2024-12-23@15:47:44 GMT
إجمالي نتائج البحث: 9
«تلک الت»:
يعـتـقـد العـرب والمسلمون أنّهم يعرفـون الغرب - ثـقافةً واجتماعاً سياسيّاً ومنظوماتِ قـيمٍ - بما يكـفي لِيَسُوغ لهم الحكـمُ عليه: سلـباً وإيـجابـاً؛ من هذا الموقع ومن ذاك. ويعتـقـد الغربيّون، من جهتهم، أنّهم يعرفون العرب والمسلمين - ديناً وحضارةً ومجتمعات - بما يجوز لهم معه أن يصدروا أحكاماً عليهم «مطابِقة» أو «صحيحة». وقد تجـد بين هـؤلاء وأولئك مَن يدّعي أنّه يَعـرِف آخَـرَهُ أكـثر ممّا يعـرفُه ذلك الآخَـر، ويَسُوق للاستدلال على ذلك الكثيرَ ممّا في حوزته من القرائن والشّواهـد - مصدوقِها والمكـذوب - التي يقوم بها الدّليلُ على ما يذهب إليه. بل إنّ الغالب على كلّ فريقٍ منهما ادّعاؤُهُ التّـفـوُّقَ على الثّاني في المعرفة به، حتّى بالنّسبة إلى أولئك الذين لا يجهرون بذلك الاعتـقاد من الجانبيْـن.بعيداً عن لعبةِ المقارنات بين...
أنفاسه الدفينة تجعدت على خطوات الإطراق المنعزل فقد كانت تلك السحب الحالكة تبحث في جوف عزلته عن ترنيمة الغبطة وظلال ضوئه تبخرت بعد أن غابت غُرَّة ربيعه حول ضاحية الذهول. تغرَّب بوحه حتى تسرب بكل هاجسٍ إلى مسامه المنتفخه داخل تُخوم البكاء التي قلما تصيح وسط حنجرة ذلك الوجه المرتعد. حينها لم تكن هنالك الجلبه في يديه بل جاء يبحث تحت أنقاض الليل الموجع عن بحر السكون . أقدامه مكينة وخطاه صلدة تمتد جذورها بين إطلالة ذلك القرص المستدير باضاءته الخافته على جبين العتمه. أريج تفجر في صمته بدلال حتى دبَّت في مخيلته الحياة. سبيلٌ سرمدي يمضي فيه وذاكرة الزمن تنهض بعد الغروب لديه وقدماه تأبى إلا أن تُهرول على أرضية فضاءه فنباتاته باسقه وأزهاره متفتحه وغصونه لانهاية لها. ترتجف...
القاهرة "العمانية": يتناول الباحث والكاتب المصري محمد شبراوي في كتابه "رسالة الإمام" العملَ الدرامي الشهير الذي عُرض على شاشات التلفزة راصداً محطات من مسيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعي.وحاول المؤلف في كتابه الصادر عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن، الإحاطة بهذا العمل الفني، منطلقاً من مقولة لفريدريك نيتشه جاء فيها "إننا نميل إلى تشكيل الأشياء وإعادة تشكيلها لندرك عالماً من صنعنا".كان مسلسل "رسالة الإمام" قد أثار عند عرضه جملة من القضايا والقضايا الإسقاطيّة، انطلاقاً من أن المرء لا ينفصل عن ذاته ومجتمعه، وتأسيساً على قاعدة "عندما أكتب عن الآخرين، فأنا أكتب عن نفسي". وروّج العمل لأخلاق التّسامح والحوار والجدال بالتي هي أحسن، وغيرها من الخصال الحميدة، لكن لأنه جهد بشريّ، فمن الطّبيعيّ أن يقع السّهو والخطأ والخلط فيه أحياناً.ويشير المؤلف إلى...
