2025-02-04@17:50:11 GMT
إجمالي نتائج البحث: 7

«نقد المقاومة»:

     يعتقد كثير من الناس وحتى النخب في الوسط الفلسطيني والعربي أن فكرة النقد تقوم على رفض الشيء ونقده سلبا، لكن هذا غير صحيح بل النقد يشمل تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية وإبرازها بغية البناء عليها، كما أن مسألة التشنج الفكري وعدم وجود مجالات واسعة لحرية التعبير في الوسط الفلسطيني والعربي عموما على المستويين المجتمعي والسياسي تحول دون تقبل النقد على اختلاف أنواعه، وهو ما يفترض أن يعالج لتبنى مراجعات على ذلك النقد وأن يواكب ذلك العصر ويخدم الواقع الفلسطيني المتعطش للتحرر الوطني والتخلص من القمع والاستبداد الفكري الذي فرضته المنظومات السياسية ومفرزاتها في المجتمعات وعززه الاحتلال وداعموه. وبالعودة إلى النقد لمعركة طوفان الأقصى وما نتج عنها بتفنيد مناظرة "الهزيمة أو الانتصار" السائدة بعد المعركة والإبادة في قطاع غزة، يمكن القول إنه...
    (هذه كلمة أخرى في تمييزي بين معارضة المقاومة ومقاومة النهضة. وأدق مثل على معارضة المقاومة هي معارضة الطوائف المعارضة لدولة الإنقاذ. يكفي عن فرط مقاومتها أنها ما تزال تعارض الإنقاذ . . ولو سقطت. ولهذه المعارضة اسم آخر هو معارضة الإثارة كما جاء في كلمة لأستاذنا عبد الخالق محجوب. أما مقاومة النهضة فهي التي تطعم المعارض السياسي برؤية تشيله خلال عملية التغيير التي تبدأ بعد سقوط النظام القديم. وهذا العمى عن التغيير هو ما جعل الكثيرين يسيئون الظن بثوراتنا فيستقلونها لأنها مما تقطع بها السبل بعد سقوط النظام القديم. فنفوا عنها صفة الثورة لأنها لم تغير ما بنا. والثورة ثورة تعريفاً بإسقاط النظام القديم. أما التغيير فهذا “وحش” آخر قد لا يقع إلا بعد قرون كما رأينا في الثورة الفرنسية:...
    لن يكون مفاجئا أن يشتدّ الإلحاح على نقد المقاومة المسلّحة بعد حرب الإبادة الجماعية على الفلسطينيين في قطاع غزّة، للهول الفادح الذي اتسمت به هذه الحرب وما انطوت عليه من نُذر الخطر الجسيم على الفلسطينيين وجودا وقضية، وإذا كان البعض سوف ينظر إلى عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر بوصفها قد وفّرت الفرصة لإنفاذ الإسرائيلي لخططه المعدّة لاستكمال ما لم ينجزه بن غوريون، فإنّ حرب الإبادة تلك، فرصة لبعض مثقفينا وسياسيينا لتأكيد نقدهم على هذا النمط من المقاومة، لا سيّما مع المخاوف القائمة من السياسات الإسرائيلية في الضفّة الغربية، وزيادة الاجتراء الإسرائيلي على اقتراف الجرائم بعد حربه مطلقة اليد في غزّة، فنقلها وبدرجات متفاوتة إلى الضفّة الغربية ستكون خطوته التالية، بمعنى؛ وكما أنّه يجري اتهام الضحية، مفهوما أو منطوقا، بتوفيرها...
    معلوم بالضرورة أنّ حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية الجارية على الفلسطينيين في قطاع غزّة؛ يجري إسنادها بجهد إعلامي ودعائي يبدأ من الإسرائيلي ويلفّ العالم كلّه عبورًا ببعض الفلسطينيين وبماكينة دعائية عربية، يحمّل المقاومة الفلسطينية لا عن التسبب في هذه الحرب فحسب، ولكنّه وعلاوة على ذلك يحمّلها المسؤولية عن استمرارها، وفي مضامين مخادعة، تُسقط تمامًا طبائع المقاومة في صراعات من هذا النوع، والخصوصية التي تتسم بها القضية الفلسطينية. هذا الجهد الدعائي، العربي منه على وجه الخصوص، الذي يهدف بالنحو المباشر إلى نزع الشرعية الأخلاقية والسياسية عن المقاومة الفلسطينية، وفي الحدّ الأدنى إلى إثارة التشويش حول دوافعها وممارستها، وبنحو مستبطن إلى تبرئة الإسرائيلي، لا يستهدف حماس بوصفها حركة "إسلام سياسي"، أو ذات علاقات إقليمية غير مُرضية لبعض أطراف النظام الإقليمي العربي (كالعلاقة...
    ما قامت ثورة في السودان، وبلغن ثلاث، واسقطت نظاماً من نظم دولة 56 وشكلت دولة فوق انقاضها حتى اعتزلتها حركات يومها المسلحة بزعم أنها نفس دولة عبود أو نميري أو البشير في قناني جديدة. وانكتب الفشل للثورة وحكومتها ليس لاعتزال هذه القوى المؤثرة عنهما فحسب، بل لأن هذه القوى عادت للحرب بعد توقف محدود. فاستدعت بذلك الجيش من ثكناته من جديد ليحيل المدنيين للاستيداع وليتعامل مع ما يحسن وهو الحرب. كانت هذه العلاقة المربكة، والعقيم، بين المقاومة المدنية الغالبة في شمال السودان والمقاومة المسلحة في أطرافه مما انشغل بها ياسر عرمان، القيادي بالحركة الشعبية منذ عهد العقيد قرنق، بعد انقسام كبير ومؤسف في الحركة عام 2017. فكتب رسالة طويلة بعنوان “نحو ميلاد ثانٍ لرؤية السودان الجديد”. دعا فيها إلى...
۱