2025-01-31@03:24:37 GMT
إجمالي نتائج البحث: 12
«فى النحاس»:
يحل شهر أغسطس من كل عام لتتجدد ذكرى زعماء الوفد العظماء سعد زغلول، ومصطفى النحاس، وفؤاد سراج الدين الذين تركوا لنا تراثا من القيم والمبادئ الجديرة بالاقتداء أجيالا خلف أخرى. أما الزعيمان سعد والنحاس فقد رحلا فى اليوم نفسه وهو الثالث والعشرين من أغسطس، حيث رحل الأول سنة 1927، بينما رحل النحاس عام 1965، ثم شاء القدر أن يرحل ثالث الزعماء فؤاد سراج الدين فى الشهر ذاته ولكن فى يوم 9 سنة 2000.ولم يكن غريبا أن يتعرض الزعماء الثلاثة للسجن والنفى والإقامة الجبرية ومحاولات الاغتيال المادى والمعنوى بسبب كفاحهم فى سبيل الوطن دون أن تلين لهم عزائم، أو يخضعون لسلطة احتلال أو حكم مستبد.يشترك الزعماء الثلاثة فى عدد من السمات التى تمثل عنصرا أساسيا فى أى مشروع اصلاح وطنى وهى...
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق النحاس معدن يتميز بخصائص فريدة تجعله خيارًا جذابًا للاستخدام فى العديد من التطبيقات الصناعية والتكنولوجية، ومقاومته للتآكل.فى السنوات الأخيرة، بدأت الأبحاث والتطورات التكنولوجية تركز على استخدام النحاس فى الألواح الشمسية كبديل للفضة المكلفة. تُستخدم الفضة فى الألواح الشمسية نظرًا لقدرتها الفائقة على نقل الكهرباء بكفاءة عالية، ولكن ندرتها وارتفاع تكلفتها، بالإضافة إلى التأثيرات البيئية السلبية لاستخراجها، دفعت الباحثين إلى البحث عن بدائل أكثر استدامة.وفى تقرير نشرته BBC الإنجليزية أن فى أستراليا، تُعد شركة SunDrive من الشركات الرائدة التى تعمل على تطوير تقنيات جديدة لاستخدام النحاس فى الألواح الشمسية.من خلال هذا الابتكار، تهدف الشركة إلى تعزيز دور أستراليا كمركز لصناعة الطاقة المتجددة، وتقليل الاعتماد على المواد النادرة والمكلفة مثل الفضة، وتحقيق مزيد من الاستدامة البيئية فى...
تشهد سلطنة عمان تطوراً مهماً فى قطاع المعادن، حيث نجحت فى تصدير أول شحنة لمركزات النحاس من سلطنة عمان، ويعتبر ذلك مؤشراً لبداية حقبة جديدة فى قطاع المعادن فى البلاد، يعد مشروع النحاس فى منطقة الواشحى- المجازة بمحافظة شمال الشرقية، حجر الأساس فى المبادرات الاستراتيجية لسلطنة عمان لتحقيق التنويع الاقتصادى.حيث تم تزويد المشروع بأحدث مرافق التعدين وتقنيات المعالجة المصممة خصيصاً لاستخراج وصقل خام النحاس لإنتاج مركزات النحاس بجودة عالية، وتطمح عمان من خلال هذا المشروع إلى تعزيز الاقتصاد المحلى، وبالتالى تعزيز مكانة السلطنة فى سوق النحاس العالمى.وقال خالد بن حمد بن سيف البوسعيدى: أن هذا يوم مميز؛ لأنه يمثل بداية مرحلة جديدة لسلطنة عمان والشركة فى مجال المعادن، وسيسهم هذا الإنجاز فى تعزيز الاقتصاد العمانى بأشكال مختلفة، بما فى ذلك...
