2024-12-25@17:20:29 GMT
إجمالي نتائج البحث: 15

«النخب السودانی»:

    ابراهيم برسي ١٢ ديسمبر ٢٠٢٤ في كتابه “الأفندية ومفاهيم القومية في السودان”، يقدم خالد الكِد شهادة فكرية فريدة، يغوص عبرها في عمق التحولات الاجتماعية والسياسية التي شهدها السودان، مستكشفًا البنية الذهنية والثقافية التي صاغت مفهوم القومية في بلد يعج بالتعدد والتناقض. ليس هذا النص سردًا تاريخيًا تقليديًا، بل هو عمل تأملي يمتزج فيه التحليل الفلسفي بالسرد التاريخي، ليكشف عن طبقات من التعقيد والتشابك في فهم القومية السودانية. يختار الكِد “الأفندي” ليكون نقطة انطلاق لتحليله، ليس فقط كفرد داخل مجتمع متحول، بل كرمز لفئة اجتماعية لعبت دور الوسيط بين المستعمر والشعب. الأفندي هنا ليس مجرد موظف مدني، بل هو حامل لإرث فكري متناقض، يغذيه تعليم استعماري غربي من جهة، ويشدّه انتماؤه السوداني التقليدي من جهة أخرى. هذه الفئة...
    طاهر عمر جون قرنق بفكرة السودان الجديد ألهم مثقفي جبال النوبة و النيل الأزرق بالإنضمام الى ركب مسيرة السودان الجديد بعد قيام الحرب الثانية في جنوب السودان بعد نهاية إتفاقية أديس أبابا عام 1972 و كان يحلم بأن تنضم دار فور الى ركب الثورة و من المفارقات العجيبة إشتعلت دار فور في لحظة كان جون قرنق يلملم أطراف إتفاقية نيفاشا و لسؤ حظ السودانيين كانت إتفاقية نيفاشا بين جون قرنق و أسواء فصيل سياسي ممثل للإسلام السياسي في السودان و قد رمز لفشل النخب السودانية العاجزة عن التضحية بهويتها الدينية. عجز النخب السودانية تجسد في هيمنة الحركة الإسلامية السودانية كتتويج لحوار الطرشان من نخب أضاعت عقود في طرح سؤال الهويات القاتلة كما يقول امين معلوف و نتج عنه مدارس...
    mugheira88@gmail.com مهما حاولنا ان ننحاز الي مكاسب التجربة السياسية في السودان , وأن نصفها بالتجربة الريادية , باعتبارها الدولة الأولي الأفريقية جنوب الصحراء التي نالت استقلالها , وتبنت من بعد نظاما سياسيا قائما علي التعددية الحزبية و الانتخابات , فإنها في الحقيقة لا تخلو من أعطال بنيوية واضحة , والأعطال هنا تتصل بآلية النظام السياسي و الاجتماعي و الذي تشرف عليه النخب المتعلمة أو التي اكتسبت حظها من الوجاهة الاجتماعية التي كرسها المستعمر لأغراض تخص إدارة شأن الدولة أبان فترة الحكم البريطاني الكونونيالي (( Colonialism)) . لقد نشأ العقل السياسي السوداني وتشكلت و تحددت ملامحه وبرزت تجلياته , أينما توزع علي الجغرافيا السودانية , من البني الثقافية و الاجتماعية والنفسية و ظل يتغذى منها و يتزود بمعطياتها حتي تجلت...
    طاهر عمر للنخب السودانية مكنزمات دفاع لا تقل في وصفها بأن تجعل من المثقف السوداني كالسلحفاة بدرقتها تستطيع أن تحمي نفسها بالإنكفاء على نفسها و الإنكفاء على النفس له إنعكاسات سلبية كبيرة على أقل تقدير تمنع الإنفتاح على أفق تطور البشرية و الإستفادة من ظاهرة المجتمع البشري في مجابهته للمصاعب التي تواجهه و كيفية تنظيم إجزاءه الى أن وصل لمفاهيم تكاد تكون مشتركة يجابه بها ظاهرة مجتمع بشري في أي مكان و أي زمان و بالتالي أصبحت معادلة الحرية و العدالة هي إيقاع ينظم صراع الفرد مع مجتمعه و عليه تكون مسيرتها بحث عن نقطة التوازن. إنكفاء النخب السودانية على أنفسهم يتجسد في إرتكازهم على نقاط ضعف إلا أنها أقرب للعقل الجمعي الكاسد و نسبة لغياب الشخصيات التاريخية و...
