2024-08-04@02:17:18 GMT
إجمالي نتائج البحث: 9

«الحرکة الإسلامیة فی تونس»:

    في الواقع لا تخلو الأهداف والمقاصد من وراء خيار التوجه إلى التخصص أو التمييز بين السياسي والديني من الزاوية المبدئية من جانب من الوجاهة لأسباب ثلاثة: ـ  الأول أن المقصد من خيار التخصص هو الالتزام بالقانون المنظم لعمل الأحزاب السياسية من جهة والجمعيات المجتمعية من جهة أخرى والاستجابة لمقتضيات هذا القانون. ـ الثاني هو ضرورة القطع مع الازدواجية الوظيفية والشمولية التنظيمية التي كانت تحكم مسار الحركة قبل الثورة مع التأكيد على أن الشمولية المقصودة بالقطع معها ليست شمولية الفكرة والرسالة والمشروع الإسلامي كمشروع نهضوي مجتمعي حضاري لا يفصل البتة بين مكونات الحياة ومجالاتها ولا يفصل بين الدين والسياسة وإنما هي الشمولية التنظيمية والوظيفية التي تجمع بين الحزبي والديني في قيادة الأحزاب ومسؤولياتها التنفيذية المباشرة، وهو ما يحقق...
    يحتاج تناول مسيرة الحركة الإسلامية في تونس طيلة النصف قرن الماضي إلى تقييم خاص من زوايا نظر مختلفة منها: التقييم الذاتي والموضوعي، التقييم من الداخل أو من الخارج، تقييم الفاعلية والأداء، التقييم من زاوية تحقيق الأهداف المرسومة أو عدمه، ومنها أيضا زاوية جدلية العلاقة بين الحزب والمشروع أي بين الفكرة والوعاء. وهذه الزاوية جديرة بالتأمل، خصوصا في اللحظة الراهنة التي تشهدها تلك المسيرة من تراجع في الفعل وانكماش في الأداء، في خضم التطورات السلبية التي سجلت في السنوات القليلة الماضية، وما شهدته من جهود مكثفة تهدف إلى إغلاق قوس مرحلة الثورة، بعد فقدانها لمقومات الاستمرار وفشلها في إدارة الأوضاع، مما مهد الطريق للانقلاب عليها بتواطؤ داخلي ودعم خارجي لم يكن خافيا عن العيان. وفي هذا السياق ومن...
    يحتاج تناول مسيرة الحركة الإسلامية في تونس طيلة النصف قرن الماضي إلى تقييم خاص من زوايا نظر مختلفة منها: التقييم الذاتي والموضوعي، التقييم من الداخل أو من الخارج، تقييم الفاعلية والأداء، التقييم من زاوية تحقيق الأهداف المرسومة أو عدمه، ومنها أيضا زاوية جدلية العلاقة بين الحزب والمشروع أي بين الفكرة والوعاء. وهذه الزاوية جديرة بالتأمل خصوصا في اللحظة الراهنة التي تشهدها تلك المسيرة من تراجع في الفعل وانكماش في الأداء، في خضم التطورات السلبية التي سجلت في السنوات القليلة الماضية وما شهدته من جهود مكثفة تهدف إلى إغلاق قوس مرحلة الثورة بعد فقدانها لمقومات الاستمرار وفشلها في إدارة الأوضاع مما مهد الطريق للانقلاب عليها بتواطؤ داخلي ودعم خارجي لم يكن خافيا عن العيان. وفي هذا السياق ومن...
    كان ظهور "الإسلاميون التقدميون" في المشهد العام في مطلع السبعينيات بتونس حدثًا لافتا، لا للإسلاميين فقط بل للساحة الثقافية والإعلامية. فالحركة الإسلامية التي سمّت نفسها ب" الجماعة" ساعتها، في أوج استقطابها ومدّها. فكان اعلان هذه "المجموعة" عن نفسها هو بمثابة أوّل انشقاق تشهده الحركة الإسلامية و "أوّل خروج عن الإجماع " وأوّل اختبار لها. ربّما لم يبلغ الأمر درجة "التكفير" ولكنّ الجماعة اعتبرته طعنة في الظهر. وقد عبّر عن هذا راشد الغنّوشي بمرارة في  كتابه "من تجربة الحركة الإسلامية " قائلا:" أدت هذه الحركة النقدية إلى تمزيق الجماعة، فخرجت عنها مجموعة اسمها "اليسار الإسلامي"(...) مجموعة قبلت التطوير دون تقيّد بضوابط صارمة وفي النهاية تهمّشت هذه المجموعة واستلم بعض أفرادها مناصب رسميّة عليا مع علمانيين عتاة " (ص45 ). ...
    كان ظهور "الإسلاميون التقدميون" في المشهد العام في مطلع السبعينات بتونس حدثًا لافتا، لا للإسلاميين فقط بل للساحة الثقافية والإعلامية. فالحركة الإسلامية التي سمّت نفسها ب" الجماعة" ساعتها، في أوجه استقطابها ومدّها. فكان اعلان هذه "المجموعة" عن نفسها هو بمثابة أوّل انشقاق تشهده الحركة الإسلامية و "أوّل خروج عن الإجماع " وأوّل اختبار لها. ربّما لم يبلغ الأمر درجة "التكفير" ولكنّ الجماعة اعتبرته طعنة في الظهر. وقد عبّر عن هذا راشد الغنّوشي بمرارة في  كتابه "من تجربة الحركة الإسلامية " قائلا:" أدت هذه الحركة النقدية إلى تمزيق الجماعة، فخرجت عنها مجموعة اسمها "اليسار الإسلامي"(...) مجموعة قبلت التطوير دون تقيّد بضوابط صارمة وفي النهاية تهمّشت هذه المجموعة واستلم بعض أفرادها مناصب رسميّة عليا مع علمانيين عتاة " (ص45 ). ...
