موقع النيلين:
2025-04-07@00:27:17 GMT

محمد حامد جمعة نوار: عبدالله

تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT

تفأجات اليوم وعند الظهيرة بعدد كبير غير معتاد من مكالمات فائتة من أديس أبابا . عللت الأمر لمألوف ظرف التهاني بمناسبة العيد وظروف التواصل مع طيف كبير بيني وعدد من السودانيين بالهضبة فضلا عن أصدقاء من الأثيوبيين من فئات ومقامات شتى .ظل الود والتواصل بيننا مديدا . يبروني في عيدي وأصلهم في منشط الخير أو قيد الترح .

فإنصرفت لبعض الضيوف فلما تكاثر الرنين اتلمست الرد ؛ كانت المرة الأولى التي أتلقى فيها خبر موت لأحدهم ـ وأي أحد ـ بلا مقدمات أو مخففات صدمة . فما تسمع سوى بكاء ونشيج يتخلله إسم (عبد الله عمر ) مع كلمة تتوزع مرة قولا طالمطرقة بين (مات وتوفى) .مع بكاء يكاد يهز الألياف الصوتية ! وتناثر فوق راسي الذي دار فصاحة (الله يرحمه البركة فيكم) و(الله يراهم أيزو) فكأنما جبرت عجمة الأمهرية حزنها في مأثور التعزية السودانية وهذا هو (عبد الله) نسيج دبلوماسية شعبية وهو حي وهو يموت ويفوت
2
عبد الله عمر .صاحب ومدير المطعم السوداني بأديس أبابا . أحد الرجال الفضلاء الكرام المعجون في طين (بحر أبيض) وتراب أمدرمان . المتلفح في الزهرة الجديدة بتلك الإبتسامة الواسعة التي كانت (تحل الشبك) فلا ينصرف عنه القاصد والحائر والمضطر والتائه الا وعليه علامة الرضا وهو يقول يا (خيري بشكرك) . رجل أمة من الناس و(شيخ عرب) رياضي هلالابي مطبوع وتاجر تحرى الحلال ومطالع هلال الكسب الشريف في مهجره فما اقتصر كسبه على نفسه بل كان معطاء وفيا لكل بني بلده . ودودا محبا لشعب أثيوبيا . حريص على نزاهة عروض التجارة وصحيح الإجراءات . دبلوماسي بغير صك وزارة ووزير بغير بيان إمارة . فبلغ بحسن تعامله وخلقه وإلتزامه ما جعله مفخرة للجميع . وصديق العامة والعوام .أهله والغرباء عنهم . إن ألمت بظائر معضلة أزالها وإن سمع خيرا سعى فيه لآخر المطاف وإن بلغه الشر دسه عنده وغطاه برصين الستر . من في عمر ابنائه من المقيمين هناك والعابرين هو والدهم .ومن يصغرونه فهو الناصح الموجه المرشد .ومن يكبرونه هو يكبرهم بجملة خصال وميزات كأنما أعمارهم تنتقل منهم إليه فتزيده رفعة ووقارا . رجل إجتماعي من طراز نادر . يجتمع عنده أهل الرياضة والفن والثقافة والبزنس ويقصده الأسر والعائلات في عمله فلا يجدون إلا دار كدار ابي سفيان من دخلها فهو آمن وكدار النجاشي لا يظلم فيها أحد بتطفيف أو مشهد جارح أو تعامل فظ .لم يكن المطعم السوداني دار وجبة .كان نسخة من السودان الجميل في أعظم تجلياته البساطة والود الذي ينسج بين رواده دون تعارف في لحظات .
3
كان عبد الله عمر .سفارة أحسنت التمثيل وقدمت نموذجا للنجاح وعصامية التطور من القليل للكثير . وإختط لنفسه مثالا جمل به وجه الجميع ووجه بلده . في بلد أحبه حتى الممات وأوصى قبل أيام أن يدفن فيه وكأنما قد همس بإذنه مناديل الفراق . إني والله في حزن لولا بركة هذه الأيام ليموت فيها عزيز لما عصمتني قواهر الأسى عن البكاء . لكنها أقدار الله النافذة . رحم الله الحبيب والصديق الأعز عبد الله عمر .وأكرم نزله ومثواه وخالص تعازينا لكل عارفي فضل الرجل أو من سمعوا به .والتعازي لنفسي ما وسعني الجلد والصبر . الله يرحمك يا عبد الله

محمد حامد جمعة نوار

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عبد الله عمر

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى

قال الدكتور علي جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الطاعة أن تعبد الله كما يريد لا كما تريد، وهذه الحقيقة الواضحة يلتف عليها كثير من الناس، في حين أنها هي الأصل في عصيان إبليس الذي قص الله علينا حاله، وأكد لنا الإنكار عليه وعلى ما فعله في كثير من آيات القرآن الكريم.

