2024-09-29@13:24:35 GMT
إجمالي نتائج البحث: 101

«قیادة السیارات»:

(اخبار جدید در صفحه یک)
    سارة طالب السهيل تعكس قيادة السيارات في دول العالم شرقا وغربا ثقافة شعوبها ومفاهيمهم التاريخية وتتعكس مدى اهتمامهم بالأخرين وحمايتهم وأماتهم او أنانيتهم المفرطة. وما بين قيادة السيارة في بريطانيا شمال الطريق ،  ويمينها في معظم    بلدان العالم تختلف سيكولوجية القيادة بل ان قيادة المرأة للسيارة تختلف في ظروفها عن قيادة الرجل ، ووفقا لدراسة وإحصائية دولية في الولايات المتحدة أجريت مؤخرا ، فان نسبة 70 بالمئة من نساء العالم تهوى قيادة السيارة داخل المدينة ، بينما الرجل يحب القيادة على الطرق السريع و انا احلل ذلك انه بسبب الشعور بالأمان وقد أكد علماء النفس بأن المرأة تكون أكثر حرصا وخوفا من الدخول في مغامرات السرعة الكبيرة بالقيادة خلاف الرجل الذي يفضل السرعة بالقيادة   ، كما ان المرأة تشعر بأمان أكثر وهي تراعي قيادة السيارة ضمن سرعات أمان يحددها خبراء المرور في مختلف أنحاء العالم حفاظا على سلامتها وأمنها ، بينما الرجل يشعر بالملل والضيق من قيادة السيارة في المدن ويضيق من التقيد بالسرعات ومراعاة القوانين المرورية لذلك يهوى القيادة على الطرق السريعة وتتباين ثقافات الشعوب في القيادة وسلوكياتها من بلد لأخر ،و يرجع بعض البريطانيين قيادة السيارة شمال الطريق الى نظرية منذ العصر الروماني حيث يستخدم المحاربون اليد اليمنى بينما يمتطون ظهور الجياد من اليسار . كما ان الجيوش الرومانية كانت تسير إلى يسار عربات الحرب وهو التقليد الذي توارثه البريطانيون حتى اليوم بالرغم من شدة صعوبة اختبارات قيادة السيارة والحصول على رخصة في بريطانيا تحقيق القيادة سلمية تحمي الأرواح وتحقق السلام ، وفي كثير من البلدان تستطيع ان تحكم على شعوبها من قيادتها ورغم ان بعض البلدان لديها قوانين مرورية صارمة الا ان ثقافة القيادة نفسها قد ترتبط بنوازع النفس البشرية من الانانية والمصلحة الشخصية على مصالح الاخرين ، فمثلا تجدهم لا يستخدمون الإشارات الضوئية ولا يلتزمون بها . والسير بالعكس في الشوارع الفرعية كذلك الوقوف أمام المحال التجارية حيث تقف السيارات عرضاً على بعد حوالي عشرة أمتار من الرصيف، فكل واحد يخاف أن تقف خلفه سيارة تمنعه من الخروج عندما ينتهي من التسوق. المنظور الثقافي للالتزام بقواعد المرور ومستجدات انظمة أمنها مثل أحزمة الامان وغيرها ،  نجد النسبة تتفاوت من بلد لأخر ، الى حد دفع اربعة سائقين امريكيين بعدم دستورية مثل هذا القانون استنادا الى استجابة محكمة النقض بولاية الينوي عام 1969برفض قانون إلزام سائقي الدرجات النارية بارتداء الخوذات ورأت انه تقييد للحرية الشخصية ، ومع ذلك رفضت المحكمة اعتراض السائقين على احزمة الامان ورفضت المحكمة احتجاجات الأمريكيين الذين استجابوا لتطبيق هذا القانون بعد شهرين فقط من اطلاقه رغم رفضهم له بينما تم فرض غرامة 75 دولار على من لا يلتزم بأحزمة الامان في صربيا ،  ورغم رفض السائقين لها الا انهم كانوا يتحايلون على القانون فيضعون