صحيفة صدى:
2024-09-29@09:30:48 GMT

التُّؤَدَة

تاريخ النشر: 29th, September 2024 GMT

التُّؤَدَة

أنفاسه الدفينة تجعدت على خطوات الإطراق المنعزل فقد كانت تلك السحب الحالكة تبحث في جوف عزلته عن ترنيمة الغبطة وظلال ضوئه تبخرت بعد أن غابت غُرَّة ربيعه حول ضاحية الذهول.

تغرَّب بوحه حتى تسرب بكل هاجسٍ إلى مسامه المنتفخه داخل تُخوم البكاء التي قلما تصيح وسط حنجرة ذلك الوجه المرتعد.

حينها لم تكن هنالك الجلبه في يديه بل جاء يبحث تحت أنقاض الليل الموجع عن بحر السكون .

أقدامه مكينة وخطاه صلدة تمتد جذورها بين إطلالة ذلك القرص المستدير باضاءته الخافته على جبين العتمه. أريج تفجر في صمته بدلال حتى دبَّت في مخيلته الحياة.

سبيلٌ سرمدي يمضي فيه وذاكرة الزمن تنهض بعد الغروب لديه وقدماه تأبى إلا أن تُهرول على أرضية فضاءه فنباتاته باسقه وأزهاره متفتحه وغصونه لانهاية لها.

ترتجف وريقات ملونه من أعوادٍ ثائرة وهو في مسلكه إلى ذلك الطائش المديد الذي يسمع هدير أمواجه.

فبعد أن تزول من عالمه تلك الصائفة والتي تمد مسافته بشعاع فاخر يفر بقدميه نحو تلك المهجة التي يجد بولوجها ملاحة الأمل ..

الأمل في مناجاة من حوله بما يعصف به من أسى وخيال..

ليس من طرفٍ واحدٍ فقط وإنما بحنوٍ متبادل قد يرضي غرور الطرف الآخر فالهدوء توأم الإرتياح نحو ذلك الأمل أو تلك الأحلام فالأحداق المُطمئنة تجد عاطفتها المندوحةُ حينما تصدح أنشودة السكون والتبرير حينها يستطيع أن يُقدم شدو المنطق بروافد وديعة فالشفاه المثمرة بالسكوت تجد على أطراف عناقيدها بقايا الأمنيات الواعدة والتي تفوح منها رائحة الشميم..

وقف كثيراً بين أمله وحلمه يتأمل في ذلك الساق من ذلك الغصن المتعرج من تلك الباهية بفستان عرسها الزبرجدي فقد كان في تلك اللحظة البهية يهم بإنتفاضته المرتقبة ليمسح عن جبهته قطرات الندى التي غصَّت بها كاحله فمن الفلق وهي تلتصق بذراته حتى ألمَّ بها الوهن فكان ماكان أمام عينيه فتقهقر بلينٍ كما هي عادته بعد أن ودعته تلك السامقة بنظرة رجاء أنعمت بها عليه ..

وهو في دربه وحيداً مع عاشقي نجواه نظر إلى الأعلى فإذا بها تتأرجح أمام ناظريه في شهوة بعيدة عن القُبلة الباردة فقد كانت مسرورة لأن تعطيه بعض ماتشعله بين كفيها من وهج صامت ..

أرتاح قليلاً وهو يُبعثر نظره نحو ماكانت ترمي إليه قدماه فوجدها أسرابًا يفوق وصفها ملتئمة جسورة ومفتولة تسحق الأرض بإسلوبها الصموت.

إقترب كثيراً بأقدامه الحافية نحو من كان فسيحاً في البريق فانحسر مداه في بُعدٍ صغير من أعين الدُجنة ووقف حينها بوجوم فاتن على بداية مشارفه ليستعيد رؤاه في عالم ٍ قد خلَّفه وراءه مليء بالتشدق والثرثرة والضجر…

زاخرٌ بأشواك الورد و لا ورد في الشجر … موسرٌ بأصابع النسيان ويرقاتٍ معتقةٍ على حجر … فهل نفاوض الموت فينا أن ندع المراثي تأكل ماتبقى من أثر !!!

