في نقد الطوفان ومراجعته والنقاش حوله
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
يعتقد كثير من الناس وحتى النخب في الوسط الفلسطيني والعربي أن فكرة النقد تقوم على رفض الشيء ونقده سلبا، لكن هذا غير صحيح بل النقد يشمل تحليل الجوانب الإيجابية والسلبية وإبرازها بغية البناء عليها، كما أن مسألة التشنج الفكري وعدم وجود مجالات واسعة لحرية التعبير في الوسط الفلسطيني والعربي عموما على المستويين المجتمعي والسياسي تحول دون تقبل النقد على اختلاف أنواعه، وهو ما يفترض أن يعالج لتبنى مراجعات على ذلك النقد وأن يواكب ذلك العصر ويخدم الواقع الفلسطيني المتعطش للتحرر الوطني والتخلص من القمع والاستبداد الفكري الذي فرضته المنظومات السياسية ومفرزاتها في المجتمعات وعززه الاحتلال وداعموه.
وبالعودة إلى النقد لمعركة طوفان الأقصى وما نتج عنها بتفنيد مناظرة "الهزيمة أو الانتصار" السائدة بعد المعركة والإبادة في قطاع غزة، يمكن القول إنه لا أحد يعلم بعد إن كانت معركة الطوفان قد انتهت أم ربما تتجدد، فهناك مؤشرات عبر ترامب وإدارته؛ لكون تنفيذ الاتفاق وأن يصمد ويستمر كاملا أصعب من مسألة إبرامه، وبالتالي فمن السابق لأوانه تبني النصر أو الهزيمة، إذ إن وقف إطلاق النار الذي يرجى أن يستمر ويصمد لم ينتقل بعد إلى مرحلة الثبات وقد يتجدد القتال والقصف.
الرؤية القائمة على المناظرة بين الهزيمة والنصر تسطح القضية الفلسطينية وتختزلها كثيرا بل تبخس التضحيات والسردية حقها وتقيد الآراء الراغبة بالمراجعة الشاملة للحالة بمعزل عن تلك الثنائية، فالحالة هي معركة كبيرة بما لها وما عليها اسمها الطوفان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في المواجهات بين الشعب والاحتلال
كما يرى جمع من الناقدين أن الرؤية القائمة على المناظرة بين الهزيمة والنصر تسطح القضية الفلسطينية وتختزلها كثيرا بل تبخس التضحيات والسردية حقها وتقيد الآراء الراغبة بالمراجعة الشاملة للحالة بمعزل عن تلك الثنائية، فالحالة هي معركة كبيرة بما لها وما عليها اسمها الطوفان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في المواجهات بين الشعب والاحتلال، وهي ضمن سياق مخاض تحرري طويل لم يبدأ اليوم ولم ينته بعد، فلا نحن انتصرنا بعد لكننا لم نهزم بل حققنا كثيرا من الإنجازات، ولا نحن انكسرنا لكننا خسرنا الكثير أيضا وهذا طبيعي فما زال عدونا متفوقا.
وإن تم تحرير النقد من ثنائية الهزيمة أو الانتصار تلك، فيصبح النقد أمام ثلاث سيناريوهات، الأول يبنى على أنه بحال كان الطوفان بالفعل عملا فدائيا دفاعيا استباقيا ومبنيا على إشارات مؤكدة لهجوم كانت تنوي إسرائيل تنفيذه لضرب المقاومة والفلسطينيين في غزة، وإحداث تهجير وتغيير حاسم جدا لمصلحتها وصادم كما جرى في نكبة العام 1948، فإن هذه أي عملية الطوفان تكون قد خففت خسائر الفلسطينيين ومنعت الاحتلال من تنفيذ مخططه بالكامل أو ربما تعطيله وتأخيره. وأهم ما في المخطط الصهيوني ذاك كان يهدف لتهجير معظم الفلسطينيين من القطاع وهو ما فشل عمليا، وبالتالي وفقا لهذا السيناريو والرأي عطلت العملية المخطط عبر أسر المقاومة للمجندين والضباط للتفاوض عليهم، فهذا يعد امتلاكا لعنصر قوة مسبق وضغط على الاحتلال في حال نفذ هجوما واسعا وارتكب إبادة غزة يتمثل بالأسرى والرفات، بل إن المقاومة في هذه الحالة تكون قد خففت الخسائر قدر الإمكان بوجود أسرى لديها وذلك بالرغم من عشرات ألوف الشهداء والجرحى والدمار؛ بأن استبقت الهجوم الإسرائيلي المقرر بأسرها إسرائيليين ومطالبتها بأكثر شيء ممكن وأعلنت عنه من الأهداف في البدايات وهو: تبادل يحرر كل الأسرى الفلسطينيين، ودولة فلسطينية، وإعادة المسجد الأقصى لوضعه قبل العام 2000م، ورفع الحصار عن قطاع غزة، وفي المقابل حققت شيئا أقل مقارنة بذلك لكنه عظيم يحول دون تصفية القضية الفلسطينية وهو: ضمان تبادل يحرر كثيرا من الأسرى، وضمان منع الاحتلال من التهجير القسري للفلسطينيين من غزة عبر هجومه العسكري والحيلولة دون تصفية المقاومة المسلحة كفكرة بل تنشيطها.
