المثقف السوداني شخصية قد نقول عليها مؤثرة في بعض قضايا المجتمع السوداني بحضور قوي، لكنه يواجه تحديات ومشاكل كثيرة في ظل الحرب والاقتتال والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتغيرة فهل يمكننا القول أن المثقف السوداني قد فقد الأيديولوجيا التي تحركه وتوجهه؟ وهل هذا يعني أنه قد تخلى عن دوره التنويري والنقدي والبناء في المجتمع؟ وما هي العوامل التي تؤثر على ذهنية المثقف السوداني ومواقفه من القضايا المختلفة؟ وبالتحليل النقدي لبعض المواقف والممارسات التي يتبعها المثقفون السودانيون في مجالاتهم المختلفة لمعالجة ما نعاني
لنبدأ ما المثقف وما هي الأيديولوجيا، وكيف تتفاعل هذان المفهومان في السياق السوداني.

يمكننا أن نقول أن المثقف هو الشخص الذي يمتلك معرفة وثقافة وإبداعًا في مجال معين، ويستطيع أن ينتقد ويحلل ويقدم رؤية ورسالة للمجتمع, ويمكننا أن نقول أن الأيديولوجيا هي مجموعة من الأفكار والمبادئ والقيم التي تحدد هُوِيَّة واتجاه وغاية فرد أو جماعة أو حزب أو دولة, بعوالم النخب السودانية، نجد أن هناك عدة أيديولوجيات تتنافس وتتصارع في المشهد السياسي والثقافي، الأطروحات الإسلامية والقومية والعلمانية والاشتراكية والليبرالية والديمقراطية وغيرها
ويتأثر المثقف السوداني بواحدة أو أكثر من هذه الأيديولوجيات، ويعبر عنها في كتاباته وأعماله ومواقفه و حاولت أن أبين مدى تأثر المثقف السوداني بالأيديولوجيا، ومدى قدرته على النقد والتجديد والمساهمة في تطوير المجتمع, وخلصت إلى أن المثقف السوداني لم يخضع للأيديولوجيا حتي التي يتفهمها، بل هو في حالة من الاطلاع والبحث والتجريب والتعلم من التجارِب السابقة والحالية, وأنه يواجه تحديات كبيرة في ظل الحرب و الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد، التي تتطلب منه مزيدًا من الحُوَار والتعاون والتنوع والتسامح مع الآخرين, وأنه يحتاج إلى تطوير مهاراته ومناهجه وأدواته، ولابد من الاستفادة من الإعلام الجديد والتكنولوجيا الحديثة، ليكون صوتًا فعالًا ومؤثرًا في المجتمع, وأقترح أن يكون هناك مزيد من البحث والدراسة عن دور المثقف السوداني ومواجهة التحديات التي تعترضه، وأن يكون هناك مساحات أكبر للحرية والتعبير والإبداع بالمنحي الأيديولوجي هي مجموعة من الأفكار والقيم التي تشكل وجهة نظر فرد أو جماعة حول العالم. فهي تحدد معتقدات الشخص وسلوكه ومواقفه تجاه كل القضايا, يقول البعض أن الأيديولوجية ماتت في هذا العصر، وأن الناس أصبحوا أكثر تركيزًا على حياتهم الشخصية ومصالحهم الفردية, ويستند هذا الرأي إلى عدد من العوامل، منها, انهيار الاتحاد السوفيتي: كان الاتحاد السوفيتي أكبر دولة شيوعية في العالم، وكان يمثل الأيديولوجية الشيوعية في العالم. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، فقدت الأيديولوجية الشيوعية الكثير من قوتها وتأثيرها, وكذلك أدت التطورات التكنولوجية، مثل الإنترنت والتواصل الاجتماعي، إلى زيادة التنوع الثقافي وتعدد الآراء, هذا جعل من الصعب على أيديولوجية واحدة أن تحظى بقبول واسع النطاق, التركيز على الفردية أصبحت الفردية أكثر أهمية في المجتمعات الحديثة و يميل الناس إلى التركيز على مصالحهم الشخصية وتحقيق أهدافهم الفردية, هذا قد يقلل من اهتمامهم بالأيديولوجيات التي تركز على القضايا الجماعية, ومع ذلك، هناك أيضًا من يعتقد أن الأيديولوجية لا تزل حية وذات أهمية في هذا العصر ويستند هذا الرأي إلى عدد من العوامل، منها استمرار وجود الأيديولوجيات الكبرى, لا يزال هناك العديد من الأيديولوجيات الكبرى التي تحظى بقبول واسع النطاق، مثل الليبرالية والمحافظة والاشتراكية, ظهور الأيديولوجيات الجديدة ظهرت في السنوات الأخيرة العديد من الأيديولوجيات الجديدة، مثل الأيديولوجية البيئية والأيديولوجية المناهضة للرأسمالية