الذي كان مارتن هايدقر وراءه في مُؤَلَّفِهِ المُسمَّى الكينونة والزَّمان ليس هو أقلَّ من تعميقِ فهمنا لما يعنيهِ لشيٍ ما أو آخرٍ (من الأشياء، النَّاس، التَّجريدات، اللُّغة، إلخ) أن يكُون. إنَّهُ يبتغي، في كِتابِهِ ذاك، التَّفرقة فيما بين طُرقٍ عديدةٍ لتَبَدِّي الكينونة، ثُمَّ، من بعدِ ذلكَ، إبداء الكيفيَّة التي بها تُكن كُلُّ تلك الطُّرق على صِلَةٍ بالكينونةِ الإنسانيَّة ومن ثَمَّ، في غايةِ الأمرِ، على صِلَةٍ بالزَّمانيَّة temporality. يزعمُ هايدقر أنَّ التَّقليدَ الفلسفيَّ العريق قد أساءَ وصفَ وتأويل (تفسير) ماهيَّة الكينونة الإنسانيَّة. عليه كأوَّلِ خطوةٍ في مشروعهِ المعنيِّ يحاول هايدقر الاشتغال على تحليلٍ بِكْرٍ لما يعنيه أن يكُن أيٌّ مِنَّا إنسانا. من الواضح هنا أن نتائج مثل ذلك التَّحليل، إن تَكُن هي مقبُولَةً، مُهِمَّةً لأيِّ شخصٍ يبتغي أن يفهمَ أيَّ...
(1)آثمٌ هو حُبُّنا وعليل (مثل أماني المناديل والأمَّهات).(2)حديث «اللغة» في السينما طويل وشائك (الدَّهقن التأسيسي الكبير للنَّظَّرية السِّينماسيميولوجيَّة كريستيان مِتس يذهب إلى أنه لا توجد «لغة» في السينما أصلاً؛ فلقطة مقرَّبة لمسدَّس، مثلاً، لا تقول «هذا مسدَّس» بل تقول «مسدَّس» فحسب، وشتَّان بين الشَّيئين).لكن -- على الرغم من تداول منظورات عدَّة لمفهوم «اللغة» (أو عدم وجوده من الأساس) في السينما -- فإن الفيلم السيء ليس ثرثاراً بالكلمات فقط، وإنما بالصُّور، والموسيقى، والمؤثِّرات والمراشح الضوئيَّة أيضاً (والكارثة، في هذه الحالة، أكبر) كما هو الحال المؤسف في فيلم «كاملة» (جون إكرام ساويرس، مصر، 2022) الذي يرينا بطلته الشَّابة الجميلة مرتدية بنطال «جينز» أزرق ضيِّقاً، ويستخدم تقنية «التركيز الناعم» (soft focus) من أوله إلى منتهاه بلا أي مسوِّغ جمالي بل لأغراض تكاد أن...
بقلم: رؤوف صدّيق حين نتفكّر في الكتابة الشّعريّة عبر العصور، يبدو بوضوح أنّ ما يميّز عصرنا، هو تلك الكتابة التي تعمل على إعادة اكتشاف الكلمة وسحرها الإيحائيّ، بعيداً عن كلّ توظيف لها في ما هو مألوف. وفي مثل هذا السياق، غالباً ما تُحرّر الكلمة من سياجها المعجميّ، ويُدفع بها إلى الفضاء الطّلق للإمكانيّات والموارد الكامنة فيها، ولكن أيضاً على خطى الماضي البعيد لنشأتها... وعلى سبيل الاختصار، قد نقرّ بأنّ شاعر اليوم هو شاعر تتمرّد في لغته الكلمات على التّوظيفات التي تلقاها في الحياة اليوميّة: أي تلك التي تسعى إلى ترتيب الواقع وتنظيمه. وهكذا.. تستعيد تلك الكلمات مع الشّاعر قدرتها على التسكّع والطّواف، لتمنح القارئ، وقبله الشّاعر ذاته، إمكانيّة العبور إلى دروب اللّقاءات غير المتوقّعة، حيث الغزارة المبهرة والمربكة للمعنى. فتكون بذلك،...
