الجزيرة:
2025-04-29@16:07:49 GMT

مرض الترفيه.. لماذا نشعر بالإعياء في الإجازات؟

تاريخ النشر: 4th, February 2025 GMT

مرض الترفيه.. لماذا نشعر بالإعياء في الإجازات؟

الإصابة بعدوى فيروسية خلال الإجازة قد تكون تجربة محبطة، خاصة عندما يكون الهدف منها الاستمتاع والاسترخاء بدلا من قضاء الوقت في الفراش. ويزداد الأمر إزعاجًا عندما يتزامن المرض مع عطلة طال انتظارها. وقد أشار بعض الباحثين إلى احتمال وجود سبب لهذه الظاهرة، حيث يُطلق على الشعور غير المتوقع بالتعب أو المرض عند بدء الإجازة اسم "مرض الترفيه" (Leisure Sickness)، وهي حالة يعاني منها العديد من الأشخاص، مما يحوّل الإجازة المنتظرة إلى فترة نقاهة بدلا من الاستجمام والاستكشاف.

مرض الترفيه!

مرض الترفيه هو حالة تصيب بعض الأفراد عند الانتقال المفاجئ من جدول عمل مزدحم إلى فترة راحة أو إجازة، ويُعتقد أن السبب الرئيسي وراءها هو التغير المفاجئ في الروتين اليومي، إلى جانب تأثير التوتر المتراكم. وتظهر أعراض هذا المرض بشكل واضح، حيث تشمل الصداع، الإرهاق الشديد، آلام العضلات، وأحيانا أعراضا مشابهة للإنفلونزا.

أطلق عالم النفس الهولندي أد فينجرهويتس على هذه الظاهرة اسم "مرض الترفيه"، مشيرًا إلى الإحساس بالإعياء أو المرض خلال عطلات نهاية الأسبوع أو الإجازات الطويلة. ورغم عدم اعتبارها حالة طبية مثبتة، فإن الأطباء يؤكدون ملاحظتهم لهذه الظاهرة لدى بعض المرضى.

إعلان

يُستخدم المصطلح لوصف مجموعة من الأعراض التي تظهر في أوقات الراحة، وتتراوح بين الإصابة بمرض حقيقي، مثل نزلات البرد، إلى أعراض غير مرتبطة بعدوى، كالتعب وآلام العضلات والصداع. الأسباب متعددة، لكنها تشترك في ارتباطها بفترات الراحة، مما يُظهر تأثير التغير المفاجئ في النشاط اليومي على الصحة الجسدية والنفسية.

عدم الاعتياد على الراحة

عند العمل لفترات طويلة دون فواصل استرخاء، يتكيف الجسم مع حالة التأهب الدائم، مما يجعله معتادًا على مستويات عالية من النشاط والتركيز. وعند التوقف عن العمل فجأة، قد يبدأ العقل في استدعاء أسوأ السيناريوهات، مثل تعطل سير العمل أو انخفاض الإنتاجية. ويتفاقم هذا القلق بفعل المخاوف المتعلقة بالضغوط المالية أو تأخر الترقيات، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، والذي يساعد الجسم على التعامل مع التحديات.

لكن بمجرد محاولة الاسترخاء، ينخفض مستوى الكورتيزول بشكل مفاجئ، مما قد يسبب الشعور بالتعب أو حتى الإعياء. هذا التغير المفاجئ يعكس مدى تأثير الروتين اليومي والعمل المستمر على الصحة النفسية والجسدية، ويؤكد أهمية تحقيق توازن صحي بين العمل والراحة.

