أنساغ.. «أنت رجل شائق»: الجندر والإمبراطورية والرغبة في فيلم «لورنس العرب» «4»
تاريخ النشر: 24th, September 2023 GMT
إنني، استمرارا لما أوردته في الحلقة السابقة، أُقارِبُ أطروحة مَلْفِي حول النَّظرة السينمائيَّة المُحَدِّقة من خلال المنظور الذي يرتئيه كوهِن؛ أي أن موضوع تلك النَّظرة ليس جسد الأنثى بصورةٍ حصريَّة بل (أيضا) جسد الذَّكر بصورة مساوية في حالات سينمائيَّة مُعَيَّنة. تحتفي تلك النظرة، إذن، وهي مشحونة أيروسيَّاً، بالجسد الذَّكر في فيلم «لورَنس العَرَب»؛ فكما في فيلم «نُزهةٌ ووجبة» فإن «الجسد الذَّكر» في «لورَنس العَرَب» هو «الصُّورة الرَّئيسة للاختلاف الجنسي في الفيلم» (19).
ويقع في قلب انجذاب الذَّوات المُجَنْدَرَة إلى الفيلم اختيار بيتر أوتول Peter O Toole لتجسيد دور لورَنس العرب. هنا، تعلِّق لِسْلِي توبمَن Leslie Taubman على هذا الاختيار المثير للجدل قائلة إن «المُمثِّل الوسيم، ذا العينين الزَّرقاوين، الذي يبلغ طوله ستَّة أقدام لا يمتُّ بِصِلَةٍ لِتي إي لورَنس ذي الطول البالغ خمسة أقدام، والذي مظهره يشبه الفأر نِسبِيَّا» (21). أما إدوَرد سعيد فإنه لا يأتي بزور أو بهتان حين يقول إن «لورَنس كان في الواقع قصيراً إلى حد، وكان يشبه ستان لوريل Stan Laurel إلى حدٍّ كبير» (22). لكن أوتول لم يكن الممثِّل «الوسيم» الوحيد في الفيلم؛ فهناك عمر الشّريف (واسمه الرَّسمي في شهادة الميلاد ميشيل يوسف ديمتري شلهوب) الذي يقوم بدور الشَّريف علي، والذي كان في وقت صناعة وعرض الفيلم «ممثِّلا جديدا، أسمرَ ووسيما... جَعَلَ الفتيات من الجمهور يتأوَّهن» (23). هذا «التَّأوه» الذي قد يكون موسيقى نشازا في أُذني مَلْفِي هو، في الحقيقة، رنين مُطْرِبٌ في سمع كوهِن؛ فهو مثال على الكيفيَّة التي يُخَلِّق بها «لورَنس العَرَب» مشاهديه ضمن معطيات الجَنْدَر. بكلمات أخرى فإن الأجساد الذَّكريَّة هنا هي «صورٌ موضوعةٌ للنَّظر» بغرض التَّأثير الأيروسي.
