هل فكرت أن تعيش مثلما كان يعيش الإنسان في العصر الحجري؟ .. إن كانت تلك الفكرة قد راودتك، فإن صدى البلد ترصد لك تفاصيل النظام الغذائي بتلك الحقبة الزمنية من تاريخ البشر، مع رصد تفاصيل تجربة لأم أسترالية خاضت تلك المعايشة مع طفلها، حيث قامت بإطعامه منذ الصغر بالنظام الغذائي البدائي للعصر الحجري، وقد كانت النتائج التي كشفت عنها الأم مفاجأة.

 

ويعد تناول الطعام مثل رجال الكهف، هو ما يمسى بنظام باليو الغذائي، حيث يتم إزالة السكر ومنتجات الألبان تمامًا، فهل يمكن أن يكون ذلك صحيًا حقًا؟، وبحسب ما نشرته صحيفة فوكس الألمانية، فقد قامت أم بإطعام طفلها "طعام العصر الحجري" حصريًا منذ ولادته، وتعيش شان كوبر في ملبورن بأستراليا مع ابنتها جريس، وحتى قبل الولادة، قررت الأم إطعام طفلها وفق قواعد صارمة: نظام باليو الغذائي، المعروف أيضًا باسم “نظام العصر الحجري”، وكان تطور الطفل البالغ من العمر تسع سنوات الآن مذهل للغاية.

 

لا يوجد بيتزا أو معكرونة أو رقائق البطاطس

 

نظام باليو الغذائي: لا يوجد بيتزا أو معكرونة أو رقائق البطاطس – إنه صحي حقًا، حيث تتجنب شان كوبر منتجات الحبوب ومنتجات الألبان والسكر وأي أطعمة مصنعة، وهذه هي الطريقة التي تطعم بها ابنتها. حصريا "لحمة – سمكة – بيض – المكسرات - بعض الفاكهة  - خضروات موجودة في خطة التغذية"، وسجلت تلك التجربة على مدونتها " Myfoodreligion.com "، حيث تشارك الأم بانتظام وصفات وصور الأطباق التي تحضرها لنفسها ولابنتها.

وأكد مدرب الصحة والعافية لصحيفة ديلي ميل أن ابنته غريس "تحب" تناول الطعام بهذه الطريقة، وحتى أن الأم مقتنعة بأن ابنتها لن تمرض أبدًا نتيجة لذلك، لأنه حتى لو كان جميع الأطفال الآخرين في روضة الأطفال ينقلون العدوى لبعضهم البعض، فقد تم إنقاذ جريس دائمًا، كما يتابع كوبر.

 

تجنب المجموعات الغذائية بأكملها قد يكون مشكلة

 

ولم يتم إثبات ما إذا كان نظام باليو الغذائي له مثل هذا التأثير الإيجابي على جهاز المناعة، ووفقا لخبير التغذية أوتي أليكسي من جامعة بون، لا يوجد خطأ جوهري في اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من الفواكه والخضروات والمكسرات للأطفال الصغار، ومع ذلك، يضيف أليكسي أن التخلص من مجموعات غذائية كاملة مثل منتجات الألبان يمكن أن يكون مشكلة، ومع ذلك، لا توجد حتى الآن دراسات حول العواقب طويلة المدى لنظام باليو الغذائي على الأطفال.

 

وأدلت خبيرة التغذية مايك إيرليكمان بتصريح مماثل في مقابلة مع "بليك" السويسرية قائلة: "باليو صحي لأن النظام الغذائي يزيل المنتجات الجاهزة والأطعمة المصنعة والسكر، ومع ذلك، فإن النظام الغذائي المقيد ليس مناسبًا للأطفال والشباب، فالأطفال المتناميون لديهم احتياجات عالية من الطاقة، لذلك أنت بحاجة إلى الكثير من الكربوهيدرات. والكالسيوم الموجود في منتجات الألبان ضروري لنمو العظام.

 

نظام باليو الغذائي: ما هو وما سبب رواجه الكبير؟

 

هل تلائم خطط الطعام المستندة إلى الأنظمة الغذائية البشرية في حقبة ما قبل التاريخ الإنسان المعاصر؟، نظام باليو الغذائي هو خطة غذائية قائمة على الأطعمة التي يُعتقد بأن البشر كانوا يتناولونها في العصر الحجري القديم، وكان ذلك منذ حوالي 2.5 مليون عام إلى 10 آلاف عام مضت، ويتضمن نظام باليو الغذائي الحديث تناول الفاكهة والخضراوات واللحوم خفيفة الدهن والأسماك والبيض والمكسرات والبذور، فهذه هي الأطعمة التي كان البشر قديمًا يحصلون عليها من خلال صيدها وجمعها، ولا يتضمن هذا النظام الأطعمة التي أصبحت شائعة أكثر عندما بدأت الزراعة على نطاق صغير منذ ما يقرب من 10 آلاف عام، وتشمل هذه الأطعمة الحبوب والبقوليات ومشتقات الحليب.

