أحزان المثقف السوداني الأسيف
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
أحزان المثقف السوداني الأسيف:
حقيقة أغرب ما لاقاني في عمر طويل هو شريحة هامة من “المثقفين” – نقول مثقفين تجاوزا فهم مجرد ناشطين لكن دعنا عن هذا الآن.
في وعي هذه الشريحة صارت الثقافة مجرد جسر للتمييز بالإغتراب عن الحس السليم ومفارقة عموم الشعب وحسه العام، صح هذا ألحس أم فسد، لا فرق.
هذا النوع من المثقفين يصاب بالرعب لو وجد نفسه مع العوام في قضية سياسية أو ثقافية – مستحيل أنا أكون بفكر زي الرجرجة ديل.
تخيل مثلا إنسانا علي خلاف مع ضابط القرية كابوس أبو ضراع المتهم بفساد مركب ولكن حياة القرية كانت تستمر والبنات في أمن والاطفال بين مدرسة ودافوري أو بربرة والنساء في ثرثرة والرجال في ثرثرة أكثر خبثا.
وذات ليلة مظلمة أستيقظ عبد المعين لصلاة الفجر فوجد ثلة من البلطجية قد أقتحموا داره ونهبوا ممتلكاته وشرعوا في إغتصاب نساء البيت من طفلة وشيخة وما بينهما. فشرع عبد المعين في المقاومة وتعالت الأصوات فجاء الضابط كابوس بسلاحه لمساعدة عبد المعين لصد البلطجية وإنقاذ النساء والرجال والمال.
هل تعتقد أن عبد المعين سيرفض تدخل الضابط كابوس ويوبخه مفضلا تذكيره بفساده بينما البلطجية علي شفا إغتصاب؟
هل يذكره بانه ضابط فاسد، تم تعيينه بالواسطة الحزبية وانه ضرب عمه الشيوعي كف في العام السابق؟
هل يذكره بانه كشح مريسة الشول، تلك المراة اللطيفة الكريمة المكافحة؟
هل يطالبه في تلك اللحظة – والبلطجية داخل الدار والاطفال في خوف – برد مال الموازنة السابقة الذي سرقه؟
حسب فكري المحدود من المرجح ان عبد المعين سيعصر ليمونة علي قلبه ويؤجل كل كرهه للضابط كابوس ويركز معه علي مقاومة الغزاة البلطجية وإنقاذ الدار من تحطيم ونهب وإنقاذ النساء والاطفال والرجال – من إهانة وإغتصاب ومسغبة ونزوح إلي عالم فقر مجهول – كأولوية في اللحظة الحرجة ويقول لنفسه أن خلافه مع كابوس له يوم آخر فعبد المعين لا ينسي ولكنه فطن يدرك فقه ترتيب الأولويات حسب واقع موضوعي لا سيطرة له عليه. فشتان بين كابوس الوقح، كشاح المريسة سارق الدقيق وبين بلطجية يحرقون الأخضر واليابس ويغتصبون العنز والإنس والجن.
ولما ركز عبد المعين علي صد عدوان البلطجية أتهمه كتابهم وبعض الجيران المثقفين والحمقي والمرتشين بانه صار من أنصار الضابط كابوس وبالتالي مسؤول عن جرمه السابق.
علينا أن نكبر المشهد من دار إلي وطن فالوطن دار كبير والشعب أسرة.
عندما هجم الغزاة المغتصبون علي دار الوطن كان موقف شرائح واسعة من “المثقفين” كموقف عبد المعين-الضد، ذلك الرجل الذي لم يري أن أولوية اللحظة هي صد الغزاة.
ورفض عبد المعين-الضد أن يقاوم بنفسه مقاومة فعالة كما رفض تدخل الضابط كابوس وردح ضده بفساده السابق وهكذا ترك البلطجية يدمرون داره ويغتصبون ماله وأطفاله وجلس علي بنبره رافعا شعار لا للبلطجة حينا وشعار أنا محايد، لا فرق بين كابوس والبلطجية حينا آخرا . ولم تحرك صرخات الأطفال والنساء ضميره ولا عقله.
ومن أغرب أنواع عبد المعين-الضد تلك الشريحة التي قالت إنها معركة بين فاسدين لا تخصها وانها تتمني أن تنتهي عركة كابوس مع البلطجية بالدرون (التعادل) – نوبة علي قول المغاربة.
