فلسطين والانتخابات الأميركية بقلم: أ. د. بثينة شعبان
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
بعد مشاهدة أول فيديو انتخابي يطلقه المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تمهيداً لبدء حملته الانتخابية، لا يعلم المرء أيحزن على فلسطين التي تعاني من حرب إبادة قذرة أودت بأكثر من خمسين ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، أم يحزن على الولايات المتحدة التي تغرق بين مرشحين: واحد يغذي حرب الإبادة بكل ما أوتي من مال وسلاح، والآخر يتصدى له من خلال جهل تاريخي وعرقي وحضاري وإطلاق مفاهيم وتهديدات وتعميمات لا تمتّ إلى الواقع بصلة وتنذر بأخطار دفع العالم إلى فوهة بركان من الحقد والكراهية والعنصرية لن تزيد العالم إلا ظلماً وعنفاً وحروباً ومجازر.
وأنت تشاهد فيديو ترامب وفيديو آخر يتسابق فيه مرشحو الحزب الجمهوري في مطالبة مجرم الحرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بإبادة الفلسطينيين، وكأن الولايات المتحدة أصبحت «الولايات المتحدة الصهيونية»، عندما تشاهد هذا تشعر كأنهم يرون العالم كله غابة متوحشة تتوسطها جزيرة سلام وأمان هي الولايات المتحدة، وأن هدف من يتطلع إلى رئاسة هذه الجزيرة هو تحقيق المزيد من العزلة والابتعاد عن البشرية وعن الأخلاق الإنسانية وقوانين الحرب الدولية في كل أنحاء الأرض خوفاً من تسميم أجواء الجزيرة، والعنصر الوحيد النقي كي يكون صديقاً لسكان هذه الجزيرة عليه أن يكون صهيونياً.
أولاً، وقبل كل شيء أغفل دونالد ترامب ومرشحو الحزب الجمهوري أن التاريخ اليهودي يشهد أن اليهود عاشوا عصرهم الذهبي بين العرب والمسلمين، وأنهم قد هربوا من الاضطهاد الأوروبي إلى أحضان الدول المسلمة والعربية التي احتضنتهم بكل محبة ووئام لأنهم إخوة في الإنسانية ولأن إلهنا وإلههم واحد كما قال اللـه عز وجل في قرآنه الكريم: «إنما إلهكم واحد وأنا ربكم فاعبدون». وهذا يقين لدى كل مسلم حقيقي؛ أي إن معاداة السامية لم تنشأ بين العرب والمسلمين لأنهم أولاً ساميون مؤمنون إن: «أكرمكم عند اللـه أتقاكم».
ثانياً: إن معاداة السامية هي صناعة غربية منذ ظهورها في أوروبا ولحدّ اليوم، وإنما تغيرت منذ سيطرة الصهاينة على الإعلام والسياسة والمال في الغرب من معاداة اليهود لتصبح عداءً فاضحاً للعرب والمسلمين.
كما عبّر ترامب عن جهل معيب بالإسلام حين وصف الإرهابيين بأنهم مسلمون، إذ لا يمكن للمرء أن يكون مسلماً وإرهابياً؛ فالإسلام هو دين المحبة والوئام والسلام والتعايش بين أتباع كل الديانات لا تشوبه عنصرية ولا فوقية ولا استثنائية في التعامل، والجهاد هو أقدس الأعمال التي يمكن أن يقوم بها المسلم من أجل رفع الظلم وإحقاق الحق وتحرير البشر من ربقة الاستعمار والاحتلال والذل والإهانة، يقول ترامب: «إذا كنت تتعاطف مع الجهاديين فنحن لا نريدك في بلدنا»، لقد شوّه البعض كلمة جهاد وجهاديين واستخدموها في سياق مناقض تماماً لمعناها وهدفها الحقيقي، الجهاد في سبيل اللـه وسبيل الحق هو أعلى درجات الإيمان، وهكذا فإن عداء ترامب للسامية ينصب على المسلمين وعقيدتهم بعد أن سيطر الصهاينة على الإعلام والسياسة والمال في الغرب، فأصبحت الولايات المتحدة ودول أوروبا تحكمها الصهيونية المعادية للعرب والمسلمين عموماً.
