من المعروف أن النوم الجيد هو أساس الراحة الجسدية والعقلية، وهو جزء أساسي من حياتنا اليومية، لكن مع ذلك، قد تؤدي بعض وضعيات النوم إلى آلام مزعجة تؤثر على صحتنا بشكل سلبي، خاصة في منطقة الكتف، التي تعتبر من أكثر الأماكن عرضة للضغط والإجهاد أثناء النوم. في بعض الأحيان، يمكن أن تكون هذه الآلام مؤشرًا على وجود مشاكل صحية أعمق قد تحتاج إلى تدخل طبي عاجل.

وضعيات نوم خاطئة تسبب ألم الكتف.. متى يصبح الأمر خطرًا؟

ونستعرض أبرز وضعيات النوم الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى ألم الكتف، إضافة وكيفية التعرف على الحالات التي قد تكون خطيرة وتتطلب استشارة طبية فورية.

وضعيات النوم الخاطئة التي تؤدي إلى ألم الكتف

قال الدكتور وسام عويني، استشاري العلاج الطبيعي،فى تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن هناك عدة وضعيات نوم قد تسبب ألمًا في منطقة الكتف، وفي كثير من الأحيان قد يجهل الشخص ارتباط هذه الوضعيات بالألم الذي يشعر به. وهنا نعرض  أبرز هذه الوضعيات التي يجب تجنبها للحفاظ على صحة الكتف:

1. النوم لفترات طويلة على الجانب الأيمن

إحدى الوضعيات الشائعة التي قد تسبب ألمًا في الكتف هي النوم لفترات طويلة على الجانب الأيمن. قد يكون هذا الأمر غير مؤذي للبعض، لكنه يصبح أكثر صعوبة على الأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الكتف، مثل التهاب الأوتار أو التهاب المفاصل. في هذه الوضعية، يتعرض الكتف اليمنى لضغط مستمر، مما قد يؤدي إلى شعور بالألم والتصلب.

نصيحة: من الأفضل تغيير وضعية النوم بين الجانبين أثناء الليل لتجنب الضغط المستمر على نفس الكتف، أو استخدام وسادة مريحة تدعم الجسم بشكل جيد.

2. وضع اليد أسفل الرأس

الكثير من الأشخاص يقومون بوضع يدهم أسفل رأسهم أثناء النوم على الجانب، ظنًا منهم أن هذا يوفر دعمًا إضافيًا. لكن في الواقع، هذه الوضعية تسبب ضغطًا شديدًا على مفصل الكتف، مما يؤدي إلى شعور بالألم والتورم مع مرور الوقت. هذا الضغط قد يزيد من حدة الألم إذا كان الشخص يعاني من مشاكل في الكتف أو في الأعصاب.

نصيحة: لتجنب هذا الوضع، من الأفضل استخدام وسادة مناسبة لدعم الرأس والعنق بشكل صحيح، وتجنب وضع اليد أسفل الرأس أو الرقبة أثناء النوم.

3. النوم على البطن

النوم على البطن هو من أسوأ وضعيات النوم التي قد تضر بالكتف. في هذه الوضعية، يتعرض الكتف والرقبة لضغط مباشر من الأمام، مما يسبب آلامًا في كلا المنطقتين. هذا الضغط يمكن أن يؤدي إلى التهاب المفاصل، أو إجهاد الأوتار في منطقة الكتف.

نصيحة: من الأفضل النوم على الجانبين أو الظهر، مع استخدام وسادة مريحة تدعم الرقبة والكتف بشكل صحيح. تجنب النوم على البطن قدر الإمكان لتقليل الضغط على الكتف.

متى يصبح الألم خطيرًا؟

في بعض الحالات، يمكن أن يكون ألم الكتف نتيجة لوضعيات النوم الخاطئة مؤقتًا، ويختفي مع تعديل الوضعية أو تغيير طريقة النوم.

علامة تحذيرية بألام الكتف تلزمك بضرورة التوجه إلى الطبيبوضعيات نوم خاطئة تسبب ألم الكتف

 وهناك بعض الأعراض التي يجب أن تكون علامة تحذيرية لك بضرورة التوجه إلى الطبيب، خاصة إذا كانت مصحوبة بمضاعفات أخرى. إليك بعض الأعراض التي تشير إلى أن الألم قد يكون خطيرًا ويحتاج إلى استشارة طبية:

1. ألم مستمر رغم تغيير الوضعية

إذا استمر الألم في الكتف رغم تغيير وضعية النوم أو بعد أخذ فترات راحة، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى تقييم دقيق.