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟

باغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التصعيد السياسي والعسكري، مما قد يترك تداعيات عميقة على السياسات الداخلية للدول وتحالفاتها.

وينذر هذا الحدث المفصلي بتحولات جذرية في المشهد السياسي والعسكري والأمني للمنطقة، قد تعيد تشكيل خريطة التحالفات والصراعات الإقليمية، ومن المتوقع أن تطال هذه التطورات محور المقاومة والممانعة، إلى جانب القوى التي تدعم التطبيع مع إسرائيل.

وحسب تقرير لمراسل الجزيرة ماجد عبد الهادي، فإن هذه الضربة الجوية الإسرائيلية لم تقتصر على إنهاء حياة نصر الله فقط، بل تمثل تحولا كبيرا في قواعد الاشتباك بين الطرفين، ومع هذا الاغتيال، يبدو أن المنطقة قد دخلت منعطفًا جديدًا ينذر باحتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ويلفت التقرير الانتباه إلى توقيت الاغتيال، الذي جاء بعد ساعات قليلة من خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الأمم المتحدة، حيث أثار هذا التزامن تساؤلات حول مصداقية الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية إلى تهدئة التوتر في المنطقة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية.

الدبلوماسية الأميركية

ولم تكن عملية اغتيال نصر الله الأولى من نوعها، فقد سبقتها عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران، والتي جاءت هي الأخرى في وقت كان السعي الدبلوماسي الأميركي يهدف لوقف إطلاق النار.

وتعيد العملية الإسرائيلية الأخيرة إلى الواجهة الجدل حول مدى احترام إسرائيل للقانون الدولي والسيادة الوطنية للدول المجاورة. مع تكرار الادعاء بحقها في الدفاع عن نفسها، حيث تغض الولايات المتحدة ومعها الدول الغربية الطرف عن الجرائم المستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين وغيرهم في المنطقة.

وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي يقارب إكمال عامه الأول، يتزايد الغموض بشأن الرد المحتمل لمحور المقاومة، خاصة بعد فقدان أهم قادته، وما إذا كان هذا المحور سيبقى على موقفه المتريث ويرفض الانجرار إلى حرب إقليمية شاملة، أم أن اغتيال نصر الله سيعجّل برد عسكري واسع النطاق.

وحسب عبد الهادي، فربما تكون التطورات الأخيرة محفزًا لإعادة النظر في المواقف السياسية للدول التي تتجه نحو التطبيع مع إسرائيل، وما إذا كانت ستبقى على نهجها، أم أن هذا الاغتيال سيفرض عليها مراجعة حساباتها، مما قد يجبر إسرائيل وداعميها على إعادة تقييم سياساتهم.

مقالات مشابهة

  • بعد الغارة التي طالت أطراف المطار.. هذا ما قاله الحوت!
  • ما الآثار التي سيتركها اغتيال نصر الله على الدول والأحلاف؟
  • تعرف على الأحزاب الجديدة التي ستشارك لأول مرة في انتخابات كوردستان
  • الكشف عن المعلومات الذهبية التي أدت إلى اكتشاف حسن نصر الله
  • ما نوع القنابل التي استخدمتها إسرائيل بـهجوم الضاحية.. إيران تفصح
  • بعد الغارة التي استهدفت حسن نصرالله.. نتنياهو وميقاتي يقطعان زيارتيهما ويعودان من نيويورك
  • أول تعليق من بايدن على الغارة التي استهدفت حسن نصرالله في بيروت
  • ترسانة حزب الله التي زعم الاحتلال استهدافها في لبنان
  • انقطاع الكيبل البحري بالوصلة التي تربط بين الكويت و«الخُبر»
  • آخر التطورات التي وصل إليها ملعب أرامكو.. فيديو