أقام مجلس إدارة مركز شباب أشمون بمحافظة المنوفية برئاسه المهندس محمد النحاس حفل كبير حضره جماهير المدينة والقرى المجاوره والعاملين به.جاء ذلك لتسليم جوائز حفظة القرآن الكريم وكذلك نهائيات كرة القدم ( الطلائع- المفتوحه-القدامي) وبطولات الألعاب الفردية (الشطرنج - تنس الطاولة..الدومينو..الطاوله حضر الحفل وقام بتوزيع الجوائز، مجلس إدارة مركز شباب أشمونكل من: محمد محمود النحاس رئيس مجلس الإدارة وأحمد نبيل عيد نائب الرئيس أحمد محمود النحاس آمين الصندوق، والأعضاء محمد نبيل بدوى وحلمى المعصراو ومحمود عبدالله عمار وإسلام المخزنجى ومدير المركز عربى السماحى وأماني عسل المشرفه على تنظيم حفل توزيع الجوائز كما قام مجلس الإدارة بتكريم عدد من العاملين وهم ناجى السنان وأحمد أبو حمد وعماد القطان وإسلام سماحه كما أقام مجلس الإدارة حفل كبير لأطفال المدينه مجانا تحت إشراف وكيل وزارة...
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق فى المقال السابق توقفت عندما وجد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل الرسالة التى كان ينتظرها ردًا على طلب سبقه إلى دلهى وهو موعده مع رئيس الوزراء "جواهر لال نهرو" في مكتبه بمنطقة "راشتراباتي بهافان" مقر الحكم الرسمي آنذاك في عاصمه الهند...وبالفعل كان فى الموعد المحدد تمامًا جالسًا على مقعد أمامه ولكن رئيس الوزراء راح ينهى أشغالًا كان مستغرقًا فيها قبل دخوله ولم يشأ أن يتركه في الانتظار خارج مكتبه حتى يفرغ وأشار اليه بانه سوف يكون معه بعد لحظات...وقد أتاح ذلك للكاتب الكبير فرصة أن يتأمله...كان رئيس الوزراء في الزي الهندى التقليدي الأبيض شاهق البياض والوردة الحمراء تطل من عروة الصديري كما عرفها العالم... بدأت تقطيع وجهه اكثر انسجامًا مع الصور التي تنشر له وبدا وجهه...
يرى عماد النحاس نجم الأهلي السابق أن صلاح محسن لاعب الفريق تعرض للظلم من جانب مارسيل كولر المدير الفني.قال النحاس في تصريحاته عبر برنامج الريمونتادا على قناة المحور: "الأهلي دفع ثمن قرار مارسيل كولر بالاحتفاظ بالتبديلات" .وأضاف: "صلاح محسن مظلوم، واتظلم بتواجده أساسيا في الماتش ده، مكانش أفضل حل بالنسبة للأهلي إن صلاح يبدأ" واختتم: "محدش كان كويس في الأهلي أمام صن داونز، بما فيهم الجهاز الفني".
أكد عماد النحاس نجم كرة القدم المصرية السابق، أن النادي الأهلي يملك مدير فني قوي وهو مارسيل كولر الذي طور عدد كبير من لاعبي المارد الأحمر، وأصبح الفريق الأن يملك العديد من الحلول في الملعب.وقال عماد النحاس فى تصريحات عبر برنامج في الملعب وأنت سايق مع الإعلامي إبراهيم فايق: "مباراة الأهلي أمام الإسماعيلي كانت رائعة، وخبرات المارد الأحمر حسمت اللقاء بشكل، وأصبح الأن النادي الأهلي يملك عدد كبير من اللاعبين في كل مركز، وكل ذلك يعود لمارسيل كولر المدير الفني للفريق، الذي طور العديد من اللاعبين".وأضاف:" كولر طور من اللاعبين وذلك ظاهر للجميع، وأخرهم أحمد كوكا لاعب الوسط الذي انضم للمنتخب بعد التألق والمشاركة الفترة الأخيرة".
لا يصيبنى الملل أبدًا عند الحديث عن الزعيم مصطفى النحاس. سيرة النحاس، تستحق التوثيق الدائم. فهو الزعيم الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.. وهذا هو سبب إصرار تلاميذ النحاس عند وفاته على السير بجنازته -بعد الصلاة عليه فى مسجد عمر مكرم بميدان التحرير- إلى مسجد الحسين، والصلاة عليه مرة ثانية داخل المسجد الذى ارتبط به منذ كان طفلًا.. وهتفت الجماهير عندما اقتربت الجنازة من المسجد «يا ابن بنت الرسول الزين جالك الحبيب الزين».علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952...