    طاهر عمر بعد خمسة سنوات سيتذكر العالم مرور قرن من الزمان على الكساد الإقتصادي العظيم عام 1929 و كانت فرصة عظيمة أن يظهر روزفلت كشخصية تاريخية و يحيط نفسه بمشرعيين يواجه بهم لحظة إنقلاب زمان تحتاج للحكماء و الفلاسفة و الأنبياء. عندما قابل جون ماينرد كينز روزفلت وصفه بأنه سياسي ملم بما ينبغي فعله لمواجهة الكساد الإقتصادي و وجده مدرك بأن فلسفة التاريخ التقليدية قد وصلت لمنتهاها و أن ليبرالية حديثة تشق طريقها بصعوبة و لا يمكن تحقيق ذلك بغير فلسفة تاريخ حديثة تتيح فرصة التدخل الحكومي و تعلن نهاية فلسفة اليد الخفية لادم اسمث و في نفس الوقت ترفض فلسفة اليد الحديدية التي إتصفت بها الشيوعية كشمولية بغيضة. نجح روزفلت و عبر من حقبة الكساد الإقتصادي العظيم و...
    طاهر عمر مارسيل غويشيه فيلسوف و مؤرخ و عالم اجتماع فرنسي له أفكار مهمة جدا فيما يتعلق بالفكر الليبرالي و يعتبر مجهوده الفكري إمتداد لأفكار ريموند أرون و بالتالي يكون ريموند أرون لغوشيه كجسر يوصله بأفكار توكفيل في إبداعه عن مفهوم الدولة الحديثة و فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد. حديثنا عن مارسيل غوشيه يذكرنا بصفة مصاحبة للمفكرين الفرنسيين مثلا ريموند أرون يعتمد على أفكار ديمقراطية توكفيل من قبل قرنيين سابقة و يؤكد ريموند أرون أن ديمقراطية توكفيل جذورها ضاربة في إعتماده على علم إجتماع مونتسكيو حيث نجده يفترض عقلانية الفرد و أخلاقيته و طبعا لا يمكننا أن ننسى إبداع منتسكيو في روح القوانيين. بالتالي نجد أن مارسيل غوشيه يواصل في بحثه عن التحول في المفاهيم منذ خمسة قرون أي...
    إبراهيم سليمان لأن تسلك طريقاً باختيارك، ويوصلك إلى نفق مسدود، أو أن يلقي بك في المهالك، وتجد نفسك مشردا، تثير الشفقة على حالك، وتتباكى على ماضيك الباذخ، كارهاً لمن يتقاسمون معكم الأرض والعيش والملح، وتصرّ على مسك ذات الدرب من أوله، دون مراجعة ودون اكتراث، هذا هو الفشل بعينه، ومن يتبعون هؤلاء، رغبةً أو رهبةً، معولين الخلاص على أيديهم، فهم ضحايا بلا شك، ضحايا للذين يتوسمون فيهم الدراية، وضحايا مواقفهم السلبية ثانياً. هنالك آلاف الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم، من أجل اقتلاع الأنظمة القمعية الظالمة، والحكومات الطائشة، وما لبثوا أن سلموا ثمار تضحياتهم لفاشلين، ليكرروا أنفسهم، ويجتروا فشلهم. ذلك أن الحذر وأخذ الحيطة توجيه نبوي شريف، سيما ممن جرب المرؤ منهم مكرا وخديعة، فلا يحسن به أن يغفل فيقع مرة أخرى...