إن كل ما طالبت به النائبتان عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي رشيدة طالب وإلهان عمر، ورئيسة جامعة هارفارد غلودين غاي وآلاف من الأساتذة والطلبة وأحرار العالم هو وقف حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل” على فلسطين وبدعم سخي من الولايات المتحدة، وهذا واجب إنساني وأخلاقي على كل من يشاهد هذه المجازر المروعة التي يرتكبها الصهاينة يومياً بحق شعب أعزل، وخاصة بحق النساء والأطفال الذين فقط يحلمون بالعيش على أرضهم بأمن وسلام، ولذلك فإن ما يقوم به اليمنيون واللبنانيون والعراقيون من إسناد للشعب المظلوم في فلسطين هو عمل أخلاقي وإنساني، كما قال الكاتب والصحفي الأميركي ماكس بلومنثال، وإن ما قامت به جنوب إفريقيا من رفع دعوى لإيقاف الإبادة بحق الشعب الفلسطيني هو واجب أخلاقي على كل دولة وبلد يحترم كرامة الإنسان وحقوقه في هذا العالم، وكما خلّد التاريخ ذكر رئيس جنوب إفريقيا الأسبق نيلسون مانديلا، رغم أنه كان مصنفاً «إرهابياً» في الولايات المتحدة، سوف يخلّد التاريخ عمل جنوب إفريقيا لمصلحة وقف الإبادة والقتل، والانتصار الراقي والمهم لإنسانية الإنسان حيثما كان بغض النظر عن الدين والعرق والجنسية، وهذه هي قمّة الحضارة والأخلاق والشعور الإنساني الراقي.
أمّا أن يتوعد ترامب الجامعات والطلاب وكل من تسوّل له نفسه بانتقاد الجرائم التي ترتكبها الصهيونية في فلسطين، فهذا يذكر بالتاريخ الأسود لأوروبا في العصور المظلمة التي تعرف باسم: «Witch Hunt» حيث جرى تكفير وتعذيب وقتل الآلاف بسبب نشر الكراهية كما يفعل الصهاينة أمثال ترامب والرئيس الأميركي جو بايدن ونتنياهو. إن اجتثاث الكراهية يحتاج إلى معطيات وعوامل أخرى مختلفة تماماً عن الدرب الذي يحاول ترامب وأمثاله سلوكه، لأن ما ورد على لسان ترامب في هذا الفيديو يؤجج الكراهية والفرقة والعنصرية، والمطلوب هو عكس ذلك تماماً؛ المطلوب هو موقف حقيقي وواضح ضد الظلم وضد الحروب وضد القتل وضد المجازر وضد إبادة الأطفال والنساء والأطباء وضد هدم المنازل والمدارس والكنائس والملاجئ على رؤوس النساء والأطفال العزل.
ما توعد به ترامب يثير ويعزّز معاداة السامية بشكلها المعاصر المعادي للعرب والمسلمين لأنه يثير الكراهية والحقد ضدهم بدلاً من الدعوة إلى السلام والوئام، وهنا تكمن الخطورة: إن الولايات المتحدة التي ما زالت أكبر قوة عسكرية في العالم تؤيد وتدعم المجازر التي يرتكبها نظام الأبارتيد الصهيوني وحرب الإبادة ضد المدنيين العزل من جهة، وتبثّ من جهة أخرى روح الفرقة والكراهية بين مكونات الشعوب من ناحية أخرى بدلاً من الوقوف مع الحق ورأب الصدع بين مكونات الأسرة الإنسانية على أساس الوئام والتآخي والمساواة في الكرامة والحقوق.
