زهير عثمان حمد
في رحلةٍ مُضنيةٍ عبر التاريخ، واجهَ المثقفُ السودانيُّ صراعاتٍ مُتَشابكةً، تظهر تعقيداتِ الواقعِ السودانيِّ وتنوعَهُ. فمن صراعِ الهويةِ والانتماءِ، إلى صراعِ القيمِ والرؤى، إلى صراعِ التأثيرِ والتغييرِ، يواجهُ المثقفُ السودانيُّ تحدياتٍ جمةً تُؤثِّرُ على دورهِ وموقعهِ في المجتمعِ.

يُعاني المثقفُ من صراعٍ داخليٍّ حولَ انتمائهِ للثقافةِ العربيةِ-الإسلاميةِ، وانتمائهِ للثقافاتِ الأفريقيةِ المحليةِ.

يُعاني من صراعِ اللغةِ، بينَ العربيةِ الفصحى، واللغةِ العاميةِ السودانيةِ، واللغاتِ المحليةِ. يُعاني من صراعِ الدينِ، بينَ الإسلامِ السائدِ، والدياناتِ والمعتقداتِ الأفريقيةِ المحليةِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا خارجيًا معَ الأنظمةِ السياسيةِ التي تسعى إلى تقييدِ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ. يُعاني من صراعِ الطبقيةِ، حيثُ يُحَارِبُ من أجلِ حقوقِ الطبقاتِ الفقيرةِ والمُهمَّشةِ. يُعاني من صراعِ العرقِ، حيثُ يُنَاضِلُ من أجلِ المساواةِ بينَ جميعِ الأعراقِ في السودانِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا بينَ الأصالةِ والمعاصرةِ، حيثُ يسعى إلى التوفيقِ بينَ أصالةِ تراثهِ وثقافتهِ و متطلباتِ العصرِ الحديثِ. يُعاني من صراعِ القيمِ والرؤى، بينَ الدينِ والعلمانيةِ، وبينَ القيمِ التقليديةِ والقيمِ الحديثةِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا معَ السلطةِ، حيثُ يُحافظُ على استقلاليتهِ وحياديتهِ في ظلِّ الضغوطِ السياسيةِ. يُعاني من صراعِ معَ المجتمعِ، حيثُ يُقنعُ المجتمعَ بأفكارِهِ ورؤاهِ للتغييرِ. يُعاني من صراعِ معَ نفسهِ، حيثُ يُوازنُ بينَ إبداعِهِ الشخصيِّ ومسؤوليتهِ الاجتماعيةِ.

يُهمَّشُ المثقفُ بسببِ قلةِ المواردِ الماليةِ، وقمعِ الأنظمةِ السياسيةِ، وعدمِ وعيِ المجتمعِ بأهميةِ دورِ المثقفِ. يضعفُ تأثيرُ المثقفِ بسببِ انقسامِ المثقفين على أنفسهم، وغيابِ رؤيةٍ واضحةٍ للتغييرِ، وعدمِ قدرةِ المثقفِ على التواصلِ معَ جميعِ فئاتِ المجتمعِ.

لتجاوزِ هذهِ الصراعاتِ، يجبُ على المثقفِ التوحّدُ حولَ القواسمِ المشتركةِ، والتواصلُ معَ جميعِ فئاتِ المجتمعِ، واستخدامُ وسائلِ التواصلِ الحديثةِ لنشرِ الأفكارِ والثقافةِ، والتحلّي بالصبرِ والمثابرةِ.

يجبُ على المجتمعِ دعمُ المثقفِ مادياً ومعنوياً، وتوفيرُ حريّةِ التعبيرِ والتفكيرِ للمثقفِ، والوعيُ بأهميةِ دورِ المثقفِ في المجتمعِ.

مستقبلُ المثقفِ السودانيِّ مرتبطٌ بقدرتهِ على تجاوزِ هذهِ الصراعاتِ، وتحقيقِ دورٍ فاعلٍ في بناءِ مجتمعٍ حرٍّ وديمقراطيٍّ يُساهمُ في إثراءِ الحضارةِ الإنسانيةِ.