    بعض الأحيان عندما يعم الكسل الذهني و يكسد الفكر و تستكين النخب لليأس و الإحباط و تستسلم لأن يلفها ثوب العدم سرعان ما يفرز المجتمع حممه بإنفجار بوابات التاريخ الخلفية ليحطم كل السدود المقامة أمام مجرى التاريخ لكي يستعيد مساره من جديد. ظاهرة المجتمع البشري يسوقها إدراك بأن فكرة اليد الخفية لم تعد تعمل في ظل نضوج تجربة الإنسان في حيز ضمير الوجود. نجد كثر من الفلاسفة يقدمون جهودهم الفكرية لفك شفرات ديناميكية المجتمع و إعطاءه عفوية روح تاريخه الطبيعي. مثلا أوروبا في فترة ما بين الحربين العالمتين تمثل نموذج جيد لما أقول.في مثل تلك الظروف يظهر فيها الفلاسفة و الحكماء و الانبياء لأنها لحظات إنقلاب الزمان و مهمتهم تفسير ما يحصل و فتح مجرى التاريخ الإنساني لكي يتجدد إنسيابه....
    مهمة حمدوك ستكون صعبة و تجابه الصعاب. أول الصعاب أن النخب السودانية في تقدم التي يقودها حمدوك رغم مأساة الحرب و الخراب و الدمار إلا أنها نخب بعقل الستينيات من القرن المنصرم و ما زالت تجابه و تواجه المشكل القائم اليوم بذاكرة عقل نخب الستينيات من القرن المنصرم. عندما نقول نخب الستينيات من القرن المنصرم نقصد نخب كانت و ما زال عقلها السائد في نخب اليوم لا ينشغل بمشاكل مجتمعات ما بعد الثورة الصناعية بل ما زالت نخب كاسدة يقودها ما عرفوا بمفكري ما بعد الكلونيالية و نجد أغلب ناشطيهم كانوا من أتباع اليسار السوداني الرث بنسخته الشيوعية المتحجرة. و مشكلة أتباع الشيوعية السودانية المتحجرة لا توضح مأساتهم هم فقط بل تؤشر الى مدى تخلف النخب السودانية كافة عن مسيرة...
    الشعب السوداني بذل جهد مقدّر في سبيل التحول الديمقراطي إلا أن نخبه تفتقد بين صفوفها الأقلية الخلّاقة و يمكنك أن تقول و أنت مطمئن ليس من بينهم أي النخب السودانية من يتحدث عن الديمقراطية الليبرالية بمعناها الحديث كما يقول جون استيورت ميل عن توكفيل و كيف كان أول من تحدث عن الديمقراطية الليبرالية بمعناها الحديث حيث يتضح معنى المساواة و العدالة عندما يصبح الفكر الديني بلا أي قوة سياسية و يقبل أتباعه بأن يجرّد من أي قوة اقتصادية و كذلك من أي قوة سياسية و بالتالي تصبح الديمقراطية بديلا للفكر الديني في إستطاعتها ترسيخ معنى المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد. المضحك المبكي أن النخب السودانية و هم محصورين ما بين الكيزان و الشيوعيين السودانيين حالهم كحال أسطورة الكهف لم يتشجعوا للخروج...
    أول شئ أنتبه له توكفيل و أولاه أهتماما بالغا هو أن الديمقراطية لم تكن نظام حكم فقط بل تعني العدالة و المساواة بين أفراد المجتمع و لا يمكن الحديث عن العدالة بين أفراد المجتمع بغير تفسير ما طرى من تغيير على المجتمع بعد الثورة الصناعية و قد نبه المجتمع لفكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد. بعد خمسة عقود من ظهور الثورة الصناعية ظهرت فكرة المسؤولية الإجتماعية نحو الفرد في حالة المرض و حوادث العمل مثلا أن يفقد أحد العمال يده في حادث أثناء أداءه لعمله و البطالة و بعد أن يتخطى عمره و يصل الى سن المعاش و بالتالي ظهرت فكرة المسؤولية الاجتماعية نحو الفرد كنواة لفكرة الضمان الإجتماعي الذي قد أضحى اليوم في المجتمعات الغربية من الثوابت التي لا تحتاج...