ظهر ترامب في كلمته كأنه يروّج لمجموعة «كناري ميشن» وهي مجموعة على الإنترنت تطارد منتقدي “إسرائيل” وتنشر الخوف والرعب في صفوف المتقدمين إلى وظائف وأعمال من خلال قائمة سوداء تضمّ كل من يتجرّأ على انتقاد المجازر التي تقوم بها “إسرائيل” بحق الشعب الفلسطيني، وهذا بحد ذاته مساهمة في استمرار المجزرة ومحاولة لترهيب الناس من إسناد شعب يرزح اليوم تحت ظلم فظيع، والغريب في الأمر كله هو التجاهل المطلق للتاريخ ولدروسه التي تقف أمام أعيننا شديدة الوضوح وبالغة الأهمية.
لقد كان الغرب الاستعماري المتصهين بمجمله هو الداعم الأساسي لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، وكان الكيان الصهيوني أحد أشد الداعمين لهذا الفصل العنصري ولكن مقاومة مواطني جنوب إفريقيا وحركات التحرر التي بذلت آلاف الشهداء وأصعب أنواع المعاناة قد انتصرت في النتيجة وأنهت العنصرية والفصل العنصري مع أن كل قادة تلك الحركة وكل المناضلين في سبيل الحرية تمّ إدراجهم على قائمة الإرهاب في الولايات المتحدة، وها هي جنوب إفريقيا تتصدّر الضمائر الحرة في العالم للدفاع عن الشعب الفلسطيني ووضع حدّ لحرب الإبادة المشينة التي يتعرض لها، فقط لأنه شعب يرفض الذل والاحتلال والاستعمار. أوَليس هذا درساً مهماً على الدول الغربية أن تفهمه وهو أن الحق سوف ينتصر في النهاية وأن كل التهويل والادعاءات ووصم المقاومة بالإرهاب لن تجدي نفعاً، وأن إثارة الخوف والرعب والابتزاز وإطلاق شعارات معاداة السامية للتغطية على جرائم وحرب إبادة لن تجدي نفعاً؟
لقد ناضلت كل شعوب الأرض ضد الاحتلال والاستعمار، وها هي الهند التي كانت مستعمرة بريطانية تطمح أن يكون اقتصادها في المستقبل القريب ثالث اقتصاد في العالم، ولقد أيقنت شعوب الأرض قاطبة أن الاحتلال والهيمنة الغربية هما مصدر البلاء والفقر والتخلف ولا أحد يوافق ترامب على أن “إسرائيل” وأميركا تمثلان قمة الحضارة الغربية، ولا أحد يتفق معه أن هناك حضارة غربية ما دامت تؤيد الإبادة والظلم وقهر الشعوب وترهيبهم وابتزازهم ونهب ثرواتهم.
صحيح أن شعوبنا في العراق وسورية واليمن وفلسطين قد دفعت ثمناً باهظاً لدحر الإرهاب المدعوم من الولايات المتحدة ومخابراتها وجيشها ولنيل الحرية والكرامة، ولكنها غيرت معادلات تاريخية استشراقية مغلوطة حول شعوبنا وبلداننا وأدياننا ولن يتمكن رئيس صهيوني للولايات المتحدة مهما كان قوياً ومصمماً أن يعيد عجلة التاريخ إلى الوراء.
ما زالت الانتخابات في بدايتها والأفضل لأي مرشح رئاسي أن يجد قضية أخرى يتكئ عليها بعيداً عن تسويف المصطلحات وبيع الأوهام وتشويه الوقائع وتبرير الجرائم الصهيونية المخزية بحق شعب أعزل ومقاوم.