ثلاثة من أكبر واشهر زعماء حزب الوفد رحلوا فى شهر أغسطس، وفى سنوات متباعدة من اول الربع الثانى للقرن الماضى وحتى رأس الألفية الثانية ، شهد الوفد خلال تلك السنوات حالات من المد والجزر ، وكثيرا من العواصف السياسية التى كادت تطيح به أو على الأقل تجعله يتوارى ويخفت حد الانطفاء مع تجليات الحياة السياسية وتقلباتها.يصادف وفاة الزعيمين سعد زغلول ومصطفى النحاس يوم 23أغسطس، إذ توفى سعد عام 1927 والنحاس 1965، فى حين توفى فؤاد سراج الدين يوم 9أغسطس 2000والتذكير بقامات كبيرة مثل سعد زغلول والنحاس وسراج الدين مسألة مهمة، ورسالة مطلوبة، ليس فقط للشباب ، ولكن لكل القوى الوطنية وما يجب عليها نحو قضايا الوطن والارتقاء به.وقد استوقفنى بشدة هذا الانتباه المبكر من جانب النحاس باشا إلى أهمية وخطورة...
تفصلنا أيام قليلة عن ذكرى رحيل قطبى الوفد الخالدين سعد زغلول، ومصطفى النحاس، واللذين قادا مدرسة الوطنية المصرية وساهما فى تأسيس دعائمها منذ ثورة 1919 وحتى قيام حركة يوليو سنة 1952. لقد شاء القدر أن يرحل الزعيمان معا فى اليوم نفسه، الثالث والعشرين من أغسطس، ليفارق سعد أمته سنة 1927، ويلحق به مصطفى النحاس سنة 1965، تاركين لنا ميراثًا من القيم والثوابت الوطنية المعلمة والمؤثرة لأجيال وأجيال.ولا شك أن أعظم احتفاء بذكرى الزعيمين الجليلين يتمثل فى استذكار واستعادة دروسهما الخالدة فى الوطنية والديمقراطية والعدالة والممارسة السياسية النزيهة لنُجدد معا كيان الوفد الذى تجاوز عمره مائة عام، أداء وعملا ونموذجا ديمقراطيا.لقد كانت أبرز خصائص الزعيمين وهما يخوضان صراعًا شرسًا ضد الاحتلال الأجنبى، والسلطة المستبدة التزامهما بأخلاق وخصال حميدة، أولها الصدق الإنسانى، والوضوح...
الزعماء جسدوا مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية تحل فى شهر أغسطس من كل عام ذكرى رحيل زعماء مؤسسى الحزب الثلاثة سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين. وكأن القدر أراد أن يسطر نهايات أساطير وعمالقة الوفد فى نفس الشهر مع اختلاف اليوم والسنة. هؤلاء الزعماء هم الذين وضعوا اللبنات الأولى فى تأسيس حزب الوفد منذ سنوات عدة والذى مر على تأسيسه أكثر من 100 عام.فقد رحل سعد والنحاس فى 23 أغسطس وسراج الدين فى 9 أغسطس، فهل من الممكن أن يكون توافق موعد الرحيل صدفة عابرة، أم هى حكمة من عند الله، حتى يقترن اسم الوفد بهم أبد الدهر، ولقد اقترن الثلاثة الكبار بثوابت الوفد العريق التى تنتصر للدولة الوطنية وسيادة القانون والحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.تمكن الزعماء الثلاثة المناضلون الذين حولهم التف المصريون من الاستقلال الوطنى، وطرد المستعمر البريطانى.تحل اليوم ذكرى رحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين، الذى أسس صحيفة «الوفد» عام 1984، والتى يشرفنى الانتساب إليها، ويعد فؤاد سراج الدين واحدًا من العظماء الذين أنجبتهم مصر، وإليه يعود الفضل فى عودة حزب الوفد للحياة السياسية، وآمن بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للمواطن منذ نعومة أظافره منذ كان نائبًا فى البرلمان ووزيرًا فى حكومات الوفد المختلفة قبل يوليو 1952، ولم يكن هذا الرجل شخصية عادية ككل البشر، وإنما كان سياسيًا ورجل دولة من طراز فريد، ويعد من رجال المهام الصعبة.