بوابة الوفد:
2025-01-24@01:54:19 GMT

فى ذكرى سعد والنحاس دروس لا تنسى

تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT

تفصلنا أيام قليلة عن ذكرى رحيل قطبى الوفد الخالدين سعد زغلول، ومصطفى النحاس، واللذين قادا مدرسة الوطنية المصرية وساهما فى تأسيس دعائمها منذ ثورة 1919 وحتى قيام حركة يوليو سنة 1952. 

لقد شاء القدر أن يرحل الزعيمان معا فى اليوم نفسه، الثالث والعشرين من أغسطس، ليفارق سعد أمته سنة 1927، ويلحق به مصطفى النحاس سنة 1965، تاركين لنا ميراثًا من القيم والثوابت الوطنية المعلمة والمؤثرة  لأجيال وأجيال.

ولا شك أن أعظم احتفاء بذكرى الزعيمين الجليلين يتمثل فى استذكار واستعادة دروسهما الخالدة فى الوطنية والديمقراطية والعدالة والممارسة السياسية النزيهة لنُجدد معا كيان الوفد الذى تجاوز عمره مائة عام، أداء وعملا ونموذجا ديمقراطيا.

لقد كانت أبرز خصائص الزعيمين وهما يخوضان صراعًا شرسًا ضد الاحتلال الأجنبى، والسلطة المستبدة التزامهما بأخلاق وخصال حميدة، أولها الصدق الإنسانى، والوضوح فى المواقف، والأمانة فى العهود، واحترام الرأى الآخر، والبعد عن الرذائل.

وضع الزعيمان الجليلان آمال أمتهما فوق كل اعتبار، فخاطرا بحياتهما، وتعرضا لمحاولات اغتيال، وتشوية، ومحاكمات، ومؤامرات، وجابها قوى الشر بصلابة وعزيمة، وغرسا قيمًا عظيمة فى مجال العمل السياسى لأجيال تأتى من بعدهما.

وربما كانت من أعظم القيم التى غرسها سعد والنحاس فى نفوس المصريين هى ضرورة وحدة الصف والتماسك الوطنى، واستيعاب التعددية الفكرية سعيا للتكاتف نحو الآمال العريضة للأمة المصرية، التى تتوق للاستقلال، والحالمة بالدولة المدنية الديمقراطية. ومَن يقرأ سيرة الزعيمين يتعلم ويتعلم أصول السياسة النزيهة وثوابت الممارسة الحقة للعمل العام، وللقيادة الراشدة.

لقد كان الزعيم سعد زغلول رجلا حريصا على الأخلاق العامة، يرفض المراوغة والالتواء ويجاهر بما يؤمن أنه حق، ويخوض معاركه بشرف وصلابة وكرامة إنسانية. ويذكر مَن عايشوه أنه كان عفيف اللسان، ورعًا، نقيًّا، وكان مهتمًا بالتفاصيل، مدققًا فى كل شيء، حريصًا على الأداء المثالى، والإتقان التام لما يوكل إليه من الناس. وهو قريب من الله فعلا لا تمثيلا ولا ادعاء، ومن يقرأ مذكراته يدرك جيدا كيف كان يحاسب نفسه كل حين حسابًا عسيرًا، وقاسيًا.

أما مصطفى النحاس فكان بتعبير خصومه أشبه بولى من أولياء الله الصالحين، لم يمسك له أعداؤه زلة، ولم تعرف عنه نقيصة. وكان زاهدًا فى كل شيء، ساعيًا نحو تحقيق مكاسب ملموسة لأمته ووطنه، يؤمن بالفقراء إلى أبعد مدى، ويسعى لمساندتهم، ويتقبل برحابة صدر  كافة الآراء المخالفة له ويناقشها دون ازدراء.

وربما كان أبرز ما تميز به النحاس باشا، هو التزامه التام بالدستور ومبدأ سيادة القانون، واحترامه لعهوده والتزاماته، ولم يكن الرجل يجد حرجًا أن يستمع لنقد معارضيه وهو رئيس للحكومة رغم أنها وصلت فى بعض الأحيان لنوع من التجاوز، ثم يقف بهدوء ويرد بجرأة وشفافية على كل اتهام أو رأى مخالف.

