أطعمة طبيعية للتخلص من التوتر وتحسين المزاج
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
نحن ندرك بالفعل أن ما نأكله يؤثر على أجسامنا، ولكن هل للطعام الذي نتناوله ذلك التأثير الكبير على مزاجنا وصحتنا النفسية؟
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن خياراتنا الغذائية اليومية تلعب دورا محوريا في صحتنا النفسية، إذ تساهم في تحسين المزاج، وتقليل القلق، والوقاية من الاكتئاب. ويبرز مجال الطب النفسي التغذوي أهمية العناصر الغذائية في دعم وظائف الدماغ، وخاصة في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالراحة والرفاهية.
وتؤكد الدراسات أن التنوع الغذائي وتناول أطعمة غنية بالمغذيات يعززان الحالة المزاجية، ويحسنان الإدراك، ويخففان من أعراض القلق والاكتئاب، وهذا يبرز تأثير النظام الغذائي المتوازن على صحة العقل، تماما كما يؤثر على صحة الجسم.
كيف تتحدث أمعاؤك إلى دماغك؟أوضحت الدكتورة أوما نايدو، مختصة التغذية النفسية ومديرة قسم التغذية ونمط الحياة بمستشفى ماساتشوستس العام، أهمية النظام الغذائي في دعم الصحة العقلية والتخفيف من القلق، حيث تصفه كأداة قوية لتهدئة العقل وتحسين المزاج. في كتابها "تهدئة عقلك بالطعام" (Calm Your Mind with Food)، تتناول نايدو العلاقة بين الدماغ والأمعاء، مشيرة الى ارتباط الجهاز الهضمي ارتباطا وثيقا بالجهاز العصبي المركزي، والذي يُفسر لماذا قد تظهر مشاعر القلق على شكل اضطرابات في المعدة.
كما تشير إلى أن إنتاج السيروتونين، وهو ناقل عصبي حيوي لتنظيم المزاج، يتم غالبا في الأمعاء، وهذا يعزز دور الأمعاء كـ"الدماغ الثاني" في الجسم. هذا يعني أن صحة الأمعاء وبيئتها الدقيقة، مثل توازن البكتيريا المفيدة فيها، يمكن أن تؤثر مباشرة على الحالة النفسية للفرد.
نظام غذائي مضاد للقلقإن الأطعمة التي نتناولها يمكن أن يكون لها تأثير عميق على الميكروبيوم (البكتريا والفيروسات والفطريات التي تعيش في أمعائنا). ويقترح الطب النفسي التغذوي نظاما غذائيا يحتوي على أطعمة تساعد في تهدئة العقل والتقليل من التوتر. إليك بعض الأمثلة المفصلة عن هذه الأطعمة وفوائدها النفسية:
الشوكولاتة الداكنةيمكن لمكعبات الشوكولاتة الداكنة أن تحسن حالتك المزاجية بشكل ملحوظ، فهي غنية بالحديد والبوليفينول، وهما مركبان نباتيان يقدمان العديد من الفوائد الصحية. وتظهر الدراسات وجود ارتباط بين نقص الحديد وزيادة القلق، بينما يثبت الكاكاو تأثيره الإيجابي على تحسين الحالة المزاجية. ولضمان امتصاص أمثل والاستفادة القصوى من الحديد، يُنصح بتناول الشوكولاتة الداكنة مع الفواكه الحمضية، حيث تحتوي على فيتامين سي الذي يعزز امتصاص الحديد. ابحث عن الشوكولاتة الطبيعية بنسبة كاكاو 75% أو أكثر، فهي الأكثر فائدة لصحتك.
مكعبات الشوكولاتة الداكنة يمكن أن تحسن حالتك المزاجية بشكل ملحوظ (بيكسلز) الخضروات الورقيةالخضروات الورقية، مثل الكرنب والسبانخ والبروكلي، تعد مصدرا غنيا بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الدماغ، حيث تحتوي على فيتامين "كيه"، واللوتين، وحمض الفوليك، وبيتا كاروتين، وجميعها تساعد في إبطاء التدهور المعرفي.