حياة فؤاد سراج الدين كانت نموذجًا يحتذى به فى عالم السياسة، وتحتاج إلى أبحاث علمية واسعة لدراسة شخصية هذا الرجل السياسى، فمن هو إذن السياسى البارع؟ إنه أصغر النواب سنًا فى تاريخ الحياة النيابية المصرية وأصغر وزير مصرى، حيث تولى الوزارة ولم يتعد عمره الحادية والثلاثين.. وعمل محاميًا فى الفترة من عام 1931 حتى عام 1935، وانضم للهيئة الوفدية عام 1935، ونائبًا فى البرلمان عام 1936، وعضوًا بالوفد المصرى عام 1946 وسكرتيرًا عامًا لحزب الوفد عام 1941، ووزيرًا للزراعة فى 31 مارس 1942، ووزيرًا للشئون الاجتماعية ثم الداخلية عام 1942، وزعيمًا للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ عام 1946، ووزيرًا للمواصلات فى يوليو 1949، فى وزارة حسين سرى الائتلافية، التى مهدت لانتخابات عام 1950، ثم وزيرًا للداخلية فى يناير 1950 وأضيفت إليه وزارة المالية فى نوفمبر خلال نفس العام، وأعاد حزب الوفد للحياة السياسية عام 1978، وأصبح زعيمًا له حتى 9 أغسطس 2000، حيث وافته المنية.موعد رحيل الثلاثة ليس صدفة عابرة ولكن حكمة لها مغزىفؤاد سراج الدين هو من أصدر قوانين العمال عام 1943 وقوانين النقابات العمالية وعقد العمل الفردى والضمان الاجتماعى وإنصاف الموظفين وتنظيم هيئات الشرطة، بل هو صاحب فكرة عيد الشرطة عندما رفض الإنذار البريطانى وطلب من رجاله فى الإسماعيلية التصدى لقوات الاحتلال وعدم تسليم مبنى المحافظة فى الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952، وهو من أصدر قرار تأميم البنك الأهلى الإنجليزى وتحويله إلى البنك المركزى المصرى، كما أصدر قانون الكسب غير المشروع ونقل أرصدة الذهب من الولايات المتحدة إلى مصر، إضافة إلى تمويل مركز الفدائيين فى منطقة القناة بالمال والسلاح خلال الفترة من 1951، حتى 25 يناير 1952، وهو مقترح وصاحب فكرة مجانية التعليم، من خلال الوزير الوفدى آنذاك الدكتور طه حسين الذى قال إن التعليم كالماء والهواء ولا غنى عنه للمصريين.فؤاد سراج الدين كان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة 1936، وبدء حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال بعد الإعلان التاريخى للزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس الذى أعلن إلغاء المعاهدة، وقام سراج الدين بفرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية عندما كان وزيرًا للمالية، ومن إنجازات فؤاد سراج الدين عندما كان وزيرًا، دعمه الكامل لسياسة اللامركزية ونقل رسالة وزارة الزراعة وإرشاداتها ونصائحها إلى مقار إقامة الفلاحين بدلًا من مشقة حضورهم إلى القاهرة، وإصلاح الكادر الوظيفى بوزارة الزراعة خاصة الدرجات الصغرى بها، ومنع احتكار القطن المصرى لإنجلترا، حيث كان الاحتلال يحتكره من 1939 حتى 1942.ولم يسلم فؤاد سراج الدين من النيل منه وتعرض لعدة اعتقالات بدأت فى وزارة نجيب الهلالى خلال مارس 1952، وأفرج عنه فى 4 يوليو من العام ذاته واعتقل فى 5 سبتمبر 1952، وأفرج عنه فى ديسمبر 1952، واعتقل فى يناير 1953 لمدة ثمانية شهور بالسجن الحربى وفى يناير 1954 تعرض للمحاكمة أمام ضباط يوليو وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، وأفرج عنه أوائل 1956، واعتقل فى أكتوبر 1961 لمدة 5 شهور فى سجن القناطر، وفى نوفمبر 1965 لمدة أسبوع بالسجن الحربى وفى يونيو 1967 لمدة 24 ساعة بقسم شرطة مصر القديمة، واعتقل فى أحداث سبتمبر 1981 فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.