زيت الزيتون (بالإنجليزية: Olive Oil) هو عبارة عن دهن سائل غني بالأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة التي تمنحنا فوائد زيت الزيتون المتنوعة، ويتم استخلاصه من ثمرة الزيتون، حيث يتم الحصول على الزيت عن طريق عصر الزيتون الكامل. ويختلف تكوين زيت الزيتون باختلاف صنف الزيتون الذي يتم استخلاصه منه، ووقت الحصاد، وارتفاع شجر الزيتون، وعملية الاستخراج.

 

ويتكون زيت الزيتون بشكل أساسي من حمض الأوليك، مع نسب أقل من حمض اللينوليك، وحمض البالمتيك وغيرها. وتوجد أنواع مختلفة من زيت الزيتون مثل زيت الزيتون البكر الممتاز، وزيت الزيتون البكر، وزيت الزيتون المكرر، وزيت ثفل الزيتون، وزيت الزيتون غير المصفى. ويمكن استخدام زيت الزيتون للطبخ وعمل مئات الأطباق منه، بالإضافة إلى استخدامات زيت الزيتون الأخرى. 

 

تتعدد فوائد زيت الزيتون للجسم، والبشرة، والشعر. وفيما يلي أفضل فوائد شرب زيت الزيتون أو استهلاكه عن طريق إضافته إلى الطعام. 

  

فوائد زيت الزيتون كمضاد للالتهاب

يمكن أن يقلل زيت الزيتون البكر من الالتهاب نظراً لاحتوائه على مضادات الأكسدة التي تمتلك التأثيرات الرئيسية المضادة للالتهابات. ويعمل الأوليوكانثال الموجود في زيت الزيتون كمضاد للأكسدة، وهو ذو تأثير مماثل للإيبوبروفين. كما أن مضادات الأكسدة في زيت الزيتون يمكن أن تمنع بعض الجينات والبروتينات التي تسبب الالتهاب.

 

كما أن حمض الأوليك الموجود في زيت الزيتون، يمكن أن يقلل من مستويات علامات الالتهاب المهمة، مثل بروتين سي التفاعلي .

  

فوائد زيت الزيتون للقلب

تعتبر أمراض القلب هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في العالم. ومع هذا، فقد تبين أن أمراض القلب أقل شيوعاً في دول البحر الأبيض المتوسط؛ بسبب استهلاك زيت الزيتون البكر الممتاز الذي يحتوي على 70% من الأحماض الدهنية التي تخفض الكوليسترول في الدم. ويقي زيت الزيتون من أمراض القلب بعدة طرق، وهي: 

 

يقلل الالتهاب.

يقلل الكوليسترول الضار.

يحسن بطانة الأوعية الدموية.

يساعد في منع تخثر الدم المفرط.

يخفض ضغط الدم، الذي يعد ارتفاعه أحد أقوى عوامل الخطر لأمراض القلب والوفاة المبكرة. 

فوائد زيت الزيتون في الوقاية من السرطان

يحتوي زيت الزيتون على مضادات الأكسدة التي تقلل من آثار الأكسدة للجذور الحرة، والتي يعتقد أنها المحرك الرئيسي للسرطان. كما أن المركبات الموجودة في زيت الزيتون يمكن أن تقاوم الخلايا السرطانية. ومع هذا، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد ما إذا كان زيت الزيتون يقلل في الواقع من خطر الإصابة بالسرطان. 

  

فوائد زيت الزيتون للتخسيس 

يساهم استهلاك زيت الزيتون في حساسية الأنسولين وتقليل الأنسولين الزائد الذي يمكن أن يجعل الشخص يكتسب الوزن.

 

كما يحث استهلاك الدهون على الشعور بالشبع، ويساعد على تقليل الجوع، والرغبة الشديدة في الإفراط بتناول الطعام. ويساعد اتباع حمية غذائية غنية بزيت الزيتون ومنخفضة الكربوهيدرات على فقدان الوزن أكثر من اتباع نظاماً غذائياً قليل الدسم. 

 

وللاستفادة من فوائد شرب زيت الزيتون على الريق للتخسيس، ينصح بتناول ملعقة إلى ملعقتين من زيت الزيتون في الصباح، كما قد يتناوله البعض ممزوجاً بعصير الليمون والماء الدافئ للاستفادة من فوائد زيت الزيتون مع الليمون. 

