2025-01-31@18:53:13 GMT
إجمالي نتائج البحث: 10
«محمد حامد جمعة»:
خرجت في وقت مبكر اليوم. المدينة يلسع وجهها برد صباحي بلطف ناعم. فحتى الشتاء في هذا العام ترفق بالسودانيين تضامنا ولم يشتد فيما لاحظت على غير معتاد طقس يناير. تدفأت ببعض مشاهد صغار تودعهم والدتهم إلى مدرسة. باعة الخضار ينثرون الماء على طماطم نضير. ومخبز أمامي يتخاطف الناس خبزه الحار بغير زحام. بدأت الحياة في الإنتظام على نسق كأنما يستعيد قديم الاعتياد وهذه نعمة. ركبت الحافلة عند أول الطريق. صحت السلام عليكم. ردت سيدة وكهل. فيما تجاهلني من جاورت. إذ إنهمك في مشاهدة مقطع لوالد الشهيد محمــد البشير. شاركته بفضول متاح المسافة المبيح للاستماع. والد الشهيد يخطب بثبات على قبر فلذة ابنه. خطاب قوي متماسك. لا تعثر في كلماته ولا ألم. وبل يقين واحتساب مركوز في نفس مؤمنة. بما يقول...
(نجوم في الحرب) سلسلة حوارات يجريها: محمد جمال قندول الصحفي والكاتب محمد حامد جمعة لـ(الكرامة): بسبب الحرب شربت ماء “المكيفات” وتداويت بالأعشاب نجوت من القتل بقصف الهاون 3 مرات 20 مسلحًا اقتحموا شقتي وكانوا يصيحون ويطلقون الرصاص سأبقى حتى أرى النصر أو الموت خرجت على “كارو” في رحلة فاخرة حتى بلغت العباسية.. الحرب مدرسة أتمنى أن أخرج منها رجلًا آخر. سيعود سوداننا الذي أحببنا ونحب، ” انا عاوزه كدا بسجمه ورماده دا”. “تقدم” ليس لديها رصيد سياسي افتقد والدي ووالدتي وهذه (….) رسالتي ل(عثمان الجندي).. ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة. ووسط كل هذا اللهيب...
نعود لبعض شواغل التايم لاين وقصص الحرب . إذ لاحظت في تداعيات قصة مقتل (البيشي) بنواحي الدندر أو سنجة .مسألة فتحت افقي لإستفاهمات أغلبها حول وضعية (ابو عاقلة كيكل) ! فالرجل وبإعتباره رفيق البيشي والقائد الأقرب له من حيث محور القتال وربما التواصي والقربى والجغرافيا . ولكونهما كانا معا حتى لحظة إقتحام سنجة ؛ فالطبيعي والمنطقي جدا ؛ واقعا وعرفا وحقيقة أن يكون (كيكل) إن لم يكن في مقدمة المشيعين أن يكون أول الواصلين للعزاء .لاسيما أنه بحضور ذاك يستوفي جانب مواجبة إجتماعية يفترض ألا تغيب عن رجل في منشأ بيئة بدوية صارمة التقاليد في مثل هذه المناسبات . دع عنك مقتضيات الوضعية القيادية حيث يفترض أن يكمل ينوب عمن قاتل لأجلهم البيشي ومات وهنا الأمر والضمير يعود للدعم السريع...
لاحظت مؤخرا إضطرار كثير من المواطنين خاصة من سكان الخرطوم وإمدرمان الذين يبلغون محلية كرري .إضطرارهم في المراجعات الطبية للسفر إلى عطبرة وشندي وبورت سودان (ومعلومة ظروف التنقل والسكن والإعاشة وغيره).خاصة لمن لديهم مشاكل تتعلق بإحتياجات في عمليات العيون وأحيانا العظام وهذا منطقي بسبب كارثة الحرب على القطاع الصحي ومؤسساتهلكن ما غير موضوعي عجز سلطات ولاية الخرطوم (مقرها كرري) عن طرح مبادرات للقطاع الخاص عبر تسهيل الإجراءات وفك بيروقراطية اللجان لتأسيس مراكز خاصة عبر شراكات الأطباء في التخصصات المختلفة . فطالما أن المواطن في الولايات الأخرى سيدفع فما المشكلة في إقامة مراكز علاجية ومشافي (جراحة اليوم الواحد) في الأجزاء الآمنة من كرري .ظروف الحرب وإشكالات إنقطاع الأدوية ومصفوفات العلاج والوضع الغذائي السيئ ضاعفت الظروف الصحية لكثير من المرضى و تفاقمت...
*الحرب الان تنشط في مسارات الحرب النفسية . ترفع الأنفاس وتخفضها فقط حسب مرونة التوظيف فقط ؛ وقد قلت في منبر ومنصة غير هذه الصفحة أن قدرة الدعم السريع على تحقيق إنتصار نافذ.. عبر عمل عسكري يقوم على خطة ووثبة وضربة ذات هدف إستراتيجي يغير الموازين.. باتت ضعيفة إن لم تكن منعدمة !**قد يتحرك بكثافة بنظرية الجزر المنعزلة والهجمات الخاطفة في الخواصر الهشة بقاعدة (keep it hot) ولهذا إرتباط بتقديرات إعلامية وسياسية موجهة للخارج أكثر من الداخل* *بالداخل سيكون التركيز على الصخب والضجيج والضغط على المدنيين لتوفير أليات ضغط على التماسك النفسي للجيش والمواطنين.**الان واضح أن الدعم السريع بعد فقدانه ميزة مباغتة الساعات الأولى في 15 ابريل 2023 وملحقات ذلك من فقدان إمكانية إعلان بيان بالسيطرة وإسقاط الحكم، فهو الآن...