الخضروات الورقية تعد مصدرا غنيا بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الدماغ (وكالة الأنباء الألمانية)كما أن هذه الخضروات غنية بالألياف والحديد ومضادات الأكسدة، بما في ذلك اللوتين الذي أظهرت بعض الدراسات تأثيره في تقليل الاكتئاب لدى الفئران. وتوصي الدكتورة أوما نايدو بإدراج الخضروات الورقية بألوان متنوعة في النظام الغذائي، إما بإضافتها للسلطات أو بطهيها على البخار، كما يمكن استخدامها في الحساء، لتحقيق أقصى استفادة لصحة الدماغ والمزاج.
الشاي الأخضرأوضحت الدكتورة أوما نايدو أن شرب الشاي الأخضر يوفر تأثيرا مهدئا يمتد إلى ما هو أبعد من الشعور الفوري بالاسترخاء الناتج عن احتساء مشروب دافئ. يعود هذا التأثير إلى احتواء الشاي الأخضر على مضادات أكسدة قوية، مثل الـ"إبيجالوكيتشين غالات" والثيانين، وهو حمض أميني ثبتت فعاليته في تقليل التوتر والقلق وتحسين الاسترخاء.
شرب الشاي الأخضر يوفر تأثيرا مهدئا لتضمنه مكملات الثيانين التي تقلل من الأعراض المرتبطة بالقلق (شترستوك)ووجدت دراسة يابانية أن مكملات الثيانين تقلل من الأعراض المرتبطة بالقلق، مثل الاكتئاب، بينما كشفت دراسة أجريت في 2017 أن تناول 200 مليغرام من الثيانين يعزز الشعور بالهدوء ويقلل من التوتر. ورغم احتوائه على كميات منخفضة من الكافيين (حوالي 30-50 مليغراما لكل كوب)، فإن نايدو تنصح بالحفاظ على استهلاك الكافيين تحت 400 مليغرام يوميا لتجنب أي زيادة في التوتر، وتجنب تناوله في وقت متأخر لضمان نوم جيد.
الأفوكادويحتوي الأفوكادو على مجموعة من العناصر الغذائية الأساسية، بما في ذلك الألياف، والبوتاسيوم، وفيتامين "إي"، والمغنيسيوم، الذي يرتبط نقصه أحيانا بالاكتئاب. وتشير بعض الأبحاث إلى أن المغنيسيوم قد يساعد في تخفيف أعراض القلق، وينصح الخبراء بتناول ربع إلى نصف حبة أفوكادو صغيرة عدة مرات أسبوعيا، ويمكن الاستمتاع بها بإضافتها إلى البيض المخفوق أو تحضير خبز محمص بالأفوكادو. ووفقا للدكتورة نايدو، يعتبر الأفوكادو "غذاء قويا" لتوفيره كميات كبيرة من المغذيات الدقيقة والعناصر الضرورية بكمية صغيرة.
تناول ربع إلى نصف حبة أفوكادو صغيرة عدة مرات أسبوعيا يخفف من أعراض القلق (بيكسابي) أوميغا 3تعتبر الأحماض الدهنية أوميغا 3 ضرورية لصحة الدماغ، حيث تعمل على تقوية الأغشية الخلوية وتعزيز الاستجابة العصبية، وتلعب دورا في تقليل الالتهابات وتحسين التركيز وتقليل أعراض القلق والتوتر.
يمكن الحصول على أوميغا 3 بشكل طبيعي في مصادر غذائية عديدة مثل الأسماك الدهنية (مثل السلمون)، وبذور الشيا، وبذور الكتان، والجوز، وهي مصادر يوصى بتناولها بدلا من الاعتماد على المكملات الغذائية، إذ تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الفوائد المكتسبة من أوميغا 3 تكون أكثر تأثيرا عند الحصول عليها من الأطعمة الكاملة.
خبراء التغذية يوصون بتناول السلمون والجوز بدلا من الاعتماد على المكملات الغذائية (دويتشه فيله)وللحصول على الجرعة المثلى من هذه الأحماض الدهنية، يوصي الخبراء بإدراج السلمون ضمن النظام الغذائي لمحبي الأسماك، بينما يمكن للنباتيين إضافة ربع كوب من البذور، مثل الشيا أو الكتان، يوميا إلى السلطات، والعصائر، أو دقيق الشوفان للحصول على الفوائد المتعددة لأوميغا 3.
