الإسلاميون السودانيون وقطر- مخاوف القوى المدنية من التسريبات الأخيرة
تاريخ النشر: 28th, January 2025 GMT
تثير التسريبات الأخيرة عن التفاهمات بين الإسلاميين السودانيين وقطر موجة من القلق بين أوساط القوى المدنية، لا سيما في ظل الوضع الراهن الذي يشهد أزمة سياسية معقدة وحربًا دموية متواصلة. هذه المخاوف تعكس تخوفًا حقيقيًا من إعادة تشكيل القيادة العسكرية في السودان بما يخدم أجندات أيديولوجية قد تعيد البلاد إلى مربع الاستبداد الذي ثارت ضده الجماهير في ديسمبر 2018.
رهان البرهان والخطر المؤجل
من الواضح أن الفريق أول عبد الفتاح البرهان يواجه عزلة سياسية متزايدة، مما دفعه إلى التحالف مع الحركة الإسلامية، التي كانت ذات يوم الخصم الرئيسي لثورة الشعب السوداني. ومع ذلك، فإن هذا التحالف يبدو محفوفًا بالمخاطر، حيث ينظر الإسلاميون إلى البرهان كوسيلة لتحقيق أهدافهم وليس شريكًا موثوقًا.
التحالف بين البرهان والإسلاميين يعزز مخاوف القوى المدنية من أن هذه التفاهمات لن تسهم إلا في تعميق الأزمة السياسية، وربما تمهد الطريق لتحالفات إقليمية ودولية تكرّس عسكرة الدولة وتعرقل أي أفق للتحول الديمقراطي.
التسريب المثير للجدل
أثار حديث عبد الحي يوسف، أحد أبرز رموز الإسلاميين في السودان، جدلاً واسعًا بعد تسريب تسجيل له في ندوة بتركيا، حيث وصف البرهان بصفات تشير إلى عدم ثقة الحركة الإسلامية به. هذا التسريب يعكس انقسامات داخلية في صفوف الإسلاميين ومحاولتهم استغلال البرهان كمرحلة مؤقتة قبل الإطاحة به لصالح قيادات أكثر ولاءً.
هذا التسريب كشف عن خطط الإسلاميين لاستبدال البرهان، وهو ما يزيد من قلق القوى المدنية، التي ترى أن أي إعادة تشكيل للقيادة العسكرية بعيدًا عن مسار التحول المدني سيعني استمرار النزيف السياسي والاقتصادي.
الدور القطري وتعزيز النفوذ
يشكل الدور القطري في هذه التحولات عنصرًا محوريًا، حيث أظهرت التسريبات دعم قطر لعناصر داخل الجيش السوداني، بما في ذلك تمويل صفقات أسلحة ودفع رواتب القوات الموالية للإسلاميين. هذا الدعم يثير تساؤلات حول مدى تأثير التدخلات الإقليمية في الشأن السوداني، خاصة في ظل ضعف القوى المدنية وعدم قدرتها على خلق تحالفات مشابهة.
القوى المدنية بين الخطر والخيارات
تواجه القوى المدنية السودانية تحديات غير مسبوقة في ظل هذه التفاهمات التي تهدد بتقويض أي فرصة للتحول الديمقراطي. الخطر الأكبر يكمن في أن هذه القوى قد تجد نفسها أمام معادلة جديدة تُفرض من قِبل التحالفات العسكرية والإسلامية، ما يضعها في موقف الدفاع عن مكتسبات الثورة في ظروف تفتقر إلى توازن القوى.
لذلك، تُطرح تساؤلات حيوية حول كيفية استجابة القوى المدنية لهذه المخاطر، وهل يمكنها إعادة بناء نفسها ككتلة موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات؟ أم أن الخلافات الداخلية والضغوط الخارجية ستبقيها عاجزة عن استثمار الفرص السياسية لتصحيح مسار الثورة؟
خلاصة القول
إن التسريبات الأخيرة والتفاهمات بين الإسلاميين وقطر تعيد رسم المشهد السياسي في السودان بطريقة تزيد من تعقيد الأزمة. القوى المدنية بحاجة إلى نهج جديد واستراتيجية موحدة لمواجهة هذه التحولات وحماية مسار التحول الديمقراطي، وإلا فإن السودان قد ينزلق إلى دائرة جديدة من الاستبداد والعنف.
zuhair.osman@aol.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: القوى المدنیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يخطط لزيارة مرتقبة إلى السعودية والامارات وقطر قريبا
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطط لزيارة المملكة العربية السعودية والتواصل مجددًا مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، مما يعكس توجهات إدارته في تعزيز العلاقات الدولية.
وأكد الرئيس ترامب عزمه القيام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية في منتصف مايو المقبل، وذلك كأول رحلة خارجية له في ولايته الثانية، وايضا خططه لزيارة الامارات وقطر كذلك
وتهدف هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي وتأمين استثمارات سعودية بقيمة تصل إلى تريليون دولار في الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك مشتريات من المعدات العسكرية.
كما تسعى الزيارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية ومناقشة القضايا الإقليمية، مثل جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في النزاع الروسي الأوكراني.
وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أعلن الرئيس ترامب نيته التواصل مجددًا مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، واصفًا إياه بأنه "رجل ذكي".
وأشار ترامب إلى أنه يعتزم إعادة فتح قنوات الاتصال مع كيم، في محاولة لتعزيز العلاقات والعمل نحو نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وتأتي هذه التحركات في سياق سعي إدارة ترامب لتعزيز الدبلوماسية والعلاقات الدولية، مع التركيز على تحقيق الاستقرار والأمن في المناطق ذات الاهتمام الاستراتيجي.