2025-02-15@15:53:55 GMT
إجمالي نتائج البحث: 8
«الغ رباء»:
الكاتب: حمد الناصري بعد تفرّق جموع الوفود الذين حضروا لمؤازرة "ثابت" وتنصيبه كزعيم لسيح المالح المُتحد، أثيرتْ فوضى في مُجتمع الحارات العشر، وخلقَ الرجال المُؤازرين لزعامة ثابت اختلافاً كبيراً، وبدت فجوة غائبة بين رجال سيح المالح المُتحد. قال أحد رجال الحارة التاسعة: ـ كيف لأقوام غُرباء يَستضعفونا على أرضنا فنَخْطُب وُدّهم لإسْكات الذين أثاروا نزعة القومية ونَتّهم عُروبتنا ، بإثارة القلاقل ونَصِف قومَنا بالخيانة ، ونستبدلهم بالذين هم أدنى جواراً لنا ، ونتخذهم أخِلاّء لكيْ تستقرّ أحوال مُجتمعاتنا وإنْ لم نفعل فلا يكن استقراراً مُطلقاً ، فالخونة من بيننا، والحقيقة أننا صِرْنا نُحارب بعضنا البعض بالشكّ والرّيْبة والتخوين ، نَفتن بعضنا لتتحوّل نفوسنا من سَليمة إلى بَغيضة وما اسْتَحسنته عُقول الغُرباء ، ولذلك تركناهم يَعبثون بحياتنا ، وكِلا...
بقلم / حمد الناصري توقّف "ثابت" قليلاً وأطرق برأسه ، وأخذ يُفكر .. كيف أُدْخِل فكرة أنّ الغربيين لا يَسْعون لتأثير مُعتقداتهم على أمّة الأعراب وأنّ الشرقيين هم سبب هذه الأفكار وانتشارها.!؟ لا بُد من سرد حكاية مُعَقّدة ، مَحبوكة بأداء مُتقن من الكذب والزيف والتهويل ، ولا بُدّ من صِناعة ربكة أُدِيْن فيها إنسانية الشرقيين ونظرتهم إلى مُستقبلنا. ـ أيها الرجال، تعلمون بأنّ الشرقيين بهم كِبْر وعِناد شديد ، يُدافعون عن أفكارهم بشكل أعمى ويَفرضون علينا آراءهم وما يُؤمنون به.. فإنِ اتّبَعت ما يُؤمنون به فأنت صديق وقريب وإنْ خالفتهم فأنت عَدو وخَصْم.؛ لا يَعتبرون تأريخنا مرجعاً ولا ثقافتنا مَصدراً ، ومنذ بعيد هم قوم لُد ، وفلسفتهم أنّ الكون انبثق من العَدم ويسير وفق طبيعة...
حمد الناصري قال الرجل الذي كان يُمنيه "فالع" بأنْ يكون خليفته من بَعده، في سيح المالح المُتحد، أمام جمع من أتباعه، تحَلَقوا حوله: ـ لا أبالغ في صراحتي.. بأنه قد ارتكبنا خطأ جسيمَا كان بالإمكان تجنبه فقط لو أدركنا عواقبه وما نتوجّس منه من خوف وتوقع، فحينما كان البعض يَهتمون بإرضاء جميع الغُرباء، نسينا أهم ما يَجمعنا وهذا خطأ كبير فغايتنا ليس إرضاء الغُرباء بقدر أنْ نصل إلى التوافق في أهدافنا ، فإذا اختلفنا معهم فلا بأس لأنّ ذلك ما يستحقونه؛ ولن نُعادي من أختلف معنا في الغاية المنشودة ، ولا نُبَيّت له ولغيره شرًا أو خُصومة ، وإنّما نُفرد له وسيلته أخرى ، ونبسُط له فيها مآربنا ، ومن خالف وامْتنع ، فقد أجْرم في حقّ نفسه وأهله ودياره...
