2025-02-11@01:00:09 GMT
إجمالي نتائج البحث: 6
«الإسلامیون السودانیون»:
تثير التسريبات الأخيرة عن التفاهمات بين الإسلاميين السودانيين وقطر موجة من القلق بين أوساط القوى المدنية، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد أزمة سياسية معقدة وحربًا دموية متواصلة. هذه المخاوف تعكس تخوفًا حقيقيًا من إعادة تشكيل القيادة العسكرية في السودان بما يخدم أجندات أيديولوجية قد تعيد البلاد إلى مربع الاستبداد الذي ثارت ضده الجماهير في ديسمبر 2018. رهان البرهان والخطر المؤجل من الواضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يواجه عزلة سياسية متزايدة، مما دفعه إلى التحالف مع الحركة الإسلامية، التي كانت ذات يوم الخصم الرئيسي لثورة الشعب السوداني. ومع ذلك، فإن هذا التحالف يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث ينظر الإسلاميون إلى البرهان كوسيلة لتحقيق أهدافهم وليس شريكًا موثوقًا. التحالف بين البرهان والإسلاميين يعزز مخاوف القوى المدنية من أن...
الدكتور الدرديري محمد أحمد في الصراع مع العلمانيين على مدى الأعوام الستين الماضية ظل الإسلاميون في السودان منشغلين بقضيتين تتجددان بتجدد الحَدَثان، وتأخذان شكلا مختلفا لدى كل مرحلة من المراحل التي تمر بها البلاد. القضية الأولى هي مكان الدين في توجه البلاد وضبط التشريع والحياة العامة بأحكامه. والثانية هي كيفية ترسيخ الديمقراطية. ولا شك في أن هناك قضايا أخرى لها أهمية كبرى مثل النهضة الاقتصادية، مشكلة جنوب السودان سابقا ودارفور حاليا، المصالحة الوطنية، والحكم الاتحادي. الا أن ما تبلور من توافق وطني عام إزاء هذه القضايا أزالها من قائمة الخلافيات؛ التي لا تحتوي حاليا الا على القضيتين المذكورتين. القضية الأولى كانت قد أخذت، وعلى مدى نصف قرن، شكل الصراع بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي. ذلك أن الرافضين...
الدكتور الدرديري محمد أحمد (حين نقضوا غزلهم أنكاثا) إذا كان لمؤرخ، بعد عقود أو قرون، أن يحدد اللحظة التاريخية التي تنَكَب فيها الإسلاميون السودانيون الطريق التي اختطوها، فانه لن يجد أفضل من اليوم الثلاثين من يونيو 1989. ليس هذا تقييما للإنقاذ التي جاءت للبلاد بخير كثير لا ينكره الا مكابر. بل ليس فيه ما يُفهم منه أن الإسلاميين السودانيين استسهلوا الانقلاب على التجربة الديمقراطية أو أنهم لم يتدبرّوا عواقبه. بَيد ان ذلك اليوم – ومهما كانت دواعي الانقلاب وبغض النظر عن نتائجه – يؤرخ لمفارقة الإسلاميين السودانيين النهج والتنظيم المحكمين اللذين اقروهما بتوفيق كبير وعلى نحو متدرج منذ ستينيات القرن العشرين. وقد جاءت تلك المفارقة في ثلاث مسائل كبرى، الانقلاب نفسه كان أولها. كان الدافع لتدبير انقلاب...
الدكتور الدرديري محمد أحمد (في التنظيم) اتسمت حركات الإصلاح في التاريخ الإسلامي بالتمحور حول الشيخ المجدد. فهو الذي يطور الفكرة ويتخذ السبيل لنشرها، ولا تكون هناك مؤسسة جماعية يسهم من خلالها الأتباع. فبالرغم من أن جمال الدين الأفغاني كان قد أنشأ شبكة من المريدين في البلدان الإسلامية – كان منهم محمد عبده – وبالرغم من أن عبد الرحمن الكواكبي قد دعا في كتابه “طبائع الاستبداد” لتنظيم جهود الأمة، إلا ان أيا منهم لم ينشئ جماعة فعلية. ومن ثم فان قصب السبق في هذا المضمار كان للإمام الشهيد حسن البنا. فهو أول من أسس تنظيما حديثا للدعوة الإسلامية على نمط الجمعيات الأوروبية. ولِيستدل البنا على جواز التنظيم في العمل الاسلامي أشار إلى شواهد العمل في صدر الدعوة الإسلامية؛ من شاكلة...
الدكتور الدرديري محمد أحمد (في الفكرة والمنهاج) ربما لم يكن بواكير الإسلاميين السودانيين، من أمثال علي طالب الله وخريجي مصر في اربعينيات القرن الماضي، منفعلين بالفكرة والمقصد الذين أسلفنا الاشارة اليهما في الحلقة السابقة بقدر انفعالهما بغاية حركة الإخوان المسلمين في مصر. فمؤسسو الحركة الإسلامية السودانية كانوا قد تربوا على فكرة التنظيم المصري وأسلوبه. فما هي تلك الفكرة، وفيم خرج عنها الإسلاميون السودانيون. يحتل إحياء الخلافة الإسلامية موقعًا مركزيًا في فكر الإمام حسن البنا وفي أهداف جماعة الإخوان المسلمين؛ حيث اعتبر البنا أن سقوط الخلافة العثمانية كان كارثة حلت بالمسلمين أدت إلى تشرذم الأمة الإسلامية واستعمارها. ومن هنا، رأى أن إعادة الخلافة واجب على المسلم وضرورة لإعادة قوة الإسلام ودولته. ففي “رسالة المؤتمر الخامس”، وهي وثيقة مفتاحية...
احتدم الصراع في سنوات الإنقاذ الأخيرة بين عدة تيارات داخل الحركة الإسلامية السودانية حيث لم يكن الجميع على قلب رجل واحد .فقد برزت أصوات عدة تطالب بعدم دعم البشير كمرشح للحركة الإسلامية في الانتخابات باعتباره قد استنفد اغراضه واصبح عبئا ثقيلا على المشروع الإسلامي الذي يتبناه الإسلاميين كشعار للفوز بالانتخابات. فمجموعة رأت في البشير حجر عثرة في طريق تطور مشروعهم الإسلامي ( الهلامي ) والوصول به الى التصور الذي كانوا يحلمون به لسنوات عدة و قد عملت هذه المجموعة و التي كان يقودها الدكتور غازي صلاح الدين على تبني خطاب إصلاحي داخل قواعد الإسلاميين و تحالفت مع بعض العسكريين الذين كانوا يرون في البشير مجرد شخص انتهازي جاءت به الظروف في مرحلة ما لتنفيذ مخطط الحركة الإسلامية لكنه استحلى السلطة...