رحم الله الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الذين الذى يعد رمزًا للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والذى وصفته الموسوعات البريطانية بأنه والزعيم الهندى «غاندى» من الرموز السياسية البارعة التى يندر وجودها على الأرض، فعلًا هذا الزعيم لم يكن شخصية عادية، وإنما شعلة سياسية لا تضاهيها شخصية أخرى فى عالم السياسة.. رحم الله هذا الفقيد ونحن نحتفل بذكراه ودراسة مواقفه الوطنية العظيمة تجاه الأرض المصرية، وانتمائه الوطنى الذى لا مثيل له. خاض سعد ورفاقه معارك نضالية واسعة، وأشعلوا أهم ثورة شهدها التاريخ، هى ثورة 1919، تلك الثورة التى غيرت مجرى التاريخ المصرى والعربى، وكانت البداية الحقيقية لطرد المستعمر البريطانى، وعندما نتحدث عن الزعيم سعد زغلول الذى يمتلك تاريخا طويلا وممتدا، لا تكفى هذه السطور أن تسطر تاريخه أو تسرد بطولاته، فهو يحتاج إلى كتيبات ومؤلفات كبيرة حتى نستطيع إعطاءه حقه، وكذلك لا يقل عنه بطولة الزعيم مصطفى النحاس أو ما يطلق عليه نبى الوطنية الذى استكمل مسيرة سعد، وأعلن عن الكفاح المسلح ضد بريطانيا العظمى لطرد المستعمر الغاشم بعد إلغائه معاهدة 1936 التى وقعها من قبل، وهو القائل «من أجل مصر تم توقيع الاتفاقية ومن أجل مصر أيضًا تم إلغاء الاتفاقية». والتاريخ يدون لنا أنه بعد وفاة سعد عام 1927، وكان الوفد فى حاجة شديدة لزعيم جديد يخلف الزعيم الراحل سعد، ورغم محاولة الإنجليز بكل قوتهم منع «النحاس» من تولى مسئولية الوفد، وقيام المقربين من الاحتلال بالترويج لأفكار واقتراحات متنوعة، كلها تخدم فكرة استبعاد النحاس، ومن بين الاقتراحات التى تم تقديمها تعيين فتح الله باشا بركات رئيسًا للوفد، وهو ما تم رفضه، وأيضًا اقتراح آخر بتشكيل لجنة تنفيذية لقيادة الوفد وعدم انتخاب رئيس له، خوفًا من تولى النحاس زعامة الوفد ليقوده فى طريق الحرب على الإنجليز، لأنه كان متشددًا لدرجة عالية فى العداء للاحتلال ومقاومة نفوذ «السرايا»، وكان الإنجليز يعرفون ذلك جيدًا، ويتولى النحاس زعامة الوفد رغم أنف الجميع، والمعروف أن «النحاس» كان فى أوروبا عند وفاة الزعيم سعد، فعاد مسرعًا ووقف أمام قبره فى حشد من قادة الوفد ليقسم أمام الجميع، وهو يبكى على المضى فى الجهاد قائلًا: «إن روح سعد ستظل مشرقة علينا ترقب جهادنا وتغذى نفوسنا حتى ننال الاستقلال التام»، وبذكاء شديد تمكن النحاس من تحويل حالة الحزن على سعد إلى واجب محدد هو الجهاد لنيل استقلال البلاد التام.والنحاس له تاريخ وباع طويل فى الوطنية، وهو أيضًا من مهد لثورة 1952، بالمواجهة الغاشمة مع قوات الاحتلال البريطانى فى معركة الإسماعيلية، والتى اتخذت عيدًا للشرطة فيما بعد وحتى الآن، وتاريخ فؤاد سراج الدين حافل بالمواقف الوطنية، نذكر على سبيل المثال أيضًا منها وليس الحصر أنه أوجع الإنجليز عندما كان وزيرًا للزراعة عندما منع احتكارهم للقطن المصرى، وباعه لصالح حساب الخزانة المصرية.. والباشا سراج الدين هو من أعاد الوفد من جديد للحياة السياسية عام 1978، ونجح فى إصدار صحيفة «الوفد» عام 1984، لتكون تعبيرًا للدولة الوطنية والمواطن المصرى، والتى خاضت بدورها ولا تزال معارك شرسة من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. وتمر السنوات وتأتى ثورة «30 يونية» لتعيد للزعماء حقوقهم وترصد مواقفهم الوطنية من أجل مصر.. «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».. ويحمل راية الوفد من بعد الزعماء الثلاثة رؤساء ساروا على الدرب، وتمسكوا بثوابت الحزب العريق، دافعهم الوطنى الأساسى هو الانتصار للوطن والمواطن، وإنه جزء كبير وممتد من تاريخ الحركة الوطنية فى مصر والوطن العربي، ولذلك يأتى احتفال الوفد بزعمائه الثلاثة الكبار بمثابة احتفال للمصريين جميعًا وليس للوفديين فقط.