظم الحكومات الغربية برهنت أنها يجب ألّا تقول شيئاً بعد اليوم لأن سرديتها غاية في النفاق والكذب المطلق ولأنها تتجاهل كل القيم والمحرمات الإنسانية والقانون الدولي وشرعة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان. وأصبح واضحاً أن كل سردياتهم عن مفاوضات وهدن منذ عشرة أشهر إلى حدّ اليوم إنما تهدف إلى شراء المزيد من الوقت للإرهابيين الصهاينة القتلة كي يستكملوا حرب الإبادة البشعة التي يرتكبونها بحق المدنيين الفلسطينيين العزل والتي يجب أن يندى لها جبين الإنسانية. لقد كان واضحاً أن كل ما يسمّى بجهود الوساطة والتفاوض كان مراوغة مفضوحة لكسب وقت وارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية وهاهم يطلقون الطلقة الأخيرة على من كان يفاوضهم ليبرهنوا أن هذا مسار نفاق وخداع وتسويف، وأن المسار الوحيد هو الإبادة الشاملة والتطهير العرقي لشعب فلسطين الأصيل كي يتم تجميع اليهود في كل أنحاء العالم في الشرق العربي طمعاً في موارد العرب.
أما أن تدعو هذه الأطراف لضبط النفس بعد ارتكاب هذه الجرائم فهذا يعني السماح بتمرير الجرائم وعدم اتخاذ أي إجراء عقابي رادع بحق الجناة، ولكنّ ما لا يعلمه هؤلاء الداعمون للإرهاب الإسرائيلي الذي يضرب في أي أرض يشاء هو أنهم ليسوا بمنأى عن هذا الإرهاب عاجلاً أم آجلاً وأن “فرانكشتاين” الذي صنعوه بأيديهم سوف يكون هو الوحش الذي سينقضّ على مدنهم ومؤسساتهم تماماً كما ينقضّ على مؤسسات فلسطينية وعربية وإيرانية، وأن الوقت سيكون متأخراً كثيراً لفعل أي شيء للجم هذا الوحش ودرء خطره.
لقد دأب كيان الأبارتيد ومنذ نشوئه على اعتماد الاغتيالات أسلوباً إرهابياً لإضعاف المقاومة والتخلص منها واحتلال الأرض واستيطانها ولكن السؤال البسيط الذي يجب طرحه على هؤلاء: هل فعلاً تمكنوا من خلال اعتماد هذا الأسلوب الإرهابي المُدان من إضعاف المقاومة؟ وهل كانوا يتوقعون قبل عقد من الزمن أن مقاومة محاصرة في غزة تمنع عنها كل أسباب الحياة قادرة أن تقارعهم على مدى عشرة أشهر رغم كل الأسلحة الأمريكية التي لديهم والتي يرفدهم بها أربابهم في الغرب؟ إن استمرار الصهاينة في هذا الأسلوب إنما يذكي نار المقاومة ويشحذ الهمم لأن الذين يتعرضون لهذا الإجرام الوحشي يعرفون أن المقاومة هي السبيل الوحيد وإلا فإن العدو سوف يستعبد من خسروا معركتهم معه.
