2024-12-28@05:11:22 GMT
إجمالي نتائج البحث: 9
«الروایة الخلیجی»:
لقد أضحت الرواية العربيّة الشكل الأدبيّ الأغلب والأكثر انتشارًا ومقروئيّة وفعلًا فـي حياة العباد، وأصبحت السوق الخليجيّة ضامنًا لرواج الرواية وحسن تلقّيها، غير أنّ هذه السّوق تسير بلا هدْي ولا هدى، وتحتاج خارطةً قرائيّة تنظّم هذا التراكم وتحدّد مساراته، وإلاّ انتهت فورة سائرة إلى زوال وطفرة سريعة الامّحاء وشعلة يسيرة الانطفاء. الرواية فـي خليج العرب تعيش اليوم فورة تألّقها، وتتصدّر مشهد الرواية العربيّة وتحتلّ منزلةً مهمّة فـي تمثيليّة الرواية العربيّة فـي العالم الغربيّ، وتنافس بحدّة وشدّة المنزلة التاريخيّة التي كانت للرواية المشرقيّة، وهي تعبّر عن فضاء وممكنات سرديّة خفـيّة على قسم من العالم العربيّ، شهيّة لقسم آخر من هذا العالم، مفاجئة إلى حدّ كبير الذائقة...
تسير الروايةُ دوما على سراط خَطِر، حدّاه الواقعُ والتخييل من جهة، والمباح والمحظور من جهة ثانية، وقَدَر الروائيّ أن يعبر هذا الصراط، وأن يخرج منه سليما من أذى المحظور، موحيا بواقع وضاربا في التخييل بما يجعل الرواية مقروءة ومتقبَّلة القبول الحسن. الواقعُ حدٌّ قاتلٌ متى احترفه الروائيّ والتصق به والتزمه، والتخييل حدٌّ مُجنّح، لا يجب الإيغال فيه. تظلّ ملامح الإحالة إلى الواقع الذهني أو العينيّ مطلبا قرائيّا، إذ يجب على القارئ أن يجد نفسه، وألاّ يكون خارجا عن دائرة المسرود، عقليّا، فكريّا، أو ماديّا، فتكون بذلك كتابة الرواية متعةً من جهة، وتدبيرا من جهة ثانية، التدبير في إقامة الذات الكاتبة لحيل ضامنة لتلقّي الرواية، اختيارا لأحداث الرواية وبناء لشخصيّاتٍ لا تُفارق الواقع تمام المفارقة، ولا تلتصق به تمام الالتصاق، وفي...
عندما شرعتُ في كتابة هذه السلسلة من المقالات، كنت أرتجي أمرين رأيتُ أنّهما على قدر كبير من الأهميّة، الأمر الأوّل أن ألفتَ نظر الباحثين، وخاصّة منهم أصحاب الفقْر البحثي، إلى مسارٍ في النظرِ في الرواية نقدًا وتأريخًا واختبارًا، وإلى ضرورة إحداث تراكم نقدي جزئيّ قُطريّ، يُمكّن الدارس الجدّي من تجميع هذه الأجزاء في مسارات بحثيّة كُبرى، والأمر الثاني هو ضرورة إغناء النشاط النقدي بما يُواكبُ نشاطًا في الإنتاج الروائي ملحوظًا، لم يقدر النقد في الخليج أن يُتابعه، ولا أن يؤصّله، ولا أن يقول للمحسن أجدت وللمسيء أسأت. ومن ضمن هذه البؤر التي تحتاج إلى إعمال رأي وكدّ بصيرة، هنالك ظاهرة مهمّة في تميّز الرواية الخليجيّة،تتمثّل في أنّ الكتابة النسائيّة تتركّز في الصفّ الأوّل من صفوف كُتّاب الرواية، فأسماء مهمّة...
اختتم المنتدى الثقافي الخليجي الثالث والذي أقيم رابطة الأدباء الكويتيين، كما أصدر المنتدي عدة توصيات جاءت على ضوء الأوراق والشهادات التي قدمها المشاركون في المنتدى، ومنها الاحتفاء بشخصية ثقافية خليجية في كل دولة إبرازاً لأعلام الأدب الخليجي وإكراماً لهم، ثم جمع الأوراق المقدمة في إصدار ورقي وإلكتروني، يوثق كل منتدى ويكون مرجعاً للباحثين في الأيام المقبلة. وتشجيع التواصل والاشتراك مع المؤسسات الثقافية الخاصة في دول الخليج العربي، لتطوير العمل الثقافي بين الجمعيات والروابط الثقافية الخليجية والمؤسسات المعنية بالثقافة في دول الخليج العربي. وتسليط الضوء على أصناف الرواية المختلفة، كروايات الناشئة والرواية التاريخية والرواية المعنية بالمهمشين، بالدراسات والمهرجانات لتحفيز المبدعين على التأليف.وإقامة ورش عمل لتطوير الأدوات الإبداعية عند المبدعين، على أن يقوم بها بعض أعضاء الوفود المشاركة إبان انعقاد المنتدى. واقترح...