    لفت إنتباهي خوف النخب السودانية من فكرة عقلنة الفكر و علمنة المجتمع و تجدها في كتابات أغلب النخب السودانية و هي تتحاشى الحديث عنهما بشتى الطرق لدرجة تحس فيها أن الكاتب يقر في دخيلة نفسه بالعلمانية إلا أنه يتحاشى إعلانها كلافتة تحتوي عمق كتاباته و يتفادى حتى الإعتراف بأن عقلنة الفكر و علمنة المجتمع قد أصبحت ممر إلزامي لمن يريد العبور الى عتبات الدولة الحديثة و إزدهارها المادي. الغريب أن النخب السودانية تتوارث هذا الخوف اللا شعوري من فكرة عقلنة الفكر و علمنة المجتمع جيل بعد جيل و هذا هو سبب سقوطهم أمام الفكرة صف تلو الصف و لا يشابهه إلا سقوط ضحايا معركة كرري صف بعد صف و ما زال نداء النخب الفاشلة سد الفرقة يكرر نداء الأنصار لبعضهم...
    في هذا المقال سأحاول ملاحقة آخر صور عالم النخب السودانية المتلاشي و الهدف من هذا المقال هو محاولة توضيح فكرة ربما تساعدنا في خلق رؤى جديدة ناتجة من عالم حديث على أقل تقدير تشكلت ملامحه منذ إنكشاف ملامح الثورة الصناعية عام 1776 و ما لحقها من تغيرات كبرى صاحبت التحول في المفاهيم في جميع حقول الفكر. منذ ذلك الزمن البعيد لعالم يتخلق ليولد من جديد أصبح هناك إبداع فكري هائل إشترك في خلق ألوانه علماء اجتماع و اقتصاديون و مؤرخون غير تقليديين و انثروبولوجيون و من حينها أصبح الصراع الفكري بين الحالمين بالتاريخ و المفكريين بالتاريخ كما يقول ريموند أرون. و مشكلة النخب السودانيين تقع في حيز الحالميين بالتاريخ و بالتالي قد وضعوا كل قوتهم الفكرية ضد المفكريين بالتاريخ و...
    في عالم حديث أدرك فلاسفته و علماء اجتماعه و الاقتصاديين أنه عالم متغيّر لا يمكن للوثوقيات أن تمسك به من البديهي أن ينهار و يتداعى عالم المفكريين في السودان حيث لا تجد في أفقهم غير الوثوقيات و الحتمية. من عكسية العلاقة بين مفكري السودان و وثوقياتهم و الحتمية و مفكري العالم المتقدم في حيويته و تجدد ديناميكياته تزداد المسافة الفارقة بين مجتمع تقليدي للغاية كحال المجتمع السوداني و المجتمعات الحديثة. اذا نظرنا لحال السودان و حال الفكر في القرن الأخير نجد كيف أن هناك بون شاسع يفصل بين السودان و بقية العالم. بالتالي أصبح الفكر في السودان حتى مقارنة بالفكر في العالم العربي و الاسلامي التقليدي متأخر جدا و عليه ظهرت نوعية من بين المفكريين السودانيين و عبر القرن الأخير...
    كل يوم يمر يؤكد بأن الشعب السوداني قد كان خبير و أن شعار ثورة ديسمبر الليبرالي حرية سلام و عدالة كان نتاج وعي شعب متقدم على نخبه و لذلك كان شعار الثورة حرية سلام و عدالة يمثل روح الشعب السوداني الذي ينشد الديمقراطية الليبرالية. و غيرها لا يحل أي خطاب سواء كان خطاب أحزاب الطائفية الغائصة في وحل الفكر الديني أو فكر اليسار السوداني الرث الذي ما زال يتوهم في مسألة إضطراد العقل و التاريخ متناسيا الظاهرة الاجتماعية و إفتراض أن الفرد بالضرورة عقلاني و أخلاقي. و بالتالي أن الفلسفة السياسية و الفكر السياسي يتقدم على حتمية الماركسية كما رأينا في تطور المجتمعات الديمقراطية الليبرالية. هناك مفارقة عجيبة شعب سوداني متقدم على نخبه الفاشلة ينادي بالتحول الديمقراطي و نخب فاشلة...
۱