2024-08-05 bdrossman سابق المؤسسة العامة للطيران المدني: لا يوجد أي تعديل على مواعيد الرحلات الجوية القادمة أو المغادرة عبر المطارات المدنية السورية والعمل مستمر كالمعتاد انظر ايضاً المؤسسة العامة للطيران المدني: لا يوجد أي تعديل على مواعيد الرحلات الجوية القادمة أو المغادرة عبر المطارات المدنية السورية والعمل مستمر كالمعتاد
دمش-سانا أكد مدير عام المؤسسة العامة للطيران المدني المهندس باسم منصور أنه لا يوجد أي …
آخر الأخبار 2024-08-05 المؤسسة العامة للطيران المدني: لا يوجد أي تعديل على مواعيد الرحلات الجوية القادمة أو المغادرة عبر المطارات المدنية السورية والعمل مستمر كالمعتاد 2024-08-05 نافذة على الشعر النبطي للشاعر عبد الكريم العفيدلي في ثقافي أبو رمانة 2024-08-05 الوزير السيد خلال مؤتمر وزراء الأوقاف بالسعودية: أهمية تضافر جهود المؤسسات الدينية في إدارة منابر الخطاب الديني 2024-08-05 المرصد الأورومتوسطي: وفيات يومية لمرضى ومصابين في قطاع غزة جراء حصار الاحتلال 2024-08-05 غرام الذهب ينخفض محلياً 5 آلاف ليرة 2024-08-05 الاستخبارات الروسية: الولايات المتحدة تخطط لعزل روسيا في مجال الرياضة 2024-08-05 للعام الثاني على التوالي… الفارس محمد جوبراني بطلاً للجائزة الكبرى لبطولة الجيش بقفز الحواجز 2024-08-05 استشهاد فلسطينية متأثرة بإصابتها برصاص الاحتلال في جنين 2024-08-05 بسبب إصابة جواده… الفارس حمشو ينسحب من أولمبياد باريس 2024 2024-08-05 المقاومة تستهدف العدو الإسرائيلي في موقع المالكية
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل المادة (26) من قانون خدمة العلم 2024-08-01 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً يتضمن أسماء الفائزين بعضوية مجلس الشعب للدور التشريعي الرابع 2024-07-29 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً يضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والالتزامات تجاههم 2024-07-21 الأحداث على حقيقتها وزارة الدفاع: قواتنا المسلحة تستهدف آليات وعربات للإرهابيين وتدمرها وتقضي على من فيها باتجاه ريف إدلب الجنوبي 2024-07-16 استشهاد عسكري وإصابة ثلاثة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على المنطقة الجنوبية 2024-07-14 صور من سورية منوعات إصابة 22 شخصاً جراء انفجار في مضمار سباق بألمانيا 2024-08-03 إدراج صحراء “باداين جاران” الصينية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي 2024-07-27 فرص عمل الخارجية والمغتربين تعلن عن إجراء مسابقة لتعيين 25 عاملاً في السلك الدبلوماسي 2024-07-24 السورية للاتصالات تعلن عن مسابقة توظيف بفرعها بحمص 2024-06-27 الصحافة دقيقة من فضلكم؟- بقلم أ.د. بثينة شعبان 2024-08-05 تعميق الإصلاح على نحو شامل ودفع التحديث الصيني النمط لبناء مجتمع مشترك للبشرية.. بقلم السفير الصيني بدمشق شي هونغ وي 2024-08-01 حدث في مثل هذا اليوم 2024-08-05 5 آب 2009- تنصيب محمود أحمدي نجاد رئيساً لإيران لفترة رئاسية ثانية 2024-08-04 4 آب 2010 – إطلاق القمر الصناعي المصري نايل سات 201 2024-08-03 3 آب 2009 – قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي يصدق على فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بالانتخابات الرئاسية 2024-08-02 2 آب 1945 – ألمانيا الشرقية تنفصل عن ألمانيا الاتحادية 2024-08-01 1 آب- عيد الجيش العربي السوري 2024-07-31 31 تموز- عيد البحرية الروسية
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: لا یوجد أی
إقرأ أيضاً:
حين يقابَــلُ الحصارُ بالحصار والقصفُ بالقصف
علي راوع
يدخل اليمنيون رمضان هذا العام وهم يحملون في قلوبهم جراح الأُمَّــة، جراح غزة التي تستمر في النزف تحت وطأة العدوان الصهيوني الغاشم. فالمشاهد القادمة من هناك ليست مُجَـرّد أخبار عابرة، بل هي صرخات ألم واستغاثات شعب يواجه الإبادة الجماعية، في ظل حصار خانق يهدف إلى تركهم بين الموت جوعًا أَو القتل بالقصف الوحشي.
وفي ظل هذه الظروف، لا يمكن للشعب اليمني وقائده السيد عبدالملك الحوثي أن يقفوا موقف المتفرج، فالصمت في مثل هذه الأوقات خذلان، والخذلان خيانة للأخوة والدين والمبادئ. لقد أصبح واضحًا أن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وأن المعادلة يجب أن تتغير، فكما يحاصرون غزة، يجب أن يحاصروا، وكما يقصفون المدنيين العزل، يجب أن يشعروا بلهيب الردع.