2. الألم المصحوب بتورم أو احمرار

في حال كانت منطقة الكتف متورمة أو حمراء مع الشعور بالألم، قد يكون هناك التهاب في الأنسجة أو المفاصل. قد يكون التهاب الأوتار أو التهاب المفصل هو السبب في هذه الأعراض.

3. الألم المصحوب بخدر أو تنميل

إذا شعر الشخص بخدر أو تنميل في الكتف أو الذراع، فإن ذلك قد يكون علامة على الضغط على الأعصاب. قد تشير هذه الأعراض إلى مشكلة في الأعصاب أو أقراص الفقرات العنقية.

4. ألم يصاحبه صعوبة في الحركةوضعيات نوم خاطئة تسبب ألم الكتف

إذا كانت حركة الكتف محدودة أو إذا كانت هناك صعوبة في رفع الذراع أو تحريك الكتف بسبب الألم، فهذا قد يكون مؤشرًا على إصابة خطيرة، مثل تمزق الأوتار أو التهاب الأوتار المزمن.

5. تدهور الألم مع مرور الوقت

إذا كنت تشعر أن الألم يزداد تدريجيًا مع مرور الوقت حتى لو كنت تتجنب وضعيات النوم الخاطئة، فقد يكون هناك مشكلة هيكلية في الكتف تحتاج إلى تدخل طبي متخصص.

وضعيات نوم خاطئة تسبب ألم الكتفكيفية الوقاية والتعامل مع ألم الكتف بسبب وضعيات النوم

إذا كنت تعاني من ألم في الكتف نتيجة لوضعيات النوم الخاطئة، إليك بعض النصائح التي قد تساعدك في الوقاية وتحسين حالتك:

استخدام وسادات مريحة تدعم الرأس والعنقاستخدام وسادات مريحة تدعم الرأس والعنق

 اختر وسادة توفر دعمًا مناسبًا للرقبة والكتف، مما يساعد على تقليل الضغط على المفاصل.

تغيير وضعية النوم

 حاول النوم على ظهرك أو على الجانبين بدلًا من النوم على البطن. تأكد من تغيير الوضعية بانتظام أثناء الليل.

التمدد والتمارين

 ممارسة تمارين التمدد الخاصة بالكتف يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر والضغط على المفاصل والأوتار.

الاستشارة الطبية

 في حال كان الألم مستمرًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى خطيرة، من المهم استشارة طبيب مختص لتقييم حالتك وبدء العلاج المناسب.

 الجدير بالذكر إذا كنت من الأشخاص الذين يعانون من آلام الكتف بعد النوم، فقد تكون وضعيات النوم الخاطئة هي السبب وراء ذلك، مع الالتزام بالتوجيهات الصحيحة لتحسين وضعية النوم وتوفير الدعم المناسب للكتف، يمكنك تقليل الألم والوقاية من تفاقم المشاكل الصحية، لكن في حال استمر الألم أو ترافق مع أعراض خطيرة، يجب التوجه فورًا إلى الطبيب لتشخيص الحالة وتحديد العلاج الأنسب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النوم ألم الكتف النوم الجيد الجانب الأيمن وضعيات النوم الكتف الآلام النوم لفترات طويلة المزيد وضعیة النوم النوم على الضغط على فی الکتف قد یکون یمکن أن التی قد

إقرأ أيضاً:

بعيدا عن الألم والفقد.. حافظوا على قلوبكم من التوقف!

أصبحت أمراض القلب، سواء كانت «وراثية أم مكتسبة»، أكثر انتشارًا بين فئات عمرية صغيرة في المجتمع؛ وذلك بسبب العادات والسلوكيات الخاطئة، سواء في بيئة العمل التي تُعد من أكثر الأماكن توترًا وتحفزًا وزيادة في نسب الضغوطات النفسية اليومية التي يتعرّض لها بعض الأشخاص، أو المشكلات الحياتية وما يرافقها من ضغوطات تؤدي جميعها إلى إحداث اختلال واضح في مجرى الصحة والبعد عن الأمراض.

وبحسب الإحصائيات والمؤشرات العالمية، فإن أخطر الأمراض في العالم وأكثرها سببًا في الوفاة تأتي «أمراض القلب والأوعية الدموية»، ولحدوث مثل هذا المرض أسباب مختلفة، من أهمها: عدم الالتزام بالنظام الغذائي الصحي، مما ينشأ عنه ظهور العديد من المشكلات تمنع القلب من وظيفته الأساسية، وبالتالي تحدث الجلطات بأنواعها، مما يستدعي رحلة علاج طويلة ومعاناة قد تمتد إلى أشهر وسنوات، وربما تنتهي في بعض الأحيان إلى الوفاة، وفي أعمار ليست كبيرة.

