تفأجات اليوم وعند الظهيرة بعدد كبير غير معتاد من مكالمات فائتة من أديس أبابا . عللت الأمر لمألوف ظرف التهاني بمناسبة العيد وظروف التواصل مع طيف كبير بيني وعدد من السودانيين بالهضبة فضلا عن أصدقاء من الأثيوبيين من فئات ومقامات شتى .ظل الود والتواصل بيننا مديدا . يبروني في عيدي وأصلهم في منشط الخير أو قيد الترح .
2
عبد الله عمر .صاحب ومدير المطعم السوداني بأديس أبابا . أحد الرجال الفضلاء الكرام المعجون في طين (بحر أبيض) وتراب أمدرمان . المتلفح في الزهرة الجديدة بتلك الإبتسامة الواسعة التي كانت (تحل الشبك) فلا ينصرف عنه القاصد والحائر والمضطر والتائه الا وعليه علامة الرضا وهو يقول يا (خيري بشكرك) . رجل أمة من الناس و(شيخ عرب) رياضي هلالابي مطبوع وتاجر تحرى الحلال ومطالع هلال الكسب الشريف في مهجره فما اقتصر كسبه على نفسه بل كان معطاء وفيا لكل بني بلده . ودودا محبا لشعب أثيوبيا . حريص على نزاهة عروض التجارة وصحيح الإجراءات . دبلوماسي بغير صك وزارة ووزير بغير بيان إمارة . فبلغ بحسن تعامله وخلقه وإلتزامه ما جعله مفخرة للجميع . وصديق العامة والعوام .أهله والغرباء عنهم . إن ألمت بظائر معضلة أزالها وإن سمع خيرا سعى فيه لآخر المطاف وإن بلغه الشر دسه عنده وغطاه برصين الستر . من في عمر ابنائه من المقيمين هناك والعابرين هو والدهم .ومن يصغرونه فهو الناصح الموجه المرشد .ومن يكبرونه هو يكبرهم بجملة خصال وميزات كأنما أعمارهم تنتقل منهم إليه فتزيده رفعة ووقارا . رجل إجتماعي من طراز نادر . يجتمع عنده أهل الرياضة والفن والثقافة والبزنس ويقصده الأسر والعائلات في عمله فلا يجدون إلا دار كدار ابي سفيان من دخلها فهو آمن وكدار النجاشي لا يظلم فيها أحد بتطفيف أو مشهد جارح أو تعامل فظ .لم يكن المطعم السوداني دار وجبة .كان نسخة من السودان الجميل في أعظم تجلياته البساطة والود الذي ينسج بين رواده دون تعارف في لحظات .
3
كان عبد الله عمر .سفارة أحسنت التمثيل وقدمت نموذجا للنجاح وعصامية التطور من القليل للكثير . وإختط لنفسه مثالا جمل به وجه الجميع ووجه بلده . في بلد أحبه حتى الممات وأوصى قبل أيام أن يدفن فيه وكأنما قد همس بإذنه مناديل الفراق . إني والله في حزن لولا بركة هذه الأيام ليموت فيها عزيز لما عصمتني قواهر الأسى عن البكاء . لكنها أقدار الله النافذة . رحم الله الحبيب والصديق الأعز عبد الله عمر .وأكرم نزله ومثواه وخالص تعازينا لكل عارفي فضل الرجل أو من سمعوا به .والتعازي لنفسي ما وسعني الجلد والصبر . الله يرحمك يا عبد الله
محمد حامد جمعة نوار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عبد الله عمر
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: التوكل على الله من مفاتيح النجاة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن من مفاتيح النجاة: التوكل على الله تعالى.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإمام الغزالي عرَّف التوكل بأنه اعتماد القلب على الوكيل وحده.
فإذا اعتقد الإنسان اعتقادًا جازمًا أنه لا فاعل إلا الله، وآمن مع ذلك بكمال علمه وقدرته سبحانه وتعالى، وأنه هو الفاعل الحقيقي لكل شيء، فإن هذا هو حقيقة التوكل.
فالتوكل على الله يعني الاعتماد عليه، أي: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وهذا التوكل بهذه الكيفية ينشئ في القلب التسليم والرضا، وهو مبنيٌّ على أمر الله تعالى، وعلى حب الله لهذا المقام، قال سبحانه: {وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ}.
وقال: {وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}، وقال أيضًا: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}، وقال: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}.
ولابد أن نتدبر ونتفكر أن {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}، فإذا كان الله سبحانه يملك خزائن السماوات والأرض، فكيف يُتوكل على غيره؟!
وقد قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ} كل شيء بأمر الله تعالى، {ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ}.
إذن، التوكل أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وله آثار طيبة في الدنيا والآخرة؛ ولذلك قال رسول الله ﷺ: «يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب».
قيل: من هم يا رسول الله؟
قال ﷺ: «الذين لا يكتوون، ولا يتطيرون، ولا يسترقون، وعلى ربهم يتوكلون».
والمفتاح هنا أنهم “على ربهم يتوكلون”، ولابد من التنبه إلى الفرق بين "التوكل" و"التواكل":
- فالتواكل هو ترك الأسباب، وهذا جهل.
- أما التوكل فهو: فعل الأسباب مع الاعتماد على الله.
وقد قيل: "ترك الأسباب جهل، والاعتماد عليها شرك".
وقد ثبت أن ترك الأسباب لم يكن من سنة الأنبياء عليهم السلام.
ويقول سيدنا النبي ﷺ: «لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا».
فالتوكل مأمور به، وهو يولد الرضا والتسليم.
وقال رسول الله ﷺ: «من سره أن يكون أغنى الناس، فليكن بما عند الله أوثق منه بما في يده».