2024-10-06@09:41:14 GMT
إجمالي نتائج البحث: 6

«قراءة فی موازین القوة بین علی ومعاویة»:

    سابعاً: علي يستخدم المبادئ والتصلب ومعاوية يستخدم السياسة والتكتيك ونحن نتابع مواقف علي -رضي الله عنه- ونقرأ سيرته وأحداثه ندرك أنه كان رجلاً تنفيذياً ميدانياً في الدرجة الأولى وليس رجل سياسة وتخطيط وحكمة، ولذلك كان يُغْلب في كثير من المحطات والمواقف، ولم يكن يقدر كثيراً منها حق قدرها، ومن تلك المواقف مثلاً عدم تقديره أبعاد وتبعات عزل معاوية من ولاية الشام رغم النصائح التي قدمت له من المغيرة بن شعبة ومن ابن عباس والتي كانت واضحة وضوح الشمس، وباعتقادي لو أنه لم يعزل معاوية عن الشام ما نافسه معاوية، ولما استخدم قميص عثمان للخروج عليه ومنافسته، ولما خيض كل ذلك الصراع. فلقد نصح عبدالله بن عباس، وكذلك المغيرة بن شعبة، علياً -رضي الله عنه- بعدم عزل معاوية من ولاية الشام،...
    خامساً: وهي القاصمة.. استقالة رئيس وزراء علي وابن عمه على الرغم من أن عبدالله بن عباس كان ابن عم علي -رضي الله عنهما-، ومن المناصرين له المشاورين له أيضاً، وهو أهم عمود في دولة علي بعد علي؛ فهو يعتبر الرجل الثاني في الدولة، وهو البنك المركزي لدولة علي وبمثابة رئيس الوزراء أو وزير المالية، إلا أنه خذل علياً في اللحظة الحاسمة، وقدم استقالته وانسحب من صفوفه في أكثر الأوقات حرجاً، ومثل انسحابه من صف علي أكبر ضربة قاصمة لدولة علي، وعلى ما يبدو من خلال الأسباب التي ساقتها بعض الروايات لذلك فقد نفهم أنه ربما كان ينتظر أدنى سبب، أو مأخذاً من طرف علي لينسحب من صفوفه، فكان يبدو أنه مل من الوقوف إلى جانبه وعدم استماعه إلى نصحه ومشاوراته...
    سادساً: معاوية يستقطب الدهاة ويستعملهم ويقربهم وعلي لا يسمع لهم ويبعدهم تعادل فريق معاوية وعلي في عدد دهاة الشخصيات؛ فقد كان معاوية من أدهى دهاة العرب، أضيف إليه داهية آخر هو عمرو بن العاص، وسيرا كل محطات المواجهات بينهم وبين علي بحكمة وحنكة سياسية، ومكر وخديعة، ولم يتركا وسيلة من وسائل المكر والاستقطاب والتهديد والوعيد واللين والجذب والخديعة إلا واستخدماها، ونجحا بذلك أيما نجاح، وتغلبا على دولة علي، وفي النهاية آلت إليهما الدولة وكسبا المعركة والرهان. في صف علي كان قيس بن عبادة، وهو داهية العرب الثالث، الذي قال: "لولا الإسلام لمكرت مكراً لا تطيقه العرب"، ومعه ابن عباس والأشتر النخعي، وهذان الأخيران يعدلان عمرو بن العاص لولا أن علياً يغلبهم على آرائهم ولم يستمع إلى أحد منهم، وعلى الحياد...
    ثالثاً: جَلَد أهل الشام وتخاذل أهل العراق من خلال قراءة الحالة العسكرية بين الطرفين؛ طرف أهل الشام مع معاوية، وطرف أهل العراق مع علي، لم يسجل المؤرخون حادثة ناهيك عن حوادث لأهل الشام أنهم تخلوا عن معاوية، أو تذمروا عليه، أو خذلوه؛ بل على العكس من ذلك تماماً فقد كانوا ملتفين حوله أيما التفاف، وتعاضدوا معه تعاضداً كبيراً، والقوم ليسوا أهل بيع وخذلان، وقد خبرهم معاوية منذ زمن بعيد حين تولى ولايتهم فقرّب وأبعد، وأسس وألّف، واستقطب وجمع حوله أهل الرأي والمشورة والقوة، فقد كان رجلاً كثير المشورة رغم دهائه المعروف، وكان لا يستنقص رأياً ولا يكتفي برأيه، بعكس علي -رضي الله عنه- الذي كان يكتفي برأيه ومشورته قليلة جداً، وقد كان يغلبه على رأيه واستشارته شابان طريان لما تنضجهم...
    ثانياً: حالة الجيش بين علي ومعاوية من المعلوم أن جيش المسلمين أثناء الفتنة كان مرابطاً في الثغور والأمصار التي فتحها، ومنهم من كان بعيداً جداً، فمن ناحية تذكر بعض الروايات أن عثمان -رضي الله عنه- كتب إلى الأمصار مستنجداً بالجيوش لوأد الفتنة وتخليص المدينة من الانقلابيين، ومن ناحية أخرى تذكر روايات عكس ذلك تماماً أنه رفض الاستنجاد بهم لأنه لم يكن يتصور أن يصل الأمر إلى ما وصلت إليه، بينما هناك روايات ثالثة تقول إن الرسل الذين أرسلهم إلى الولايات تم كشفهم من قبل المتمردين والتقطع لهم ولم يصلوا وجهتهم، وبذلك أفشل المتمردون خطة عثمان في الاستنجاد بأمراء الأمصار، وسنجد مثل هذا الأمر حتى في عهد علي وهو يرسل الأمراء لبعض الولايات يتم التقطع لهم وردهم عن البلوغ إلى غاياتهم...
    شاهد المقال التالي من صحافة اليمن عن لماذا حسم معاوية المعركة لصالحه؟ قراءة في موازين القوة بين علي ومعاوية 1 6، نحن اليوم إذ نخوض فيما دار بين الصحابة من معارك على السلطة لتثبيت الدولة لم نكن شهود عيان بينهم، بل نستقرئ التاريخ والأحداث التي كانت بينهم من .،بحسب ما نشر المشهد اليمني، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات لماذا حسم معاوية المعركة لصالحه؟.. قراءة في موازين القوة بين علي ومعاوية (1-6)، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا. لماذا حسم معاوية المعركة لصالحه؟.. قراءة في موازين... نحن اليوم إذ نخوض فيما دار بين الصحابة من معارك على السلطة لتثبيت الدولة لم نكن شهود عيان بينهم، بل نستقرئ التاريخ والأحداث التي كانت بينهم من خلال...
۱