2024-07-27@06:48:13 GMT
إجمالي نتائج البحث: 13

«فيلم لورنس العرب»:

    ما تقوله إيلا شُحْطْ، كما أوردت في الحلقة السابقة، قد يبدو متناقضا كما، على سبيل المثال، في عَزْوها هويَّتين جَنْدَرِيَّتين، إحداهما ذكريَّة والأخرى أنثويَّة، للشَّريف علي. تؤكد شُحْط موضوع الانجذاب ِمثْلِيِّ الأيروسيَّة في الأمر، ولكن، من خلال وضع لورَنس والشَّريف علي في «الأنثوي» خلال محطات مختلفة من سرد الفيلم، فكأنها تؤكد على أن الجَنْدَر ليس...
    عطفًا على ما جاء في الحلقة السابقة، يبقى المسدَّس في حوزة الشَّريف حتَّى عشيَّة الهجوم على الحامية التُّركيَّة في العَقَبَة، حيث يَقتل عضو في التَّحالف القبليِّ الذي يشكِّل الجيش العربيَّ-وهو حارثيٌّ- فرداً من قبيلة الحويطات، فيستشعر لورَنس أنَّ الوضع صار حرِجًا وهشَّا، إذ أنَّ جريمة القتل ذات الطابع القبليِّ تهدِّد «الوحدة العربيَّة» التي يصوِّره الفيلم...
    في الصحراء العربيَّة مترامية الأطراف يجيب لورَنس عن أسئلة دليله البدوي طَفس العفويَّة والفضوليَّة بالقول: إن «بريطانيا بلاد بدينة، شعبٌ بدينٌ»، فيرد طَفَس، وقد فاته التَّهكُّم الذي ذهب إليه لورَنس راميا إلى التعبير عن نقيض التَّقَشُّف البدوي وبساطة الصَّحراء، حائرا -أي طفس- بسذاجة: «أنت لست بدينا»، فيعقِّب لورنَس قائلا بصورة تأمُّليَّة يسبر فيها غور نفسه...
    إننا نجد في أحد مفاصل الفيلم الأمير فيصل وهو يشير إلى لورَنس بيده خِفيَةً كي يبقيه في الخيمة بعد مغادرة الآخرين ليتحقَّق من دوافعه ونواياه. نتذكَّر هنا أن دْرَيْدِن قد أتى بنفس الحركة الجسديَّة طالبا بها من لورَنس كبح جماح ردَّة فعله في وجه غضب الجنرال مُرِي. وتلك الحركة الجسديَّة المتماثلة تؤدي وظيفتها بوصفها مفتاحا...
    إننا نرى، في بداية المشهد الممتد المذكور في الحلقة الفائتة، لورنس وهو يشعل عود ثقاب، وعوضا عن النفخ فيه لإطفائه فإنه يميته بأصابعه العارية، وهذا يشكل نقيضا للحظة السابقة التي أطفأ فيها لورنس عود الثقاب المشتعل بأصابعه. إن هذا المشهد الجزئي من المشهد الممتد يقترح علينا أن هذه الممارسة تتسبب في ألم ولذة: «إن ما...
    إن مكتب درَيْدِن مؤثَّث بِقِطَعٍ دائريَّة وبيضاويَّة تحيل إلى الأنوثة ومنها، على سبيل المثال، طاولة مستديرة موضوع عليها طاسَتَا زينة، واحدة كبيرة والثانية صغيرة. وبالإضافة إلى تُمَيْثيِلٍ لِفِينِس Venus (إلهة الحب والخصوبة لدى الرُّومان)، فإن المكتب يضم أيضا تذكارات من الحضارة المصريَّة القديمة مثل تمثال لِباسْتِتْ Bastet (وهي إلهة أسطوريَّة بدأت عبادتها في مصر الفرعونيَّة...
    إن هويَّة لورَنس الإشكاليَّة هي موضوع التَّأبين التِّذكاري في المشهد الممتد (episode) في كاتدرائية القدِّيس بول الذي يتلو مباشرة المشهد التَّأسيسي (establishing scene) حيث يلقى لورَنس مصرعه في حادث الدَّراجة النَّارية في مستهل الفيلم. «مَن هو لورَنس؟» هو السؤال الضِّمني غير المنطوق به الذي يُقّدِّم الاسترجاع (flashback) الطَّويل الذي يكوِّن بقيَّة الفيلم. يقول فرانك مَكَنِل...