 

: فوائد زيت الزيتون مع الليمون والثوم

 

فوائد زيت الزيتون في محاربة الشيخوخة

يحتوي زيت الزيتون البكر الممتاز على مضادات الأكسدة التي تساهم في مكافحة الشيخوخة، وتقليل الإجهاد الخلوي؛ مما يساعد على منع التغيرات المرتبطة بالعمر في خلايا الجلد.

   

إلا أنه ينبغي تذكر أنه لا ينبغي استخدام زيت الزيتون للطبخ على درجة حرارة عالية، وإلا فقد يكون له تأثير معاكس، وينتج عنه مركبات تساهم في التدهور الوظيفي متعدد الأنظمة الذي يحدث مع تقدم العمر. 

  

فوائد زيت الزيتون في الوقاية من مرض السكري

قد يؤثر زيت الزيتون بشكل إيجابي على استقلاب الجلوكوز، ويكون له آثار مفيدة على حساسية الأنسولين، ومن المرجح أنه يقلل من خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري.

 

كما تساعد الدهون الموجودة في زيت الزيتون على استقرار مستويات السكر في الدم وتنظيم الأنسولين. ويمكن أن يساعد إضافة زيت الزيتون البكر الممتاز إلى الوجبة في إبطاء التأثير على مجرى الدم.

 

كما يساعد استهلاك زيت الزيتون على الشعور بالشبع بعد الوجبات، مما يساعد على منع الرغبة الشديدة في تناول السكر والإفراط في تناول الطعام الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات مرض السكري. 

   

فوائد زيت الزيتون للعضو الذكري

تتضمن أهم فوائد زيت الزيتون للرجال والعضو الذكري ما يلي: 

 

زيادة مستوى هرمون التستوستيرون.

زيادة مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزية: Luteinizing Hormone).

زيادة حجم الخصيتين.

تحسين جودة السائل المنوي والحيوانات المنوية.

التقليل من مشاكل ضعف الانتصاب.

  

فوائد زيت الزيتون الأخرى

تشمل فوائد زيت الزيتون الأخرى ما يلي:

 

يمكن علاج الإمساك بزيت الزيتون؛ حيث أن زيت الزيتون يحسن من عملية الهضم ويسهل حركة الأمعاء. ويساعد قوام وملمس زيت الزيتون في تحفيز الجهاز الهضمي، مما يجعل الطعام يتحرك بسلاسة عبر القولون وبالتالي يقلل من الإمساك، ويساعد شرب زيت الزيتون بانتظام في الوقاية الكاملة من الإمساك.

قد يعزز استهلاك زيت الزيتون في النظام الغذائي عملية الأيض ويساعد على نمو العظام.

يعد الحفاظ على صحة الشعر من أهم فوائد زيت الزيتون للشعر كونه غني بفيتامين E الذي يساعد في مكافحة مشاكل تساقط الشعر.

قد يمنع زيت الزيتون السكتات الدماغية لدى كبار السن الذين يستخدمون زيت الزيتون بانتظام للطبخ وتتبيل السلطة أو مع الخبز.

قد يكون الأشخاص الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على نسبة عالية من الدهون المشبعة أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، مقارنة بأولئك الذين تكون وجباتهم الغذائية غنية بالدهون الأحادية غير المشبعة مثل زيت الزيتون. 

قد يحمي زيت الزيتون البكر الممتاز الكبد من الإجهاد التأكسدي، والذي يؤدي إلى تلف الخلايا المرتبط بالتفاعل الكيميائي بين الجذور الحرة والجزيئات الأخرى في الجسم. 

يمكن أن يساعد استهلاك المزيد من زيت الزيتون في درء التهاب القولون التقرحي. 

يساعد الأوليوكانثال (وهو نوع من المركبات الفينولية الطبيعية الموجودة في زيت الزيتون البكر الممتاز) في نقل بروتينات مرض الزهايمر غير الطبيعية من الدماغ، ويساعد في تقليل تراكم بيتا أميلويد، الذي يعتقد أنه السبب الرئيسي لمرض الزهايمر. 

يمكن أن تحمي مكونات زيت الزيتون البكر الممتاز الغني بحمض الأوليك والهيدروكسي إيروسول من التهاب البنكرياس الحاد.