جريدة الوطن السورية
أ. د. بثينة شعبان 2024-01-29ruaaسابق إيران تنفذ حكم الإعدام بحق أعضاء خلية إرهابية للموساد الإسرائيلي انظر ايضاً معركة في الإعلام والأخلاق بقلم: أ. د. بثينة شعبانفي مقابلة عضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد علي الحوثي، مع مذيعة في هيئة …
آخر الأخبار 2024-01-29إيران تنفذ حكم الإعدام بحق أعضاء خلية إرهابية للموساد الإسرائيلي 2024-01-29هطولات مطرية متفاوتة الغزارة أعلاها 16 مم في السويداء 2024-01-29لافرنتييف: الولايات المتحدة تصعد النشاط الإرهابي بمنطقة التنف في سورية 2024-01-29تخديم ثلاثة خطوط جديدة بالنقل الجماعي في درعا 2024-01-29المقاومة اللبنانية تستهدف موقعي بركة ريشا وحدب يارين للعدو الإسرائيلي 2024-01-29خسائر بمئات ملايين الدولارات تهدد الاقتصاد العالمي جراء الجفاف في قناة بنما 2024-01-29مصرع سبعة أشخاص في حادث تحطم طائرة جنوب شرق البرازيل 2024-01-29البدء ببيع بذار البطاطا المستوردة في درعا 2024-01-29المقاومة اللبنانية تستهدف ثكنة برانيت للعدو الصهيوني بالأسلحة الصاروخية 2024-01-29استشهاد فلسطيني واعتقال آخرين بالضفة الغربية
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسومين حول أحكام وطبيعة العقوبات الخاصة بالتعامل بغير الليرة السورية وتشديد العقوبات على مزاولة مهنة الصرافة بغير ترخيص 2024-01-20 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بإحداث الشركة العامة لصناعة وتسويق الإسمنت ومواد البناء 2024-01-06 الرئيس الأسد يصدر القانون رقم (1) الخاص بتنظيم عمل الاتحاد الوطني لطلبة سورية 2024-01-06الأحداث على حقيقتها القضاء على عدد من إرهابيي (داعش) في مدينة نوى بريف درعا 2024-01-28 الاحتلال الأمريكي يكثف عمليات دعم قواعده بريف الحسكة بالأسلحة والذخائر 2024-01-28صور من سورية منوعات باحثون أستراليون: تنشيط أحد البروتينات المهمة في الجسم يمنع سرطان القولون 2024-01-28 روسيا تطور أسرع طائرة مسيرة 2024-01-26فرص عمل جامعة دمشق تعلن عن مسابقة لتعيين أعضاء هيئة فنية من حملة الماجستير 2024-01-18 وزارة الداخلية تعلن عن مسابقة لتعيين عدد من الأطباء البشريين والأسنان 2024-01-18الصحافة فلسطين والانتخابات الأميركية بقلم: أ. د. بثينة شعبان 2024-01-29 سيناتور أميركي: العديد من أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ يختارون تجاهل الكارثة في غزة 2024-01-28حدث في مثل هذا اليوم 2024-01-2929 كانون الثاني 2015- مقتل 32 جندياً ومدنياً مصرياً باعتداءات في سيناء 2024-01-2828 كانون الثاني1887 – بداية بناء برج إيفل 2024-01-2727 كانون الثاني 1926 – الإنكليزي جون بيرد يخترع التلفاز 2024-01-2626 كانون الثاني عيد الجمهورية في الهند 2024-01-2525 كانون الثاني1915- ألكسندر غراهام بيل يفتتح أول اتصال هاتفي عبر القارة الأمريكية 2024-01-2424 كانون الثاني 1946- الجمعية العامة للأمم المتحدة تصدر قراراً توصي فيه بالاستخدام السلمي للطاقة النووية
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الولایات المتحدة معاداة السامیة جنوب إفریقیا کانون الثانی
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية.. البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الأعظم
الكاتبان: د. بلال الخليفة وحسنين تحسين
تستحوذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 على اهتمام عالمي واسع؛ حيث ان اليوم هو موعد الانتخابات الامريكية وانظار العالم اجمع نحو صندوق الانتخابات وما سيفرزه من نتيجة حول فوز من؟ هل سيكون الفائز هو ترامب او هاريس؟، حيث نشر في صحيفة لوموند إن الصين تتابع الحملة الانتخابية الأميركية بأقصى درجات الاهتمام، وهي لا تتساءل عن المرشح الأفضل لمصالحها، لأنها مقتنعة أنه لا وجود له، لكنها تبحث عن "أفضل السيئيْن".
