رأي اليوم:
2025-03-29@10:04:45 GMT

سارة طالب السهيل: القيادة ذوق وثقافة

تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT

سارة طالب السهيل: القيادة ذوق وثقافة

سارة طالب السهيل تعكس قيادة السيارات في دول العالم شرقا وغربا ثقافة شعوبها ومفاهيمهم التاريخية وتتعكس مدى اهتمامهم بالأخرين وحمايتهم وأماتهم او أنانيتهم المفرطة. وما بين قيادة السيارة في بريطانيا شمال الطريق ،  ويمينها في معظم    بلدان العالم تختلف سيكولوجية القيادة بل ان قيادة المرأة للسيارة تختلف في ظروفها عن قيادة الرجل ، ووفقا لدراسة وإحصائية دولية في الولايات المتحدة أجريت مؤخرا ، فان نسبة 70 بالمئة من نساء العالم تهوى قيادة السيارة داخل المدينة ، بينما الرجل يحب القيادة على الطرق السريع و انا احلل ذلك انه بسبب الشعور بالأمان وقد أكد علماء النفس بأن المرأة تكون أكثر حرصا وخوفا من الدخول في مغامرات السرعة الكبيرة بالقيادة خلاف الرجل الذي يفضل السرعة بالقيادة   ، كما ان المرأة تشعر بأمان أكثر وهي تراعي قيادة السيارة ضمن سرعات أمان يحددها خبراء المرور في مختلف أنحاء العالم حفاظا على سلامتها وأمنها ، بينما الرجل يشعر بالملل والضيق من قيادة السيارة في المدن ويضيق من التقيد بالسرعات ومراعاة القوانين المرورية لذلك يهوى القيادة على الطرق السريعة وتتباين ثقافات الشعوب في القيادة وسلوكياتها من بلد لأخر ،و يرجع بعض البريطانيين قيادة السيارة شمال الطريق الى نظرية منذ العصر الروماني حيث يستخدم المحاربون اليد اليمنى بينما يمتطون ظهور الجياد من اليسار .