كانت مذكرات البطل الزعيم سعد زغلول، التى تعد أهم مذكرات للسياسيين والزعماء فى العالم، وتؤكد أن «زغلول» وطني من طراز رفيع، وكان يتمتع بمسئولية أدبية وشجاعة منقطعة النظير، لدرجة أنه ترك هذه المذكرات دون تنقيح، أو مراجعة، أو تعديل، أو تبديل رغم ما كان بها من جوانب شخصية بحتة.وتضمنت كتاباته التى كتبت فى شكل يوميات وليست فى شكل مذكرات، وهذا يعنى أنها كتبت فى الوقت الذى كانت ذاكرة سعد زغلول لا تزال تحفل بكل التفاصيل الدقيقة والكبيرة، وبذلك تميزت بمصداقية لم تتميز بها مذكرات أخرى.تميزت مذكرات سعد زغلول، التى صدرت فى القرن العشرين، أنها كتبت لصاحبها ولم تكتب للجمهور، وبالتالى فهى تتميز بنبرة الصدق والأمانة، لأن أحدًا لا يكذب على نفسه، كما تنعدم منها الصفة الدفاعية عن النفس، وليس كما يحدث عادة فى نوع المذكرات التى تكتب لأغراض خارجية، بل إن سعد زغلول فى هذه المذكرات ينقد نفسه نقدًا لاذعًا، ويدين نفسه فى بعض المسائل الخاصة. ويسلم نفسه غنيمة سهلة لمن يريد أن يهاجمه بعد مماته.وكتب سعد ضمن مذاكراته ما يعبر عن حزنه لموت صديقه قاسم أمين، فكتب رثاءه ببلاغة على نحو يتطلب من المحقق كل تضحية ليقرأها كاملة،وكانت هذه المذكرات لا تلقى الضوء فقط على الأحداث السياسية التى رآها وشارك فيها سعد زغلول، وإنما تكشف أيضًا عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التى كانت سائدة فى عصر سعد زغلول.وشغل سعد زغلول العديد من المناصب، وعلى رأسها الوزارة، وبالتالى فإنه كان فى الموقع الذى يستطيع أن يكشف فيه أسرار العلاقات بين سلطات الاحتلال والقوى الوطنية.لم يكن سعد زغلول مجرد سياسى مصرى، وإنما كان وطنيًا من الطراز الأول، ومن هنا فإن رؤيته للاحتلال البريطانى هى رؤية صادقة ومطلوبة.ولقد كان سعد زغلول على مستوى المسئولية الأدبية والشجاعة الفذة، حين ترك هذه المذكرات لبنى وطنه، دون أن يجرى فيها أى تغيير أو تعديل أو تبديل، على الرغم مما احتوته من جوانب شخصية بحتة كان فى وسعه تمزيقها بسهولة، وإبقاء الجوانب العامة، خصوصًا أن كثيرًا مما ورد فى هذه الجوانب الشخصية قد يؤثر على صورته العامة فى نظر البعض كزعيم أمة وقائد ثورة، إنه يعبر عن مراحل الضعف الإنسانى الذى يحرص كثير من الزعماء على إخفائه، للحفاظ على صورة البطولة الوضاءة وحدها تخطف أبصار الجماهير.ولكن سعد زغلول ترك هذه الجوانب الشخصية من المذكرات كما هى، فأتاح لنا استكمال صورة شخصيته العامة لكى تعرف الجماهير أن البطولة ليست بطولة إلهية، وإنما هى بطولة إنسانية، وأن البطل هو بشر يخطئ ويصيب ويتعثر ويقوم، ويضعف ويقوى، وأنه لا إنسان معصوما من الخطأ، وإنما عليه أن يبادر بإصلاح هذا الخطأ، مهما كلفه ذلك من جهد وثمن.ولعل سعد زغلول، وهو يترك شخصيته للأجيال فى صورتها الإنسانية، كان يدرك أنه يتيح لذوى النفوس الضعيفة، والأفكار المريضة أسلحة يسعون بها لطعنه إذا شاءوا، ولكن إيمانه يغلبه الحق على الباطل، ويغلبه الفكر الصحيح على الفكر السقيم، دعاه إلى إبقاء كل ما كتبه على حاله.