صراعاتُ المثقفِ السودانيِّ هيَ صراعاتُ الإنسانِ السودانيِّ بأكملهِ، هيَ صراعاتُ البحثِ عن الحريةِ والكرامةِ والعدالةِ. هيَ صراعاتُ بناءِ مستقبلٍ أفضلَ للأجيالِ القادمةِ، مستقبلٍ يُزهرُ فيهِ الإبداعُ وتُشرقُ فيهِ شمسُ المعرفةِ.

أقول أنا بذات نفسي لا زالت في رحلةِ البحثِ عن الهويةٍ الفكرية المُتوهِّجةٍ، كمثلي من المثقفُين السودانيُّين نواجه صراعاتٍ مُتعددةٍ، تُؤثِّرُ على دورهِ وموقعهِ في المجتمعِ.

يُعاني المثقفُ من صراعٍ داخليٍّ حولَ انتمائهِ، بينَ ثقافتِهِ العربيةِ-الإسلاميةِ وثقافتِهِ الأفريقيةِ المحليةِ. يُعاني من صراعِ اللغةِ، بينَ العربيةِ الفصحى والعاميةِ السودانيةِ واللغاتِ المحليةِ. يُعاني من صراعِ الدينِ، بينَ الإسلامِ السائدِ والدياناتِ والمعتقداتِ الأفريقيةِ المحليةِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا خارجيًا معَ الأنظمةِ السياسيةِ التي تسعى إلى تقييدِ حريةِ الفكرِ والتعبيرِ. يُعاني من صراعِ الطبقيةِ، حيثُ يُحَارِبُ من أجلِ حقوقِ الطبقاتِ الفقيرةِ والمُهمَّشةِ. يُعاني من صراعِ العرقِ، حيثُ يُنَاضِلُ من أجلِ المساواةِ بينَ جميعِ الأعراقِ في السودانِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا بينَ الأصالةِ والمعاصرةِ، حيثُ يسعى إلى التوفيقِ بينَ أصالةِ تراثهِ وثقافتهِ وبينَ متطلباتِ العصرِ الحديثِ. يُعاني من صراعِ القيمِ والرؤى، بينَ الدينِ والعلمانيةِ، وبينَ القيمِ التقليديةِ والقيمِ الحديثةِ.

يُواجهُ المثقفُ صراعًا معَ السلطةِ، حيثُ يُحافظُ على استقلاليتهِ وحيادتيه في ظلِّ الضغوطِ السياسيةِ. يُعاني من صراعِ معَ المجتمعِ، حيثُ يُقنعُ المجتمعَ بأفكارِهِ ورؤاهِ للتغييرِ. يُعاني من صراعِ معَ نفسهِ، حيثُ يُوازنُ بينَ إبداعِهِ الشخصيِّ ومسؤوليتهِ الاجتماعيةِ.

لتجاوزِ هذهِ الصراعاتِ، يجبُ على المثقفِ التوحّدُ حولَ القواسمِ المشتركةِ، والتواصلُ معَ جميعِ فئاتِ المجتمعِ، واستخدامُ وسائلِ التواصلِ الحديثةِ لنشرِ الأفكارِ والثقافةِ، والتحلّي بالصبرِ والمثابرةِ.

يجبُ على المجتمعِ دعمُ المثقفِ ماديًا ومعنويًا، وتوفيرُ حريّةِ التعبيرِ والتفكيرِ للمثقفِ، والوعيُ بأهميةِ دورِ المثقفِ في المجتمعِ.

مستقبلُ المثقفِ السودانيِّ مرتبطٌ بقدرتهِ على تجاوزِ هذهِ الصراعاتِ، وتحقيقِ دورٍ فاعلٍ في بناءِ مجتمعٍ حرٍّ وديمقراطيٍّ يُساهمُ في إثراءِ الحضارةِ الإنسانيةِ.