 كما ان الجيوش الرومانية كانت تسير إلى يسار عربات الحرب وهو التقليد الذي توارثه البريطانيون حتى اليوم بالرغم من شدة صعوبة اختبارات قيادة السيارة والحصول على رخصة في بريطانيا تحقيق القيادة سلمية تحمي الأرواح وتحقق السلام ، وفي كثير من البلدان تستطيع ان تحكم على شعوبها من قيادتها ورغم ان بعض البلدان لديها قوانين مرورية صارمة الا ان ثقافة القيادة نفسها قد ترتبط بنوازع النفس البشرية من الانانية والمصلحة الشخصية على مصالح الاخرين ، فمثلا تجدهم لا يستخدمون الإشارات الضوئية ولا يلتزمون بها . والسير بالعكس في الشوارع الفرعية كذلك الوقوف أمام المحال التجارية حيث تقف السيارات عرضاً على بعد حوالي عشرة أمتار من الرصيف، فكل واحد يخاف أن تقف خلفه سيارة تمنعه من الخروج عندما ينتهي من التسوق. المنظور الثقافي للالتزام بقواعد المرور ومستجدات انظمة أمنها مثل أحزمة الامان وغيرها ،  نجد النسبة تتفاوت من بلد لأخر ، الى حد دفع اربعة سائقين امريكيين بعدم دستورية مثل هذا القانون استنادا الى استجابة محكمة النقض بولاية الينوي عام 1969برفض قانون إلزام سائقي الدرجات النارية بارتداء الخوذات ورأت انه تقييد للحرية الشخصية ، ومع ذلك رفضت المحكمة اعتراض السائقين على احزمة الامان ورفضت المحكمة احتجاجات الأمريكيين الذين استجابوا لتطبيق هذا القانون بعد شهرين فقط من اطلاقه رغم رفضهم له بينما تم فرض غرامة 75 دولار على من لا يلتزم بأحزمة الامان في صربيا ،  ورغم رفض السائقين لها الا انهم كانوا يتحايلون على القانون فيضعون الاحزمة على اكتافهم فقط ولا يربطونها وكذلك الحال مع السائقين في مصر يفعلون نفس الشيء تهربا من الغرامة وظنا منهم انهم تحرروا من القيود رغم انها قيود نافعه لهم. فهناك شعوب تحترم القوانين وقواعدها تحقيقا للمصلحة العامة او الخاصة وهناك دول فيها مستويات الالتزام بالقوانين منخفضة. بلادنا العربية تعاني بشكل أساسي من زيادة حوادث السيارات والموت على الطرق السريعة نتيجة جنون السرعة وعدم الالتزام بالسرعات المقررة على الطرق السريع ، فالأردن يشهد حوادث سير مروعة يوميا ، ومعظم حوادث السير تحدث نتيجة التحدث في الموبايل اثناء القيادة   . ووفقا لإحصائيات عام 2021 فقد وقع 160 ألف حادثة سير نتج عنها 1800 إصابة بليغة. بظني ازمات المرور ب العراق والاردن ومصر وبعض دول الخليج تعكس عدم الانضباط لمروري  ، والاهمال في مراجعة السيارات وحالاتها قبل الشروع في قيادتها ، في حين حياة الانسان أهم من المركبة ومن الجوال ،(الموبايل) فعلينا غرس ثقافة حماية ارواح الابرياء عبر قيادة سليمة قد تتطلب من السائق اكتساب مهارات الصبر للتعود على القوانين المرورية اللازمة وتغليظ عقوبة المخالفات لشروط السلامة المرورية حماية للأنفس البشرية اغلى ما خلق الخلاق على الكوكب الارضي و في ظني ان القيادة هي فن و ذوق و اخلاق وان القيادة ما هي الا مرآة عاكسة لشخصية الانسان و هي ايضا مترجم لتربيته في بيته في طفولته و ايضا تعكس كيف استطاع هذا الشخص تطوير نفسه و العمل على تعديل سلوكه و اخلاقياته فالإنسان يتربى في بيته على اخلاقيات و قيم و ربما ينسى الاهل بعضها تجاهلا او سهوا و ربما لا يملكون التمام و الكمال من القيم  ليزرعوها كاملة في ابنائهم لكن الطفل نفسه كلما يكبر يضيف لنفسه مهارات و سلوكيات جيدة و يتعلم كيف يطور من نفسه و ذاته وكل هذا يظهر في تعاملاته اليومية و منها قيادته للسيارة او اين وع مركبة فأنا كثيرا ما اصفن في الشارع مستخدمة دراستي لعلم النفس و فراستي التي ورثتها من القبيلة و اركز في تحليل اخلاقيات وشخصيات البشر فكم افرح عندما اجد من يراعي غيره و يعطي المجال للمركبات الاخرى بالمرور و كم أتفاءل حين اجد من يترك لغيره مساحة كافية للاصطفاف بجانبه دون ان يأخذ المساحة كاملة و كم اشعر بالفخر كلما وجدت انسانا يقود عربته بصبر و ينتظر السيارات لتعبر او اذا كانت السيارة التي تسير امامه بطيئة ربما تقودها فتاة مازالت تتعلم او رجل كبير في السن او شخص يشعر بالخوف او المرض . لماذا لا نشعر بالأخرين ؟ لماذا لا نفكر بغيرنا فالأنانية وقلة الذوق منفره للأفراد و تعطي انطباعا سيئا عن البلد بأكمله ان اصبحت ظاهرة كم تعيسا ذاك الشخص الذي يقود سيارته غير مباليا بمن حوله. فلفت نظري في بيروت سائقي الموتورسايكلات الدراجات النارية بأنواعها وشعرت بالحزن الشديد فلبنان بلد الجمال والاناقة فكيف لهؤلاء ان يشوهوا جمال الطبيعة الخلابة ويعكروا مزاج المقيم وابن البلد والسائح، فكانت تجربتي بالقيادة مربكة بسبب هؤلاء الدراجات التي لا تراك (هم فعلا لا ينظرون اليك بالمعنى الفعلي والضمني) وعلمت ان القانون معهم مهما فعلوا فالحق على قائد السيارة ليس هم فعلمت قيمة القيادة في الاردن. الا انه تبقى القيادة في بريطانيا هي الاسهل والاجمل واردد دوما ان الاعمى في بريطانيا إذا قاد مركبته سيصل سالما الى بيته وخطر ببالي فكرة هل من الممكن ان تكون الدول المتأثرة في بريطانيا من حيث انها كانت تحت الاحتلال البريطاني سابقا أكثر التزاما في القانون و أكثر نظاما من الدول التي كانت خاضعه للاحتلال الفرنسي ؟ اتوقع ذلك ليس فقط فكرة الاحتلال البريطاني و الفرنسي و انما ايضا الافكار القبلية التي ترسخ فكرة احترام الناس والتعامل بالأصول لها تأثير وايضا الاعتبارات الدينية المسلمة و المسيحية الديانات السماوية عامة التي تحرم التعدي على حقوق الاخرين و ازعاجهم، بل تحث على مساعدة الناس وتفضيلهم عن النفس و فكرة العطاء فينعكس كل هذا على القيادة فالقبلية والتعاليم الدينية تعكس على سلوك المجتمع ولكن حل محلها في دول العالم الاول القوانيين و العقوبات التي اصبحت مع الوقت عادة وجزء لا يتجزأ من حياة الفرد والشعوب أتساءل هنا اين القسوة في التعامل مع المخالفين في قوانين السير والمرور حتى تنضبط الامور في مسارها الصحيح ؟ كتابة الرسائل على الواتس اب و متابعة الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها والرد على الهاتف واجراء المكالمات من أكثر مسببات الحوادث المرورية فمتى يفهم الناس هذا ؟ ومع انتشار المخدرات والكحول نجد ان بعض الحوادث كانت بسبب التعاطي اثناء القيادة او تحت تأثير الكحول والأَمَرّ و الاضل سبيلا الخناقات و المشاكسات و العناد بين الشبان اثناء القيادة و التحديات التي تؤدي احيانا الى الموت او حدوث اعاقةج سدية واصابات خطيرة، وبعض الحوادث تحصل بسبب التعب ومواصلة القيادة دون راحة وهذا خطر كبير على السائق ومن معه او السيارات الاخرى ناهيك عن الشاحنات التي تقود باستهتار كبير رغم حجمها الضخم فهي لا تهتم لأنها ستدوس على جيرانها من السيارات وكأنها تدوس على نملة وتكمل طريقها بأمان او الحافلات التي تحمل أكثر مما يجب من اثقال واوزان وبضائع وتنقلب على العربات المجاورة بسبب الحمل الثقيل وعدم التوازن ولن أنسي ابدا الطعام والشراب و الحفلات التي تعقد في السيارات اثناء القيادة والمضحك المبكي ذاك السائق الذي احرق مركبته بسبب صنعه للشاي داخل مركبته على وابور الكاز كما يقال له في اللهجة المحلية المصرية اما قيادة الاطفال للسيارات بصراحة مفجعه فعندما ترى في العراق اطفال بعمر ١٠ او ١٢سنة واهلهم فرحين وفخورين ( ابني ديسوق علمته السياقة) “يا فرحة قلبي” طفل صغير كيف لا تخاف عليه وهو مازال لا يدرك الحياة ومخاطرها فالقيادة هي مصغر لمخاطر الحياة وما يمكن مواجهته في حياتك فهل هو جاهز نفسيا وجسديا وفكريا للتصدي لما يمكن ان يواجهه ؟ ونعود ونقول ان القيادة فن والفن اصبح هابط والقيادة ذوق والذوق أصبح في تدني والقيادة اخلاق والاخلاق في انهيار فلنصلح الذوق والفن والاخلاق لتصلح القيادة وليس فقط القيادة واللبيب من الاشارة يفهم كاتبة عراقية Alsouhail@hotmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ارتفاع أسعار السيارات عالميا بسبب الرسوم الجمركية

