الزعماء جسدوا مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية
تحل فى شهر أغسطس من كل عام ذكرى رحيل زعماء مؤسسى الحزب الثلاثة سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين. وكأن القدر أراد أن يسطر نهايات أساطير وعمالقة الوفد فى نفس الشهر مع اختلاف اليوم والسنة. هؤلاء الزعماء هم الذين وضعوا اللبنات الأولى فى تأسيس حزب الوفد منذ سنوات عدة والذى مر على تأسيسه أكثر من 100 عام.
فقد رحل سعد والنحاس فى 23 أغسطس وسراج الدين فى 9 أغسطس، فهل من الممكن أن يكون توافق موعد الرحيل صدفة عابرة، أم هى حكمة من عند الله، حتى يقترن اسم الوفد بهم أبد الدهر، ولقد اقترن الثلاثة الكبار بثوابت الوفد العريق التى تنتصر للدولة الوطنية وسيادة القانون والحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية.
تمكن الزعماء الثلاثة المناضلون الذين حولهم التف المصريون من الاستقلال الوطنى، وطرد المستعمر البريطانى.
تحل اليوم ذكرى رحيل الزعيم خالد الذكر فؤاد باشا سراج الدين، الذى أسس صحيفة «الوفد» عام 1984، والتى يشرفنى الانتساب إليها، ويعد فؤاد سراج الدين واحدًا من العظماء الذين أنجبتهم مصر، وإليه يعود الفضل فى عودة حزب الوفد للحياة السياسية، وآمن بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة للمواطن منذ نعومة أظافره منذ كان نائبًا فى البرلمان ووزيرًا فى حكومات الوفد المختلفة قبل يوليو 1952، ولم يكن هذا الرجل شخصية عادية ككل البشر، وإنما كان سياسيًا ورجل دولة من طراز فريد، ويعد من رجال المهام الصعبة.
حياة فؤاد سراج الدين كانت نموذجًا يحتذى به فى عالم السياسة، وتحتاج إلى أبحاث علمية واسعة لدراسة شخصية هذا الرجل السياسى، فمن هو إذن السياسى البارع؟ إنه أصغر النواب سنًا فى تاريخ الحياة النيابية المصرية وأصغر وزير مصرى، حيث تولى الوزارة ولم يتعد عمره الحادية والثلاثين.. وعمل محاميًا فى الفترة من عام 1931 حتى عام 1935، وانضم للهيئة الوفدية عام 1935، ونائبًا فى البرلمان عام 1936، وعضوًا بالوفد المصرى عام 1946 وسكرتيرًا عامًا لحزب الوفد عام 1941، ووزيرًا للزراعة فى 31 مارس 1942، ووزيرًا للشئون الاجتماعية ثم الداخلية عام 1942، وزعيمًا للمعارضة الوفدية فى مجلس الشيوخ عام 1946، ووزيرًا للمواصلات فى يوليو 1949، فى وزارة حسين سرى الائتلافية، التى مهدت لانتخابات عام 1950، ثم وزيرًا للداخلية فى يناير 1950 وأضيفت إليه وزارة المالية فى نوفمبر خلال نفس العام، وأعاد حزب الوفد للحياة السياسية عام 1978، وأصبح زعيمًا له حتى 9 أغسطس 2000، حيث وافته المنية.
موعد رحيل الثلاثة ليس صدفة عابرة ولكن حكمة لها مغزىفؤاد سراج الدين هو من أصدر قوانين العمال عام 1943 وقوانين النقابات العمالية وعقد العمل الفردى والضمان الاجتماعى وإنصاف الموظفين وتنظيم هيئات الشرطة، بل هو صاحب فكرة عيد الشرطة عندما رفض الإنذار البريطانى وطلب من رجاله فى الإسماعيلية التصدى لقوات الاحتلال وعدم تسليم مبنى المحافظة فى الإسماعيلية يوم 25 يناير 1952، وهو من أصدر قرار تأميم البنك الأهلى الإنجليزى وتحويله إلى البنك المركزى المصرى، كما أصدر قانون الكسب غير المشروع ونقل أرصدة الذهب من الولايات المتحدة إلى مصر، إضافة إلى تمويل مركز الفدائيين فى منطقة القناة بالمال والسلاح خلال الفترة من 1951، حتى 25 يناير 1952، وهو مقترح وصاحب فكرة مجانية التعليم، من خلال الوزير الوفدى آنذاك الدكتور طه حسين الذى قال إن التعليم كالماء والهواء ولا غنى عنه للمصريين.