 

ومن الأسماء الأخرى التي تُطلق على نظام باليو الغذائي: نظام العصر الحجري الغذائي ونظام الصيد والجمع الغذائي ونظام رجل الكهف الغذائي، والغرض من نظام باليو الغذائي هو تناول الأطعمة التي كان البشر الأوائل يتناولونها على الأرجح، ويستند هذا النظام الغذائي إلى فكرة أن جيناتنا لم تتكيّف جيدًا مع النظم الغذائية الحديثة التي نشأت مع الزراعة، وفكرة نظام باليو الغذائي هي أن تلك التغيرات تفوق سرعة قدرة الجسم البشري على التغير أو التكيُّف، ويُعتقد أن عدم التجانس هذا يسهم في الإصابة بالسمنة وداء السكري ومرض القلب حاليًا.

 

الأسباب التي قد تدعوك إلى اتباع نظام باليو الغذائي

 

يمكنك اختيار اتباع نظام باليو الغذائي بسبب رغبتك في إنقاص وزنك أو الحفاظ على وزن صحي، أو تقليل عوامل خطر الإصابة بمرض القلب أو الأمراض القلبية الوعائية.

تفاصيل نظام باليو الغذائي، ويشترك نظام باليو الغذائي عمومًا في بعض السمات مع النظم الغذائية الصحية الموصى بها، ومن السمات المشتركة لنظام باليو الغذائي التركيز على الفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهون، وتجنُّب الأطعمة المعالَجة، ولكن الأبحاث التي أُجريت على نظام باليو الغذائي محدودة مقارنة بالدراسات التي أُجريت على النظم الغذائية المتوازنة التي تحتوي على فئات طعام أكثر تنوُّعًا.

 

وتناولت دراسة واسعة النطاق فوائد الأنماط الغذائية طويلة الأجل التي يشير متبّعوها إلى نتائجها بين مجموعة من اليافعين من إسبانيا، وقد وجد الباحثون أن نظام باليو الغذائي بانخفاض عوامل خطر الإصابة بمرض القلب أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد انخفضت احتمال الإصابة في الأغلب نتيجة لتجنُّب الأطعمة فائقة المعالَجة مثل شرائح البطاطا المقلية والحلويات وتناوُل الكثير من الفواكه والخضراوات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النظام الغذائی العصر الحجری الأطعمة التی الغذائی ا

إقرأ أيضاً:

ساكو الأخير.. حكاية الذهب اليدوي في عنجر اللبنانية

 بيروت- "الأرمن ذهب لبنان"، هكذا يختصر ساكو شانكيان، أحد آخر الحرفيين الأرمن، علاقته بحرفة صياغة الذهب اليدوي، التي تحتضر ببطء في لبنان، كما هي الحال في العالم أجمع.

هذه المهنة التي كانت ركيزة اقتصادية وثقافية لجالية أرمنية عريقة، تنزوي اليوم تحت وطأة آلات المصانع الحديثة، التي تنتج آلاف القطع في ساعات، لكنها تفتقر إلى "الروح"، على حدّ تعبيره.

من حلب إلى عنجر

وترتبط علاقة الأرمن بحرفة صياغة الذهب يدويا بتاريخ نزوحهم الكبير من تركيا إلى لبنان عام 1920. يومها، حملوا معهم أدواتهم ومهاراتهم وأسّسوا نواة لقطاع اقتصادي مهم في بيروت، بلغ ذروته في ستينيات القرن الماضي بسوق الذهب الملاصق لساحة الشهداء، الذي تحوّل إلى مقصد للسياح العرب والأجانب، حتى في أوج الحرب اللبنانية.

عقد يرجع تصميمه لـ300 سنة صنعه يدويا الصائغ ساكو  (الجزيرة)

يستعيد ساكو ذكرياته قائلا إنّه تتلمذ على يد دانكستو هانكسيان وريج دارنبايان في أربعينات القرن الماضي، وكانا أول من أنشأ ورشا لصياغة الذهب يدويا في الأشرفية والدورة، قبل أن تنتقل لاحقا إلى برج حمود.

ويضيف في حديثه للجزيرة نت: "توسّعت المهنة مع قدوم آل بوغوصيان من حلب، وازدهرت بسرعة في عنجر ضمن التجمعات الأرمنية".