دخلت الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والبالغة 25% على السيارات المستوردة إلى الولايات المتحدة، حيز التنفيذ في 3 أبريل. 

ومع اقتراب الموعد المحدد، تثير هذه الخطوة قلقًا في صناعة السيارات الأمريكية، حيث تزداد المخاوف بشأن التأثيرات المحتملة على الأسعار، الأرباح، وحجم التداول.

توقعات بارتفاع أسعار السيارات عالميًا

وفقًا لتقرير صادر عن شركة بيرنشتاين للخدمات المؤسسية، التي تقدم أبحاثًا استثمارية، يُتوقع أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة في أسعار السيارات الجديدة في الولايات المتحدة بنسبة 7%. 

هذا من شأنه أن يرفع متوسط سعر السيارة الجديدة إلى حوالي 53,340 دولارًا أمريكيًا، وهو مستوى قياسي جديد. 

ويعني هذا زيادة تقدر بنحو 3,600 دولار أمريكي لكل سيارة نتيجة للرسوم الجمركية.

التأثيرات على الشركات المصنعة

أشارت شركة بيرنشتاين إلى أن الرسوم الجمركية ستكلف شركات صناعة السيارات حوالي 6,700 دولار أمريكي لكل مركبة، ما يعني أن التكاليف السنوية قد تصل إلى حوالي 110 مليارات دولار أمريكي. 

مما يضع الشركات أمام خيار صعب بين زيادة الأسعار على المستهلكين، أو تحمل التكاليف الإضافية، أو تقليص هوامش الربح. 

حتى إذا تم نقل هذه التكاليف إلى المشترين، من المتوقع أن تشهد شركات مثل فورد وجنرال موتورز انخفاضًا بنسبة 30% في الأرباح قبل الفوائد والضرائب (EBIT) هذا العام.

على الرغم من الآثار السلبية لهذه الرسوم، يبدو أن شركة تسلا ستكون هي الرابح الأكبر من هذه السياسة نظرًا لتواجد مصانعها في الولايات المتحدة وحصتها السوقية العالية. 

بينما ستتأثر الشركات الأصغر مثل ريفيان وبوليستار بشكل كبير، نظرًا لاعتماد سلاسل توريدها بشكل كبير على المكونات المستوردة. 

أما بالنسبة لشركة ستيلانتيس، فمن المتوقع أن تواجه تأثيرًا أقل، بفضل التركيز العالي للأجزاء المحلية في طرازاتها المُصنّعة في المكسيك.

استعدادًا للرسوم الجمركية، قامت شركات صناعة السيارات بتخزين السيارات في صالات العرض. 

وفقًا لبيرنشتاين، هناك حوالي 2.7 مليون سيارة جاهزة للبيع حاليًا، مما يكفي لمدة 54 يومًا تقريبًا. 

ومع موسم الربيع الذي يشهد انتعاشًا في مبيعات السيارات، من المحتمل أن ينفد هذا المخزون بحلول الأسبوع الأول من مايو. 

بعدها، من المتوقع أن تبدأ التأثيرات السلبية على الأرباح في الظهور.

من المتوقع أن يستغرق الأمر من 12 إلى 36 شهرًا حتى تتمكن شركات صناعة السيارات من إعادة تنظيم سلاسل التوريد ومرافق التجميع لتقليل تأثير الرسوم الجمركية. 

وتجدر الإشارة إلى أن شركات صناعة السيارات استغرقت بين 18 إلى 24 شهرًا للتعافي من أزمة نقص أشباه الموصلات في عامي 2020 و2021، مما كلفها مليارات الدولارات في الإيرادات.

من المتوقع أن تشهد صناعة السيارات الأمريكية تأثيرات طويلة المدى نتيجة للرسوم الجمركية الجديدة. 

في حين أن بعض الشركات مثل تسلا قد تستفيد من هذه السياسات، فإن الشركات الأخرى قد تواجه صعوبة في التأقلم مع زيادة التكاليف. 

 مما قد يؤدي إلى زيادة أسعار السيارات في السوق الأمريكي وقد يتسبب في تقلبات في الإيرادات لشركات صناعة السيارات الكبرى.

مقالات مشابهة

  • بعد استبعاده من مونديال الأندية.. خاميس يوجه رسالة للفيفا
  • إصابة طالب فى مشاجرة بالمراغة سوهاج بسبب خلافات الجيرة
  • واشنطن تكشف عن تنفيذ أكثر من 100 غارة في اليمن استهدفت قيادات حوثية ومراكز قيادة وورش تصنيع .. عاجل
  • ارتفاع أسعار السيارات عالميا بسبب الرسوم الجمركية
  • لبنان.. أكثر من 9 آلاف حالة وفاة سنوياً بسبب التدخين
  • بعد أكثر من سنتين .. اعادة عوائل مهجرة بسبب النزاعات العشائرية بالبصرة
  • الأسواق الأوروبية تتراجع بسبب رسوم ترامب على السيارات
  • بسبب أزمة نفسية.. طالب جامعي ينهي حياته شنقًا في الشيخ زايد
  • تعرف على قائمة المنتخبات التي ضمنت تأهلها مبكرا إلى كأس العالم 2026
  • ما هي المنتخبات التي تأهلت إلى «كأس العالم 2026»؟