موقع النيلين:
2025-02-09@23:07:40 GMT

أحزان المثقف السوداني الأسيف

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

أحزان المثقف السوداني الأسيف:
حقيقة أغرب ما لاقاني في عمر طويل هو شريحة هامة من “المثقفين” – نقول مثقفين تجاوزا فهم مجرد ناشطين لكن دعنا عن هذا الآن.

في وعي هذه الشريحة صارت الثقافة مجرد جسر للتمييز بالإغتراب عن الحس السليم ومفارقة عموم الشعب وحسه العام، صح هذا ألحس أم فسد، لا فرق.

هذا النوع من المثقفين يصاب بالرعب لو وجد نفسه مع العوام في قضية سياسية أو ثقافية – مستحيل أنا أكون بفكر زي الرجرجة ديل.

تخيل مثلا إنسانا علي خلاف مع ضابط القرية كابوس أبو ضراع المتهم بفساد مركب ولكن حياة القرية كانت تستمر والبنات في أمن والاطفال بين مدرسة ودافوري أو بربرة والنساء في ثرثرة والرجال في ثرثرة أكثر خبثا.

وذات ليلة مظلمة أستيقظ عبد المعين لصلاة الفجر فوجد ثلة من البلطجية قد أقتحموا داره ونهبوا ممتلكاته وشرعوا في إغتصاب نساء البيت من طفلة وشيخة وما بينهما. فشرع عبد المعين في المقاومة وتعالت الأصوات فجاء الضابط كابوس بسلاحه لمساعدة عبد المعين لصد البلطجية وإنقاذ النساء والرجال والمال.

هل تعتقد أن عبد المعين سيرفض تدخل الضابط كابوس ويوبخه مفضلا تذكيره بفساده بينما البلطجية علي شفا إغتصاب؟

هل يذكره بانه ضابط فاسد، تم تعيينه بالواسطة الحزبية وانه ضرب عمه الشيوعي كف في العام السابق؟

هل يذكره بانه كشح مريسة الشول، تلك المراة اللطيفة الكريمة المكافحة؟
هل يطالبه في تلك اللحظة – والبلطجية داخل الدار والاطفال في خوف – برد مال الموازنة السابقة الذي سرقه؟

حسب فكري المحدود من المرجح ان عبد المعين سيعصر ليمونة علي قلبه ويؤجل كل كرهه للضابط كابوس ويركز معه علي مقاومة الغزاة البلطجية وإنقاذ الدار من تحطيم ونهب وإنقاذ النساء والاطفال والرجال – من إهانة وإغتصاب ومسغبة ونزوح إلي عالم فقر مجهول – كأولوية في اللحظة الحرجة ويقول لنفسه أن خلافه مع كابوس له يوم آخر فعبد المعين لا ينسي ولكنه فطن يدرك فقه ترتيب الأولويات حسب واقع موضوعي لا سيطرة له عليه. فشتان بين كابوس الوقح، كشاح المريسة سارق الدقيق وبين بلطجية يحرقون الأخضر واليابس ويغتصبون العنز والإنس والجن.

ولما ركز عبد المعين علي صد عدوان البلطجية أتهمه كتابهم وبعض الجيران المثقفين والحمقي والمرتشين بانه صار من أنصار الضابط كابوس وبالتالي مسؤول عن جرمه السابق.
علينا أن نكبر المشهد من دار إلي وطن فالوطن دار كبير والشعب أسرة.

عندما هجم الغزاة المغتصبون علي دار الوطن كان موقف شرائح واسعة من “المثقفين” كموقف عبد المعين-الضد، ذلك الرجل الذي لم يري أن أولوية اللحظة هي صد الغزاة.

ورفض عبد المعين-الضد أن يقاوم بنفسه مقاومة فعالة كما رفض تدخل الضابط كابوس وردح ضده بفساده السابق وهكذا ترك البلطجية يدمرون داره ويغتصبون ماله وأطفاله وجلس علي بنبره رافعا شعار لا للبلطجة حينا وشعار أنا محايد، لا فرق بين كابوس والبلطجية حينا آخرا . ولم تحرك صرخات الأطفال والنساء ضميره ولا عقله.

ومن أغرب أنواع عبد المعين-الضد تلك الشريحة التي قالت إنها معركة بين فاسدين لا تخصها وانها تتمني أن تنتهي عركة كابوس مع البلطجية بالدرون (التعادل) – نوبة علي قول المغاربة.
وفي حيادها المجيد واصلت تلك الشريحة في حفريات فكرية عميقة تثبت أن الحياد الدروني دليل علي عمق فلسفي لا يدركه رعاع من قصر نظرهم شبه لهم أن التصدي لقتلة مغتصبين انتهكوا كل حرماتهم هو أولوية قصوي إلي حين إخراجهم من غرف نوم الأ مة.
ديل مثقفين وللا أقوم جاري؟

نحمد الزمان أن السودان ما زال به كثير من النساء والرجال من طينة عبد المعين بسلامة حسه الذي لم تلوثه ثقافة مضروبة هدفها التميز ولم تحنه كمبرة ولم تتخمه كبسة.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: عبد المعین

إقرأ أيضاً:

رحلة علم تحولت إلى كابوس.. إصابة 4 طلاب في انقلاب أتوبيس بسوهاج |القصة الكاملة

في صباح هادئ لم يكن مختلفًا عن غيره، خرج مجموعة من الطلاب يحملون في قلوبهم طموح العلم، متجهين إلى جامعة جنوب الوادي لأداء امتحانات الماجستير، دون أن يدركوا أن رحلتهم ستتحول إلى مأساة محفورة في ذاكرتهم.