التغير المفاجئ في الروتين

قد يُحدث الانتقال من جدول مزدحم إلى أوقات فراغ طويلة صدمة للجسم والعقل نتيجة التغيير المفاجئ في الروتين. يساعد الروتين اليومي على استقرار الإيقاع البيولوجي، وعندما يختل فجأة، يتسبب ذلك في اضطرابات تؤثر على الصحة. الإجازات غالبًا ما تعطل العادات المنتظمة، مثل النوم والتغذية، مما يؤدي إلى آثار سلبية. قلة النوم تضعف المناعة، وتزيد الالتهابات المزمنة، وترفع خطر الإصابة بالأمراض. كذلك، التغيرات الغذائية المفاجئة قد تؤثر على الهضم، وتغير مستويات الأنسولين والطاقة. هذه العوامل تجعل الجسم أكثر عرضة للإعياء والمرض، مما يُبرز أهمية التوازن والاعتدال خلال فترات الراحة.

الانتقال من جدول مزدحم إلى أوقات فراغ طويلة يحدث صدمة للجسم والعقل نتيجة التغيير المفاجئ في الروتين (غيتي إيميجز) التعرض للجراثيم أثناء السفر

غالبًا ما ينطوي السفر على أماكن مزدحمة مثل المطارات والطائرات، والتي تعد بؤرا ساخنة للبكتيريا والفيروسات مع ضعف جهاز المناعة الناتج عن الإجهاد المتراكم، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى عند التعرض لجراثيم غير مألوفة.

إعلان

كلما كانت الأماكن التي تذهب إليها مزدحمة، زادت احتمالية تعرضك للمرض، كما إن التخطيط لرحلات مزدحمة مع برامج مزدحمة قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر واحتمال الإصابة بالمرض.

التوقعات العالية من الإجازة

بعد فترات طويلة من العمل والإرهاق، نحلم بإجازة استثنائية ونضع خططا مفعمة بالتوقعات العالية، مما يضيف ضغطا نفسيا بدلا من أن يحقق الاسترخاء المطلوب. كثرة الأنشطة المخططة تجعلنا نشعر بالتوتر عوضًا عن الراحة، وهو ما يؤثر سلبا على حالتنا النفسية. هذا التوتر يُضعف قدرتنا على الاستمتاع بالإجازة ويزيد من احتمالية الشعور بالتعب أو حتى الإصابة بالمرض، مما يحوّل فترة الراحة المنتظرة إلى مصدر آخر للإرهاق.

كيف تتجنب الإرهاق أثناء الإجازة؟

لحسن الحظ، يمكن تقليل احتمالية الشعور بالتعب أو المرض خلال الإجازة من خلال بعض النصائح والتدابير الوقائية:

اجعل إدارة التوتر عادة يومية حتى لو كانت بسيطة

التوتر القصير قد يكون محفزًا للصمود خلال فترات العمل المكثفة، لكنه يزيد من خطر الإرهاق والتعب على المدى الطويل. فالتوتر المستمر يُضعف جهاز المناعة بمرور الوقت، لذا ينصح الخبراء بدمج إستراتيجيات يومية بسيطة لتخفيف الضغط وتحويلها إلى عادات مستدامة، حتى أثناء فترات الانشغال.

تخصيص لحظات يومية للاسترخاء يمنح العقل الفرصة لاستعادة توازنه، بينما تساعد فترات الراحة القصيرة خلال اليوم على تقليل التوتر قبل أن يتراكم. يمكن استغلال هذه الأوقات في تمارين بسيطة مثل التنفس العميق المنتظم أو استرخاء العضلات التدريجي، حيث يتم شد وإرخاء أجزاء الجسم تدريجيًا لتحسين حالتك النفسية والجسدية. المواظبة على هذه التدابير تجعل جسمك أكثر استعدادًا للاسترخاء خلال العطلات والإجازات بطريقة سلسة ومتدرجة، مما يقلل من الشعور بالتعب المفاجئ.

انتقل إلى وضع الإجازة بشكل تدريجي

لتجنب الصدمة الناتجة عن الانتقال المفاجئ من ضغط العمل إلى الراحة المطلقة، يفضل تقليل الإجهاد تدريجيًا قبل بدء الإجازة. يمكن تحقيق ذلك عبر تخصيص وقت يومي للاسترخاء أو تقليل ساعات العمل تدريجيًا. كما يُنصح بالحفاظ على بعض جوانب الروتين اليومي خلال الأيام الأولى من العطلة، مثل مواعيد النوم المنتظمة أو ممارسة الرياضة، مما يساعد الجسم على التكيف مع التغيير بسلاسة.