وبطبيعة الحال فكل ما تقدم لا يعني عدم وقوع أخطاء أو عدم أحقية عامة الفلسطينيين والمستقلين وذوي الرأي بنقد الطوفان إيجابا وسلبا، ولا يعني أن المقاومة غير ملزمة بتقديم مراجعة شاملة للأسباب والأهداف والنتائج المرجوة والفارق بينها وبين ما تحقق.
أما السيناريو الثاني عند النقد، فهو افتراض البعض أن الطوفان عمل فدائي هجومي بحت وألا مؤشرات لمخطط إسرائيلي سابق له لضرب غزة، وافتراض أن دافع الطوفان المعلن من المقاومة هو نصرة الأقصى بصورة عامة وتعطيل قطار التطبيع العربي وإعادة القضية من الرفوف إلى الصدارة ومنع نسيانها. وهذه بطبيعة الحال أشياء ودوافع عظيمة لكنها لا تقارن في إلحاحها على المقاوم المقاتل مع السيناريو الاستباقي الدفاعي لردع العدوان الصهيوني المتوقع تنفيذه ضد غزة، ففي حال لم يكن هناك من الطوفان تصد دفاعي لمخطط إسرائيلي مباشر للهجوم على غزة فعندها على المقاومة الفلسطينية أيضا أن تقدم كل رؤيتها والدوافع والأهداف الفعلية التي كانت ترصدها من الطوفان، والفارق بين النتائج المرجوة والحقيقية ضمن مكاشفة كاملة مع الشعب الفلسطيني كله، ويحق أيضا للفلسطينيين نقد الطوفان سلبا وإيجابا في هذه الحالة مع تقديم مبرراتهم وشروحهم.
وأما السيناريو الثالث وهو الذي تندمج فيه العوامل الدفاعية بالهجومية من حيث الدوافع والمبررات، فأيضا لا بد هنا من مكاشفة ومراجعة شاملة من المقاومة ويحق للجميع النقد والتحليل وإبداء الرأي، ويشار إلى أن كل ما ذكر أعلاه في السيناريوهين السابقين يصلح أن يؤطر ضمن هذا السيناريو.
النقد والمراجعة لطوفان الأقصى على المستويين الفردي والجماعي لا ينتقصان من قيمة القائمين بالنقد أو من قيمة من يتم نقده ومراجعة تجربته، بل على العكس، فهذا يغني ويثري ويحسن الأداء في التجارب المستقبلية غالبا إن تمت مراعاة الظروف والأساسيات الأخلاقية للنقد والرد عليه والمراجعة، فكل شيء يحتاج نقدا ومراجعة حقيقية شاملة ومكاشفة من دون تخوين أو اتهامات متبادلة أو تشنج من أبناء القضية الواحدة، ويضاف إلى ذلك مراعاة حق الناس بحرية التعبير وبالتالي يجب دمج واجب المراجعة وحق النقد بما يخدم الحالة الفلسطينية.
وبطبيعة الحال أيضا فكل الآراء الفلسطينية الصادرة عن المقاومة أو العامة أو المستقلين وذوي الرأي وفقا لتلك السيناريوهات، وحتى تلك الآراء الكارهة للفلسطينيين وقضيتهم ومقاومتهم أو التي لا ترى من مبرر للطوفان والمقاومة المسلحة والعنيفة أو حتى الصادرة عن خصوم حماس السياسيين أو أعداء الشعب الفلسطيني، والتي تأتي عن سوء نية وبهدف تعزيز الخصومات المجتمعية والسياسية.. كل تلك الطروحات يجب تجميعها ودراستها وفلترتها وتحويلها إلى جملة أفكار يستطيع الفلسطينيون مقارنتها ومراجعتها عمليا والاستفادة منها لتحسين الأداء، بما يخدم المراحل النضالية اللاحقة في قضيتهم من خلال استيعاب النقد الداخلي من جهة، وكذلك معرفة النقد الخارج عن الصف الفلسطيني للتصدي له وفهم عقليات جميع الفاعلين وتوقع سلوكياتهم عند خوض أي تجربة نضالية من جهة أخرى، وإدماج ذلك كله بما يصوب العمل النضالي ويوجهه بشكل أفضل وفقا لمصلحة الفلسطينيين وقدراتهم الفعلية ومشروعهم التحرري.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة صحافة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نشاط الرئيس السيسي في القمة العربية لدعم القضية الفلسطينية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الرئيس عبد الفتاح السيسي أعمال القمة العربية غير العادية التي عُقدت بطلب من دولة فلسطين في العاصمة الإدارية الجديدة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن القمة شهدت نقاش القادة العرب بشأن سبل دعم القضية الفلسطينية، حيث أكدوا رفضهم المطلق لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو لتصفية القضية الفلسطينية، مشددين على ثبات الموقف العربي في ما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، كونه السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن القمة تناولت أيضًا استعراض واعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، حيث أعرب القادة العرب عن دعمهم الكامل لهذه الخطة، وهو ما تجلى في البيان الختامي للقمة.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس ألقى كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، أكد فيها على الثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية.
كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، "أنطونيو كوستا" رئيس المجلس الأوروبي، وذلك على هامش القمة العربية غير العادية
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد التأكيد على عمق العلاقات بين مصر والإتحاد الأوروبي، وحرص الجانبين على تعزيزها في كافة المجالات، خاصة الإقتصادية والاستثمارية، بما يتفق مع إتفاقية الشراكة الإستراتيجية والشاملة ومحاورها الستة. كما تناول اللقاء ملف الهجرة غير الشرعية، حيث أعرب المسئول الأوروبي عن تقديره للجهود الكبيرة التي تقوم بها مصر في هذا الصدد ونجاحها في منع خروج مراكب تحمل مهاجرين غير شرعيين من السواحل المصرية منذ عام ٢٠١٦، وذلك في الوقت الذي تستضيف فيه مصر ما يزيد عن تسعة مليون اجنبي من جراء الأزمات المختلفة، وهو الأمر الذي يتعين معه توفير كل الدعم اللازم لمصر.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، حيث إستمع رئيس المجلس الأوروبي إلى رؤية الرئيس بشأن سبل إستعادة الإستقرار الإقليمي، والجهود التي تقوم بها مصر لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث أكد رئيس المجلس الأوروبي على تقدير دول الإتحاد الأوروبي للدور الذي تقوم بها مصر سعياً لتنفيذ الإتفاق بشكل كامل. وفي ذات الإطار، شدد الرئيس ورئيس المجلس الأوروبي على ضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع بكميات كافية دون أي عراقيل، لضمان عدم تفاقم الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها أهالي القطاع طوال الأشهر الماضية، كما حذرا من مغبة إستئناف القتال والعنف في القطاع، لما سوف يترتب على ذلك من تهديد للسلم والأمن في المنطقة بأسرها.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس ورئيس المجلس الأوروبي حرصا على التأكيد على الرفض التام للاعتداءات الاسرائيلية بالضفة الغربية، كما شددا على رفضهما المطلق لمساعي تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وأكدا على ضرورة بدء جهود إعادة الإعمار بشكل فوري في القطاع دون تهجير سكانه، حيث أعرب رئيس المجلس الأوروبي في هذا الصدد عن الترحيب بإعتماد القمة العربية للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة. وفي هذا السياق، أكد الجانبان على أن إقامة الدولة الفلسطينية وفقًا لمقررات الشرعية الدولية تمثل الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط، وشددا على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته لتحقيق هذا الهدف.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً تطورات الوضع في سوريا ولبنان وليبيا والسودان والصومال، حيث تم التأكيد على ضرورة العمل على تسوية الأزمات بالطرق السلمية، بما يحفظ وحدة وسلامة وإستقرار تلك الدول الشقيقة.
كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء أكد على دعم مصر الثابت لوحدة واستقلال الدولة اليمنية وسلامة أراضيها، مع التأكيد على إرتباط أمن وإستقرار اليمن بالأمن القومي المصري وأمن المنطقة العربية والبحر الأحمر.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد على تأييد مصر لكافة الجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي للأزمة اليمنية، بما يلبي طموحات الشعب اليمني الشقيق وينهي معاناته الإنسانية، مؤكداً على أن مصر لديها القناعة الراسخة بأن الأزمة اليمنية لن تحل بإستخدام القوة، وإنما ينبغي التركيز على تحقيق تسوية سلمية سياسية تفضي إلى حل شامل ودائم لها.
وأوضح المتحدث الرسمي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أعرب عن شكره للرئيس ولمصر على جهودها في إستعادة الإستقرار في اليمن ودعم الشعب اليمني الشقيق، مشيدًا بإستضافة مصر للآلاف من اليمنيين الذين يتلقون معاملة مثلى من أشقائهم المصريين، مما يعكس عمق العلاقات التاريخية بين الشعبين.