    ما العنف؟ العنف في مفهومه البسيط هو سلسلة من الأفعال التي تحدث ضررا ماديا أو جسديا أو نفسيا أو غيرها من أشكال الإيذاء بدأ بالتهديد والمساومة والابتزاز مرورا بالتجريح والتجويع والكسر والإسكات والتكذيب والسبّ ثم القتل. وبلا شكّ فالعنف ظاهرة فرديّة ومن ثمّة تمتدّ إلى المجتمع أفرادا وفئات وطبقات وترتبط بتاريخ الانسان ولا تزال. ولئن وجدنا في مدارس علم الاجتماع اختلافا بيّنا بين من يرى العنف من "أخلاق البشر فيهم الظلم والعدوان، بعضٌ عل بعضٍ، فمن امتدت عينه إلى متاع أخيه امتدّت يده إلى أخذه إلى أن يصدّه وازع" ( أبن خلدون) وعلى نفس النّهج يرى هوبز أنّ الطبيعة الإنسانية مشبعة بالعنف ساعية دائما إلى إشباع هذا الميل، يرى غيرهما أنّ الطبيعة البشرية أصيلة وخيّرة ( ج.ج. روسو وماركس)...
    يبدو أنّه كلّما غُصنا أكثر في مسألة " الإسلام السياسي" في تونس تراكمت الأسئلة من حيث اعتقدنا أننا نجيب على بعضها. فتشكّلُ هذه الظاهرة في الفضاء العربي الإسلامي وتحديدا في منتصف القرن الماضي ما يعتبره البعض حركة مضادّة للتاريخ وانتكاسا عن التقدّم الإنساني ذي الأفق الحداثي وما بعد حداثي، ولكنّ سريانها في المجتمعات الحديثة وانتشارها والتفاف النّاس حولها كان تأكيدًا أنّ حركة التقدّم ـ بعد فشل مشاريع الاستقلال الوطني بعناوينها القطرية والأممية  ـ لا يمكن أن تتحقق بالقطيعة أو بالتغريب أو بإسقاط النماذج. لهذا لا يمكن فهم تلك الظاهرة في تونس بالقول إنّها "صنيعة" أو موجة مضادّة لتصاعد اليسار وتراجعه أو حتى بأزمة مجتمعية خانقة مما خلّفه قانون 72 والانفتاح الاقتصادي، كلّ هذا محض تأويل لا يكاد يثبت سنده. ...
    ورد في حوار كانت قد أجرته مجلّة "المغرب" التونسيّة مع مؤسّس التيار اليساري بتونس نور الدّين بن خضر في العدد 94 ليوم الجمعة 1 أبريل سنة 1988، ما يلي: "حاليا أعتبر راشد الغنّوشي من المثقّفين العضويين والممتازين في تونس، ومن حقه المشروع أن يتكلّم علنا وبصراحة ويعبّر عن أفكاره، وتعبيره ضروري في بلدنا، وقد يكون أكثر جدارة منّي ليعبّر عن عمق ثقافة ومشاعر المجتمع لطبيعة خطابه الذي يكرر الترسبات والحنين إلى مجد الأسلاف". ولم نورد هذا القول إلا لنبسط مسألة في غاية التعقيد اليوم وسوف نؤجّل قليلا جوابها: لماذا وصلنا إلى هذه القطيعة الحادّة بين الإسلاميين وجبهة اليسار والحداثيين، فذهب ريح البلد في الوقت الذي كان رأب الصدع ممكنا؟ وقبل هذا: كيف نشأ التيّار الإسلامي من بعيد لملء...
    ورد في حوار كانت قد أجرته مجلّة "المغرب" التونسيّة مع مؤسّس التيار اليساري بتونس نور الدّين بن خضر في العدد 94 ليوم الجمعة 1 أبريل سنة 1988، ما يلي: "حاليا أعتبر راشد الغنّوشي من المثقّفين العضويين والممتازين في تونس، ومن حقه المشروع أن يتكلّم علنا وبصراحة ويعبّر عن أفكاره، وتعبيره ضروري في بلدنا، وقد يكون أكثر جدارة منّي ليعبّر عن عمق ثقافة ومشاعر المجتمع لطبيعة خطابه الذي يكرر الترسبات والحنين إلى مجد الأسلاف". ولم نورد هذا القول إلا لنبسط مسألة في غاية التعقيد اليوم وسوف نؤجّل قليلا جوابها: لماذا وصلنا إلى هذه القطيعة الحادّة بين الإسلاميين وجبهة اليسار والحداثيين، فذهب ريح البلد في الوقت الذي كان رأب الصدع ممكنا؟ وقبل هذا: كيف نشأ التيّار الإسلامي من بعيد لملء...
۱