هذا التَّخليق الذي يحدث للنَّظرة المُحَدِّقة مُكَبْسَلٌ (من «الكبسولة»)، على سبيل المثال، في لقطةٍ أفقيَّة متحرِّكة (dolly shot) بطيئة في المشهد الذي يحدث في خيمة عودة أبو تايه الكبيرة قبيل نهاية النِّصف الأول من الفيلم (24). تستكشف الكاميرا هنا وجوه نساء عربيَّات يضعن أغطية على رؤوسهن. إن منظور الكاميرا هنا هو منظور الجمهور النَّاظر، إذ تكشف الكاميرا أن النِّساء ينظرن إلى ماجد، ولورَنس، والشَّريف علي الذين يظهرون خلال المشهد في لقطات مقربَّة (CU)، ولقطة ثنائيَّة (tow-shot)، ولقطة ثلاثيَّة (three-shot). ومن الواضح أن المشهد يعرض أولئك الرِّجال/ الذُّكور بصفتهم موضوعا للنَّظرة المُحَدِّقة الأنثويَّة. هنا، كما خلال كل السَّرد الفيلمي، يلعب لورنس والشَّريف علي دورا مركزيَّا في تخليق تلك النَّظرة. وليس من الصُّعوبة بمكان العثور على مثال آخر في المشهد الدرامي المثير الذي يحدث فيه الهجوم على العَقَبَة، وهذا المشهد بالذَّات يبرهن على مواصلة الفيلم المحمومةِ التَّلاعبَ بذات (subject) وموضوع (object) النَّظرة المُحَدِّقة. يتضمن المشهد لقطة ثابتة (static shot) تُرِينا ما بداخل خيمة في الحامية التُّركيَّة، حيث تُرينا مقدِّمة الكادر صورة فوتوغرافيَّة مؤطَّرة باللونين الأبيض والأسود لراقصة شرقيَّة (وهذه من النَّوافل الاستشراقيَّة المُكَلْشَهَة في الفيلم). تلك الصُّورة معلَّقة من عمود الخيمة، بينما نرى من خلال مدخل الخيمة الرِّجال المُسَلَّحين المهاجِمين بصورةٍ اكتساحيَّة غامرة، ونسمع دمدمتهم الحربيَّة التي تحدث في منتصف الكادر. وإذ يتواصل الهجوم، والحامية التُّركيَّة تتهاوى تحت وطأته الكثيفة والسَّاحقة، فإننا نرى لقطة كبيرة (long shot) لثلاث نساء عربيَّات وهنَّ يهرعن إلى تلٍّ يطلُّ على ساحة المعركة لمشاهدة القتال الضَّاري والالتحام المباشر. إن تضمين الأنثى بوصفها صورة صامتة مُحنَّطَة (في الصُّورة الفوتوغرافيَّة باللونين لأبيض والأسود للرَّاقصة الشَّرقيَّة) في الَّلقطة الأولى، وبوصفها جسدا من لحم وشحم، حيَّا ومتحرِّكا في اللقطة الثَّانية، يوفِّر لنا تباينا جديرا بالاهتمام؛ ففي اللقطة الأولى تُقْتَحَم الأنثى بوصفها موضوعا للرَّغبة مع بقيَّة ما يقتحمه الفعل الحربي الغامر.
-----------------------------------------------
تتواصل أرقام الحواشي من الحلقات السابقة:
(19): نفس المصدر السَّابق، نفس الصَّفحة.
(20): نفس المصدر السَّابق، 45.
(21): Leslie Taubman, Lawrence of Arabia, in Magill s Survey of Cinema: English Language Films, first series, vol. 2, ed., Frank N. Magill (Englewood Cliffs, N. J.: Salem, 1980), 961.
(22): إدوَارد سعيد، «لورَنس لا يزجي للعرب أي جميل»، في: عبدالله حبيب، «مساءلات سينمائيَّة»، 246.
(23): Robert Musel, Lawrence A Brilliant Film Epic Sets New Mark in Cinematic Art, Hollywood Reporter, December 17, 1962, 3.
(24): أدَّى الممثِّل المكسيكي -- الأمريكي آنْثِني كوِنْ دور «عودة أبو طائي» Auda Abu) Tayi، في النَّقْحَرَة الَّلاتينيَّة للاسم). و»عودة أبو طائي» السِّينمائي يمثِّل شخصيَّة تاريخيَّة، هي زعيم قبلي من عشيرة الحويطات ممن قاموا بأدوار رئيسة في أحداث الثَّورة العربيَّة ضد الأتراك. ولكن الاسم الصَّحيح لتلك الشخصيَّة هو، في الحقيقة، «عودة أبو تايه» Auda Abu Tayeh) في نَقْحَرَتِهِ الَّلاتينيَّة). هكذا تُدعى الشخصيَّة باسم مغلوط في الفيلم، كما يُدعى الشَّخص بذات الاسم المغلوط في العديد من المصادر البيوغرافيَّة والتاريخيَّة الأجنبيَّة، وذلك ببساطة لأن هذا هو الاسم «المُعتَمَد» في المصدر «الموثوق» بخصوص التَّاريخ العربي المعاصر؛ أي كتاب لورَنس «أعمدة الحكمة السَّبعة»، وإن كانت الحقيقة هي أن «طائي» و «تايه» تسميتان قبليتَّان مختلفتان. إننا هنا بصدد مثال واضح على القبائليَّة السَّائبة، والتأريخ المُزَوَّر، والسينما الاستشراقيَّة، واللامبالاة إزاء هويَّة «الآخر». وإلى هذا فقد اطَّلعت على أكثر من ترجمة عربيَّة لكتاب لورَنس، وأود اقتراح ترجمته مرة أخرى بصورة أفضل وأكثر معرفة باللُّغتين.