وفي حيادها المجيد واصلت تلك الشريحة في حفريات فكرية عميقة تثبت أن الحياد الدروني دليل علي عمق فلسفي لا يدركه رعاع من قصر نظرهم شبه لهم أن التصدي لقتلة مغتصبين انتهكوا كل حرماتهم هو أولوية قصوي إلي حين إخراجهم من غرف نوم الأ مة.
ديل مثقفين وللا أقوم جاري؟
نحمد الزمان أن السودان ما زال به كثير من النساء والرجال من طينة عبد المعين بسلامة حسه الذي لم تلوثه ثقافة مضروبة هدفها التميز ولم تحنه كمبرة ولم تتخمه كبسة.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: عبد المعین
إقرأ أيضاً:
شرطة النقل تضبط 1418 قضية متنوعة
قامت الإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات في وزارة الداخلية بعدة حملات لضبط كافة المخالفات والظواهر السلبية التى تؤثر على مرفق مترو الأنفاق، ومحطات السكك الحديدية، وداخل القطارات.
وأسفرت جهودها عن ضبط (1418) قضية متنوعة.
اقرأ أيضاً: أب يكتب كلمة النهاية في حياة طفله بسيناريو شيطاني
هذا وجارى مواصلة الحملات المكبرة على مستوى الجمهورية.. لإحكام السيطرة الأمنية ومواجهة الجريمة بشتى صورها.
جاء ذلك فى إطار إستراتيجية وزارة الداخلية بمواصلة الحملات الأمنية المُكبرة على مستوى الجمهورية لإحكام السيطرة الأمنية، ومواجهة كافة أشكال الجريمة بشتى صورها ، ومكافحة كافة الأنشطة الإجرامية.
الجدير بالذكر أن أجهزة الأمن تشن يوميًا حملات مكبرة لضبط مروجي المخدرات والأسلحة النارية ويأتي ذلك فى إطار مواصلة الحملات الأمنية المُكثفة لمواجهة أعمال البلطجة، وضبط الخارجين عن القانون، وحائزى الأسلحة النارية والبيضاء، وإحكام السيطرة الأمنية، وتكثيف الجهود لمكافحة جرائم الفساد بصوره وأشكاله، مما ينعكس إيجابياً على الاقتصاد الوطنى والحفاظ على المال العام.
وفي سياقٍ مُتصل، أودعت محكمة جنايات القاهرة، المُنعقدة بمُجمع محاكم القاهرة الجديدة، حيثيات الحُكم بالسجن المؤبد لمُدانٍ بالإتجار في المُخدرات بالبساتين.
صدر الحكم برئاسة المستشار حمدي السيد الشنوفي، وعضوية المستشارين خالد عبد الغفار وأيمن بديع لبيب، وحضور الأستاذ عبد الظاهر كامل وكيل النيابة، والأستاذ محمد طه أمين السر.
وأسندت النيابة العامة للمتهم إسلام.ش وأحمد.م أنهما في يوم 30 مايو 2023 بدائرة قسم البساتين حازا وأحرزا بقصد الإتجار جوهراً مخدراً "الهيروين" في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.
وقضت المحكمة بمُعاقبة إسلام.ش بالسجن المؤبد وتغريمه مبلع مائة ألف جنيه عما أسند إليه وألزمته بتلمصاريف الجنائية، وتضمن الحكم براءة المتهم الثاني أحمد.م مما أسند إليه.
وقالت المحكمة في حيثيات حكمها أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها استخلاصاً من سائر أوراقها وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنه بجلسة المحاكمة حاصلها أن مصدراً سرياً اتصل هاتفياً بالمقدم الاضبط بإدارة مكافة المخدرات.
ابلغه فيه بتعرفه على المتهم الأول الذي طلب من المصدر السري شراء أو إيجار مُشترٍ للمواد المخدرة.
فطلب الضابط من مصدره السري مسايرة المتهم لإيهامه بوجود مُشترٍ للهيروين، وإذ عاد المصدر وابلغ الضابط بتواصله مع المتهم وعلم منه سعر جرام الهيروين.
وبناءً على طلب الضابط حدد له موعد للقاء المتهم وكذا مكان اللقاء فقام الضابط بتغيير هيئته وانتقل معه قوة من رجال الشرطة حيث مكان اللقاء.
وحال انتظار الضابط ومعه مصدره السري وصل المتهم خلف قائد توك توك، وأجرى المصدر السري التعارف بين الضابط والمتهم وانسحب المصدر.
وأبدى الضابط رغبته للمتهم بشراء مخدر فطلب منه الأخير استقلال التوك توك بجواره ثم بادر بفتح الحقيبة التي كانت بحوزته وأخرج منها لفافة لمخدر الهيروين قدمها له.