إن أعظم احتفال بالزعيمين هو أن نستعيد سيرتهما العطرة ونستذكر دروسهما البليغة فى العمل العام والسياسة والقيادة، ونسير على دربهما، مؤمنين أن الوطن فى حاجة لرجال مخلصين مؤمنين بالديمقراطية والعدالة.

وسلام على الأمة المصرية.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سعد زغلول مصطفى النحاس الوطنية المصرية

إقرأ أيضاً:

عضو قيم الشيوخ: مصر لا تنسى شهداءها.. والتكاتف قائم لمواجهة التحديات

هنأ النائب أحمد محسن، عضو لجنة القيم بمجلس الشيوخ، الرئيس السيسي والشعب المصري ووزارة الداخلية، بمناسبة عيد الشرطة الـ 73، مشيدا بتضحيات رجال الشرطة المصرية في كل العصور.

ونوه محسن، في تصريح صحفي له اليوم، إلى أن هذا اليوم يعكس اعتزاز الوطن بتضحيات رجال الشرطة الذين يمثلون نموذجًا فريدًا في الشجاعة والوطنية، دفاعًا عن أمن واستقرار البلاد، موضحا أن أمن مصر واستقرارها هو السبب لما تعيشه اليوم من رخاء وعزة تحت قيادة الرئيس السيسي.

ولفت عضو لجنة القيم، إلى ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته، خلال الاحتفال أن الدولة المصرية لن تنسى تضحيات الشهداء، وأنها ستظل تقدم الدعم الكامل لأسرهم، وأن ما تعيشه مصر اليوم من أمن واستقرار هو نتاج تضحيات رجال الشرطة والجيش الذين بذلوا أرواحهم فداءً للوطن، قائلا: كلمة الرئيس جاءت جامعة ومؤكدة على تضحيات رجال الجيش والشرطة.

ودعا احمد محسن، جموع الشعب المصري إلى الحفاظ على الوحدة والتماسك في مواجهة التحديات، مؤكدًا أهمية عدم التفريط في مكتسبات الوطن، مشيرا إلى الفخر بما قدمه رجال الشرطة من تضحيات للحفاظ على الوطن وعدم سقوطه في الفوضى في الاحداث التي مرت عام 2011 وبعدها.

ونوه عضو مجلس الشيوخ بذكرى عيد الشرطة، التي تأتي لتخليد معركة الإسماعيلية التي وقعت عام 1952، حينما واجه رجال الشرطة المصرية قوات الاحتلال البريطاني ببسالة على الرغم من قلة الإمكانيات، فأصبحت هذه المعركة رمزًا للتضحية والشجاعة.

واختتم النائب احمد محسن، أن التعاون والتكامل بين مكونات الشعب المصري، وخاصة بين الشعب والشرطة، كان الطريق الواضح للحفاظ على وحدة الوطن والتصدي لدعوات الفتنة والخيانة والارهابيين، قائلا: إصرار رجال الشرطة على الصمود حتى آخر لحظة يعكس الإرادة القوية التي تستطيع التغلب على أصعب الظروف وهو ما نجحوا فيه باقتدار.

مقالات مشابهة

  • بعد فبركته.. تقرير مضلل عن الأوضاع الأمنية في مصر بذكرى عيد الشرطة الـ73.. والمصريون يلقنون «الحرة» دروسًا في الوطنية
  • عضو قيم الشيوخ: مصر لا تنسى شهداءها.. والتكاتف قائم لمواجهة التحديات
  • اتحاد القبائل والعائلات المصرية يهنئ الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى عيد الشرطة
  • ليلة الإسراء والمعراج.. دروس وعبر من أعظم معجزات النبي
  • بمليار دولار.. دولة عربية تشتري أكبر منجم للذهب والنحاس في العالم
  • الرئيس السيسي للمصريين: "مصر لا تنسى شهداءها.. وحافظوا على بلدكم"
  • عاجل.. الرئيس السيسي: مصر لن تنسى شهدائها أبدا
  • موعد ليلة الإسراء والمعراج.. أعظم أيام العام
  • ترامب بحفل تنصيبه في ليبرتي: سنصبح أعظم أمة قريبا
  • مكالمة لا تنسى من الزعيم عادل إمام للفنان محمد سعد.. ماذا قال؟