فؤاد سراج الدين كان وراء قيام الوفد بإلغاء معاهدة 1936، وبدء حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال بعد الإعلان التاريخى للزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس الذى أعلن إلغاء المعاهدة، وقام سراج الدين بفرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية عندما كان وزيرًا للمالية، ومن إنجازات فؤاد سراج الدين عندما كان وزيرًا، دعمه الكامل لسياسة اللامركزية ونقل رسالة وزارة الزراعة وإرشاداتها ونصائحها إلى مقار إقامة الفلاحين بدلًا من مشقة حضورهم إلى القاهرة، وإصلاح الكادر الوظيفى بوزارة الزراعة خاصة الدرجات الصغرى بها، ومنع احتكار القطن المصرى لإنجلترا، حيث كان الاحتلال يحتكره من 1939 حتى 1942.
ولم يسلم فؤاد سراج الدين من النيل منه وتعرض لعدة اعتقالات بدأت فى وزارة نجيب الهلالى خلال مارس 1952، وأفرج عنه فى 4 يوليو من العام ذاته واعتقل فى 5 سبتمبر 1952، وأفرج عنه فى ديسمبر 1952، واعتقل فى يناير 1953 لمدة ثمانية شهور بالسجن الحربى وفى يناير 1954 تعرض للمحاكمة أمام ضباط يوليو وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا، وأفرج عنه أوائل 1956، واعتقل فى أكتوبر 1961 لمدة 5 شهور فى سجن القناطر، وفى نوفمبر 1965 لمدة أسبوع بالسجن الحربى وفى يونيو 1967 لمدة 24 ساعة بقسم شرطة مصر القديمة، واعتقل فى أحداث سبتمبر 1981 فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.
رحم الله الزعيم خالد الذكر فؤاد سراج الذين الذى يعد رمزًا للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والذى وصفته الموسوعات البريطانية بأنه والزعيم الهندى «غاندى» من الرموز السياسية البارعة التى يندر وجودها على الأرض، فعلًا هذا الزعيم لم يكن شخصية عادية، وإنما شعلة سياسية لا تضاهيها شخصية أخرى فى عالم السياسة.. رحم الله هذا الفقيد ونحن نحتفل بذكراه ودراسة مواقفه الوطنية العظيمة تجاه الأرض المصرية، وانتمائه الوطنى الذى لا مثيل له.
خاض سعد ورفاقه معارك نضالية واسعة، وأشعلوا أهم ثورة شهدها التاريخ، هى ثورة 1919، تلك الثورة التى غيرت مجرى التاريخ المصرى والعربى، وكانت البداية الحقيقية لطرد المستعمر البريطانى، وعندما نتحدث عن الزعيم سعد زغلول الذى يمتلك تاريخا طويلا وممتدا، لا تكفى هذه السطور أن تسطر تاريخه أو تسرد بطولاته، فهو يحتاج إلى كتيبات ومؤلفات كبيرة حتى نستطيع إعطاءه حقه، وكذلك لا يقل عنه بطولة الزعيم مصطفى النحاس أو ما يطلق عليه نبى الوطنية الذى استكمل مسيرة سعد، وأعلن عن الكفاح المسلح ضد بريطانيا العظمى لطرد المستعمر الغاشم بعد إلغائه معاهدة 1936 التى وقعها من قبل، وهو القائل «من أجل مصر تم توقيع الاتفاقية ومن أجل مصر أيضًا تم إلغاء الاتفاقية». والتاريخ يدون لنا أنه بعد وفاة سعد عام 1927، وكان الوفد فى حاجة شديدة لزعيم جديد يخلف الزعيم الراحل سعد، ورغم محاولة الإنجليز بكل قوتهم منع «النحاس» من تولى مسئولية الوفد، وقيام المقربين من الاحتلال بالترويج لأفكار واقتراحات متنوعة، كلها تخدم فكرة استبعاد النحاس، ومن بين الاقتراحات التى تم تقديمها تعيين فتح الله باشا بركات رئيسًا للوفد، وهو ما تم رفضه، وأيضًا اقتراح آخر بتشكيل لجنة تنفيذية لقيادة الوفد وعدم انتخاب رئيس له، خوفًا من تولى النحاس زعامة الوفد ليقوده فى طريق الحرب على الإنجليز، لأنه كان متشددًا لدرجة عالية فى العداء للاحتلال ومقاومة نفوذ «السرايا»، وكان الإنجليز يعرفون ذلك جيدًا، ويتولى النحاس زعامة الوفد رغم أنف الجميع، والمعروف أن «النحاس» كان فى أوروبا عند وفاة الزعيم سعد، فعاد مسرعًا ووقف أمام قبره فى حشد من قادة الوفد ليقسم أمام الجميع، وهو يبكى على المضى فى الجهاد قائلًا: «إن روح سعد ستظل مشرقة علينا ترقب جهادنا وتغذى نفوسنا حتى ننال الاستقلال التام»، وبذكاء شديد تمكن النحاس من تحويل حالة الحزن على سعد إلى واجب محدد هو الجهاد لنيل استقلال البلاد التام.