صراعاتُ المثقفِ السودانيِّ هيَ صراعاتُ الإنسانِ السودانيِّ بأكملهِ، هيَ صراعاتُ البحثِ عن الحريةِ والكرامةِ والعدالةِ. هيَ صراعاتُ بناءِ مستقبلٍ أفضلَ للأجيالِ القادمةِ، مستقبلٍ يُزهرُ فيهِ الإبداعُ وتُشرقُ فيهِ شمسُ المعرفةِ.

في رحلةِ البحثِ عن هويةٍ مُتوهِّجةٍ، يُواجهُ المثقفُ السودانيُّ صعوباتٍ جمةً، لكنّهُ يملكُ إرادةً قويةً وعزيمةً لا تُقهرُ. فهوَ مُؤمنٌ بأنَّهُ قادرٌ على تجاوزِ هذهِ الصعوباتِ، وتحقيقِ حلمِهِ في بناءِ مجتمعٍ حرٍّ ومُزدهرٍ.

أن رحلةُ البحثِ عن هويةٍ مُتوهِّجةٍ هيَ رحلةٌ مستمرةٌ، لا تنتهي .

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی المجتمع صراع ا ی واجه من أجل

إقرأ أيضاً:

هاكان فيدان: لا بديل عن الحفاظ على هوية فلسطين

أنقرة (زمان التركية) – أدلى وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بتصريحات في جدة حول فلسطين، حيث يحضر المجلس الاستثنائي لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي.

وأشار فيدان إلى أن مخططات تهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم غير مقبولة، وقال: ”يجب أن نحبط دعوات المتطرفين الإسرائيليين الذين يريدون ضم الضفة الغربية، وبالمثل، لا يمكننا السماح لإسرائيل بتغيير الوضع التاريخي والسياسي القائم في الحرم الشريف، ونحن في تركيا، ندعم الخطة التي تم تبنيها في القاهرة“.

وذكر فيدان في الاجتماع أن المسلمين يواجهون مظالم لا حصر لها وأن الفلسطينيين لا يزالون يعانون من آلام كبيرة، وقال: ”سيحكم التاريخ علينا من خلال أفعالنا، يجب أن نعمل في وحدة من أجل دعم إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين بشكل أكبر“.

وأكد هاكان فيدان على أنه لا بديل عن ”الحفاظ على الهوية الفلسطينية والإسلامية لفلسطين“، مشددا على ضرورة إرسال رسالة حاسمة للعالم بأن غزة هي أرض فلسطينية وستبقى كذلك.

كما أشار الوزير إلى أن عليهم أن يبذلوا قصارى جهدهم من أجل أن يسود السلام وإنهاء المعاناة، وأن مخططات تهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم غير مقبولة بأي شكل من الأشكال.

Tags: إسرائيلاسطنبولتركياغزةفلسطينفيدانهاكان فيدان

مقالات مشابهة

  • النائب العام: لم نطلب القبض على عرمان في كينيا وسنحاكم سياسيين تابعين لـ”حمدوك” 
  • آلة التدمير في كركوك تهدد الأطواق التراثية ومطالبات بالتدخل لحماية هوية المدينة
  • مشاركة 32 فريقا في مسابقة "المثقف الأول" بالعوابي
  • العودة إلى جلقني.. تواطؤ المثقف وتعلقاته
  • المثقف في العصر الرقمي .. بين الضياع والبحث عن دور
  • هذا ما قاله مقتدى الصدر عن تطبيق تيك توك.. صراع دولي
  • هذا ما قاله مقتدى الصدى عن تطبيق تيك توك.. صراع دولي
  • هاكان فيدان: لا بديل عن الحفاظ على هوية فلسطين
  • الثور: واجه الأمور بعقلانية وصبر.. توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 8 مارس 2025
  • منصات مشفرة وإخفاء هوية وراء انتشار الشائعات عبر وسائل التواصل