إعلان بين التكنولوجيا والشغف.. الحرفة في مهبّ الريح

لكن ذلك العصر الذهبي بات من الماضي. "لم يبقَ من الحرفيين اليدويين إلا قلة قليلة"، يقول ساكو بأسى. ويشرح أن السوق اللبناني بات يعجّ بذهب مستورد من تايوان والصين، في حين تنتج نحو 400 ورشة حديثة آلاف القطع يوميا، مما دفع بحرفته نحو التراجع الكبير: "كنت أُصنّع أو أرمم 20 كيلو سنويا، أما اليوم فلا أُنجز أكثر من كيلوين".

ويمتد الوجود الأرمني في لبنان لأكثر من 3 قرون، لكن الموجة الأكبر من النزوح كانت بين عامي 1916 و1939. واليوم، يتراوح عدد الأرمن اللبنانيين بين 150 و160 ألفا، يشغل بعضهم مناصب سياسية، ويتمسكون بلغتهم وهويتهم وحرفهم، وعلى رأسها صياغة الذهب. فهل هناك جيل جديد يحمل الشعلة؟

العثور على حرفيين يدويين لتصميم الذهب أصبح أمرا نادرا بحسب خبراء (الجزيرة)

يؤكّد ميكيل شانكيان (نجل ساكو) أنّه يتعلّم أسرار المهنة من والده، ويعمل على تطوير مهاراته لإحياء هذا التراث: "أؤمن بوجود زبائن يقدّرون الخاتم أو العقد المصنوع يدويا، لأنه يحمل فنا راقيا وجودة عالية، ويُكمل شخصية من يرتديه".

رغم اعترافه بصعوبة مواجهة التكنولوجيا الحديثة، يشير شانكيان إلى أنّ ارتفاع سعر كيلو الذهب إلى 100 ألف دولار يمثل عائقا كبيرا، يُضاف إلى اكتساح المعامل الكبرى للسوق. لكنه يصرّ على الاستمرار: "أنا مُصر على المواجهة كي أرضي ضميري، وأحافظ على ريادة أهالي عنجر في هذا المجال".

 ماذا يقول خبراء السوق؟

يشير هادي جبارة، خبير تصنيع الذهب وتقييم الألماس، إلى أن العثور على حرفيين يدويين أصبح أمرا نادرا: "نواجه صعوبة في تلبية طلبات بعض الزبائن، خاصة المغتربين وهواة القطع الفريدة".

ويضيف للجزيرة نت "نحن في زمن التكنولوجيا الحديثة، يجب أن نكون واقعيين. السوق اللبناني يعتمد كليا تقريبا على إنتاج المعامل الحديثة، التي يديرها محترفون معظمهم من الأرمن".

إعلان

ويلفت جبارة إلى أن القطاع يشهد نموا كبيرا داخليا، بسبب لجوء اللبنانيين إلى الذهب كملاذ آمن في ظل الأزمة الاقتصادية، ويضيف: "لامس حجم التصدير إلى الخارج 90% من الكميات المصنعة محليا أو المعاد تصديرها".

لكن رغم هذا النمو، فإن جبارة يعترف بأن المنتج الآلي لا يضاهي في قيمته الفنية القطع المصنوعة يدويا: "الآلات تنتج ألف خاتم مرصع بالألماس خلال ساعات، لكن السوق لا ينتظر أحدا".

ويبقى السؤال مطروحا: هل تُنقذ الدولة اللبنانية، أو حتى مؤسسات المجتمع الأرمني، هذه الحرفة قبل أن تندثر؟ وهل يجد الجيل الجديد ما يكفي من الشغف والدعم ليواصل طريق ساكو، آخر الحرفيين في عنجر؟

مقالات مشابهة

  • قائمة بالهواتف التي سيتوقف واتساب عن العمل عليها بداية من الشهر المقبل
  • زوجة رياض محرز: العيش في المملكة منحنا شعورًا بالطمأنينة
  • اتحاد أمهات مصر يطالب التعليم بشرح تفاصيل البكالوريا لضمان نجاح الاستبيان
  • ”الأمن الغذائي“: غالبية شركات الغذاء لا تتجاوب مع متطلبات نظام الإنذار المبكر
  • نائبة أميركية تحتضن طفلها الرضيع خلال كلمتها في مجلس النواب .. فيديو
  • إعادة الأمل.. حكاية سيدة عراقية تنذر حياتها لإزالة الألغام
  • ساكو الأخير.. حكاية الذهب اليدوي في عنجر اللبنانية
  • اكتشاف رفات امرأتين من العصر الحجري في جنوب ليبيا تعود إلى 7 آلاف سنة
  • هل تقلل الصين اعتمادها على الفحم الحجري في توليد الكهرباء؟
  • تفاصيل نظام الإنقاذ.. وجبات يومية بدون حرمان