  

أضرار زيت الزيتون

على الرغم من فوائد زيت الزيتون المتعددة، إلا أن استهلاكه بكميات أعلى من الموصى بها قد ينتج عنه بعض الآثار الجانبية، مثل: 

 

قد يتضرر الشعر الجاف والرقيق من وضع زيت الزيتون عليه، لأنه في هذه الحالة يجعل ملمس الشعر دهنياً وثقيلاً، ويسد مسام الرأس، ويضعف بصيلات الشعر، فيزداد تساقطه.

قد يسبب شرب زيت الزيتون على الريق الإسهال في حال تناول الكثير منه، كما يؤدي إلى عسر الهضم، والانتفاخات، وغازات البطن، وحرقة المعدة.

يعد زيت الزيتون عالي السعرات الحرارية، حيث يحتوي 15 ملليلتر منه على 120 سعر حراري، وبذلك يمكن أن يسبب زيادة في وزن الجسم.

يمكن أن يسبب زيت الزيتون التهاب الجلد التماسي للأشخاص المعرضين لهذا النوع من الحساسية.

قد يكون زيت الزيتون مفيداً في ترطيب الجلد، ولكنه قد يؤوي أيضاً البكتيريا والفطريات، خاصة في ثنايا الجلد التناسلي، مما قد يؤدي إلى التهيج والعدوى، التي تعد من أكثر اضرار زيت الزيتون للعضو الذكري، وقد يسبب الطفح الجلدي، وتكون البثرات والكدمات، والحكة في القضيب.

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: زیت الزیتون البکر الممتاز فوائد زیت الزیتون زیت الزیتون على مضادات الأکسدة فی زیت الزیتون زیت الزیتون فی یساعد على یؤدی إلى یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟

يُعد الأرز غذاء أساسياً لأكثر من نصف سكان العالم، ويستهلكه يوميا عدد أكبر من الناس مقارنة بالقمح أو الذرة.

لذا، أعرب العلماء عن قلقهم بعد أن اكتشفوا حديثا أنه مع ارتفاع انبعاثات الكربون واستمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض، سترتفع مستويات مادة الزرنيخ في الأرز أيضاً.

ولطالما عُرف أن وجود مادة الزرنيخ في الأرز يمثل مشكلة، إذ تحتوي جميع أنواع الأرز تقريبا على مادة الزرنيخ. ويمكن أن تتراكم هذه المادة الكيميائية الضارة، الموجودة طبيعيا، في تربة حقول الأرز، وتتسرب إلى حبوب الأرز المزروعة هناك. لكن كميات مادة الزرنيخ الموجودة في حبوب الأرز يمكن أن تتفاوت بشكل كبير، من أقل بكثير من الحدود الموصى بها من قبل الهيئات الصحية والتنظيمية إلى أضعافها.

ومع ذلك، فإن استهلاك كميات قليلة من مادة الزرنيخ غير العضوي، حتى من خلال الطعام أو مياه الشرب، يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان ومجموعة من المشاكل الصحية الأخرى، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

ويعمل الباحثون حول العالم على إيجاد طرق لخفض مستويات مادة الزرنيخ في الأرز، وفي الوقت نفسه، تُوجد طرق لطهي الأرز تُمكّن من استخلاص بعض من هذا العنصر الضار من حبيبات الأرز.

لكن دراسة جديدة حول تراكم عنصر الزرنيخ غير العضوي وجدت أنه قد يُصبح مشكلة أكبر بسبب تغير المناخ. إذ زرع الباحثون 28 سلالة مختلفة من الأرز غير المقشور في أربعة مواقع مختلفة بالصين في ظروف تجريبية على مدى عشر سنوات.

ووجدوا أن مستويات مادة الزرنيخ في الأرز تزداد مع ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي وارتفاع درجات الحرارة. ثم وضع علماء الأوبئة نموذجا لكيفية تأثير مستويات الزرنيخ هذه، في ظل مستويات استهلاك الأرز الحالية، على صحة الناس. وقدّروا أن الزيادات المقابلة في مستويات مادة الزرنيخ في الأرز قد تُسهم في حوالي 19.3 مليون حالة إصابة بالسرطان إضافية في الصين وحدها.