اختيار الأطعمة المناسبة لكل وقت في اليومتُظهر الدراسات أن توقيت تناول الطعام يلعب دورا هاما في تعزيز الصحة النفسية، حيث يمكن للأطعمة المختلفة أن تساهم في تحسين المزاج والتركيز حسب وقت تناولها على مدار اليوم.
صباحا، يوصى بتناول أطعمة غنية بمضادات الأكسدة والكافيين المعتدل، مثل الشوكولاتة الداكنة أو الشاي الأخضر، إذ تساعد هذه المكونات في بدء اليوم بتركيز عالٍ وحالة ذهنية هادئة.
أما في فترة الظهيرة، فيُفضّل تناول وجبات غنية بالخضراوات الورقية التي تحتوي على حمض الفوليك والمغنيسيوم، ما يسهم في استقرار المزاج خلال اليوم.
أما في المساء، فيوصى بأطعمة مهدئة مثل الأفوكادو وبذور الشيا، التي تحتوي على الأوميغا 3 والمعادن المهدئة، وهذا يساعد على الاسترخاء والتهيئة لنوم مريح.
في النهاية، يعد الاهتمام بالتغذية العقلية من أهم الخطوات نحو تعزيز الصحة النفسية. وباتباع نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية المفيدة، يمكن تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق بشكل طبيعي، وهذا يساهم في حياة يومية أكثر راحة وطمأنينة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الشوکولاتة الداکنة الخضروات الورقیة النظام الغذائی الشای الأخضر تحسین المزاج أعراض القلق لصحة الدماغ تحتوی على أومیغا 3 إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يساعد جل الصبار في تقليل ظهور حب الشباب؟ 5 طرق للتخلص من البثور
يُعرف جل الصبار بخصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا، ويمكن أن يساعد في تقليل حب الشباب عن طريق تهدئة الاحمرار ومحاربة البكتيريا المسببة لحب الشباب وتسريع شفاء الجلد.
قد يكون التعامل مع حب الشباب أمرًا محبطًا، سواء كان ذلك بسبب ظهور حب الشباب من حين لآخر أو بسبب شيء أكثر استمرارًا، فإن إيجاد الحل المناسب غالبًا ما يشبه التجربة والخطأ، وسط كل الكريمات والعلاجات المتوفرة، ربما سمعت عن جل الصبار باعتباره علاجًا طبيعيًا، ولكن هل يعمل حقًا؟
الصبار، الذي يُطلق عليه غالبًا "النبات المعجزة"، هو نبات يستخدمه الكثيرون لتهدئة البشرة منذ قرون، فمن تهدئة حروق الشمس إلى ترطيب البشرة الجافة، يبدو أنه قادر على فعل كل شيء، ولكن عندما يتعلق الأمر بحب الشباب، إلى أي مدى يمكن لهذا النبات أن يساعد حقًا؟
يُعرف جل الصبار بخصائصه المضادة للالتهابات والبكتيريا والشفائية، مما يجعله خيارًا جذابًا للبشرة المعرضة لحب الشباب، وفقًا لدراسة أجريت عام 2014 ونشرت في مجلة Journal of Dermatological Treatment، فإن جل الصبار مع التريتينوين (علاج موضعي لحب الشباب) قلل بشكل كبير من آفات حب الشباب مقارنة بالتريتينوين وحده، يبدو أن الخصائص المهدئة للصبار تساعد في تقليل الالتهاب مع دعم عملية الشفاء الطبيعية للبشرة.
يوضح الدكتور جوشوا زيشنر، طبيب الأمراض الجلدية المعتمد ومدير الأبحاث التجميلية والسريرية في مستشفى ماونت سيناي: "يحتوي الصبار على مضادات الأكسدة والإنزيمات والفيتامينات A و C. يمكن أن تساعد هذه المكونات في تهدئة البشرة المتهيجة وتقليل الاحمرار وترطيبها دون انسداد المسام، وهو أمر بالغ الأهمية للأشخاص المعرضين لحب الشباب".
نظرًا لكونه خفيف الوزن وغير مسبب للرؤوس السوداء، فهو يرطب البشرة دون أن يسد المسام، مما يجعله مناسبًا حتى لأنواع البشرة الدهنية.