ونوه عبر صفحته الرسمية على فيس بوك، أن إبليس لم يعترض على عبادة الله في ذاتها، ولم يكفر بوجوده، ولم يُشرك به غيره، بل إنه أراد أن يعبده سبحانه وحده وامتنع عن السجود لآدم، والذي منعه هو الكبر وليس الإنكار.

هل يجوز الكذب خوفا من الحسد .. علي جمعة يوضح الموقف الشرعيعلي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟كيف تكون مسرورا؟.. علي جمعة يصحح مفاهيم خاطئة عن السعادةعلي جمعة يعدد مواطن النفحات الإلهية المخفية خارج شهر رمضان

واشار  الى ان الكبر أحد مكونات الهوى الرئيسية، والهوى يتحول إلى إله مطاعٍ في النفس البشرية، وهنا نصل إلى مرحلة الشرك بالله، فالله أغنى الأغنياء عن الشرك. قال تعالى في هذا الحوار : (قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ * قَالَ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ * قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِى لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ المُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ * قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ ) .

ضل فريقان فى مسألة الطاعة

ولفت الى انه في مسألة الطاعة ضل فريقان : فريق أراد الالتزام فزاد على أمر الله وحرّف، وفريق أنكر وفرّط وانحرف.

فالأول أراد أن يعبد الله كما يريد هو؛ فاختزل المعاني وتشدّد وأكمل من هواه ما يريد، وقال: هذا معقول المعنى عندي.

والثاني أراد أن يتفلّت وأن يسير تبع هواه؛ وقال: إن هذا هو المعقول عندي، في حين أنه يريد الشهوات.

وذكر أن ربنا يحدثنا عن كل من الفريقين، وهما يحتجان بالعقل، ولا ندري أي عقل هذا؟ وما هو العقل المرجوع إليه والحاكم في هذا؟ وهما معًا يؤمنان ببعض الكتاب ويكفران ببعض آخر، والقرآن كله كالكلمة الواحدة. قال تعالى : (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِى الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ العَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، وقال سبحانه : (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا) وقال سبحانه : (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ).

أما الذين يدّعون العقل ويتبعون من حولهم من أصحاب الأهواء، ويغترون بكثرتهم، فهم يتبعونهم في الضلال، ولا ينبغي أن يغتر هؤلاء بالكثر؛ فدور العقل هو الفهم وإدراك الواقع ومحاولة الوصل بين أوامر الوحي وبين الحياة، واستنباط المعاني بالعلم ومنهجه، وليس دور العقل إنشاء الأحكام واختراعها؛ فإن هذا من شأن الله سبحانه وحده. قال تعالى : (إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ).

مقالات مشابهة

  • صدح بالآذان 40 عاماً .. الموت يغيب المؤذن محمد سراج ليلة العيد
  • اعترافات حامد آدم تثير الجدل.. هل يلعب السحر دورا في مباراة الأهلي والهلال السوداني؟
  • علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
  • خمسة أوقات مكروه الصلاة فيها .. تجنب هذه المواعيد
  • علي جمعة: كيف نبقي أثر شهر رمضان حيًا في حياتنا ؟
  • عبدالله بن سالم وسلطان بن أحمد يعزيان في وفاة علياء جمعة عبدالله
  • 3 دعوات مستجابة لا يردها الله أبدا.. علي جمعة: اغتنمها
  • عبدالله بن محمد والشيوخ والمسؤولون يعزّون في وفاة علياء جمعة
  • الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة.. علاماتها و3 بشارات لمن أدركها
  • هل شرود الذهن فى الصلاة يبطلها .. وماذا أفعل لأخشع فيها؟ الإفتاء تجيب