الاحزمة على اكتافهم فقط ولا يربطونها وكذلك الحال مع السائقين في مصر يفعلون نفس الشيء تهربا من الغرامة وظنا منهم انهم تحرروا من القيود رغم انها قيود نافعه لهم. فهناك شعوب تحترم القوانين وقواعدها تحقيقا للمصلحة العامة او الخاصة وهناك دول فيها مستويات الالتزام بالقوانين منخفضة. بلادنا العربية تعاني بشكل أساسي من زيادة حوادث السيارات والموت على الطرق السريعة نتيجة جنون السرعة وعدم الالتزام بالسرعات المقررة على الطرق السريع ، فالأردن يشهد حوادث سير مروعة يوميا ، ومعظم حوادث السير تحدث نتيجة التحدث في الموبايل اثناء القيادة   . ووفقا لإحصائيات عام 2021 فقد وقع 160 ألف حادثة سير نتج عنها 1800 إصابة بليغة. بظني ازمات المرور ب العراق والاردن ومصر وبعض دول الخليج تعكس عدم الانضباط لمروري  ، والاهمال في مراجعة السيارات وحالاتها قبل الشروع في قيادتها ، في حين حياة الانسان أهم من المركبة ومن الجوال ،(الموبايل) فعلينا غرس ثقافة حماية ارواح الابرياء عبر قيادة سليمة قد تتطلب من السائق اكتساب مهارات الصبر للتعود على القوانين المرورية اللازمة وتغليظ عقوبة المخالفات لشروط السلامة المرورية حماية للأنفس البشرية اغلى ما خلق الخلاق على الكوكب الارضي و في ظني ان القيادة هي فن و ذوق و اخلاق وان القيادة ما هي الا مرآة عاكسة لشخصية الانسان و هي ايضا مترجم لتربيته في بيته في طفولته و ايضا تعكس كيف استطاع هذا الشخص تطوير نفسه و العمل على تعديل سلوكه و اخلاقياته فالإنسان يتربى في بيته على اخلاقيات و قيم و ربما ينسى الاهل بعضها تجاهلا او سهوا و ربما لا يملكون التمام و الكمال من القيم  ليزرعوها كاملة في ابنائهم لكن الطفل نفسه كلما يكبر يضيف لنفسه مهارات و سلوكيات جيدة و يتعلم كيف يطور من نفسه و ذاته وكل هذا يظهر في تعاملاته اليومية و منها قيادته للسيارة او اين وع مركبة فأنا كثيرا ما اصفن في الشارع مستخدمة دراستي لعلم النفس و فراستي التي ورثتها من القبيلة و اركز في تحليل اخلاقيات وشخصيات البشر فكم افرح عندما اجد من يراعي غيره و يعطي المجال للمركبات الاخرى بالمرور و كم أتفاءل حين اجد من يترك لغيره مساحة كافية للاصطفاف بجانبه دون ان يأخذ المساحة كاملة و كم اشعر بالفخر كلما وجدت انسانا يقود عربته بصبر و ينتظر السيارات لتعبر او اذا كانت السيارة التي تسير امامه بطيئة ربما تقودها فتاة مازالت تتعلم او رجل كبير في السن او شخص يشعر بالخوف او المرض . لماذا لا نشعر بالأخرين ؟ لماذا لا نفكر بغيرنا فالأنانية وقلة الذوق منفره للأفراد و تعطي انطباعا سيئا عن البلد بأكمله ان اصبحت ظاهرة كم تعيسا ذاك الشخص الذي يقود سيارته غير مباليا بمن حوله. فلفت نظري في بيروت سائقي الموتورسايكلات الدراجات النارية بأنواعها وشعرت بالحزن الشديد فلبنان بلد الجمال والاناقة فكيف لهؤلاء ان يشوهوا جمال الطبيعة الخلابة ويعكروا مزاج المقيم وابن البلد والسائح، فكانت تجربتي بالقيادة مربكة بسبب هؤلاء الدراجات التي لا تراك (هم فعلا لا ينظرون اليك بالمعنى الفعلي والضمني) وعلمت ان القانون معهم...