2024-12-23@11:27:07 GMT
إجمالي نتائج البحث: 9
«الفکر اللیبرالی»:
كتاب التخلص من أوهام التقدم لريموند أرون كتاب مهم جدا و لا تقل أهميته عن كتابه أفيون المثقفين إلا أن كتابه التخلص من أوهام التقدم يكاد يكون واقع في الظلال رغم أهميته و رغم فرادة معلوماته و علومه التي تحتاج إليها ساحتنا السودانية. في الحقيقة عدم وصول كتاب التخلص من أوهام التقدم الى ساحتنا السودانية تكاد تكون كامنة في طبيعة كتابه نفسه أي ريموند أرون فهو كعالم إجتماع و فيلسوف و إقتصادي و مؤرخ و بسبب إهتمامه بتطور الفكر في الساحة الفرنسية و جد نفسه واحد ضد الكل إبتداءا من وقوفه ضد أستاذته و نقده للا مبالاتهم بقضايا تطور الفكر في فرنسا و هذا ما فرض على ريموند أرون عزلة وجد نفسه قد فقد كل أصدقاءه بسببها و لكنه كان...
طاهر عمر من الملاحظ عندنا أن النخب السودانية تحتاج أن تتصالح مع الفكر الليبرالي و تطور مفاهيمه و هذا التصالح يحتاج لمراجعة مهمة تتجاوز الأحكام المسبقة على الحضارة الغربية و مراجعة العداء الدائم لها و أنها عدو دائم لا ينبغي مهادنته. التعاطي للعداء الدائم للحضارة الغربية نجده يمثل نتاج أزمة حضارة عربية اسلامية تقليدية يجسدها أتباع أحزاب اللجؤ الى الغيب أي أتباع أحزاب الطائفية و أتباع حزب المرشد و أتباع الختم و كذلك أتباع الماركسية الرسولية التي تعكس وجه النسخة المتخشبة من الشيوعية السودانية. و تحدث عن العداء الدائم للحضارة الغربية عالم الإجتماع الفلسطيني هشام شرابي في كتابه المثقفون العرب و الغرب محاولا معالجة أزمة المثقفين العرب في علاقتهم مع الغرب و في نفس الوقت محاولا فتح نافذة...
لماذا الليبرالي العربي رخيص وهش الفكر
طاهر عمر الإقتصاديون و علماء الإجتماع و المؤرخون غير التقلديين و الفلاسفة يدركون أن الفكر الليبرالي يتعرض لهزات تكاد تقضي على مسيرته إلا أنه يخرج من كل تجربة صعبة أكثر قوة و أكثر حيوية في قدرته على معالجة ما يتجدد في وجه المجتمع البشري كظاهرة و هو الأقدر على ترجمة إيقاع معادلة الحرية و العدالة و هي تسوق مسيرة البشرية كمسيرة تراجيدية و مأساوية و لها القدرة على مجابهة المتجدد من المصاعب المتجددة التي تمسك بتلابيب بعضها البعض في صيرورة و في تلازم بلا قسور مع تاريخ الإنسانية في إنفتاحه على اللا نهاية بعكس الهيغلية و الماركسية في إعتقادهما في عقل يسوق نحو نهاية متوهمة للتاريخ و هيهات. قوة الفكر الليبرالي تكمن في هشاشته مثل مقولة إستقامة القوس في...
طاهر عمر الناقد السعودي عبد الله الغذامي من القلائل الناجين من سطوة روح القطيع في مجتمع عربي تقليدي يتجلى ذلك في حديثه عن تقدم الشعب و سقوط النخب و في حديثه عن التحول الديمقراطي و إستعداد الشعب للتحول نحو الديمقراطية و يزيد إحترامك لأفكاره أنه نبع من بيئة يندر أن يخرج من طياتها بما خرج به عبد الله الغذامي من أفكار في دفاعه عن إستعداد الشعب للتحول الديمقراطي و عجز النخب و سقوطهم. عبد الله الغذامي في كتاباته و نقده الثقافي يحفر بروح الاركولوجي الدقيق ليكتشف ظاهرة المجتمع البشري منذ ليل الحياة و عقلانية الفرد و أخلاقيته و يربطها بدور الإنسانية التاريخية و الإنسان التاريخي و يأمل أن تساعد المجتمع العربي التقليدي في فك طوقه و الشب عنه ليلحق...
طاهر عمر الديمقراطية لها علاقة طردية مع الرأسمالية و عكسية مع الماركسية و الرأسمالية عرفت بالعقلانية عند ماكس فيبر و إستدل على عقلانيتها لأنها لم تستوعب بعد وسط نخب المجتمعات التقليدية كحال نخب السودان لذلك فشلت النخب السودانية في إنزال الديمقراطية على أرض الواقع خلال ثلاث ثورات قام بها الشعب السوداني في اكتوبر 1964 و ابريل 1985 و ثورة ديسمبر و شعارها الليبرالي حرية سلام و عدالة إلا أن النخب السودانية عجزت عن مواجهة التحدي و التغلب عليه لأنها خالية الوفاض من الفكر الليبرالي الذي حورب من قبل النخب في العالم العربي و الإسلامي منذ ما يقرب القرن و نصف أي منذ ما يعرف ببداية النهضة العربية و الإسلامية و روادها و قد وضعوا شروط قد أصبحت أكبر حائط...
في هذا المقال أريد أن أنبه الى أن التحول الهائل في المفاهيم في المجتمع الحديث يحتاج لدقة عالية في مراقبته بل التنبؤ به كما نجده في جهود علماء الاجتماع و الاقتصاديين و كيف يمكن طرح الأفكار التي تحتاج لعقود من الزمن حتى تتضح ملامحها مثلا منذ عام 1922 بعد نشر أفكار ماكس فيبر و كيف إنتقد ماركسية ماركس إحتاجت لزمن طويل جدا حتى تتضح الرؤية و ينضج الهدف و ينهار جدار برلين عام 1989 و يصادف إحتفالية مرور قرنيين من الزمن على الثورة الفرنسية و ما أنتجته من أفكار تتعلق بقيم الجمهورية و مواثيق حقوق الانسان التي عجزت عن تحقيقها المجتمعات التقليدية. في نفس الوقت نجد في أفكار ماكس فيبر حديثه عن زوال سحر العالم و نهاية الايمان التقليدي و...
عمر إستقلال السودان سته عقود و يزيد نجدها نفس عقود التيه و الضلال التي عاشتها اوروبا و هي عقود نهاية الليبرالية التقليدية و قد بدات عام 1870 و لم تاخذ نهايتها إلا عام 1929 عام الكساد الاقتصادي العظيم. لم تنجز النخب السودانية أي شئ يذكر فيما يتعلق بإستيعاب التحول الهائل في المفاهيم. عندما بدأت الليبرالية التقليدية تهتز و قبل سقوطها النهائي كانت هناك هزات و تحولات عميقة قد رصدها علماء الاجتماع و المؤرخيين و الاقتصاديين و لكن حتى تصبح فكرا متبلور أحتاجت لعقود وصلت للستة عقود و بعدها ظهرت محاولات المؤرخيين و خاصة مدرسة الحوليات الفرنسية و قد طلبت من النخب دراسة التاريخ الاقتصادي و التاريخ الاجتماعي لمجابهة التحولات الفكرية الهائلة. و كان أول من إستجاب للطلب جون ماينرد كينز...