كانت أمراض القلب أكثر انتشارًا بين فئة كبار السن بسبب الأمراض المزمنة والشيخوخة ومشكلاتها التي لا تنقضي، وهذا ما تؤكده الدراسات العلمية في السابق، إلا أن الوضع بات أكثر قلقًا للأطباء والمختصين الذين يُشخّصون إصابات وحالات كثيرة بين الشباب والأطفال، وهذا ناقوس خطر.

لقد فقدنا على مدى الأيام القريبة والسنوات الماضية عددًا من الأحبة الذين كانوا معنا، ولا يعلم عدد منهم بأنهم مرضى يعانون من مشكلات في القلب، وبعضهم يعلم في قرارة نفسه بأن ثمة شيئًا غير طبيعي يوجد فيه، ولكن يهمل وضعه الصحي حتى يصل إلى مرحلة ينشد فيها النجاة من الموت.

وهذا الأمر بات محيرًا ومقلقًا للغاية؛ فبعض الناس يعاني طويلًا من مضاعفات القلب الخطرة، والبعض الآخر كان يتألم بصمت ولا يُخبر أحدًا بما يواجهه من صعوبات وتقلبات مزاجية ونفسية، ولا يأخذ بأعراض المرض على محمل الجد، بل يعتبره حالة عرضية عابرة ستنتهي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت!

رحلة مرضى القلب هي من الرحلات الأكثر صعوبة مقارنة ببعض الأمراض الأخرى، فسنويًّا يموت حول العالم ملايين من البشر متأثرين بهذا المرض، ومن أعراضه «نشوء ضعف أو قصور في وظائف عضلة القلب، أو انسداد في الشرايين»، أو أي عرض مرضي آخر مرتبط بأمراض القلب، يمنعه من القدرة على القيام بوظائفه الحيوية بانتظام داخل الجسم.

ومثلما أشرنا سابقًا إلى أن معظم الوفيات القلبية المفاجئة تحدث لدى البالغين الأكبر سنًّا، وخاصة المصابين بأمراض القلب، ومع ذلك، فإن ظاهرة توقف القلب المفاجئ هي السبب الرئيسي للوفاة بين الرياضيين الشباب في أرضية الملاعب وغيرها من الأماكن.

يُرجِع بعض الأطباء والمختصين أسباب انتشار أمراض القلب إلى الطريقة الخاطئة التي ينتهجها الناس في أسلوب حياتهم، وكثرة تعرضهم للضغوطات النفسية والعصبية، إضافة إلى انتشار ثقافة الغذاء غير الصحي التي تؤثر على صحة قلوبهم وبقاء عمله بانتظام.

في عيادات القلب، سواء الحكومية أو الخاصة، تُذهل من أعداد المرضى الذين يعانون من هذا المرض، سواء كانوا «صغارًا أم كبارًا»، بعضهم يصل به الأمر إلى طريق مسدود سببه انسداد تام في الشرايين، وبعض الحالات يعجز الأطباء عن التدخل فيها جراحيًّا بسبب معاناتهم من أمراض أخرى، إضافة إلى تقدمهم في العمر، فلا يتحمّلون إجراء العمليات المعقدة، فلا يكون هناك سبيل آخر غير الأدوية التي لا تأتي نتائجها بفاعلية مثل العمليات الجراحية.

وهناك بعض من المرضى يؤكد الأطباء أن نسبة شفائهم من المرض عالية لو التزموا بالتعليمات الطبية والخطط العلاجية، ولكن للأسف لا يساعدون أنفسهم في الخلاص من المرض، ويتخذون الإهمال المتعمد طريقًا في ممارسة حياتهم الطبيعية، إلى أن تحدث لهم المضاعفات الخطيرة، فيصبح أملهم في الحياة ضعيفًا في ظل تفاقم المرض وعدم جدوى العلاج.

أصبحت أمراض القلب مرتبطة كثيرًا بأمراض مزمنة أخرى مثل: «الضغط والسكري وانسداد الشرايين» وغيرها، وأصبح من الضروري على أي شخص، خلال مراحل معينة من العمر، المداومة على الفحص الطبي بين فترة وأخرى؛ فانسداد الشرايين أصبح حالة شائعة بين الشباب بسبب تناولهم الكثير من المأكولات الضارة وغير الصحية، التي أغلبها مشبع بالزيوت والشحوم التي تعمل على انسداد الأوعية والشرايين، سواء على المدى القريب أو المدى البعيد.

