أذكر هذا الصباح جيدا قبل أشهر . كان الفجر الأول الذي ترقيت فيه بالعافية من الإكتفاء بالجلوس على كرسي للصلاة ـ ضمن مراحل ما بعد العملية الجراحية والعلاج ـ للهبوط سجودا وتمس ناصيتي الأرض .وتخيرت مسجدا بعيدا قليلا حيث صادفت يومها عملية ( العبور ) الشهيرة لجسور الحلفايا والنيل الأبيض والفتيحاب . كانت أصوات المعركة ورسائلها تحمل عبر أنسام الفجر لصوت الإمام الذي تخير أيات من ذات الطقس العام .
2
يومها تقدم الشهيد العقيد إبراهيم حسين راشد ومعه ثلة من الرجال .حرفيا كانوا الفداء والتضحية وكانوا (الجسر) المشاد بالأرواح والأجساد و(الشاخص) الذي تركزت عليه النيران لصالح إنفراجات أخرى . لن تجد لأغلب اولئك الشهداء صورة أو تسجيلا . هم مثل أخفياء عظماء في هذه المعركة كانوا كل البدايات وكل النهايات . سقطوا هناك قبضت أياديهم أخر (مصروف) من دنياهم التي كانوا يعلمون أنها تنتهي عند الجسر . بعض ذرات رمل ودم وربما شهقة اختتمت بمشهد ملمح أم أو والد أو أبن .وقطعا ملمح أخير من النهر العظيم . وكنا نحن هناك بالمسجد .أصواتنا عليهم أكفانا وغطاء ورافعة للمقام المجيد . كان صباح 26 سبتمبر هو الإشراق الذي طال الان سواد عتمة بددها بالانتصارات التي لم تتوقف .
3
صدقنا الله ما طلبنا يومها من سند وعون .وصدق رجالنا وكذب الذي قال أن الهجوم قد فشل ؛ ويومها تجنبت مغالطته فمن كان في أعمى في ضلالات الخيارات الخطأ هو أضل في التقديرات الصحيحة .وعدنا اليوم للحقيقة الناصعة ومضى ابراهيم حسين راشد ليعود لاحقا في كيس أسود ولافتة عند تقاطع الأبراج كلما عبرها قائد اللواء كمال يوسف . أوقف سيارته وإستقام يؤدي إليه التحية العسكرية ثم ينصرف . ولكمال حديث كثير وشهادة أرجو أن يوثقها لانه عاصر الشهيد وكل رفاقه ويعلم ما صنعوا وما كانوا يصنعون . الراشدون الذين نسبهم السودان . فلا نعرف لهم هوية غيره أو جهة أو قبيلة . فكأنهم يقبلون القسمة على الجميع وبالجميع
4
قريبا ستفتح هذه الجسور .والكباري .أعبروها يا اهلنا .بالصمت والدعاء فإن الكرام إذا أيسروا ذكروا من كان يألفهم في المرقد الخشن .وتذكروا أنها الان لا تقوم على الحديد .لقد صارت الان مغروسة في قلوبنا قبل النيل . حيا الله رجال ذاك اليوم العظيم .يوم الفتح
محمد حامد جمعة نوار
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: النبي محمد كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم .. فيديو
وجه أحد الشباب سؤالا إلى الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، يقول فيه إزاي سيدنا النبي كان بيتعبد في غار حراء قبل نزول الرسالة؟
وأجاب علي جمعة، على السؤال، خلال برنامجه الرمضاني اليومي "نور الدين والدنيا"، أن النبي لما تزوج السيدة خديجة كان عنده 25 سنة وأوحي إليه وهو في سن الأربعين.
وتابع: وبعدما تزوج السيدة خديجة يعني مثلا خلال 12 سنة كان يتعبد في غار حراء على دين سيدنا إبراهيم، وكان في دين إبراهيم الصيام، فالصيام كان موجود في الأمم السابقة، كما كان في دين إبراهيم الصلاة والذكر، وكل ذلك كان يتعبد به النبي في غار حراء.
أوضح أن النبي كان يأخذ معه زاده لمدة أسبوع أو عشرة أيام خلال تعبده في غار حراء، فلما كان ينتهي الطعام ينزل يزداد مرة أخرى.
وتابع: ترقى النبي وتهيأ حتى أنه قبل نزول الوحي في سن الأربعين قال (إني أعلم حجرا في مكة كان يلقي علي السلام) فبدأ يتعامل مع الكون ويسمع الحجر وهو يسلم عليه ورفع ربه عنه الحجاب.