والنحاس له تاريخ وباع طويل فى الوطنية، وهو أيضًا من مهد لثورة 1952، بالمواجهة الغاشمة مع قوات الاحتلال البريطانى فى معركة الإسماعيلية، والتى اتخذت عيدًا للشرطة فيما بعد وحتى الآن، وتاريخ فؤاد سراج الدين حافل بالمواقف الوطنية، نذكر على سبيل المثال أيضًا منها وليس الحصر أنه أوجع الإنجليز عندما كان وزيرًا للزراعة عندما منع احتكارهم للقطن المصرى، وباعه لصالح حساب الخزانة المصرية.. والباشا سراج الدين هو من أعاد الوفد من جديد للحياة السياسية عام 1978، ونجح فى إصدار صحيفة «الوفد» عام 1984، لتكون تعبيرًا للدولة الوطنية والمواطن المصرى، والتى خاضت بدورها ولا تزال معارك شرسة من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وتمر السنوات وتأتى ثورة «30 يونية» لتعيد للزعماء حقوقهم وترصد مواقفهم الوطنية من أجل مصر.. «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض».. ويحمل راية الوفد من بعد الزعماء الثلاثة رؤساء ساروا على الدرب، وتمسكوا بثوابت الحزب العريق، دافعهم الوطنى الأساسى هو الانتصار للوطن والمواطن، وإنه جزء كبير وممتد من تاريخ الحركة الوطنية فى مصر والوطن العربي، ولذلك يأتى احتفال الوفد بزعمائه الثلاثة الكبار بمثابة احتفال للمصريين جميعًا وليس للوفديين فقط.
كانت مذكرات البطل الزعيم سعد زغلول، التى تعد أهم مذكرات للسياسيين والزعماء فى العالم، وتؤكد أن «زغلول» وطني من طراز رفيع، وكان يتمتع بمسئولية أدبية وشجاعة منقطعة النظير، لدرجة أنه ترك هذه المذكرات دون تنقيح، أو مراجعة، أو تعديل، أو تبديل رغم ما كان بها من جوانب شخصية بحتة.
وتضمنت كتاباته التى كتبت فى شكل يوميات وليست فى شكل مذكرات، وهذا يعنى أنها كتبت فى الوقت الذى كانت ذاكرة سعد زغلول لا تزال تحفل بكل التفاصيل الدقيقة والكبيرة، وبذلك تميزت بمصداقية لم تتميز بها مذكرات أخرى.
تميزت مذكرات سعد زغلول، التى صدرت فى القرن العشرين، أنها كتبت لصاحبها ولم تكتب للجمهور، وبالتالى فهى تتميز بنبرة الصدق والأمانة، لأن أحدًا لا يكذب على نفسه، كما تنعدم منها الصفة الدفاعية عن النفس، وليس كما يحدث عادة فى نوع المذكرات التى تكتب لأغراض خارجية، بل إن سعد زغلول فى هذه المذكرات ينقد نفسه نقدًا لاذعًا، ويدين نفسه فى بعض المسائل الخاصة. ويسلم نفسه غنيمة سهلة لمن يريد أن يهاجمه بعد مماته.
وكتب سعد ضمن مذاكراته ما يعبر عن حزنه لموت صديقه قاسم أمين، فكتب رثاءه ببلاغة على نحو يتطلب من المحقق كل تضحية ليقرأها كاملة،
وكانت هذه المذكرات لا تلقى الضوء فقط على الأحداث السياسية التى رآها وشارك فيها سعد زغلول، وإنما تكشف أيضًا عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التى كانت سائدة فى عصر سعد زغلول.
