2024-11-26@10:58:07 GMT
إجمالي نتائج البحث: 7
«المثقف السودانی»:
في سياق الصراعات السياسية والاجتماعية المتلاحقة التي شهدها السودان خلال العقود الأخيرة، يجسد المثقف السوداني حالة من التوتر والقلق الداخلي الممزوج بالغموض. هذا الوضع يشبه ما يمكن تسميته "قلق الدرويش"، حيث يجد المثقف نفسه في رحلة بحث دائمة عن الحقيقة في عالم تملؤه التناقضات والمآسي. من جهة، تراه متمسكًا بمثله العليا التي كونها من خلال قراءات وتجارب فكرية، ومن جهة أخرى، يواجه واقعا سياسيا معقدا تتنازع فيه القوى المختلفة لتحقيق مصالحها الخاصة. وبين هاتين الحالتين، يبدو المثقف وكأنه في "متاهة البحث عن القوة". المثقف السوداني بين القيم وضغوط الواقع مثل الدرويش، يتأرجح المثقف السوداني بين المثالية التي يسعى لتحقيقها والضغوط الواقعية التي يواجهها. غير أن هذا التأرجح لا يظهر فقط في مواقفه الشخصية، بل ينعكس أيضًا في كتاباته وتحليلاته السياسية....
بقلم صلاح شعيب اندلعت حرب السودان بلا هوادة، وخلفت مآسيها على تفاكير العامة بخلفياتهم المتنوعة، والمثقفين بأنماطهم المتعددة. بين الجيش والدعم السريع صارت هناك تحالفات جديدة عسكرية، وسياسية، وجهوية، وثقافوية، انمحقت في أحايين كثيرة عندها وشيجة الأيديولوجيا من جهة لتجمع المصابين بداء العرق في النظر لما هو جمعي من الجهة الأخرى. أما في الأحايين القليلة فقد تفرقت نزة الدم بين فسيفساء المصلحة الذاتية للجماعات، والأفراد، ومن ثم صار هناك قطيعان مؤثران في شحيذ مؤونة الحرب. كل واحد من هذا القطيع، أو ذاك، له مبرراته التي تتناقلها الصحافة، والإذاعات، والفضائيات، ووسائط التواصل الاجتماعي، وثرثرات المجالس. ومع ذلك تخفي هذه التبريرات صلة الدم المحرض للموقف السياسي، أو تتغلف هذه التبريرات بما تحتال به على الموضوعي، أو العقلاني، ليفوت على فطنة المتلقي...
أحزان المثقف السوداني الأسيف: حقيقة أغرب ما لاقاني في عمر طويل هو شريحة هامة من “المثقفين” – نقول مثقفين تجاوزا فهم مجرد ناشطين لكن دعنا عن هذا الآن.في وعي هذه الشريحة صارت الثقافة مجرد جسر للتمييز بالإغتراب عن الحس السليم ومفارقة عموم الشعب وحسه العام، صح هذا ألحس أم فسد، لا فرق.هذا النوع من المثقفين يصاب بالرعب لو وجد نفسه مع العوام في قضية سياسية أو ثقافية – مستحيل أنا أكون بفكر زي الرجرجة ديل.تخيل مثلا إنسانا علي خلاف مع ضابط القرية كابوس أبو ضراع المتهم بفساد مركب ولكن حياة القرية كانت تستمر والبنات في أمن والاطفال بين مدرسة ودافوري أو بربرة والنساء في ثرثرة والرجال في ثرثرة أكثر خبثا.وذات ليلة مظلمة أستيقظ عبد المعين لصلاة الفجر فوجد ثلة من...
طاهر عمر قبل ما يقارب القرن من الزمن و أقصد بالتحديد فترة الكساد الاقتصادي العظيم 1929 و حينها بداءت التغيرات الفكرية فيما يتعلق بحقلي الفلسفة السياسية و الفلسفة الاقتصادية و احتدم الصراع و ظهرت مدارس فكرية و أصبح الصراع بين من يرى أن فلسفة التاريخ التقليدية قد مضى زمانها و أنقضى و أن فلسفة تاريخ حديثة تطرق على الأبواب بقوة و تنتظر من يفتح. قبل الكساد الاقتصادي بقليل نشرت كتب ماكس فيبر و فكرة الدولة و عقلانية الرأس المالية و بعدها بقليل ظهرت مدرسة الحوليات الفرنسية و هي متزامنة مع الكساد الاقتصادي العظيم و ظهرت فيها فكرة الناخب الرشيد و المستهلك الرشيد في إشادة بعقلانية الرأسمالية و نقدها لماركسية ماركس. و بعدها أعلنت مدرسة الحوليات الفرنسية بلا تردد لا...
زهير عثمان حمد في رحلةٍ مُضنيةٍ عبر التاريخ، واجهَ المثقفُ السودانيُّ صراعاتٍ مُتَشابكةً، تظهر تعقيداتِ الواقعِ السودانيِّ وتنوعَهُ. فمن صراعِ الهويةِ والانتماءِ، إلى صراعِ القيمِ والرؤى، إلى صراعِ التأثيرِ والتغييرِ، يواجهُ المثقفُ السودانيُّ تحدياتٍ جمةً تُؤثِّرُ على دورهِ وموقعهِ في المجتمعِ. يُعاني المثقفُ من صراعٍ داخليٍّ حولَ انتمائهِ للثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ، وانتمائهِ للثقافاتِ الأفريقيةِ المحليةِ. يُعاني من صراعِ اللغةِ، بينَ العربيةِ الفصحى، واللغةِ العاميةِ السودانيةِ، واللغاتِ المحليةِ. يُعاني من صراعِ الدينِ، بينَ الإسلامِ السائدِ، والدياناتِ والمعتقداتِ الأفريقيةِ المحليةِ. يُواجهُ المثقفُ صراعًا خارجيًا معَ الأنظمةِ السياسيةِ التي تسعى إلى تقييدِ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ. يُعاني من صراعِ الطبقيةِ، حيثُ يُحَارِبُ من أجلِ حقوقِ الطبقاتِ الفقيرةِ والمُهمَّشةِ. يُعاني من صراعِ العرقِ، حيثُ يُنَاضِلُ من أجلِ المساواةِ بينَ جميعِ الأعراقِ في السودانِ. ...
المثقف السوداني شخصية قد نقول عليها مؤثرة في بعض قضايا المجتمع السوداني بحضور قوي، لكنه يواجه تحديات ومشاكل كثيرة في ظل الحرب والاقتتال والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتغيرة فهل يمكننا القول أن المثقف السوداني قد فقد الأيديولوجيا التي تحركه وتوجهه؟ وهل هذا يعني أنه قد تخلى عن دوره التنويري والنقدي والبناء في المجتمع؟ وما هي العوامل التي تؤثر على ذهنية المثقف السوداني ومواقفه من القضايا المختلفة؟ وبالتحليل النقدي لبعض المواقف والممارسات التي يتبعها المثقفون السودانيون في مجالاتهم المختلفة لمعالجة ما نعاني لنبدأ ما المثقف وما هي الأيديولوجيا، وكيف تتفاعل هذان المفهومان في السياق السوداني. يمكننا أن نقول أن المثقف هو الشخص الذي يمتلك معرفة وثقافة وإبداعًا في مجال معين، ويستطيع أن ينتقد ويحلل ويقدم رؤية ورسالة للمجتمع, ويمكننا أن نقول...