بغداد اليوم -  بغداد

شهد قطاع المطاعم في العراق نموًا غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة، حيث تجاوز عددها 24 ألف مطعم في عموم البلاد، منها أكثر من 500 مطعم في العاصمة بغداد وحدها، وفقًا لإحصائيات وزارة التخطيط. 

وتُشكل هذه المطاعم نحو 65% من مجمل النشاط التجاري العراقي، مما يجعلها عنصرًا رئيسيًا في الاقتصاد المحلي.

لكن مع هذا التوسع السريع، تثار تساؤلات حول مصدر تمويل بعض هذه المطاعم، خاصة الفخمة منها، وسط مخاوف من استخدامها كواجهات لغسيل الأموال من قبل جهات وشخصيات سياسية، إضافة إلى وجود مخالفات قانونية تتعلق بتشغيل العمالة الأجنبية دون تصاريح رسمية.


نمو قطاع المطاعم: بين الازدهار والريبة

أصبح قطاع المطاعم في العراق واحدًا من أكثر المجالات التجارية نموًا، حيث تشهد المدن الكبرى، وخاصة بغداد، افتتاح مطاعم جديدة بشكل مستمر، تتنوع بين المطاعم الشعبية والمتوسطة والفخمة. 

ويرى مختصون أن هذا الانتعاش يعكس تحسن القدرة الشرائية لبعض الفئات وتغير العادات الاستهلاكية، إلا أنه يثير أيضًا مخاوف بشأن مصادر تمويل بعض هذه المشاريع.


مطاعم كواجهات لغسيل الأموال؟

أكد الخبير الاقتصادي أحمد التميمي في تصريح لـ"بغداد اليوم" أن بعض المطاعم، خاصة الفخمة منها، قد تكون مجرد واجهات لغسيل الأموال.

وقال التميمي إن كثرة المطاعم، خصوصًا في العاصمة بغداد، وظهور مطاعم فاخرة بتكاليف ضخمة، بعضها، قد يكون غطاءً لغسيل الأموال لبعض الشخصيات السياسية والجهات المتنفذة، وأوضح أن هذه الأنشطة التجارية أصبحت تُستخدم بشكل مشابه لعمليات شراء العقارات في المناطق الراقية من بغداد والمحافظات، حيث يتم استغلالها لإخفاء مصادر الأموال غير المشروعة وإضفاء الشرعية عليها.


العمالة الأجنبية والمخالفات القانونية

من بين القضايا المثيرة للجدل في هذا القطاع، قضية العمالة الأجنبية، حيث أكد التميمي عدم وجود إحصائيات دقيقة لعدد العاملين في المطاعم، خاصة من الجنسيات الأجنبية.

وأضاف أن بعض هؤلاء العمال دخلوا العراق بطرق غير قانونية ويعملون دون موافقات رسمية، ما يستدعي تكثيف حملات التفتيش داخل المطاعم، وأشار إلى أن هذه الظاهرة أدت إلى تفاقم مشكلة البطالة بين الشباب العراقي، حيث يُفضل بعض أصحاب المطاعم العمالة الأجنبية لأسباب تتعلق بالأجور أو الكفاءة، وهو ما يشكل تحديًا إضافيًا لسوق العمل المحلي.


تأثير الظاهرة على الاقتصاد العراقي

يحقق قطاع المطاعم عوائد اقتصادية ضخمة، حيث يُعد من أكثر المجالات التجارية حيوية في العراق، ومع ذلك، فإن انتشار مطاعم يُشتبه في كونها واجهات لغسيل الأموال قد يؤدي إلى منافسة غير عادلة، حيث يتمتع أصحاب هذه المطاعم بقدرة مالية غير محدودة مقارنة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد على موارد قانونية.

كما أن الإقبال الكبير على افتتاح المطاعم الفاخرة أدى إلى ارتفاع أسعار العقارات التجارية، خاصة في المناطق الحيوية ببغداد والمدن الكبرى، ونتيجة لهذا الارتفاع، يجد المستثمرون الصغار صعوبة في دخول هذا السوق، مما يعزز سيطرة بعض الجهات النافذة على القطاع.