وشغل سعد زغلول العديد من المناصب، وعلى رأسها الوزارة، وبالتالى فإنه كان فى الموقع الذى يستطيع أن يكشف فيه أسرار العلاقات بين سلطات الاحتلال والقوى الوطنية.
لم يكن سعد زغلول مجرد سياسى مصرى، وإنما كان وطنيًا من الطراز الأول، ومن هنا فإن رؤيته للاحتلال البريطانى هى رؤية صادقة ومطلوبة.
ولقد كان سعد زغلول على مستوى المسئولية الأدبية والشجاعة الفذة، حين ترك هذه المذكرات لبنى وطنه، دون أن يجرى فيها أى تغيير أو تعديل أو تبديل، على الرغم مما احتوته من جوانب شخصية بحتة كان فى وسعه تمزيقها بسهولة، وإبقاء الجوانب العامة، خصوصًا أن كثيرًا مما ورد فى هذه الجوانب الشخصية قد يؤثر على صورته العامة فى نظر البعض كزعيم أمة وقائد ثورة، إنه يعبر عن مراحل الضعف الإنسانى الذى يحرص كثير من الزعماء على إخفائه، للحفاظ على صورة البطولة الوضاءة وحدها تخطف أبصار الجماهير.
ولكن سعد زغلول ترك هذه الجوانب الشخصية من المذكرات كما هى، فأتاح لنا استكمال صورة شخصيته العامة لكى تعرف الجماهير أن البطولة ليست بطولة إلهية، وإنما هى بطولة إنسانية، وأن البطل هو بشر يخطئ ويصيب ويتعثر ويقوم، ويضعف ويقوى، وأنه لا إنسان معصوما من الخطأ، وإنما عليه أن يبادر بإصلاح هذا الخطأ، مهما كلفه ذلك من جهد وثمن.
ولعل سعد زغلول، وهو يترك شخصيته للأجيال فى صورتها الإنسانية، كان يدرك أنه يتيح لذوى النفوس الضعيفة، والأفكار المريضة أسلحة يسعون بها لطعنه إذا شاءوا، ولكن إيمانه يغلبه الحق على الباطل، ويغلبه الفكر الصحيح على الفكر السقيم، دعاه إلى إبقاء كل ما كتبه على حاله.
لم يكتب سعد زغلول مذكراته فجأة، وإنما سبقتها تجارب تشير إلى استعداده الشخصى لتسجيل مذكراته، وقد بدأت هذه المحاولات فى «18 أكتوبر 1897» ولم تكن مذكرات بالمعنى المتعارف عليه، وإنما كانت ملخصات لقضايا عرضت أثناء ما كان قاضيًا بجلسات من 18 أكتوبر 1897 إلى 13 ديسمبر من العام نفسه، وبالتالى فهى لا صلة لها بالأحداث السياسية، ولا بحياة سعد زغلول الشخصية أو العامة، وأهميتها تتمثل فيما يلقيه علماء الاجتماع من ضوء على المجتمع المصرى فى تلك الفترة، والذى لم يكن بالنقاء الذى يصوره بعض من يتحدثون عن الانحلال الخلقى فى مجتمعنا المعاصر، بل كان ككل المجتمعات على مر العصور يحفل بالسلبيات الخلقية جنبًا إلى جنب الإيجابيات البناءة.
وننتقل بعد ذلك إلى مصطفى محمد سالم النحاس باشا الذى ولد فى (15 يونيو 1879 وتوفى فى 23 أغسطس 1965) وهو شخصية سياسية مصرية. تولى منصب رئيس وزراء مصر سبع مرات فى 1928، 1930، 1936-1937، ومن 1942-1944، أخيرًا بين 1950-1952. ساعد على تأسيس حزب الوفد وعمل زعيمًا له من 1927 إلى 1952، عندما تم حل الحزب. ساهم كذلك فى تأسيس جامعة الدول العربية، وكان رئيسًا للوزراء لبضعة أشهر فى 1928 بعد الاصطدام مع الملك فؤاد بسبب رغبته فى الحد من سلطات الملك.