يقول لويس زيسكا، الأستاذ المشارك في علوم الصحة البيئية بجامعة كولومبيا في نيويورك، والمشارك في تأليف الدراسة: “أثبتت دراسات كثيرة جدًا أن عنصر الزرنيخ غير العضوي مادة مسرطنة، وله آثار ضارة على صحة الرئة، وصحة القلب والأوعية الدموية وقائمة طويلة جدا من أعضاء جسم الإنسان”.

ويضيف: “هناك مقياسان لتغير المناخ – زيادة ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة – يُؤديان إلى ارتفاع كميات مادة الزرنيخ بشكل أكبر”.

وتفترض أسوأ التوقعات ارتفاع درجات الحرارة بمقدار درجتين مئويتين، وزيادة مستويات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 200 جزء إضافي في المليون بين عامي 2025 و2050. لكنها تُقدم لمحة عمّا قد يحدث لمحاصيل الأرز في المستقبل إذا لم تُخفَّض انبعاثات الكربون.

وعلى الرغم من تركيز،الباحثين على مواقع في الصين لإجراء تجاربهم، إلا أنهم قالوا إن هذه التأثيرات من المرجح أن تظهر في الأرز المزروع في مناطق تشمل أوروبا والولايات المتحدة أيضا، إذ أن وجود عنصر الزرنيخ غير العضوي شائع في الأرز المزروع حول العالم.

يقول زيسكا: “لسنا أول من درس تأثير ثاني أكسيد الكربون، ولسنا أول من درس درجة الحرارة – لكننا أول من جمعهما معا في الميدان. وهذا ما أذهلنا”.

بالطبع، للدراسة حدود، باستثناء المقاييس المختارة للسيناريو المتوقع عام ٢٠٥٠. أولا، افترضت الدراسة أن الناس سيستمرون في استهلاك نفس كمية الأرز للفرد في عام ٢٠٥٠ التي كانوا يتناولونها في عام ٢٠٢١، على الرغم من أن استهلاك الأرز يميل إلى الانخفاض مع ازدياد ثراء الدول. من ناحية أخرى، افترضت الدراسة أيضا أن الناس سيستمرون في تناول الأرز الأبيض أكثر بكثير من الأرز البني، كما يفعلون الآن. ونظرا لطريقة معالجته، يحتوي الأرز الأبيض على كمية أقل من الزرنيخ غير العضوي مقارنة بالأرز البني، لذا فإن أي تغيير في هذا الاتجاه قد يزيد من سوء الأرقام.

ومع ذلك، يقول أندرو ميهارج، الأستاذ في كلية العلوم البيولوجية بجامعة كوينز في مدينة بلفاست في أيرلندا الشمالية، والباحث المخضرم في الأرز وعنصر الزرنيخ، والذي لم يشارك في الدراسة: “هذه الدراسة من أكثر الدراسات شمولا التي أُجريت على الإطلاق حول هذا الموضوع. إنها أقوى من أي دراسة أجريت في أي وقت مضى”.

عرف البشر منذ مئات السنين أن عنصر الزرنيخ مادة سامة. ونتيجة لطبيعته عديمة اللون والطعم والرائحة، كان الزرنيخ وسيلة مفضلة للقضاء على الأعداء في بلاط روما القديمة وأوروبا في العصور الوسطى. لكن جرعاته المفردة بكميات ضئيلة لا تسبب التسمم.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، اكتشف العلماء أنه حتى الكميات الأقل من مادة الزرنيخ يمكن أن تسبب آثارا صحية عند استهلاكها بشكل مستمر على مدار العمر.

وينطبق هذا بشكل خاص على مادة الزرنيخ غير العضوي – وهو المصطلح المستخدم للزرنيخ الذي لا يحتوي على ذرات كربون – والذي يلتصق بسهولة أكبر بالجزيئات الحيوية في جسم الإنسان، مما قد يسبب أضرارا. وبينما يوجد الزرنيخ غير العضوي بشكل طبيعي في الصخور والتربة، إلا أنه قد يكون ناتجا ثانويا لأنشطة مثل التعدين وحرق الفحم وغيرها من العمليات الصناعية.

