مولانا الزعيم فى سيدنا الحسين!
تاريخ النشر: 26th, September 2023 GMT
لا يصيبنى الملل أبدًا عند الحديث عن الزعيم مصطفى النحاس. سيرة النحاس، تستحق التوثيق الدائم. فهو الزعيم الطاهر الشريف عفيف اليد واللسان والتاريخ!
نعم.. هو الشريف الذى أخذه والده طفلا إلى ضريح الإمام الحسين وقال له «يا بن بنت الرسول هذا ابنى مصطفى فى مَعيتك وقد وهبته لخدمتك»! وهذا هو سر ارتباط النحاس بالمسجد الحسينى وحرصه على الصلاة فيه كل أسبوع.
علاقة النحاس بمسجد الحسين استمرت وازداد تعلقه به بعد يوليو 1952 عندما تم تحديد حركة الزعيم مصطفى النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعيًا بناءً على طلبه.. وكان مريدوه يذهبون إلى هناك يوم الجمعة لمقابلته والاطمئنان عليه، وكان سعد عبدالنور نجل القيادى الوفدى البارز فخرى عبدالنور لا يرى النحاس إلا كل يوم جمعة فى مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفى إحدى المرات قال سعد عبدالنور للنحاس: يا باشا أنا مسيحى.. مش معقول كل ما أحب أشوفك لازم تجبرنى أدخل جامع الحسين! فرد عليه النحاس مازحًا: جرى إيه يا سعد إنت ما تعرفش إن مولانا الحسين كان وفدى!
هذه الحكاية الحقيقية هى مفتاح شخصية مصطفى النحاس باشا الذى قضى عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد، الحزب العريق الذى عشقه مثل روحه مستعينًا بالله.. متمسكًا بثوابته التى لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهارًا من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهرًا ضد الاحتلال ويزورون، ليلًا، أولياء الله الصالحين تبركًا بهم فى مواجهة ظُلم الاحتلال، ويمسكون بأيدى إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقى تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذى كانت حياته مثل وفاته.
قال الصحفى والإعلامى إبراهيم عيسى: «مصطفى النحاس رجل عظيم ومظلوم ولا يوجد أعظم منه فى تاريخ مصر..حزب الوفد كان حينها حزب الأغلبية وجاء بالديمقراطية والانتخاب رغم وجود بعض المظالم ووجود ملك يحتكر السلطات واحتلال إنجليزي».
نعم.. مصطفى النحاس، هو الزعيم الذى تعرض، ومازال، للظلم، فهو الزعيم الوطنى، المناضل، الذى تعرض لأكبر عملية محو تاريخى لإنجازاته السياسية، وهو الزعيم الطاهر الشريف الذى لم يحصل على تكريم من وطنه سوى إطلاق اسمه على شارع شاءت الظروف أن يكون شارعًا مهمًا فى أحد أحياء القاهرة!
دعونا نتكلم عن سيرة مصطفى النحاس، حتى تعرفه الأجيال الجديدة، التى تبحث عن مثل مضىء فى طريق العمل السياسى، وتبحث عن أمل فى قلب عتمة النهار، ولن نجد أفضل من مصطفى النحاس نموذجًا، وهو الرجل الذى أطلق عليه سعد زغلول لقب «سيد الناس» الذى أصبح لقبه فيما بعد.. «الزعيم المظلوم»!
«النحاس» تعرض لانتقادات شديدة بسبب قبوله تشكيل الحكومة الخامسة له، والتى استمرت أربعة أشهر، تقريبًا، من 4 فبراير 1942 وحتى 26 مايو من نفس العام، وقد تعرض للهجوم لأن الانجليز فرضوها على الملك «فاروق».. فقد كانوا يريدون حكومة يرضى عنها الشعب خوفًا من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن «النحاس» قال فى خطاب الحكومة موجهًا حديثه للملك: «لقد ألححتم علىّ المرة تلو المرة ثم ألححتم علىّ المرة تلو المرة كى أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها» لينفى الرجل بذكاء شديد الاتهام الذى وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول على منصب رئيس الوزراء!!
ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلى صفوف الجماهير، مناضلًا ومكافحًا من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتى إن خصومه حاكموه فى البرلمان وأصدروا ضده كتابًا أسود واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسومًا جمركية مقررة على بالطو «فرير» حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فسادًا!
ظل النحاس مقيد الحركة حتى توفى يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوى معاش لا يكفى تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيرًا ومات فقيرًا.. ولكنه بلا شك رحل زعيمًا فماتت الزعامة من بعده.
النحاس، كما قلت لكم هو أيقونة الوفد، ودليل الوفديين للمبادئ التى لا تموت، وزعيمهم الملهم، وقائدهم عند الشدائد، ونحن جميعًا سائرون على دربه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نور مسجد الحسين مصطفى النحاس هو الزعیم
إقرأ أيضاً:
مصر.. رامي إمام يكشف شرط عودة “الزعيم” إلى الساحة الفنية
مصر – كشف المخرج المصري مفاجأة بشأن والده الزعيم عادل إمام، حيث نفى ما تردد عن اعتزاله الفن.
وأوضح أن سبب ابتعاده عن الساحة الفنية السنوات الأخيرة أنه لم يعد يجد شخصية جديدة يستطيع تقديمها لجمهوره.
وقال رامي إمام إن قرار والده ليس الاعتزال، لكن من وجهة نظر الزعيم أنه قدم جميع الشخصيات وأدى أغلب الأدوار سينمائيا ومسرحيا وتلفزيونيا، ولكن ثمة شرط وحيد لعودته للظهور مجددا على الشاشة، وهو تقديم عمل جديد لم يسبق أن قدمه في السابق، بحسب تصريحات صحافية لرامي.
ولفت رامي إلى أنه في حال وجود قصة جميلة وشخصية لم يسبق للزعيم الظهور من خلالها، فهو يرحب بالعودة، فوراً ومن دون أي تحفظ.
وأكد رامي أن الزعيم يتمتع بصحة جيدة ويستمتع بقضاء وقته مع أسرته وأحفاده.
واختتم رامي إمام حديثه قائلاً: “أكيد في طموح وفيه فكر لكن لو مجتش حاجة مناسبة في التوقيت ده اللي أنا عايزه.. ليه أعملها.. مش مجرد الظهور وخلاص ده عادل إمام”.
المصدر: ڤيتو