عبدالله حبيب كاتب وشاعر عماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الفیلم ة الم ح د عودة أبو
إقرأ أيضاً:
أمريكا وصناعة الحروب
قبل دخول أمريكا على مسرح السياسة العالمية كانت الإمبراطوريات الأوروبية هي المسيطرة لكنها لا تتحرك الا بعد إذن من الخلافة الإسلامية العثمانية ولذلك أجمعت على إسقاطها والاستيلاء على نفوذها في القارات الثلاث؛ أمريكا نهضت في بدايات القرن التاسع عشر ولكن بعد سقوط تلك الإمبراطوريات معتمدة على الأساطيل والقوات البحرية لتوسيع نفوذها ومستفيدة من الخبرات الاستعمارية.
خاضت حروب التدخلات في البلدان القريبة والبعيدة وسلم لها الجميع بعدما صنعت القنابل النووية وألقتها على اليابان .
الدبلوماسية العسكرية والتهديد والوعيد ثم إرسال البوارج وشن الحروب أساس لنهب ثروات الأمم وتسخيرها وتنصيب الحكومات والأنظمة وإزالتها، وحسب إحصائيات تاريخية فان 93 %من تاريخها حروب مباشرة والباقي تهديد وإنذار بها.
صناعة الحروب والاستثمار فيها أساس في السياسية الأمريكية، لأن كبريات شركات تصنيع السلاح في العالم جنسيتها أمريكية مملوكة لبارونات اليهود الذين يسعون في الأرض فسادا ويوقدون الحروب، قال تعالى ((والقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب اطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)) المائدة-64-.
تفتيت المجتمعات المستهدفة أولا ثم تدميرها ثانيا وذلك باستغلال كل الاختلافات والتباينات. فمثلا عندما احتل الصليبيون القدس بدأوا بنشر الخلافات الدينية واستجمعوا قوتهم تحت عناوين دينية (حروب صليبية) فاجتمعت جيوش (النورمانديين وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا) والمتحالفين معهم من نصارى العرب واليهود استولوا على القدس؛ ولا يختلف الحال عليه اليوم الا من حيث ان أمريكا هي الواجهة والبقية يريدون ان يقنعوا العالم انهم لا يرضون ولا يريدون وهم كاذبون .
الأموال والثروات والاستيلاء عليها وإخضاع الآخرين واستعبادهم وتسخيرهم هو هدف كل السياسات الاستعمارية، ولأن بريطانيا تتشابه في قدراتها مع أمريكا فقد سرى تقليد متبع ان اول زيارة خارجية-لرؤساء أمريكا بعد انتخابهم تكون إلى بريطانيا لأنها تمثل الأرشيف الاستعماري لمعظم الإمبراطوريات، لكن مخالفة ترامب لهذا التقليد بسبب الإغراء السعودي الذي يصل إلى تريليون دولار-ترامب- حسب تصريحه (أعطوني هذا المبلغ بسبب الانتخابات ؛ما هذا بحق الجحيم؛ المال لا يعني لهم شيئا؛ لقد حصلوا على هذه الأموال من الذهب السائل ، لديهم الكثير؛ هؤلاء مجانين وهناك العديد من الشركات تتطلع للاستثمار) ، ولا يختلف الأمر كثيرا في وصف السياسي البريطاني جورج جلوي فهو يصفهم بالسُذج (من يرسلون أبناءهم ليتعلموا في أمريكا؛ ومن يودعون ثرواتهم الشخصية والسيادية في أمريكا أو أوروبا ويتوقعون ان تكون في مأمن –ابنوا جامعاتكم وبنوككم الخاصة وكفوا عن عبادة الغرب وتحلوا ببعض الكرامة) نصحيه جلوي لن تقنع الإمارات والسعودية الذين يثقون في الغرب واليهود والنصارى اكثر من غيرهم حتى وإن وصفهم –ترامب بالمجانين؛ أو وصفهم اليهود بانهم بهائم خلقت لخدمتهم، أو انهم يحبونهم كحب الكلاب.