أما على المستوى القانوني، فهناك تحديات كبيرة تواجه الجهات الرقابية في تتبع مصادر تمويل المطاعم الفخمة، حيث تفتقر البلاد إلى آليات رقابة مالية صارمة قادرة على كشف الأموال المغسولة، وفي ظل غياب الشفافية، يصبح من السهل استخدام هذه المشاريع التجارية لتدوير الأموال المشبوهة.


الإجراءات المطلوبة لمكافحة غسيل الأموال

- تشديد الرقابة المالية يعد أحد أهم الحلول لضمان شرعية مصادر تمويل المشاريع التجارية، وخاصة المطاعم، حيث يجب فرض إجراءات صارمة تلزم أصحاب هذه المشاريع بالإفصاح عن مصادر أموالهم والتعاون مع الجهات الرقابية.

- مكافحة العمالة غير القانونية من الحلول الضرورية أيضًا، حيث ينبغي تكثيف حملات التفتيش لضبط العمالة غير الشرعية، مما يساهم في توفير فرص عمل أكبر للعراقيين وتقليل معدلات البطالة.

- تعزيز الشفافية في القطاع التجاري أمر لا بد منه، وذلك من خلال فرض قوانين تلزم أصحاب المشاريع بتقديم تقارير مالية دورية حول إيراداتهم ومصروفاتهم، مما يسهل على الجهات المختصة تتبع أي أنشطة مالية مشبوهة.

ويبقى قطاع المطاعم في العراق من أكثر المجالات التجارية انتعاشًا، لكنه في الوقت ذاته يواجه تحديات مرتبطة بغسيل الأموال وتشغيل العمالة غير القانونية، وبينما تسعى الحكومة إلى تنظيم هذا القطاع، تظل الحاجة إلى رقابة مشددة ضرورية لضمان شفافية السوق وحماية الاقتصاد العراقي من أي استغلال غير مشروع.


المصدر: وكالات + قسم الشؤون الاقتصادية في "بغداد اليوم"

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: المطاعم فی العراق العمالة الأجنبیة لغسیل الأموال قطاع المطاعم

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء الفريق الرجوب مع الرئيس العراقي في قصر بغداد

استقبل رئيس الجمهورية العراقية عبد اللطيف جمال رشيد، اليوم الأربعاء 29 يناير 2025، في قصر بغداد، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح الفريق جبريل الرجوب وسفير دولة فلسطين لدى العراق أحمد الرويضي.

وجرى خلال اللقاء، بحث مستجدات الأحداث في فلسطين، حيث جدد الرئيس رشيد تأكيده على موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإعلان دولته المستقلة على ترابه الوطني، مشيرا إلى أهمية قرار وقف إطلاق النار في غزة وما يشكله من بداية لترسيخ السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

بدوره أعرب الفريق الرجوب عن شكر وتقدير دولة فلسطين لدعم جمهورية العراق المتواصل والثابت للقضية الفلسطينية، ومؤكدا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين مبعوث ترامب للشرق الأوسط ينهي زيارته إلى محور نتساريم وسط قطاع غزة السفير السعودي لدى بريطانيا: لن نطبع مع إسرائيل دون حل للقضية الفلسطينية قائمة بأسماء أسرى من قطاع غزة في سجون الاحتلال الأكثر قراءة إسرائيل تتحدث بشأن عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله شؤون اللاجئين تنجز رزمة مشاريع للمخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إصابة 5 مواطنين بجروح في اعتداء للمستعمرين بمسافر يطا عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قرية الجنادرية.. صناعة نشاط تجاري كبير
  • معرض بغداد الدولي.. استثمار حقيقي أم دعاية إعلامية؟
  • تفاصيل لقاء الفريق الرجوب مع الرئيس العراقي في قصر بغداد
  • ظاهرة انتشار المطاعم في العراق.. نشاط تجاري مشروع أم واجهات لغسيل الأموال؟ - عاجل
  • طقس العراق اليوم.. أجواء صحوة ومعتدلة في النهار باردة ليلا
  • اليوم.. مباراتان في بغداد بمنافسات الجولة الـ 17 لدوري نجوم العراق
  • اليوم.. "بيئة النواب" تبحث عواقب انتشار ظاهرة الصيد الجائر بمراكب "الشانشولا"
  • البلديات تطرح مشروع اشتراطات المطاعم الفاخرة عبر استطلاع
  • ظاهرة طبيعية تثير الجدل في واسط