إعلان

رغم ذلك، تبقى الإجازة فرصة حقيقية لتجديد النشاط، لكن دون التخلي تمامًا عن العادات الصحية التي تحافظ على توازنك. هذا النهج يضمن لك الاستمتاع بإجازتك بشكل كامل، ويقلل من احتمالية الشعور بالتعب أو المرض، مما يجعل فترة الراحة أكثر استقرارا ومتعة.

لتجنب صدمة الانتقال المفاجئ من ضغط العمل إلى الراحة المطلقة يفضل تقليل الإجهاد تدريجيًا قبل بدء الإجازة (بيكسلز) العناية الذاتية قبل الإجازة

تعزيز جهاز المناعة والحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية يعتمد على تبني عادات يومية بسيطة لكنها فعالة، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، الحصول على نوم كافٍ، وممارسة النشاط البدني بانتظام. تصبح هذه العادات أكثر أهمية في الفترة التي تسبق الإجازة، حيث يكون التوتر في ذروته، ويصبح الحفاظ على الصحة أولوية لتجنب المرض. حتى التعديلات الصغيرة، مثل تناول الخضراوات يوميا، المشي لمدة 15 دقيقة، أو الالتزام بالنوم لمدة 8 ساعات يوميا في الأسبوع السابق للإجازة، يمكن أن تُحدث فرقًا ملموسًا في تعزيز طاقتك وتحسين مزاجك.

كما أن اتباع إجراءات الوقاية العامة يساعد في تقليل خطر الإصابة بالعدوى، خاصة أثناء السفر أو فترات الراحة. غسل اليدين بانتظام، تجنب لمس الوجه، استخدام أقنعة الوجه عند الحاجة، والحفاظ على مسافة آمنة من المرضى، كلها ممارسات تقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض خلال الإجازة.

ضبط التوقعات للإجازة

إدارة التوقعات خلال الإجازة أمر أساسي لتجنب التوتر والإحباط. لا تملأ جدولك بالأنشطة بشكل مبالغ فيه أو تضع معايير مرتفعة قد يصعب تحقيقها، فذلك قد يحوّل الإجازة من وقت للراحة إلى مصدر جديد للإجهاد. بدلا من ذلك، اترك مجالًا للمرونة والاسترخاء، وركز على الاستمتاع باللحظات البسيطة دون الشعور بضغط الإنجاز. التوازن بين التخطيط والاسترخاء يضمن لك تجربة أكثر راحة ومتعة، مما يجعلك تعود من إجازتك بشعور حقيقي من الانتعاش والتجدد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الروتین الیومی فترات الراحة خلال الإجازة على الصحة أو المرض تدریجی ا بدلا من

إقرأ أيضاً:

اقتصاد الترفيه.. نادي عُمان للرماية نموذجًا

 

 

 

خلفان الطوقي

أيقونة عصرية تضاف إلى مسقط، مع افتتاح نادي عُمان للرماية، وهو جزء من مبنى "أكتيف عُمان" الذي يضم مكونات عديدة تؤهله لأن يُسمى أيقونة مسقط الحديثة، ويمثل صورة واقعية لاقتصاد الترفيه.

تمَّ الافتتاح الرسمي لمبنى "أكتيف عُمان" الأسبوع الماضي؛ حيث بدأت ملامح التكامل الترفيهي في البروز؛ إذ بعد نادي عُمان للسيارات وأنشطته العديدة والنوعية والمتطورة والتي تتناسب مع فئات عديدة من العُمانيين والمُقيمين والزوار، يمكن القول إنَّ هذه المشروعات تمثل البذرة والمرحلة الأولى من المشروع الترفيهي في سلطنة عُمان.