صهاينة العرب اصبحوا اليوم ينفذون مخططات اليهود والنصارى علناً بدون خجل ولا حياء يريدون تدمير دول وأقطار الأمة الواحدة، ينشرون الخراب والدمار ويقتلون ويشردون الأبرياء ويشعلون الحروب سعيا لإقامة الشرق الأوسط الجديد -حسب زعمهم- بإسقاط الأنظمة التي مازالت تعارض الاستعمار الاستيطاني اليهودي على ارض فلسطين وكل أجزاء الأمة العربية والإسلامية وتنصيب حكومات وأنظمة تقبل بالاستعمار الاستيطاني، وهذا هو أساس السلام الذي يسعون اليه لا الذي يحترم كرامة الشعوب ويحفظ استقلالها ويحقق حريتها ووجودها خاصة بعد السيطرة على الدول المؤثرة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مثل-مصر والسعودية والإمارات والأردن والمغرب والبحرين وغيرها .
الأنظمة المعارضة سيتم القضاء عليها بواسطة الحروب وتنصيب غيرها تدين بالولاء للمشروع الاستيطاني الاستعماري.
الخبير الاقتصادي الأمريكي –جيفري ساكس -صرح بأن أمريكا وضعت برنامج الحروب بواسطة المخابرات الأمريكية وبعض الدول في المنطقة تحت مسمى (خشب الجميز) عام 2011م اشعال سبع حروب في خمس سنوات في سوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان- وذلك من اجل تمكين وإقامة إسرائيل الكبرى التي تشمل غزة والضفة والقدس وسيناء والأردن وأجزاء من السعودية والعراق.
اليمن تم الاستعانة بالتحالف السعودي الإماراتي ومثل ذلك في ليبيا والسودان والصومال، لان العوائد سيحصل عليها الجميع.
ما يقوله جيفري ساكس-إن هذه الحروب السبع رسم خططها-البنتاجون-وبقيت واحدة الحرب مع إيران لإثارة ذعر -نتن ياهو-يتناقض تماما مع كشفته الصحافة العالمية عن خطة الشرق الأوسط التي كشفها الصحفي اليهودي عود يدينون ونشرها 1982م وهي خطة اعدها جنرالات الجيش الإسرائيلي وأحباره نهاية الأربعينيات واهم بنودها الاتي:
1 -اضعاف الدول العربية باستغلال الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية والطائفية؛ وتقسيمها لاحقا إلى دول صغيرة تعتمد على إسرائيل في بقائها وشرعيتها .
2 -الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة وطرد الفلسطينيين وضمهما لإسرائيل؛ وإقامة إسرائيل الكبرى التي تشمل أجزاء من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر والسعودية .
3 -استكمال خطط الاستعمار البريطاني وتطبيق نظرية فرق تسد وإنشاء دول وكيلة تنفذ السياسة الاستعمارية وفقا لاستراتيجية –حدود الدم –فكل دولة تحارب الأخرى وكانت أول ثمار الاستراتيجية اشعال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لثماني سنوات.
4 -بلقنة الدول العربية بإشعال الحروب الطائفية والمذهبية؛ ويقابله القمع الشديد لأي محاولة تمرد وإبادة مدن وقرى بأكملها وتطبيق فكرة الفوضى الخلاقة من أجل إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد.