أهمية القضايا الأيديولوجية لا تزل هناك العديد من القضايا الأيديولوجية المهمة، مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهنا في كتابه "نهاية الأيديولوجية" (The End of Ideology)، ويؤكد الفيلسوف الأمريكي دانييل بل أن الأيديولوجية أصبحت غير ذات صلة في العالم الحديث, ويستند بل إلى عدد من العوامل، منها زيادة الرخاء, وساهم الرخاء الاقتصادي في انخفاض التوترات الاجتماعية والسياسية, هذا جعل الناس أقل اهتمامًا بالقضايا الأيديولوجية, والتقدم العلمي أدى التقدم العلمي إلى زيادة الإيمان بالعقلانية والموضوعية, هذا جعل الناس أقل استعدادًا للإيمان بالأيديولوجيات التي تستند إلى المشاعر والقيم الذاتية ولكن الطرح الفكري أضحي قليل التعاطي حتي في أوأساط النخب , وكتلك التعددية الثقافية أصبحت المجتمعات الحديثة أكثر تنوعًا ثقافيًا و هذا جعل من الصعب على أيديولوجية واحدة أن تحظى بقبول واسع النطاق, ومع ذلك، يعتقد بعض المفكرين أن بل أخطأ في تحليله. ويؤكدون أن الأيديولوجية لا تزل حية وذات أهمية في العالم الحديث. ويستندون إلى عدد من العوامل، منها: استمرار وجود والصراعات الأيديولوجية لا تزل هناك العديد من الصراعات الأيديولوجية في العالم، مثل الصراع بين الولايات المتحدة والصين أن تم تنصيفه من هذه الزاوية
أهمية القضايا الأيديولوجية لا تزل هناك العديد من القضايا الأيديولوجية المهمة، مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. في النهاية، لا يوجد إجماع حول ما إذا كانت الأيديولوجية ماتت في هذا العصر. ومع ذلك، من الواضح أن الأيديولوجية أصبحت أكثر تعقيدًا في العالم الحديث. أصبح الناس أكثر وعيًا بالأيديولوجيات المختلفة، وأصبحوا أكثر استعدادًا لاتخاذ مواقف أكثر تعقيدًا, رأيي الشخصي أعتقد أن الأيديولوجية لا تزل حية وذات أهمية في هذا العصر, صحيح أن هناك عددًا من العوامل التي أدت إلى تراجع الأيديولوجية، مثل انهيار الاتحاد السوفيتي وزيادة الرخاء الاقتصادي والتطورات التكنولوجية. ومع ذلك، لا تزل هناك العديد من القضايا الأيديولوجية المهمة، مثل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. أعتقد أن اتخاذ الفكر ليس تعقيدًا غير مفيد. بل هو أمر ضروري لفهم العالم من حولنا واتخاذ قرارات مستنيرة. فالفكر الأيديولوجي يساعدنا على فهم الأساس الفلسفي للقضايا الأيديولوجية المختلفة، ويساعدنا على تطوير مواقفنا الخاصة تجاه هذه القضايا. بالطبع، يجب أن يكون الفكر الأيديولوجي متسامحًا ومفتوحًا للنقاش. يجب أن نكون مستعدين لسماع وجهات النظر الأخري والدخول في حُوَار عميق وعصف ذهني لبناء رؤية معاصر تخدم تطلعاتنا في انحاز فكر يخدم الدولة
ولكن الذي يحدث أنشقاق من الأحزاب التقليدية والكيانات الناشئة بسبب فصور في فهم دور السياسي أوالمفكر أو المصلح الاجتماعي ما الفوارق بينهم, ولا يوجد طرح فكري تحت أطار أيديولوجي بفهم لسمات لكل فكر يمكن أن نقول عنه أنه الأمثل أو يمثل فئة فكرية بعينها وقلة الكتابات ذات المضمون العقلاني لذلك أقول ماتت الذهنية الفكرية لكافة قبائل الفكر التي كانت سائد في فترات سابقة الآن السجال ضحل لدرجة السفاهة والإسفاف , وعلينا الآن نناقش بناء فكر الدولة بواسطة طرحي عقلاني وليس الأفراد وهذا شأنهم يتم توصيفه بالفكري وعلي ذلك نبي فكرة السودان الجديد.

zuhairosman9@gmail.com
////////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الاتحاد السوفیتی فی هذا العصر من القضایا فی العالم أهمیة فی ومع ذلک هذا جعل

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عثمان: صدَقَ فيصل .. ولكن!

□ صدق الأستاذ فيصل محمد صالح حين قال في مقال كتبه عن أسباب رفضه لحكومة المنفى: ( الإدارات المدنية هي مجرد ظل باهت لبندقية “الدعم السريع” ).