خلص المنتدى الثقافي الخليجي الثالث في رابطة الأدباء الكويتيين - إلى توصيات جاءت على ضوء الأوراق والشهادات التي قدمها المشاركون في المنتدى، ومنها الاحتفاء بشخصية ثقافية خليجية في كل دولة إبرازاً لأعلام الأدب الخليجي وإكراماً لهم، ثم جمع الأوراق المقدمة في إصدار ورقي وإلكتروني، يوثق كل منتدى ويكون مرجعاً للباحثين في الأيام المقبلة، وتشجيع التواصل والاشتراك مع المؤسسات الثقافية الخاصة في دول الخليج العربي، لتطوير العمل الثقافي بين الجمعيات والروابط الثقافية الخليجية والمؤسسات المعنية بالثقافة في دول الخليج العربي. وتسليط الضوء على أصناف الرواية المختلفة، كروايات الناشئة والرواية التاريخية والرواية المعنية بالمهمشين، بالدراسات والمهرجانات لتحفيز المبدعين على التأليف.وإقامة ورش عمل لتطوير الأدوات الإبداعية عند المبدعين، على أن يقوم بها بعض أعضاء الوفود المشاركة إبان انعقاد المنتدى. واقترح المنتدى في توصياته،...
سؤال التأصيل من أوهن الأسئلة في إثارة مسألة الرواية الخليجيّة، ذلك أنّ معالم هذه الرواية تتشكّل بطريقة سريعة، وكثافة الإنتاج الروائيّ يُعسّر متابعتها، وتبيّن خطوطها العريضة، ومع الأسف فإنّ مسالك نقد الرواية الخليجيّة هي مسالك متداخلة وتفتقر إلى أرضيّة معرفيّة صلبة يُمكن أن تُشكّل مرجعا، فنحن نحتاج إلى أسئلة حقيقيّة لا يُمكن طرحُها إلاّ إن توفّرت دراسات أكاديميّة جادّة، لا يسوسُها المدح ولا التحقير، وإنّما إعمال النظر التاريخيّ في وصْل الرواية الخليجيّة بمقامات إنتاجها وببُناها الفنيّة. السؤال الذي ينبغي أن يُوضَع أوّلا أمام المؤسّسات الثقافيّة والأكاديميّة هو أثر التحوّلات الاجتماعيّة والثقافيّة في صناعة الرواية الخليجيّة، وهو سُؤالٌ لا يُفْرِدُ الرواية الخليجيّة وإنّما يضعها في السياق العامّ لإنتاج الأدب عامّة، ويُدرجُها ضمن الحالة العاديّة لتكوّن الظواهر الفنيّة. فالرواية الخليجيّة أمام رهانات...
هنالك مشروعيّة تاريخيّة وحضاريّة وجغرافيّة تُسوِّغ لوجود ظاهرة أدبيّة هي الرواية الخليجيّة، ولا جدوى من تقليب المفاهيم وتختيلها، مثل إجراء عبارة «الرواية العربيّة في الخليج»، فلقد توفّرت شروط عرقيّة وجغرافيّة وإثنيّة تُمنطق خصوصيّة نوع أدبي في منطقةٍ من هذا العالم الوسيع، فالرواية الخليجيّة تختلف مرجعيّاتها ومعاجمها ووقائعها وملامح شخصيّاتها عن الرواية في موريتانيا، ولا شراكة تجمعهما غير شراكة إعْمال اللّغة العربيّة، وقياسا عليه، فهل الرواية الهنديّة يُمكن نَسْبها إلى الرواية الإنجليزيّة لأنّ الهندي والإنجليزي يكتبان بلغة الإنجليز!؟ خَلَلان تنظيريان قاتلان يُرافقان دراسة الرواية الخليجيّة ويؤثّران في تناولها النقدي، الخلل الأوّل ماثلٌ في مقايستها بالرواية العربية على مستوى النشأة والنمو والتدرّج، والحديث على أنّها روايةٌ حديثة المنشأ وما زالت تمرّ بالمراحل الأولى التي مرّت بها الرواية العربيّة، وهي مقايسةٌ خاطئة، أوّلا،...
أعتقد دوما أنّ الحكاية نشاطٌ إنسانيّ طبيعيّ، فالإنسانُ كائنٌ حكّاءٌ بطبعه، يعيش الحكاية وهو يضع رأسه على فراش النوم ليمرّ شريطٌ سرديّ في ذهنه يضمّ ما كان أو ما يكون، يستحضر قبل النوم سلسلة من الأحداث ويُقلّبها على أوجه عدّة وفقا لإمكانات سرديّة متعدّدة، متسائلا ماذا لو فعلت كذا بدلا من كذا؟ ماذا لو واجهتُ فلان بفعاله؟ بل أكثر من ذلك يُمكن أن يتخيّل الإنسانُ العاديّ ردود فعل كبتها في يومه تُجاه رئيسه أو تُجاه شخص ما، كلّ ذلك داخلٌ في نسق سردي يومي يعيشه الإنسان، في أحاديث الرجال والنساء أو الرجال في مجالسهم، في المحاورات بين الأصدقاء، في كلّ فعل يُمكن أن يجتبيه الإنسان هنالك حضُورٌ لحكاية ما بشكل علني حواري خارجيّ أو بشكل ضمنيّ باطني داخلي تخييلي، ولذلك...