وهذا يعني أن عنصر الزرنيخ غير العضوي منتشر بشكل خاص في المياه الجوفية في عدد من المناطق، بما في ذلك أمريكا الجنوبية وأجزاء من جنوب ووسط آسيا. لكن الناس في أماكن أخرى معرضون للخطر أيضا، ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يشرب أكثر من 7 في المئة من مالكي الآبار الخاصة، أي حوالي 2.1 مليون شخص، مستويات خطيرة من مادة الزرنيخ غير العضوي. وفي جميع أنحاء العالم، يشرب حوالي 140 مليون شخص مياها تحتوي على مستويات من الزرنيخ أعلى مما توصي بها منظمة الصحة العالمية.

إذا كنت ترغب في خفض مستوى الزرنيخ في الأرز، فهناك بعض الخطوات التي يمكنك اتخاذها.

أولا، تحتوي بعض أنواع الأرز على نسبة زرنيخ غير عضوي أعلى من غيرها. ويحتوي الأرز الأبيض على نسبة زرنيخ غير عضوي أقل من الأرز البني، ولكنه أقل قيمة غذائية. كما يحتوي الأرز البسمتي على نسبة زرنيخ غير عضوي أقل من الأنواع الأخرى. ويحتوي الأرز من مناطق معينة، بما في ذلك شرق أفريقيا، على نسبة زرنيخ أقل من الأرز من مناطق أخرى، بما في ذلك أجزاء من الولايات المتحدة وأوروبا وجنوب شرق آسيا.

واكتشف باحثون في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة مؤخرا طريقة لطهي الأرز يمكنها إزالة 50 في المئة من الزرنيخ في الأرز البني و74 في المئة منه من الأرز الأبيض. وينصح الباحثون بغلي الأرز أولا في ماء مغلي مسبقا لمدة خمس دقائق قبل تصفيته. ثم يُضاف الماء العذب ويُطهى على نار هادئة لامتصاص كل الماء.

وتوصي وكالة معايير الغذاء في المملكة المتحدة بشطف الأرز قبل الطهي ثم غليه في ستة أجزاء من الماء مقابل جزء واحد من الأرز قبل تصفيته وشطفه مرة أخرى.

وإلى جانب مياه الشرب، يُعد الأرز المصدر الرئيسي للتعرض الغذائي للزرنيخ في جميع أنحاء العالم. ففي المناطق التي تميل إلى وجود القليل من الزرنيخ في مياهها الجوفية، مثل أوروبا، يُعد الأرز المصدر الأكبر للتعرض الغذائي للزرنيخ غير العضوي.

وتكمن المشكلة في كيفية زراعة حوالي 75 في المئة من إمدادات الأرز العالمية، كما يقول زيسكا، في حقول الأرز المروية.

وبطبيعته يميل الأرز المزروع في التربة إلى الاختناق في وجود الأعشاب الضارة. لكن الأرز يمكن أن ينمو في الماء، بينما لا تستطيع الأعشاب الضارة ذلك. ويضيف زيسكا: “هذا يمنح الأرز ميزة كبيرة على الأعشاب الضارة، فلا داعي للرش، ولا للحرث”.

لكن هناك جانبا سلبيا، وهو أن التربة، بسبب غمرها بالمياه، لا تحتوي على أكسجين. وفي هذه الظروف، تلجأ البكتيريا اللاهوائية في التربة إلى الزرنيخ كبديل للأكسجين لاستقبال الإلكترونات أثناء تنفسها. وتُسهّل هذه البكتيريا التفاعلات مع المعادن الأخرى في التربة، وهو ما يجعل الزرنيخ أكثر المعادن المتوفرة حيويا ويسهل ذلك على نباتات الأرز امتصاصه عبر جذورها.

يقول زيسكا: “عندما تُغيّر التربة بجعلها أقل احتواء على الأكسجين، يُصبح عنصر الزرنيخ فعالا”. ويُغيّر هذا ميكروبيوم التربة بطريقة تجعل البكتيريا المُحبّة للزرنيخ أكثر تكاثرا.

وهذا ما يتوقعه هو وزملاؤه الباحثون. إذ يتوقعون أن الأمر سيزداد سوءا مع ارتفاع درجة الحرارة ومستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.

يقول زيسكا: “هذه البكتيريا المتواجدة في التربة تحصل على المزيد من الكربون، وتزداد دفئا ونشاطا”. إنك تُحسّن من سعادة البكتيريا الصغيرة بدرجات حرارة دافئة، لكنك أيضا تُعطيها المزيد من الكربون، فتُصاب بالجنون.