كان الأتوبيس الذي أقلهم يسير على محور دار السلام البلينا بمحافظة سوهاج، حين وقعت الكارثة، وانقلبت المركبة فجأة، ليجد الطلاب أنفسهم بين الحطام، يتألمون من الإصابات، وسط صرخات الرعب التي قطعت هدوء الصباح.

«آداب الإسكندرية» تناقش رسالة دكتوراة بعنوان «شرائع الزواج والطلاق في قوانين فرج الله الإخميمي»|صورالظهور الأول لصفقة الزمالك صلاح الدين مصدق من التمرين.. صوربلاغ وتحرك أمني سريع

وتعود أحداث الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من غرفة عمليات النجدة يفيد بانقلاب أتوبيس على محور دار السلام البلينا، مما أسفر عن وقوع إصابات بين ركابه.

وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث لإنقاذ المصابين.

مشهد مأساوي على الطريق

لحظة وصول قوات الأمن والإسعاف، كانت المشاهد قاسية، أتوبيس منقلب على جانبه، وأمتعة متناثرة على الطريق، وطلاب مصابون يئنّون من الألم، بينما آخرون يحاولون استيعاب الكارثة التي وقعت في لحظة غفلة.

ورغم الذعر، بدأت فرق الإنقاذ عملها سريعًا، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

إصابات متفرقة ونجاة من الموت

أسفر الحادث عن إصابة 4 طلاب بجروح وكدمات متفرقة، لكنّ العناية الإلهية أنقذتهم من الأسوأ. وأوضح مصدر طبي أن الإصابات تتراوح بين متوسطة إلى طفيفة، وأن جميع المصابين يخضعون للعلاج والملاحظة الطبية.

تحقيقات تكشف ملابسات الحادث

وبحسب التحريات الأولية، تبين أن الحادث وقع بسبب فقدان السائق السيطرة على عجلة القيادة، مما أدى إلى انقلاب المركبة على جانب الطريق.

ولم تسفر التحقيقات عن أي شبهة جنائية، ليظل الحادث قيد الفحص ضمن ملف الحوادث المرورية التي تتكرر بسبب أخطاء القيادة أو الظروف الجوية أو الأعطال المفاجئة.

حزن ومطالبات بالسلامة

وسط أجواء الحزن التي خيمت على الجامعة وأهالي الطلاب، طالب كثيرون بضرورة تحسين إجراءات السلامة في وسائل النقل التي تقل الطلاب إلى الامتحانات.

وتوفير رقابة صارمة على المركبات والسائقين لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المفجعة، خاصة أن كثيرًا من الطلاب يقطعون مسافات طويلة يوميًا للوصول إلى جامعاتهم.

شاهد.. صور تعرض لأول مرة للحظة توقيع ميشلاك مع الزمالكمدبولي يُوجه المحافظين بالمتابعة اليومية لضبط أسعار السلع وتوافرها بالأسواقنهاية رحلة وبداية معاناة

لم يكن أحد يتخيل أن رحلة البحث عن العلم ستنتهي بهذه الصورة المأساوية، وأن طلابًا خرجوا صباحًا بعزيمة النجاح، سيجدون أنفسهم في المستشفى بدلًا من قاعات الامتحان.

ويبقى الحادث شاهدًا على ضرورة تعزيز إجراءات الأمان في الطرق والمركبات، حتى لا تتحول أحلام الشباب إلى كوابيس بسبب لحظة إهمال أو خطأ غير متوقع.

مقالات مشابهة

  • صدور الطبعة الثانية من رواية “جثة البئر” لـ وائل السيد
  • قرش يحوّل إجازة مؤثرة روسية في المالديف إلى كابوس
  • رحلة علم تحولت إلى كابوس.. إصابة 4 طلاب في انقلاب أتوبيس بسوهاج |القصة الكاملة
  • حواجز دمشق الأمنية كابوس السوريين في عهد النظام المخلوع
  • انهيار المسافة الحرجة: كيف تم ترويض المثقف؟
  • ومضات توثيقية: يا أحزان السودان إتَّحِدي
  • تراجع توظيف الحريديم والرجال العرب في إسرائيل 2024
  • كابوس الملاعب”.. من يتحمل تدمير نجوم كرة القدم؟
  • تصريحات ياسمين عز تثير جدلًا واسعًا بين النساء والرجال.. ما القصة؟
  • المثقف القلق.. هل يحمل أجوبة تغييرية؟ قراءة في كتاب