يعتقد البعض بأن تناول وجبة دسمة أو الإكثار من تناول نوع معين من الغذاء خلال فترة بسيطة هو السبب الرئيسي لحدوث الجلطات أو انسداد الشرايين، والحقيقة أن الترسبات التي تحدث في جدران الأوعية الدموية لا تأتي بين «ليلة وضحاها»، وهذا بحسب ما أشار إليه الأطباء والمختصون، فمثل هذه الانسدادات تأخذ وقتًا حتى تتشكل أركان الكارثة، ودائمًا الاكتشاف المبكر يقي من المضاعفات ويسهل عملية العلاج.

فقدنا أشخاصًا كانوا لا يدركون خطورة أمراض القلب ومضاعفاتها على حياتهم، واستهان بعض منهم بالأعراض إلى أن تنبّهوا أن ثمة «ذبحة صدرية» في الطريق إليهم، وعندما حدثت لم يستطع الأطباء إنقاذ حياتهم، فرحلوا عن عالمنا وتركوا أماكنهم فارغة وحزنًا يغذّيه الفراق في صدورنا.

علينا دائمًا الحيطة والحذر، فعندما تحس بنوع من الإشارات التي تدل على وجود خلل معين، سواء تسارع في ضربات القلب، أو نغزات في الصدر، أو صعوبة في التنفس، أو أي عرض آخر له علاقة بهذا العضو الحيوي في جسم الإنسان، لا نترك الأمر أمام التخمينات والتوقعات، والاستسلام بأن الأمور عادية ولا تستدعي القلق، فكل عَرَض يوضح لنا أن وراءه شيئًا يخفيه، وعلى الشخص أن يتدارك الأمر بسرعة، ولا يؤجل المتابعة الطبية بدعوى أنه مشغول أو أن العَرَض المرضي سوف يزول مع الوقت.

تذكر أن الثواني من الوقت كفيلة بإنقاذ حياة أو فقدانها، فكل وقت زمني مهما صغر له ثمن باهظ بالنسبة للمرضى، وخاصة من يعانون من أمراض القلب وغيرها من الأمراض، فكم من أشخاص نعرفهم ذهبوا إلى خالقهم في غضون ثوانٍ معدودة؛ توقفت قلوبهم عن العمل وانتهت حياتهم في الدنيا. ندرك أن «الأعمار بيد الله»، ولكن الإنسان عليه ألا يترك نفسه للصدف أو الحظ.

تذكر دائمًا أن الأرواح البشرية لا تُعوَّض، والإنسان الذي يُنهي حياته بتهاونه وإهماله، يسبب موته ألمًا وحزنًا عميقًا لأهله، ويُتمًا لأبنائه، فرفقًا بقلوبكم الضعيفة، وحافظوا على أرواحكم، وذلك باتباع الإرشادات الطبية، والتنبه إلى كل إشارة يصدرها الجسم، فكلما كان اكتشاف المرض مبكرًا، كانت هناك فرصة أكبر لتجاوز المحنة والخروج منها بأقل الخسائر.

وأخيرًا علينا أن نتذكر ما قاله الناصحون لنا يومًا: «حافظوا على قلوبكم وقلوب مَن تحبون.. فنحن لا نعود أبدًا كما كنا.. أعماقنا عندما تتشوّه لا يُعيد ملامحها السابقة شيء.. حافظوا على قرب من تحبون لكي لا تؤلمكم ضمائركم يومًا على فقدانهم.. فالحنين موجع جدًا».

مقالات مشابهة

  • 5 علاجات فعالة لتخفيف آلام الصداع النصفى.. تعرف عليها
  • ماذا يكون بعد أن حكم القضاء في تونس؟
  • لن تصدق| إهمال تنظيف الأسنان يصيب النساء بهذا المرض
  • 5 عوامل قد تسبب نشاط الفيروس الخامل في الجسم .. فيديو
  • بعيدا عن الألم والفقد.. حافظوا على قلوبكم من التوقف!
  • توقعات الأبراج حظك اليوم.. كل تجربة صعبة تحمل درسًا مهمًا لك
  • الخارجية التركية: تهديد إسرائيل لسوريا ولبنان إستراتيجية خاطئة
  • مشاكل شائعة في الفك تسبب صداع
  • من منغوليا إلى قلب الفاتيكان.. هل يصبح الكاردينال مارينغو أول «بابا طارد للأرواح الشريرة»؟
  • اليوغا والذاكرة.. وضعيات تساعد الطلاب على التركيز والتذكر أثناء الامتحانات