□ لكنه سيكون أكثر صدقًا لو قال إن إعلان أديس أبابا الذي أسسها هو أيضاً ظل لسلاح الميليشيا ولكنه ليس باهتاً، إذ لا يستقيم ظل “الإدارات” وعود “الإعلان” أعوج!
□ وصدق حين قال: ( ولا تبدو من فرصة لحكومة المنفى هذه إلا أن تكون هي أيضاً مجرد ظل باهت للميليشيا نفسها.).

□ لكنه سيكون أكثر صدقًا لو أضاف: والتنسيقية نفسها التي تشكلت على خلفية تمرد الميليشيا لتجمع الأطراف المقربة منها، لكي تنسق معها وتقدم خدمات سياسية وإعلامية – تبدو، هي أيضاً، كظل باهت للميليشيا!

□ وسيكون أكثر إقناعاً لو أضاف : و”تقدم” لا تستطيع اتخاذ خطوة كهذه دون مناقشتها مع الميليشيا ونيل موافقتها، هذا إن لم تكن هي صاحبة الفكرة!

□ وصدق حين قال: ( لو تم تشكيل الحكومة وأرادت أن تمارس نفوذاً على الأرض فلن تجده إلا في الأراضي التي تحتلها قوات الدعم السريع )!

□ لكنه سيكون أكثر صدقًا لو أضاف: إن سبب ذلك هو العلاقة القوية بين “تقدم” والميليشيا.
□ وسيكون أكثر إقناعاً لو أضاف: إن الحكومة التي تشكل في الأراضي التي “تحتلها” الميليشيا ستستحق وصف حكومة “احتلال”، وستتعامل مع المرتزقة الأجانب، وستنسق مع الميليشيا في العمليات الحربية تماماً كما تفعل الآن الإدارات المدنية التي اتفق الطرفان على تشكيلها.
□ وصدق حين قال: ( الظن الغالب أن الدعم السريع سيستغل هذه المجموعات السياسية غطاءً لتمرير أجندته ولفترة قصيرة).

□ لكنه سيكون أكثر صدقًا لو قال: الدعم السريع “قد استغل” فعلاً مجموعة “تقدم” ووظفها لصالحه، ولن يحدث ذلك فقط إذا تشكلت حكومة “تقدم” وعملت في المناطق التي يحتلها!
□ وصدق حين قال: ( والأسوأ والأغرب من كل ذلك أن تتبرع مجموعة سياسية مدنية بأن تحمل على عاتقها كل أوزار وجرائم الدعم السريع التي ارتكبتها في كل المناطق التي تسيطر عليها).

□ ولكنه سيكون أكثر صدقًا لو قال: إن التبرع بحمل بعض أوزار جرائم الميليشيا حادث فعلاً منذ بداية تمردها وحتى الآن، وليس مرتبطاً فقط بتشكيل الحكومة وعملها في الأماكن المحتلة.
□ وسيكون أكثر صدقاً لو قال : أنا (الأستاذ فيصل) نفسي تبرعت بتحمل بعض الوزر، خاصةً في قضية المنازل، فقد تحدثت عن الفهم “الساذج” لإعلان جدة، وطالبت “بإعادة تفسيره”،

وتحدثت عن لا منطقية الإخلاء الفوري، وتعاملت مع المنازل وكأنها أهداف عسكرية، وقلت إن الدعم السريع لم يُهزَم لكي يخليها، واشترطت للإخلاء نهاية الحرب، ومجيء قوات فصل أجنبية، وبكل هذا تفوقت على الميليشيا في الأقوال السيئة بخصوص المنازل!

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عثمان عرض الاوضاع مع السفيرة الكندية
  • لا أمطار قريبا في لبنان.. لهذه الأسباب غابت المنخفضات وهكذا سيكون طقس عيد الميلاد
  • أفضل 10 روايات لعام 2024 من تقييم "ذا إندبندندت"
  • مصدر سياسي:ما يهم حكومة السوداني وإطارها في سوريا هو “مرقد زينب” وحماية الشيعة هناك
  • أمريكا تعتقل رئيس سجن عدرا سيء السمعة في سوريا.. هذه الأحكام التي تنتظره
  • الحكيم: الكوزة هي المحجبة العفيفة التي لا تتمكيج ولا …
  • عقب إعلان ” الإدارة الذاتية” في الأرخبيل اليمني بمباركة إماراتية … مشايخ وأعيان سقطرى : ” لايحق لأي شخص أو مكون البت في القضايا المصيرية العامة ”   
  • السوداني: هناك شبهات فساد في كل معاملات القروض في العراق
  • ذاكرة أمّ فلسطينية.. أدب يكسر قيود الأيديولوجيا
  • إبراهيم عثمان: صدَقَ فيصل .. ولكن!