كيف يساعد جل الصبار في علاج حب الشباب
إليك كيف يعمل جل الصبار على علاج حب الشباب:
1. يخفف الالتهاب: يحتوي الصبار على مركبات مثل الجبرلين والسكريات المتعددة التي تقلل التورم والاحمرار المرتبط بحب الشباب.
2. تأثير مضاد للبكتيريا: تعمل الصابونينات الطبيعية وحمض الساليسيليك الموجودة في الصبار على استهداف البكتيريا المسببة لحب الشباب، وخاصة بكتيريا بروبيونيباكتيريوم حب الشباب.
3. يعزز الشفاء: يعمل الجل على تسريع عملية التئام الجروح، مما يقلل من خطر ظهور الندبات بعد ظهور البثور.
4. يوازن إنتاج الزيت: يرطب الصبار البشرة دون أن يترك بقايا دهنية، مما يساعد على تنظيم مستويات الزيت في البشرة.
تقول الدكتورة ويتني بوي، طبيبة الأمراض الجلدية ومؤلفة كتاب "جمال البشرة المتسخة": "على الرغم من أن الصبار لن يعالج حب الشباب الشديد، إلا أنه خيار لطيف وفعال لتقليل الالتهاب وتعزيز إصلاح الجلد عند استخدامه جنبًا إلى جنب مع علاجات أخرى".
كيفية استخدام جل الصبار لعلاج حب الشباب
ولدمج جل الصبار في روتين العناية بالبشرة، إليك بعض الطرق السهلة:
- جل الصبار النقي: استخدم الجل الطازج مباشرة من النبات أو اشتر جل الصبار النقي بنسبة 100% بدون إضافة مواد كيميائية. ضع طبقة رقيقة لتنظيف البشرة.
الصبار وزيت شجرة الشاي: للحصول على فوائد مضادة للبكتيريا بشكل أكبر، امزجي بضع قطرات من زيت شجرة الشاي مع الصبار وطبقيه كعلاج موضعي.
قناع مع منزلي بالعسل: امزجي جل الصبار العسل المعروف بخصائصه المضادة للميكروبات، اتركي القناع على وجهك لمدة 15 دقيقة قبل شطفه.
- العلاج الليلي: ضعي طبقة رقيقة من جل الصبار قبل النوم لتقليل الالتهاب أثناء النوم.
- معجون الصبار والكركم: اخلطي جل الصبار مع قليل من الكركم لتعزيز خصائصه المضادة للالتهابات.
5 طرق إضافية لعلاج حب الشباب بشكل طبيعي
إذا كنت تبحثين عن مكملات الصبار، فجربي هذه الطرق التي أوصى بها أطباء الجلدية:
- قناع العسل والقرفة: أظهرت الدراسات المنشورة في مجلة العلاجات التكميلية في الطب أن العسل له خصائص مضادة للبكتيريا. يمكنك تناوله مع القرفة للحصول على قناع قوي مضاد لحب الشباب.
- الشاي الأخضر كتونر: الشاي الأخضر غني بمضادات الأكسدة، وهو يقلل من إنتاج الزيوت. يقترح الدكتور زيشنر استخدام الشاي الأخضر المبرد كتونر طبيعي.
- العلاج بالثلج: لف مكعب من الثلج في قطعة قماش نظيفة ثم ضعه على البثور الملتهبة لتقليل التورم.
- اتباع نظام غذائي متوازن: تجنب الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع مثل الخبز الأبيض والوجبات الخفيفة السكرية، والتي ترتبط بتفاقم حب الشباب، تناول المزيد من الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3، مثل السلمون والجوز، لتأثيراتها المضادة للالتهابات.
- خل التفاح (المخفف): يمكن لهذا القابض الطبيعي أن يوازن درجة حموضة الجلد ويقلل من البكتيريا، استخدميه باعتدال لتجنب تهيج الجلد.
تحذر الدكتورة شاري مارشباين، طبيبة الأمراض الجلدية في مدينة نيويورك: "العلاجات الطبيعية مثل الصبار رائعة لعلاج حب الشباب الخفيف، ولكن إذا كنت تعانين من حب الشباب الكيسي أو الهرموني، فقد تكون العلاجات الموصوفة أو التدخلات المهنية ضرورية".
المصدر: timesnownews.