كما ذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول سبل إستعادة الأمن والإستقرار في منطقة باب المندب، حيث تم التأكيد على أهمية وقف الهجمات التي تستهدف السفن التجارية في تلك المنطقة، خاصة بعد خسارة مصر لأكثر من سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس عام ٢٠٢٤ على إثر تلك الهجمات.
كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس اللبناني "جوزاف عون"،وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أكد على دعم مصر الدائم والثابت للبنان الشقيق، ولجهود الرئيس اللبناني نحو تحقيق الاستقرار والأمان للشعب اللبناني.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين مصر ولبنان في جميع المجالات، لاسيما في الجوانب الاقتصادية. وأوضح الرئيس إستعداد الشركات المصرية للانخراط بفعالية وكفاءة في عملية التنمية وإعادة الإعمار في لبنان، فضلًا عن إستعداد مصر لتقديم كافة سبل الدعم الممكنة لرفع كفاءة وتعزيز قدرات مؤسسات الدولة اللبنانية.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أكد أيضًا على دعم مصر لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، كما شدد الرئيسان على ضرورة الإنسحاب الفوري الكامل للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس اللبناني أعرب عن اعتزازه بلقاء الرئيس، مثمّنًا العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع مصر ولبنان، ومقدّرًا الدعم المصري المستمر للبنان وشعبه، كما أكد الرئيسان على تطلعهما لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات.
كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأوضح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد خلال اللقاء على دعم مصر الثابت والدائم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، كما أعرب عن رفض مصر، قيادةً وشعبًا، لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وكافة أشكال التصعيد الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مشدداً على إستمرار الجهود المصرية لضمان تنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، مشيرًا إلى أنه لا بديل عن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، بإعتبارها الضمانة الوحيدة لتحقيق الإستقرار والسلام الدائم في المنطقة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس أكد أيضًا على دعم مصر للسلطة الفلسطينية، واستمرار الجهود المصرية لتحقيق التوافق بين أطياف الشعب الفلسطيني، بما في ذلك إعلان تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، وإتمام باقي الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس ابو مازن في السلطة الفلسطينية، وتأكيده على إستحداث منصب نائب رئيس السلطة الفلسطينية ،وإصدار قرار بالعفو عن المفصولين من حركة فتح في إطار لم الشمل الفلسطيني، والتوصل إلى تفاهمات تُضمن حماية القضية الفلسطينية من التحديات الجسيمة التي تواجهها خلال هذه المرحلة التاريخية الدقيقة. ومن جانبه، اعرب الرئيس الفلسطيني عن تقديره وامتنانه للجهود المصرية المستمرة تجاه القضية الفلسطينية، والدور المحوري الذي تلعبه مصر في حماية مقدرات الشعب الفلسطيني.
كما إلتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد في مستهل المقابلة على حرص مصر على دعم الشعب السوري وتحقيق تطلعاته ومراعاة إرادته واختياراته لتحقيق الإستقرار والتنمية، منوهاً إلى أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة تتضمن كافة مكونات الشعب السوري ولا تقصي طرفاً.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس شدد في ذات السياق على حرص مصر على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، مؤكداً رفض مصر لأي تعدي على الأراضي السورية.
ومن جانبه أكد الرئيس السوري على حرصه على بدء صفحة جديدة من علاقات الأخوة مع الدول العربية وخاصةً مصر، مشيراً إلى رغبته في العمل المشترك مع مصر بما يحقق مصلحة البلدين والأمة العربية، ومثمناً الجهود المصرية الداعمة لوحدة وسلامة أراضي الدول العربية وإستعادة الإستقرار الإقليمي.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي،، بالرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أكد على دعم مصر الثابت للعراق وشعبه الشقيق، مشدداً على إستعداد مصر للانخراط في جهود التنمية بالعراق وتعزيز التعاون الثنائي معه في كافة المجالات، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة. من ناحيته، أكد الرئيس العراقي على حرصه على تكثيف التنسيق السياسي مع مصر، وتعزيز التعاون الثنائي في كافة المجالات، بما في ذلك في مجالات مكافحة الارهاب والثقافة، والبنية الأساسية والتجارة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيسين أكدا على موقفهما الداعم للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه المشروع في إقامة دولته على خطوط الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك كأساس للتوصل إلى السلام الدائم في المنطقة، فضلاً عن التأكيد على أهمية الشروع في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير أهله المقدمة من مصر واعتمدتها القمة العربية غير العادية اليوم.