أعتقد والله أعلم .أن القرار الأمريكي الذي شمل كرتي دلالته رمزية ومعنوية . وضمن المضاغطة وترتيبات ما بعد الحرب . ويبدو أن للامريكان تخوف _ وربما لجهات عربية _ من ان نصر عسكري او بمحصلة التفاوض سيقضي حكما على مستقبل غالب القوى السياسية التي برزت بعد 11 أبريل وبالتالي فالطريق سيكون سهلا ومعبدا للإسلاميين . نتاج تطورات المشهد الشعبي وإتجاهات الراي العام (الغريب ان القرار الأمريكي قد يعزز هذا ) . وإن صحت قراءتي فعلى الأرجح ان تتجه أمريكا وجهات أخرى لمنح الصالح للعسكر وبأرض خالية من الموانع السياسية والكيانات المزعجة لمشروعها بالسودان ولو لفترة مؤقتة لحين تجاوز ذاكرة الحرب ومواقفها . او الخيار الثاني _ لا اعرف كيف _ الخلوص الى نتيجة تسوية لا تسمح...
هل في هذه الظروف أبطال بغير سلاح . اقول نعم . اسرة سودانية بسيطة من شرق السودان . عدة فتيات واخ وحيد شاب . والدهم مسن كبير ومصاب بالشلل . شهد الله لم ارى في حياتي . ولا اظن سأرى . برا بوالد مثلما تفعل هذه الأسرة . يتناوبون بالساعة والدقيقة على ترطيب وجه والدهم (بالهبابات) يردون الى الماء فيطيبون جسده . يحرسونه ليلا من الباعوض ونهارا من الذباب . وشقيقهم يقطع الأميال لجلب دواء او غرض طبي . تحفظه بركه رضاء والده فلا يتعرضه احد بسوء . وبعد هذا هم اهل كرم وواجب . لا يتأخرون عن تفقد جار . ووجوهم بسامة وعلى ملامحهم كل الرضا . يسبقون بما عندهم ولو شح . ويبادرون حرصت على...
إفتراض أن جواز السفر . طوق نجاة لاي مواطن سوداني . عدا صاحب الإمكانية والمضطر لطلب علم او علاج . إستسهال ضمن حالة توهان عام ضربت السودانيين او هي من بعص سلوكيات العشوائية المتجذرة فينا . فحتى حصولك على الجواز لن يسقط عنك مطلوبات الإجراءات الهجرية لدول الجوار البعيدة او الأقرب . وحتى إذا تيسر دخولك بإجراء (كاونتر فيزا) فثمة واقعية تلزم هذا المواطن بالتدبر الحذر في مرحلة ما بعد إستضافته لايام او لشهر في كفالة أصدقاء او معارف خاصة مع فرضية إنعدام ممول ومعين وحتى ان تحقق الاخير فقطعا لن يستطيع تجاوز ضروريات شحيحة مع إمكانية وقوعك لاحقا في بند مخالفات الأقامة لتنشأ لهذا المهاجر إشكالات ادناها الضياع في قاع المدن واعلاها السجن بسبب مخالفة القوانين...
الحرب قاسية . ومرهقة . أضافت سنوات الى أعمارنا . بأثقال من خليط القلق والترقب . واليأس والرجاء . ساعة وساعة . لكنها والله العظيم ما قتلت او أطفأت شمعة الحياة وما قطعت وريد الدم المقوي للنبض . نعاني نعم . فرضيات الموت والأذى أرجح من السلامة وكلها أقدار الله . لكن فيما ارى لم تدفن ارواحنا في الركامات . المساء عندنا خاصة مع إنقطاع الكهرباء مساحة لطقوس التأمل . القائم على دروس الصبر القوى على الظلام وارتفاع الحرارة . وإنعدام النسيم الذي مرات يعطف بأمر الله فيرسل نفحة نتلقاها بالشكر النبيل . وكما قلت الناس لا يزالون هم انفسهم . يتقون على مراهق اللحظات بكثير من العشم . الضحك والطرافة وإيمانيات اليقين والرضا . نتزاور نتفقد المريض والجريح...
ذكرت أكثر من مرة . ومن اليوم الأول للحرب ان هذا الأمر في مجال النشر والتوثيق يتطلب وعيا كبيرا وإنضباط صارم يتجنب العاطفة والإندفاع . هذا لمن يرغب في تقديم خدمة تنوير للناس بمجريات الأحداث . وهذه الصرامة مهمة ولازمة لان في ظل الحرب يواجه الحميع مخاطر الدعاية وضغوط اساليب الحرب النفسية وقد شعرت من الايام الاولى _ارجو الا يقتحم علي احمق الحديث _ ان الدعم السريع يدير هذه الحرب إعلاميا بإسلوب تثبيت وتجذير قصص ومواقف . بالطرق المتكرر والتسويق المحكم حتى كاد ان يتحول الأمر الى حقائق وقطعيات ! من هذا منحوتات حصار المدرعات او المهندسين ! وهي رواية بالتكرار والطرق المتصل صارت وكأنها امر مؤكد ! رغم ان تعبير كلمة حصار في الفهم العسكري تعني...