لم يكتب سعد زغلول مذكراته فجأة، وإنما سبقتها تجارب تشير إلى استعداده الشخصى لتسجيل مذكراته، وقد بدأت هذه المحاولات فى «18 أكتوبر 1897» ولم تكن مذكرات بالمعنى المتعارف عليه، وإنما كانت ملخصات لقضايا عرضت أثناء ما كان قاضيًا بجلسات من 18 أكتوبر 1897 إلى 13 ديسمبر من العام نفسه، وبالتالى فهى لا صلة لها بالأحداث السياسية، ولا بحياة سعد زغلول الشخصية أو العامة، وأهميتها تتمثل فيما يلقيه علماء الاجتماع من ضوء على المجتمع المصرى فى تلك الفترة، والذى لم يكن بالنقاء الذى يصوره بعض من يتحدثون عن الانحلال الخلقى فى مجتمعنا المعاصر، بل كان ككل المجتمعات على مر العصور يحفل بالسلبيات الخلقية جنبًا إلى جنب الإيجابيات البناءة.وننتقل بعد ذلك إلى مصطفى محمد سالم النحاس باشا الذى ولد فى (15 يونيو 1879 وتوفى فى 23 أغسطس 1965) وهو شخصية سياسية مصرية. تولى منصب رئيس وزراء مصر سبع مرات فى 1928، 1930، 1936-1937، ومن 1942-1944، أخيرًا بين 1950-1952. ساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيمًا له من 1927 إلى 1952، عندما تم حل الحزب. ساهم كذلك فى تأسيس جامعة الدول العربية، وكان رئيسًا للوزراء لبضعة أشهر فى 1928 بعد الاصطدام مع الملك فؤاد بسبب رغبته فى الحد من سلطات الملك.ولد (مصطفى النحاس باشا) سنة 1876 فى بلدة سمنود الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج فى مدرسة الحقوق، عين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائى فترة طويلة. شُغل بالحركة الوطنية، فكان وهو قاض يزور منطقة قناة السويس ليرى ما إذا كان الأتراك قد عبروا القناة فى الحرب العالمية الأولى. وانضم إلى ثورة عام 1919، وفى السنة التالية أصبح أهم مساعدى سعد زغلول وينظم الطلبة الوفديين. وحاول الوفد إدخاله وزيرًا فى الوزارة الائتلافية فى يونيو عام 1926 ولكن المندوب السامى اعترض فانتخب نائبًا لرئيس مجلس النواب. وأصبح رئيسًا لحزب الوفد فى سبتمبر عام 27 بعد وفاة سعد زغلول. ضد منافسه على الرئاسة فتح الله بركات.واضطر إلى تأجيل بحث مشروع القانون من مجلس النواب عبد أن وجه إليه الإنجليز إنذارًا.أقاله الملك فؤاد لأول مرة فى يوينو عام 38. فالوزراة كانت ائتلافية من حزبى الوفد والأحرار الدستوريين فاستقال أربعة وزراء من الأحرار ورأى الملك فؤاد أن الائتلاف تصدع لذلك. وكانت هذه أول مرة يقال فيها النحاس. وتولى رئاسة الوزراة عام 30 بعد استقالة عدلى يكن من مارس إلى اميو. واستقال النحاس بعد هذه الشهور، لأنه فشل فى مفاوضاته مع الإنجليز لتحقيق الجلاء.. أصبح فى نهاية عام 1935 رئيسًا لجبهة موحدة من كل الأحزاب السياسية. ثم ترأس للوفد المصرى الذى وقع معاهدة 1936 مع بريطانيا فى 26 أغسطس عام 1936. وصدق البرلمان المصرى بأغلبية كبيرة على المعاهدة فى نوفمبر. أثناء اشتعال ثورة 1936-1939 فى فلسطين، قام النحاس بزيارة مستشفى هداسا التابع للجامعة العبرية بالقدس لعلاج عينيه، وامتنانًا منه بالعلاج فقد قام بالتبرع للمستشفى وطفق يذكر ريادتها الأكاديمية فى العديد من المناسبات. ثم أيد النحاس إنشاء اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأمور فى فلسطين.كما كان مسئولًا عن المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936، إلا أنه لاحقًا ألغاها. الأمر الذى أشعل اضطرابات مضادة للإنجليز، مما أدى إلى حل وزارته فى يناير 1952.