ووجد زيسكا وفريقه أن هذا التأثير ظهر على حوالي 90 في المئة من أنواع الأرز الثمانية والعشرين المختلفة التي زرعوها خلال دراستهم التي استمرت عشر سنوات.

وما يُقلق خبراء الصحة العامة هو أنه كلما زادت الأبحاث المُجراة على عنصر الزرنيخ غير العضوي، كلما ازداد تأثيره على البشر. في يناير/كانون الثاني 2025، حدّثت إدارة حماية البيئة الأمريكية تقييمها لـ “العوامل المسببة للسرطان” في مادة الزرنيخ غير العضوي، مع مراعاة جميع الأبحاث الجديدة حول الزرنيخ والأمراض، وقد وجد تقييمهم الأخير أن “الزرنيخ مادة مسرطنة أقوى بكثير مما كنا نعتقد سابقا”، بحسب كيف ناخمان، أستاذ الصحة والهندسة البيئية في كلية جونز هوبكنز بلومبرج للصحة العامة والمؤلف المشارك في دراسة الأرز والزرنيخ. وعلى وجه الخصوص، هناك الآن أدلة قوية على أن مادة الزرنيخ لا تزيد فقط من خطر الإصابة بسرطان الجلد، بل أيضا بسرطان الرئة والمثانة.

وإلى جانب السرطان، يزيد الزرنيخ غير العضوي من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري. وعند تناوله من قبل النساء الحوامل، يزيد أيضا من احتمالية وفيات الأجنة أو الرضع، كما يزيد من خطر ولادة الطفل بوزن منخفض – ما قد يكون له آثار صحية على مدى الحياة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية – أو آثار عصبية إدراكية على النمو.

وبالنسبة للأفراد، تكون المخاطر طفيفة. فعلى سبيل المثال، وجدت أحدث مراجعة لوكالة حماية البيئة أن استهلاك 0.13 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم من مادة الزرنيخ غير العضوي يوميا – أو 7.8 ميكروغرام لشخص يزن 60 كيلوغراما – من شأنه أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 3 في المئة ومرض السكري بنحو 1 في المئة.

لكن في مختلف المجتمعات، وخاصة تلك التي تستهلك كميات كبيرة من الأرز، يمكن أن تتراكم هذه المخاطر الصغيرة. وإذا صحّت تنبؤات زيسكا وزملائه، فقد يؤثر ذلك بشكل كبير على انتشار الأمراض في المجتمعات التي تعتمد على الأرز كمصدر أساسي للغذاء خلال العقود القادمة.

على سبيل المثال، إذا استهلك كل شخص 0.13 ميكروغرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم من الزرنيخ غير العضوي يوميا، فإن وكالة حماية البيئة الأمريكية تحسب أنه – مقارنة بعدم استهلاك الزرنيخ غير العضوي – يُصاب ثمانية أشخاص إضافيين من كل 10,000 شخص بسرطان المثانة، و10 من كل 10,000 شخص بسرطان الرئة، و110 من كل 10,000 شخص بمرض الشريان التاجي للقلب، و129 من كل 10,000 شخص بمرض السكري.

وتتفاوت كمية الزرنيخ غير العضوي في الأرز تفاوتا كبيرا. لكن إحدى الدراسات وجدت أن متوسط الكمية العالمية هو 66 ميكروغرام لكل كيلوغرام من الأرز. وقد حدد الاتحاد الأوروبي حدا أقصى للزرنيخ غير العضوي في الأرز في عام 2023 عند 200 ميكروغرام لكل كيلوغرام من الأرز.

إذا، إلى جانب خفض الانبعاثات والحفاظ على أدنى مستوى ممكن لارتفاع درجات الحرارة، ما العمل؟

يقول ناخمان: “لا يمكننا القول بأنه يجب التخلي عن الأرز، فهذا غير ممكن. فإلى جانب كونه تقليدا غذائيا هاما، يُعد الأرز مهما للفقراء، إذ يحصل بعضهم على ما يصل إلى نصف سعراتهم الحرارية اليومية من الأرز وحده. لكننا بحاجة إلى تغيير النهج”.