ولد (مصطفى النحاس باشا) سنة 1876 فى بلدة سمنود الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج فى مدرسة الحقوق، عين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائى فترة طويلة. شُغل بالحركة الوطنية، فكان وهو قاض يزور منطقة قناة السويس ليرى ما إذا كان الأتراك قد عبروا القناة فى الحرب العالمية الأولى. وانضم إلى ثورة عام 1919، وفى السنة التالية أصبح أهم مساعدى سعد زغلول وينظم الطلبة الوفديين. وحاول الوفد إدخاله وزيرًا فى الوزارة الائتلافية فى يونيو عام 1926 ولكن المندوب السامى اعترض فانتخب نائبًا لرئيس مجلس النواب. وأصبح رئيسًا لحزب الوفد فى سبتمبر عام 27 بعد وفاة سعد زغلول. ضد منافسه على الرئاسة فتح الله بركات.واضطر إلى تأجيل بحث مشروع القانون من مجلس النواب عبد أن وجه إليه الإنجليز إنذارًا.
أقاله الملك فؤاد لأول مرة فى يوينو عام 38. فالوزراة كانت ائتلافية من حزبى الوفد والأحرار الدستوريين فاستقال أربعة وزراء من الأحرار ورأى الملك فؤاد أن الائتلاف تصدع لذلك. وكانت هذه أول مرة يقال فيها النحاس. وتولى رئاسة الوزراة عام 30 بعد استقالة عدلى يكن من مارس إلى اميو. واستقال النحاس بعد هذه الشهور، لأنه فشل فى مفاوضاته مع الإنجليز لتحقيق الجلاء.. أصبح فى نهاية عام 1935 رئيسًا لجبهة موحدة من كل الأحزاب السياسية. ثم ترأس للوفد المصرى الذى وقع معاهدة 1936 مع بريطانيا فى 26 أغسطس عام 1936. وصدق البرلمان المصرى بأغلبية كبيرة على المعاهدة فى نوفمبر. أثناء اشتعال ثورة 1936-1939 فى فلسطين، قام النحاس بزيارة مستشفى هداسا التابع للجامعة العبرية بالقدس لعلاج عينيه، وامتنانًا منه بالعلاج فقد قام بالتبرع للمستشفى وطفق يذكر ريادتها الأكاديمية فى العديد من المناسبات. ثم أيد النحاس إنشاء اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأمور فى فلسطين.
كما كان مسئولًا عن المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936، إلا أنه لاحقًا ألغاها. الأمر الذى أشعل اضطرابات مضادة للإنجليز، مما أدى إلى حل وزارته فى يناير 1952.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زعماء الوفد الزعماء العدالة الاجتماعية الوحدة الوطنية فؤاد سراج الدين ووزیر ا رئیس ا وزیر ا
إقرأ أيضاً:
رفع الحصانة البرلمانية عن عضو بمجلس الأمة
صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، قرار يقضي برفع الحصانة البرلمانية عن عضو بمجلس الأمة.
وجاء هذا القرار بعد مراسلات تلقتها المحكمة الدستورية بغية رفع الحصانة إثر ارتكابه جنحاً تستلزم المتابعة القضائية.
وفي هذا الصدد، قد قام قام بها الوزير الأول بمراسلة المحكمة الدستورية قصد رفع الحصانة البرلمانية عن عضو مجلس الأمة (ب. ش. ع. و).
كما قام وزير العدل باخطار رئيس مجلس الأمة، أن عضو مجلس الأمة (ب. ش. ع. و)، محل متابعة قضائية، على مستوى مجلس قضاء ميلة، ملتمسا منه دعوة العضو المذكور للتنازل عن حصانته، عملا بأحكام المادة 130 من الدستور.
وأوضح المصدر ذاته، أن عضو مجلس الأمة (ب. ش. ع. و) متابع بجنح تغيير الطابع الفلاحي لأرض مصنفة فلاحية أو ذات وجهة فلاحية، وكذا جنحتي إنشاء تجزئة سكنية دون رخصة، والبناء دون رخصة، وممارسة نشاط تجاري دون التسجيل في السجل التجاري. اضافة إلى التحريض على الاعتراض بالعنف على أعمال أمرت أورخصت بها السلطة العمومية.
وذكرت المحكمة الدستورية، أن الأفعال المنسوبة لعضو مجلس الأمة ليس لها ارتباط بمهامه البرلمانية، وتحمل وصفا جزائيا طبقا للمواد المذكورة أعلاه، مما يتعين التصريح برفع الحصانة عنه.
لهذه الأسباب، قررت المحكمة الدستورية من حيث الشكل قبول الإخطار.
أما من حيث الموضوع، فقد تقرر رفع الحصانة البرلمانية عن عضو مجلس الأمة (بش. ع. و).
كما يبلغ هذا القرار إلى الوزير الأول، وإلى رئيس مجلس الأمة، وإلى وزير العدل، حافظ الأختام.