    لقد وصف روبرت بولت استراتيجيَّته في كتابة السِّيناريو بأنها «الوجود على الأقل في مدى الحقيقة الفعليَّة... والوجود كذلك في مدى الحقيقة الفعليَّة عن الرجل نفسه» (34). وهكذا فإن النَّتيجة النهائيَّة لتلك «الاستراتيجيَّة» هي هويَّة جنسيَّة مُبْهَمَة وإشكاليَّة تضيف المزيد من نكهات الغموض، والضَّبابيَّة، والانسحار بـ«فاشيٍّ رومانسيٍّ» كما يصفُ بولت نفسه لورَنس (35).بيدَ أنه ينبغي التَّوكيد...
    في اللَّقطة الثَّانية من لقطات مشهد اكتساح الجيش العربي للحامية التركيَّة في العَقَبَة نشاهد نساءً فعليَّات بوصفهن ذواتا للرَّغبة وهن «يَنْظُرْنَ» إلى التَّدمير الرَّمزي لصورتهن باعتبارهن «صورا موضوعة للنَّظر» بغرض التَّأثير الأيروسي؛ وبالتَّالي فإنهن «يَنْظُرْنَ» إلى الرِّجال المهاجِمين وهم يستعرضون «رجولتهم» الحربيَّة في الاكتساح العنيف. وفي رأيي، فإن هذا التَّباين لا ينطوي على تناقض؛ وذلك...
    إنني، استمرارا لما أوردته في الحلقة السابقة، أُقارِبُ أطروحة مَلْفِي حول النَّظرة السينمائيَّة المُحَدِّقة من خلال المنظور الذي يرتئيه كوهِن؛ أي أن موضوع تلك النَّظرة ليس جسد الأنثى بصورةٍ حصريَّة بل (أيضا) جسد الذَّكر بصورة مساوية في حالات سينمائيَّة مُعَيَّنة. تحتفي تلك النظرة، إذن، وهي مشحونة أيروسيَّاً، بالجسد الذَّكر في فيلم «لورَنس العَرَب»؛ فكما في...
    من المنطلقات التي أوردتها في الحلقتين السابقتين فإن وجهة نظري حول الفيلم ستحاول الانكباب على «النُّقطة العمياء» في هذا العمل السِّينمائي «الباهر»؛ إذ أعتقد أن ما ينبغي بحثه هو التَّضمينات السِّياسيَّة للطَّريقة التي يصوِّر -بل حقاً يَنْقُلُ- بها الفيلم لورَنس ومحيطه الجغرافيَّ والإنسانيَّ على نَحْوٍ جنسيٍّ وأيروسيٍّ في خضم التَّجربة الكولونياليَّة والإمبرياليَّة؛ أي أسئلة الهويَّة...
    لقد كانت مكابرات التَّاج الإمبراطوري المهيب فيما تبقى من سؤدده، وجبروته، وصولجانه، والمباركة الملكيَّة المباشرة التي أُسبِغت بسخاء منقطع النَّظير على الفيلم (لم تحضر الملكة شخصيَّا أي عرض افتتاحي لأي فيلم من قبل)، تعبيرا واضحا عن حنين سياسيٍّ للإمبراطوريَّة وأمجادها التَّليدة خاصة في ظل «غروب الشَّمس» في أمكنة أخرى تحت علامة التَّاج الملكي الماهر والممهور....
    لقد كان ذلك التَّدشين الآسر للألباب في غاية الأبَّهة، والاختيال الطَّاووسي، والبذخ البروتوكوليِّ الإنجليزي المستميت في شكليَّاته الزُّخرفيَّة وبهرجيَّته اللامعة بأدق التَّفاصيل. وقد كان ذلك متساوقًا في اقترانٍ طبيعيٍّ بجلالٍ إمبراطوري مهيب كان لا يزال يصرُّ على اعتمار المجد المُرَصَّع بالحنين إلى بقاع شاسعة من الأرض، حيث أُبيدَ عدد هائل من البشر الذين يبدو أنهم...
۱