هذا ابرز ما اشتملت عليه الخطة. أمريكا وحلفاؤها سيتكفلون بالدول التي لاتصل اليها إسرائيل مثل أفغانستان والعراق والصومال؛ والدول الوكيلة ستتكفل بالقريبة منها مع الاستعانة بالتحالف الأمريكي الصهيوني؛ وإسرائيل ستتكفل بالدول المجاورة لها.
كان أحد الخيارات الاستراتيجية لمواجهة التوسع السوفيتي والمد الشيوعي اتفاق الأجندات الغربية مع العربية على تشكيل جماعات جهادية لمواجهة الاحتلال السوفيتي في أفغانستان. الأنظمة البترودولارية تكفلت بالدعم المالي وغيرها تكفلت بالرجال وبعد التحرير بدأ التوجس الغربي من هؤلاء المدربين على القتال لانهم يشكلون خطرا على المشروع الاستيطاني الاستعماري اليهودي في فلسطين؛ وتحول الأمر إلى إعدام من لا يتوافقون معهم لأنهم إرهابيون يجب تصفيتهم أينما وجدوا؛ ومن تعاون معهم يمهدون لهم أسباب التدخل وشن الحروب ومصادرة قرارات البلدان تحت ذريعة التعاون في مكافحة الإرهاب وفعلا تم اغتيال كثير من الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالإرهاب لكنهم يعارضون الاستعمار والمشروع الصهيوني الاستيطاني.
العالم يعرف جيدا ان قوة كيان الاحتلال ليست ذاتية، لكنها خارجية بفعل دعم التحالف الصهيوني الصليبي (صهاينة العرب والغرب) ولذلك فقول –جيفري ساكس-واعترافه بأن إسرائيل لا تستطيع الصمود ليوم واحد في المواجهة والقتال مسألة معلومة، فقد كشف طوفان الأقصى كيف تقاطرت المساعدات العسكرية والمادية والمعنوية والاقتصادية والاستخباراتية لمواجهة مقاومة بسيطة تدافع عن نفسها وكرامتها ووجودها .
حروب التأسيس كانت بدعم وإسناد لامحدود من صهاينة العرب والغرب وحرب العاشر من رمضان، لم تتوقف الهزائم الا بعد وصول الجسور الجوية من أمريكا وغيرها ونكسة 1967م كانت كذلك أيضا والقضاء على الانتفاضات الأولى والثانية أيضا لأن الكفر والنفاق ملة واحدة لا فرق.
كيان الاحتلال والاستيطان لا يستطيع الصمود ليوم واحد، فالتحالف الصهيوني الصليبي يمده بكل (التمويلات والدعم العسكري والعمليات الاستخباراتية والدعم البحري وتوفير الذخائر) وحتى شركات التكنولوجيا تُسَخر لخدمة المشروع الإجرامي لأنها مملوكة لكبار المرابين من اليهود كما حدث في فضيحة- ميكروسوفت – وتزويدها الصهاينة بإحداثيات جرائم القتل والإبادة والتهجير القسري.
في عالم لا قيم فيه ولا مبادئ ولا أخلاق، القول الفصل فيه أولا وأخيراً للسلاح في تحديد كل الشؤون الداخلية والخارجية ومن العجيب أن يُطالب المعتدى عليه بنزع سلاحه ويتم تزويد القاتل والمجرم بكل أنواع الأسلحة، ولذلك سيظل الاستعمار يتحكم بكل خصوصيات الأمة العربية والإسلامية طالما انها لا تستطيع إنتاج بندقية أو رصاصة وكل ذلك بسبب سيطرته على الأنظمة، فهو من أوجدهم ومكنهم من رقاب شعوبهم .
باكستان كانت الاستثناء الوحيد في امتلاك سلاح الردع النووي ولم يُسمح لإيران وسُمح لكيان الاحتلال لأنهم لا يريدون قوة نووية على حدود مشروعهم الاستعماري الاستيطاني فقد دمروا كل القدرات العسكرية للوطن العربي وبتعاون وتمويل صهاينة العرب والغرب؛ واليوم يفاوضون من أجل نزع سلاح المقاومة ليكملوا جرائمهم في إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني واستكمال إنشاء إسرائيل الكبرى.