والسبب في ذلك هو لما للولايات المتحدة الامريكية من تأثير كبير في العالم كقوة عسكرية وسياسية واقتصادية، والذي يعنينا الان هو ما للولايات المتحدة الامريكية من قوة اقتصادية كبية، لقد تطور الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير بسبب معدلات الإنتاج الضخمة والتكنولوجيا الرائدة، والهيكل الإداري الكامل، واحتلت منذ فترة طويلة المرتبة الأولى في العالم اقتصاديا، حيث يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 50000 دولار أمريكي.
تحتل أمريكا المرتبة الثانية عالميًا في إجمالي الصادرات، وتعد أكبر مُصدر للخدمات في العالم، حيث تمثل الخدمات ثلث إجمالي صادراتها بشكل عام، وأبرز ما تصدر هو: البترول المتكرر، البترول الخام، السيارات، قطع غيار المركبات والدوائر المتكاملة.
بالعموم، ان الاقتصاد والانتخابات مرتبطان فيما بينهما، الأول يتحكم بالثاني والعكس صحيح، خصوصا، فالوضع الاقتصادي يفرض على المرشحين ان يتناغموا مع متطلبات المواطن وبالتالي تحكم الاقتصاد بالانتخابات، اما العكس فيكون البرنامج الاقتصادي للمرشح سيرسم الخارطة الاقتصادية للبلد وفي حال أمريكا سيؤثر في اقتصاد العالم.
كما أن الاقتصاد يمكن أن يكون عاملًا محوريًا في نجاح أو فشل الرؤساء المرشحين، على سبيل المثال؛ كان للأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 تأثيرًا كبيرًا على نتائج انتخابات 2008، حيث ساهمت في فوز باراك أوباما على جون ماكين، لذلك يركز المرشحين على اهم الأمور التي تكزن مهمه في راي الناخب.
مثلا، ترامب أوضح توجهاته على الصعيد الاقتصادي من خلال طرح الأجندة وتتضمن تعزيز الحمائية التجارية من خلال فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على جميع الواردات الأمريكية، وتعريفة بنسبة 60% على الواردات من الصين، بالإضافة إلى خفض تكلفة استهلاك الطاقة والكهرباء.
اما هاريس، فقد ركزت على بناء النظام الضريبي، ورفع معدل ضريبة الدخل على الشركات الأمريكية إلى 28%.
هذا فيما يخص الداخل ، اما المهم بالنسبة لبقية العالم هو سياسة المرشح الخارجية، بالحقيقة ان نتائج الانتخابات ستكون بثلاث سيناريوات
الأول: فوز ترامب
1 - وهذا له رؤية خاصة بالمنطقة وصرح عنها عند لقاءه بالأمريكان المسلمين وهي ضرورة انهاء الحرب بالمنطقة .
2 - اما فيما يخص الصين او القوى الشرقية فله قول (قال دونالد ترامب إنه إذا عاد إلى البيت الأبيض فإن الصين لن تجرؤ على استفزازه لأن الرئيس شي جين بينغ يعرف أنه "مجنون"، وأوضح ترامب: "أود أن أقول إنه إذا ذهبت إلى تايوان، فأنا آسف لفعل هذا، سأفرض عليك ضريبة بنسبة 150 في المئة، إلى 200 في المئة)". ومثلما قلنا أعلاه انه سيفرض رسوماً جمركية على الصين وخصوصا إذا سعت إلى حصار تايوان.
ومع العرض ان تايوان هي واحدة من اهم نقاط الخلاف لانها تحتوي على اهم المصانع في العالم تصنع المعالجات الرقمية وصناعة اشباه الموصلات التي تستخدم في الصناعة الالكترونية ونحن نعلم ان المعارك الان تدار الكترونيا وتكنلوجيا وبالتالي ان الخطوة الواحدة التي ستشعل الحرب العالمية الثالثة هي تايوان وخصوصا ان بوادرها موجودة وهي حرب اوكرانيا وغزة ولبنان.