الكاتب : حمد الناصري ترأس فالع " الزعيم الجديد " لسيح المالح المتحد" اجتماعاً مُوسعاً للحارات العشر، وقد تحدّث بثقة، مُبدياً اسْتعداده للوقوف في وجه الغُرباء ذو الوجوه الحُمر المُكتنزة والتحقيق في اختفاء أخيه "فلوع" حرصاً على مصلحة سيح المالح المُتحد وتماسكه و وحدته : ـ أشكركم على اختياركم لي لهذه المُهمة الصعبة والمسؤولية الجسيمة، ولأنّ المُتحد قام على الشُورى وما أجْمَع عليه الرجال ، فإني أجد نفسي مُلزماً بما أجمعوا عليه ومُلتزماً بمبادئ وأسُس لِلمُتحد ، وأُشِيد بوقفتكم واختياركم لبقاء المُتّحد ثابتاً ، قائماً كما شرعتم في بنائه. وأرى أنّ علينا تكليف مجموعة من رجالنا يتولُّون مسؤولية البحث والتقصّي عن أخي غير الشقيق فلّوع.. ثم نعرض ما يُقدموه من تفاصيل إلى مجلس كبار المُتحد، لِتَنظر كيف يُمكن تسيير...
حمد الناصري وصَل خبر رفض شيخ سيح المالح المُتّحِد السماح للغُرباء بإقامة جديدة بأطراف سيح المالح أو حتى تغيير مُسمى الطرف إلى حيّ أو حارة إليهم مِمّا يعني أنّ فعلهم ذلك يُعَدّ مَساساً بجزء من تُراب سيح المالح المُتحد. ثار غضب الغُرباء واستاءوا وأجمعوا على إقامة الحيّ غصباً عن المُتحد، و جاء الرد الغاضب على لسان كبيرهم : ـ إنّا نعدل عن الاتفاق مع حيّكم المالح ، فبيننا وبينكم عهد أبْرَمْناه ولكنكم تنقضوه وتعدلون عمّا اتفقنا عليه ، ولذلك فنحن نعدل عمّا غفلنا عنه .. ولن نسمح بإقامة اتحاد سالف الذكر، فاتّحادكم المزعوم جزء لا يتجزأ من الوادي الصغير وأنّ قرية الأعلى بالوادي هي أقرب شَفعاً بضم حيّكم إليها. ومن هذه اللحظة نُعلن بأننا نتخلىّ عن حمايتكم،...
الكاتب: حمد الناصري قال حمود وهو يمسح دمعة عينيه: ـ كانت أمكّ خديجة ذات موهبة رائعة ، كانَت لديها قوة فائقة على التنبؤ ، وقُدرة خارقة من العزم ولديها قوة وصَلابة، جريئة وشُجاعة ، شديدة الاعتداد بتراث القرية تعتزّ بالقِيَم وما ورَثته من أهلها ،كُفْؤةٌ كالرجال ، عزيزة وكريمة في نواياها ، عصيّة على الغُرباء ، حدسها لا يُخيّبها أبداً وظنّها لا يُخطئها .. تُؤمن بِمَبدأ التعايش دون تفريط في قِيَم الايمان.. وتُعْطي لكل شيء مِقْدار، لا إفراط فيه ولا تفريط.؛ قالت أُمّك ذات مرّة وهي حاملٌ بك .. ربّي لا تَخفى عليك خافية ، صغيرة أو كبيرة .. تَعلم ما في بطني ، وتعلم صِدقي ومشاعري وما أخفيتُه وما أَعْلنته ، وإني نذرتُ عُمرهُ ونقاءهُ ومَشاعره...
الكاتب: حمد الناصري وفي وثيقة سرية ، كشفتْ بأنّ الغُرباء توعّدوا أهل قريتنا بالشرّ والسُوء وأغلظوا في حِقْدهم .. فقال كبيرهم "سنجعل القرية العالقة وقرية البحر وساحلها الطويل والرمال الناعمة والاخوار المُهادنة قرى صغيرة مُقطّعة الأرض والبحر والجبال، سنجعلها على شكل مخروطي، ضَعيفة التوافق وإلى زمن بَعيد، وسنجعلها عُرضة للتشتت والتشرذم وقابلة للانفجار ولو بَعْد عشرات السّنين.. سنجعل كُل قرى الساحل والأخوار المُهادنة في اختلاف دائم وشِقاق في البرّ والبحر، وسَنلغي قِيَم ونُنشئ أخرى ، ونجعل منها أجْزاء مَفتوحة وأخرى مُغلقة ونَخلق لكل واحدة منهنّ بيئة لتعزيز الشُعور بالأمان وتسهيلاً لتدخّلنا إذا ما نشبَ بين الرجال مُشاحنة أو ثارتْ بينهم خلافات وانتشرت بين أوسطاهم وتمتّع كُبراءهم بالرّفاه ، وعندئذ سيكون التقارب مُثار إعجابهم وسنعُدّ لهم حُريّة الفكْر وفق منافع...