بعدها تم إنشاء المرحلة الثانية من المشروع والتي ضمت ساحات إضافية وقاعات مغلقة وأنشطة رياضية وترفيهية استطاعت احتضان آلاف المحترفين والهواة، ونمَّت مواهبهم وهوايتهم، وبإمكانيات المرحلة الثانية استطاع نادي عُمان للسيارات احتضان وتنظيم البطولات المحلية والإقليمية والدولية، ومن خلالها تم تسويق السلطنة كوجهة مثالية للاستضافة وتنظيم البطولات وخاصة بطولات سباقات السيارات.

ورغم الجهود التي قامت بها إدارة نادي عُمان للسيارات، إلّا أنه لا يُمكن اكتمال منظومة اقتصاد الترفيه إلا باكتمال المرحلة الثالثة من خلال افتتاح المبنى العصري والمسمى "أكتيف عُمان" والذي يضم في طياته نادي عُمان للرماية وبأطوال ومسافات منوعة من 10 أمتار إلى 50 مترًا، ومسارات قابلة للتوسع إلى 60 مسارًا للمسدس والبندقية والشوزن. كما يتميز بتطبيق أحدث معايير الأمن والسلامة والجودة، كما يضم محلات تخصصية للهواة من محبي الأسلحة. ليس هذا فحسب، وإنما أي منتجات تخص الهوايات الشبابية كقيادة الدراجات الهوائية، ومحبي الألعاب الإلكترونية، وصالات للبولينج والبادل والسنوكر والبليارد والجمباز والجولف الإلكتروني، ولضمان استدامته تم توفير محلات منوعة من مقاهٍ ومطاعم ومجمع تجاري متكامل يمتاز بطلات مميزة وغاية في الجمال.

وبعد افتتاح هذه المرحلة، وامتزاج نادي عُمان للسيارات، ونادي عُمان للرماية، وتكامل المكونات النوعية والترفيهية العصرية والمتطورة في محيط واحد إنما يمثل نموذجًا حقيقيًا للاقتصاد الترفيهي في أبهى حُلة، والذي أصبح بكل ثقة واقتدار أهم حاضنة للشباب العُماني والمقيمين والزوار، ويحق لنا أن نفخر ونقول: أخيرا، تحقق لنا مثل هذا في عُمان.

ورسالتي الأخيرة لإدارة هذه الأندية والمكونات التابعة لها وبعد الشكر الجزيل، أرجو تكثيف التسويق لهذه الأندية ومكوناتها المنوعة، لكي لا يضيع زخم هذه الحاضنة الشبابية والمكونات العصرية المميزة، وتكوين الشراكات الاستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة ومركز الشباب واللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وعلى هذا الزخم أن يتضاعف يومًا بعد يوم.

إنَّ "أكتيف عُمان" منظومة متكاملة وليست ترفيهية فقط؛ بل إنها حاضنة شبابية تُحقق أهدافاً عميقة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية وسياحية ومالية، ولأنها كذلك، يمكن اعتبارها نموذجًا واقعيًا لاقتصاد الترفيه.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة: قانون الإجراءات الجنائية إنجاز نشعر جميعا بالفخر لخروجه
  • الحكومة تقرر الخميس المقبل إجازة رسمية مدفوعة الأجر للعاملين بالدولة والقطاع الخاص
  • لماذا كتبتُ بيان شفافية حول الذكاء الاصطناعي لكتابي؟
  • سبب انقطاع الكهرباء المفاجئ في إسبانيا؟ فيديو
  • بعد إقراره نهائيًا.. تفاصيل إجازات القطاع الخاص في مشروع قانون العمل الجديد
  • أسبوعان إجازة.. مفاجأة سارة للعاملين في القطاع الخاص
  • عاجل - الخميس 1 مايو 2025 إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص بمناسبة عيد العمال
  • متى يكون للحياة طعم؟
  • لا أعرف الراحة.. كيف حافظ ستينغ على نجوميته العالمية بعد 50 عاما؟
  • اقتصاد الترفيه.. نادي عُمان للرماية نموذجًا