3 - اما فيما يخص روسيا فلترامب قول في الرئيس بوتين وهو "لقد كنت على وفاق معه بشكل رائع". وبالتالي انه سيعمل على انهاء الحرب ومحاولة استمالة روسيا بدل استعدائها.
4- فيما يخص الشرق الأوسط فان ترامب واضح بعدم العودة للاتفاق النووي السابق مع ايران و لهذا ترغب دول الخليج العربي بفوزه كونه اشد وضوحًا و مراعاة لحقوق طرف الاتفاق، و يصر ترامب على انه سيحقق صفقة كبيرة مع ايران تُنهي الأزمات معها.
الثاني: فوز هاريس:
1 - ان هاريس صرحت مؤخرا انها مع السلام وانتهاء الحرب أيضا في غزة ولبنان (تفاصيل ذلك توضح لاحقا) .
2 - اما فيما يخص الصين ، انها قد تواصل الخط الدبلوماسي لبايدن، الذي حث حلفاء الولايات المتحدة على رص الصفوف ضد الصين وحاول دفع حلف شمال الأطلسي (ناتو) إلى إدراج التهديد الصيني على جدول أعماله. كما ان اختيارها لفيليب جوردون كمستشار للأمن القومي يشير إلى تحول محتمل في السياسة الأمريكية تجاه الصين، حيث قد يختلف نهج جوردون البراجماتي عن الموقف الأكثر مواجهة لإدارة بايدن.
3 – فيما يخص روسيا: حيث صرحت هاريس أنها لن تلتقي حال فوزها، الرئيس فلاديمير بوتين لبحث الحرب في أوكرانيا، من دون حضور ممثل عن كييف، ان موقفها اكثر تشددا وقالت أيضا قالت المرشحة الديمقراطية "نحن ندعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي غير المبرّر".
4- فيما يخص الشرق الأوسط تميل هآريس كما يميل الديمقراطيون إلى عدم كسر ايران و السعي للعودة للاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني و هو ما لا يفضله عرب الخليج كون ان أمريكا هنا لا تراعي مصالحهم.
ثالثا: هو الحرب الاهلية او الفوضى في أمريكا
حتى وان كان الامر مستبعد لكنه محتمل خصوصا ان ترامب صرح عدة مرات بانه سيفوز حتما وغير ذلك يعني تزوير وهذا تصريح برفض نتيجة الخسارة نهائيا، مع العلم بوجود استطلاعات الرأي تشير إلى قلق 27% من الأمريكيين من هذا السيناريو، مما يعكس الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي، وكما قال السيناتور الجمهوري جورج لانغ إن "الحرب الأهلية قد تكون ضرورية إذا خسر الجمهوريون الانتخابات الرئاسية في نوفمبر"
خلاصة الامر فيما يخص المنطقة هي ان الحرب ستنتهي بعد الانتخابات لان إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل الحرب اكثر ، لكن تؤجل توقف الحراب وتماطل بالمفاوضات كي يكون وقف الحرب هدية للرئيس المقبل بانها نزلت بالسلام لرغبة الرئيس وهو بالتالي قد اوفى بوعوده الانتخابية
وان انتهاء الحرب يعني عودة الاستقرار النسبي لاهم منطقة في العالم من حيث الإنتاج والامتلاك للثروة الهيدروكاربونية وهي اللاعب الأول في الاقتصاد العالمي وكما ان الهدوء سيعم أيضا مضيق باب المندب الذي يؤثر أيضا على خط مهم جدا للتجارة العالمية.
اما المواجهة الاقتصادية مع روسيا والصين فالأمر لن ينتهي وخصوا ان سر قوة أمريكا في عولمة الدولار (او دولرة الاقتصاد العالمي) وان الجبهة الشرقية وبعدما أسست تجمع بريكس وطرحهم لفكرة عملة جديدة للتعامل بينهم (بريكس) فهذا يعني مزيد من التوتر الاقتصادي.