شرعت الحكومة اليمنية في انتشال السفن الغارقة ورفع حطام البواخر الجانحة والمتهالكة في حوض ميناء عدن جنب البلاد، في خطوة من شأنها تسهيل حركة الصيد، حيث تمثل السفن الغارقة في الميناء مشكلة كبيرة على طول سواحل خليج عدن، وسط تراجع متواصل في الإنتاج السمكي وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية لكافة الأصناف.   

ويعد صيد الأسماك ثاني قطاع تشغيلي للأيدي العاملة في اليمن بعد القطاع الزراعي، إلا أنه واجه منذ اندلاع الحرب منذ نحو تسع سنوات صعوبات بالغة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إنه تم التعاقد مع شركة متخصصة لانتشال وتقطيع وإخراج 22 سفينة غارقة في حوض ميناء الاصطياد السمكي

 

ويقول الباحث الاقتصادي علي بشير إن السفن الغارقة في الموانئ اليمنية كما يلاحظ ذلك في ميناء عدن وموانئ محافظة حضرموت (جنوب)، والناقلة العائمة صافر في ميناء رأس عيسى النفطي بمحافظة الحديدة على الساحل الغربي للبلاد، تسببت في تبديد ثروة هائلة من الأسماك وتدمير مواقع الاصطياد السمكي على طول سواحل البحر العربي والبحر الأحمر، ما أدى إلى فقدان نسبة تزيد على 30% من حجم الإنتاج السمكي. 

ويضيف بشير أن هناك إهمالا واسعا وعشوائية في التعامل مع الموارد البحرية في اليمن، وهو ما انعكس على سبل العيش ومصادر كسب الرزق لنسبة كبيرة من اليمنيين.   وأثرت الحرب والصراع بشكل كبير على قطاعات اليمن الاقتصادية، ما أدى إلى تراجع إنتاجيتها وانعكاس ذلك على الأسواق المحلية مع انخفاض المعروض من الأسماك وارتفاع أسعارها إلى مستويات تفوق قدرات غالبية السكان.  

  

ويتحدث ناصر المصعبي رئيس جمعية عاملة في الاصطياد السمكي،، عن أن موانئ الاصطياد السمكي في وضعية مزرية وتحتاج إلى إعادة تأهيل وتنفيذ مجموعة من المشاريع لتنشيط عملية الاصطياد السمكي وتنظيمها واستعادة الأنشطة والمراكز الخاصة بالإنزال السمكي التي لم تعد قادرة على استقبال قوارب وسفن الصيد الكبيرة.   

ودشنت وزارة الزراعة والري والثروة السمكية مؤخراً إعادة رسو السفن بميناء الاصطياد السمكي في عدن، في حين تعمل حالياً على استعادة تشغيل الميناء واستكمال انتشال 22 سفينة غارقة ليتم تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع تأهيل ميناء الاصطياد السمكي الذي يعتبر أكبر منشأة اقتصادية في هذا القطاع، ويبلغ طول رصيفه نحو 620 مترا مربعا. كما تؤكد الجهات الحكومية المعنية أن العمل مستمر بمشروع إعادة تأهيل ميناء الاصطياد السمكي في منطقة حجيف في عدن. 

 

 يقول الخبير القانوني عادل محمود، لـ"العربي الجديد"، إن الصراع وتدهور البنية التحتية تسببا فيما وصفه باستباحة السواحل ومواقع الاصطياد السمكية اليمنية من قبل سفن خارجية في تعدٍ صارخ على القوانين والاتفاقيات التي تحمي وتنظم الصيد البحري.   ويتطرق محمود إلى معاناة الصيادين اليمنيين الذين يبحرون مجبرين بشكل عشوائي إلى مسافات بعيدة بحثاً عن الأسماك التي تسببت هذه الأوضاع والسفن الغارقة والمتعثرة في الموانئ، والسفن العسكرية، والفيضانات التي ضربت اليمن خلال الأعوام القليلة الماضية في تدمير مواقع الاصطياد على طول السواحل.

 ويعاني اليمن من اختلال الميزان التجاري بين صادراته من الأسماك والمنتجات الزراعية لصالح الواردات بنسبة تزيد على 85%، في ظل تنفيذ قرار حكومي يقضي بوقف الصادرات السمكية بسبب تفاقم أزمة شح المعروض محلياً وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية، في حين أثرت عوامل عديدة على عملية الاصطياد وتوسع الفجوة الغذائية وسط تفاقم مستمر للأزمة الإنسانية التي تصنف بالأكبر على مستوى العالم.   

وكان البنك الدولي قد أعلن مؤخراً عن تقديم منحة مالية بقيمة 45 مليون ريال لتطوير كفاءة إنتاج مصائد الأسماك في اليمن بما يعزز الفرص الاقتصادية في البلاد، وتحسين الأمن الغذائي، وتدعيم آليات الإدارة التعاونية الإقليمية لمصائد الأسماك في منطقة البحر الأحمر وخليج عدن.   