رمضان لم يكن يومًا شهر الخمول أَو الاستسلام، بل هو شهر الجهاد والانتصارات الكبرى في تاريخ الأُمَّــة. من بدر إلى حطين، ومن عين جالوت إلى انتصارات المقاومة في العصر الحديث، كان هذا الشهر محطة فاصلة في مسيرة التحرّر من الطغيان والاستعمار. واليوم، يواصل اليمن مسيرته في خط المواجهة، حَيثُ تقف قواته البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر كسدٍ منيع أمام أطماع العدوّ، معلنين أن استهداف السفن الإسرائيلية وشركاتها في البحر الأحمر لن يتوقف حتى ينتهي العدوان على غزة.
لم يعد اليمن بعيدًا عن المعركة، بل أصبح قلبها النابض، فرسالته للعالم واضحة: لا يمكن أن يصوم اليمنيون عن نصرة غزة، ولا يمكن أن تظل الموانئ الصهيونية آمنة بينما يموت أطفال فلسطين تحت الركام. فكما استهدفت ضربات صنعاء الاقتصادية العمق الإسرائيلي، فَــإنَّها كشفت هشاشة العدوّ وأربكت حساباته، وجعلته يدرك أن كلفة الاستمرار في العدوان باتت أعلى من قدرته على التحمل.
لقد بات واضحًا أن الحصار الذي يفرضه العدوّ على غزة لن يمر دون رد، وأن القصف الذي يطال الأبرياء لن يبقى دون عقاب. فاليمن، الذي عرف الحصار والمعاناة طيلة السنوات الماضية، يعلم جيِّدًا ما يعنيه الجوع والحرمان، لكنه أَيْـضًا تعلم كيف يحول المعاناة إلى قوة، وكيف يجعل من الحصار وسيلة لتركيع العدوّ بدلًا عن أن يكون أدَاة لخنقه.
إن الرسالة التي يبعث بها اليمن اليوم، ليست مُجَـرّد شعارات، بل هي خطوات عملية بدأت بالفعل، وما زالت تتصاعد. فإغلاق البحر الأحمر أمام السفن الإسرائيلية والشركات الداعمة لها لم يكن سوى البداية، والقادم سيكون أشد تأثيرا إن استمر العدوان. إن ما يحدث اليوم ليس مُجَـرّد تضامن، بل هو شراكة حقيقية في معركة المصير، حَيثُ تقف صنعاء وغزة في خندق واحد، وتواجهان نفس العدوّ الذي يسعى إلى كسر إرادَة الشعوب وإخضاعها لمخطّطاته الاستعمارية.
لم يكن رمضان يومًا شهرَ الاستسلام، بل هو شهر العزة والصمود، واليوم يُكتب تاريخ جديد بمداد المقاومة. ففي الوقت الذي يسعى فيه العدوّ لتركيع غزة وإبادتها، يقف اليمن ومعه محور المقاومة ليقول: لن تكونوا وحدكم، ولن يكون رمضان شهر الخضوع بل شهر النصر.
اليوم، يثبت اليمن من جديد أن قضية فلسطين ليست مُجَـرّد شعار، بل هي التزام ديني وأخلاقي، وأنه مهما بلغت التضحيات، فَــإنَّ القضية لن تُنسى، ولن يُترك أهل غزة يواجهون الموت وحدهم. فكما عاهد السيد عبدالملك الحوثي الشعب الفلسطيني على المضي في دعم المقاومة، فَــإنَّ هذا العهد يُترجم إلى أفعال، وإلى عمليات ميدانية تعيد للعدو حساباته، وتجعل من البحر الأحمر مقبرة لمشاريعه الاقتصادية والعسكرية.
إنها معادلة جديدة تُرسم بدماء الشهداء، وبإرادَة لا تلين، لتؤكّـد أن الأُمَّــة التي تصوم عن الطعام، لا تصوم عن الكرامة، وأن رمضان لن يكون شهر الركوع، بل سيكون شهر الردع والانتصار.