ما كانت دولُ الغرب لتعرِف هذه الحال من الهلع - التي تستبدّ بها منذ زمن - من الانفجار الديمغرافي الهائل في العالم لولا أنّ معطيات الفورة السكانية الهائلة تجري خارج ديار الغرب؛ في بلدانٍ ينظر الغرب إلى أهلها إمّا بوصفهم أعداء أو خصوما (بلدان الشرق الآسيوي والجنوب). لا يعني التزايُد السكاني في ذلك العالم سوى تعاظُم جموع أولئك الذين يعالنُهم الغرب عداءً، أو يرى إلى وجودهم من حيث هو غرامةٌ ثقيلة على العالم. لذلك، لا شيء يبرِّر عدمَ إبدائـه تَحَسُّسَه من هذا التّزايد، ولا شيء يمنعه من أن يواصل تحذيرَه من التّمادي في الإنجاب مجنِّـدا لذلك المؤسّسات الصّحيّـة والديموغرافية والاقتصادية والإعلامية! يزيد حالَ الهلع هذه حدّةً الانخفاضُ المَـهُول في معدّل الخصوبة في مجتمعات الغرب، والتّراجُع المطّرِد لأعداد السّـكّان نتيجة ذلك،...
بسم الله الرحمن الرحيم الكتابة في زمن الحرب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِهِ النَّبِيِّ الأُمِيِّ. ونتوسلُ إلى الله بِحَبِيبِهِ وصَفِيِّهِ مِنْ خَلْقِهِ وخَلِيلِهِ أَنْ يُرْفَعَ عَن بِلادِنا هذه الحَرْب الضَّروس وأَنْ يَتَقَبَّل مِنْ قَتَلُوا شُهَدَاءَ عِنْدَهُ وأَنْ يَشْفِي الجُرُوحَ نَفْسِيَّةً كَانَتْ أَوْ جَسَدِيَّةً أَوْ مَعْنَوِيَّةً، ولَيْسَ ذَلِكَ بَعِيدًا. أسمِحوا لي يا سادتي هذه المره ونحن مازلنا مع (سِلْسِلة كتاباتي عن الحرب) ان اخصصها بالرد على الدكتورة مها المك، الاستاذة (سابقًا) الجامعية في المملكة العربية السعودية، والمُتَخَصِّصَة في عِلْمِ النَّفْس. والتي أُكبِرتُ فيها حِسها الوَطَني وتَطَلعِها لِسُودانٍ افضَل يَتَعايَش فيهاهلِهِ في أمنٍ وَأَمان.. بداية يامها ونحن، نتنسَّم نفحات مَوْلِد النَّبِي الشريف الذي اهتزَّت له العُرُوش مِنَ اللَّحْظَة التي وُلِد فيها وبعد ان نزل عليه...
أجراس فكريَّة: فِي ذِكْرَى المَوْلِدِ النَّبَوِّيِّ الشَّرِيْف .. التُّرابِي وتأْصِيلُ الإبْرَاهِيمِيَّةِ السِّيَاسِيَّة! .. بقلم/ كمال الجزولي
بينما كانت تسعينات القرن المنصرم تنزلق نحو أواسطها، راح القلق يستبدُّ بالحركة الاسلامويَّة في السُّودان، بسبب أزمة نظامها الذي أسَّسته على انقلاب يونيو 1989م، والمتمثِّلة في تفاقم عزلته الخارجيَّة عن العالم "الغرب بالذَّات"، دع تزايد الضُّغوط عليه من قِبَل "تجمُّع" المعارضة الدَّاخليَّة، بقيادة الميرغني آنذاك، وحصوله على منصَّةٍ لوجستيَّةٍ لدى مصر مبارك التي غيَّرت موقفها الأوَّل من ذلك النِّظام الاسلاموي. وإزاء ذلك الوضع شديد التَّعقيد كان لا بُدَّ للجَّماعـة من اختراع مخـرج من مأزق تلك العزلة! لم تكن لتغيب عن تقديرات التُّرابي صنوف المعيقات التي قد تعترض مسار أيَِّة خطة بذلك الاتِّجاه. فشرع يفكِّر في إبتداع آليَّة تحقِّق، أوَّلاً، التَّقارب المفقود مع الغرب، وتحصر، ثانياً، مبلغ همِّ مصر في ضرورة إبعاد نار التَّجمُّع الذي كان ناشطاً من القاهرة عن جلباب...