 

ويبلغ طول الساحل اليمني 2520 كيلومتراً، ويعد اليمن منتجاً رئيسياً للأسماك بحسب البيانات الصادرة قبل الحرب في البلاد عام 2015، والتي قدر وجود أكثر من 350 نوعاً من الأسماك وغيرها من الأحياء البحرية في مياه اليمن الإقليمية، منها 65 نوعا تجاريا. وبلغ إجمالي الصيد من الأسماك حوالي 160 ألف طن في عام 2015، معظمها من صيد الأسماك الحرفي.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: میناء الاصطیاد السمکی السفن الغارقة من الأسماک

إقرأ أيضاً:

استعدادات مكثفة في منافذ الإمارات البرية لتسهيل حركة المسافرين

أبوظبي (وام)

أخبار ذات صلة عمر بن زايد يهنئ رئيس الدولة ونائبيه والحكام بعيد الفطر المبارك الشيخة فاطمة تهنئ قرينات قادة الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك

أكدت الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ، جاهزية المنافذ البرية الحدودية بدولة الإمارات لاستقبال الأعداد المتزايدة من المسافرين خلال أيام عيد الفطر المبارك، من خلال خطة تشغيلية متكاملة تهدف إلى ضمان تجربة عبور مريحة وآمنة وسريعة للمواطنين والمقيمين والزوار.
وأوضحت «الهيئة» أن جميع الفرق الميدانية التابعة للإدارة العامة للمنافذ ستعمل على مدار الساعة؛ لضمان انسيابية الحركة، وسرعة إنهاء الإجراءات، مع رفع كفاءة البوابات وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية، لضمان سير العمل بسلاسة. وقال محمد أحمد الكويتي، مدير عام المنافذ بالإنابة في «الهيئة»، إن توفير تجربة سفر آمنة وعبور سريع عبر المنافذ البرية لدولة الإمارات يعد هدفاً استراتيجياً لـ«الهيئة»، ويأتي ذلك في إطار حرص «الهيئة» على تقديم خدمات استباقية ومرنة تلبي توقعات المتعاملين، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة دولة الإمارات كوجهة مفضلة للسياحة والسفر، إضافة إلى كونها بوابة إقليمية لحركة المسافرين والتجارة بين دول المنطقة.
وأضاف أن الإدارة العامة للمنافذ رفعت مستوى الجاهزية بالمنافذ البرية، من خلال خطة متكاملة تتضمن تعزيز فرق العمل، وتوعية المسافرين بالإجراءات، وتسهيل حركة العبور، وتقديم خدمات استثنائية للعائلات وكبار السن وأصحاب الهمم، إلى جانب التنسيق مع الجهات المعنية في المنافذ لضمان انسيابية الحركة.
وأكد خليفة حمد الشامسي، المدير التنفيذي لقطاع شؤون المنافذ البرية بالإنابة، أن المنافذ البرية ستعمل على توفير جميع الإمكانات اللازمة لاستيعاب الحركة المتوقعة خلال إجازة عيد الفطر المبارك.
وأوضح أن الإدارة العامة للمنافذ اتخذت مجموعة من الإجراءات لضمان سلاسة وانسيابية الحركة في المنافذ البرية خلال عيد الفطر المبارك، من أبرزها زيادة عدد موظفي استقبال المسافرين بالمنافذ لتسريع إجراءات الدخول والخروج، وتعليق لافتات توجيهية متعددة لتسهيل حركة المسافرين، وعرض تعليمات الدخول والخروج عبر الشاشات الإلكترونية بوضوح، بالإضافة إلى التنسيق المباشر مع الجهات الأمنية لضمان سلامة الحركة، ومتابعة التطورات المرورية.

مقالات مشابهة

  • ترامب: قدرات الحوثيين التي يهددون بها السفن في البحر الأحمر يتم تدميرها
  • اشتباكات عنيفة بين قوات الحكومة اليمنية والحوثيين جنوب اليمن
  • حظر مؤقت لصيد الحبار جنوب سيدي الغازي ببوجدور لحماية المخزون السمكي
  • قرار يمنع الصيد العشوائي للأخطبوط في سواحل المملكة
  • نتنياهو: نعمل على تنفيذ الخطة الأمريكية لتسهيل تهجير الفلسطينيين
  • حركة المقاومة في ميانمار تعلن وقفًا جزئيًا لإطلاق النار لتسهيل جهود الإنقاذ من الزلزال
  • استعدادات مكثفة في منافذ الإمارات البرية لتسهيل حركة المسافرين
  • ننشر حركة تداول السفن والحاويات والبضائع العآمة في ميناء دمياط
  • عبد الكبير: السلطات الليبية تفرج عن عشرات التجار التونسيين ومباحثات لتسهيل حركة التجارة
  • بـ8 لغات.. دليل إرشادي لتسهيل تنقّل ضيوف الرحمن في المسجد الحرام