ويُجري الباحثون أيضا تجارب لمعرفة ما إذا كانت عمليات إدارة المياه بشكل مختلف قادرة على خفض مستويات مادة الزرنيخ. إحدى هذه العمليات: غمر حقول الأرز جزئيا، ثم تجفيفها، ثم غمرها مرة أخرى بدلا من إغراق الحقل باستمرار بالمياه – ويبدو أنها تُقلل من كمية الزرنيخ غير العضوي. “لكن هذه الطريقة تزيد من كمية مادة الكادميوم فحسب”، كما يقول ميهارج . ويُنظر إلى الكادميوم على أنه تهديد أكبر. إذ يُمكن أن يُسبب الكادميوم سرطانات الثدي والرئة والبروستاتا والبنكرياس والكلى، بالإضافة إلى أمراض الكبد والكلى.

ويُوجد اهتمام أيضا بمحاولة استنباط أصناف من الأرز تمتص كميات أقل من الزرنيخ غير العضوي، لكن هذا لم يُحقق نجاحا يُذكر بعد، وفقا للباحثين.

ونظرا لأن بعض أنواع الأرز تُراكم كميات أقل من الزرنيخ غير العضوي، فهناك اهتمام باستكشاف زراعتها. وقد يكون هناك حل آخر وهو إضافة الكبريت، الذي يُمكنه امتصاص الإلكترونات مثل الزرنيخ، إلى الماء. ويُمكن أيضا تغيير ميكروبيوم الحقول بإضافة أنواع مُعينة من الأسمدة – وقد وُجد أن أحد التركيبات التي تُقلل من محتوى الزرنيخ هو مزيج من الزعتر الجبلي وروث الطيور. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول أيٍّ من هذه الأساليب أنجع.

وهناك حل يتمثل في استخدام نهج آخر في زراعة الأرز في ظروف تعتمد على مياه الأمطار، أو حيث تكون كلٌّ من التربة ومياه الري تحتوي على مستويات مُنخفضة من الزرنيخ. وقد وُجد أن الأرز المُنتَج في شرق أفريقيا، والذي يُغذّى عادةً بمياه الأمطار بدلا من الريّ، يحتوي على نسبة منخفضة جدا من الزرنيخ غير العضوي، كما هو الحال مع الأرز في إندونيسيا. كما وُجِد أن الأرز المُزروع في الولايات المتحدة، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وجنوب شرق آسيا، وأوروبا، وأستراليا، يحتوي على كميات أعلى من الزرنيخ.

ويقول الباحثون إنه من الضروري أيضا تحسين رصد وتنظيم حالات التعرض للزرنيخ في الطعام. ويقول ميهارج “لقد تهاون واضعو السياسات في هذا الشأن لعقود”.

حاليا، لا تُنظّم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مستويات الزرنيخ في الأرز، لكنها وضعت حدا أقصى قدره 0.1 ملغم/كغم من الأرز المُخصّص لاستهلاك الأطفال. وفي عام 2023، وضع الاتحاد الأوروبي حدودا جديدة للزرنيخ غير العضوي في الأرز عند 0.2 ملغم/كغم من الأرز، بينما اقترحت الصين تطبيق حدود مماثلة. لكن هذه التوصيات لا تأخذ في الاعتبار حقيقة أن بعض المجتمعات تستهلك الأرز أكثر بكثير من غيرها.

يقول زيسكا: “هناك طرق لتقليل كمية مادة الزرنيخ غير العضوي، لكن ذلك يتطلب تغييرا جذريا في إدارة زراعة الأرز حاليا. إنه أمرٌ يحتاج إلى اهتمام بالغ، لأنه يؤثر على عدد كبير من الأفراد حول العالم”.

أماندا روجيري – بي بي سي عربي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل. ترامب: عدم السيطرة على كامل أراضي أوكرانيا هو التنازل الذي يمكن أن تقدم
  • كل شيء يمكن فعله على هاتفك.. خدمة جديدة من إنستجرام لمنافسة تيك توك
  • التقدّم المحرز في مواجهة التغيّر المناخي.. الذكاء الاصطناعي يساعد على التنبؤ بالكوارث البيئية
  • هل يمكن أن يطوّر الذكاءُ الاصطناعي خوارزمياته بمعزل عن البشر؟
  • قصف مدفعي إسرائيلي مكثف باتجاه حيي الزيتون والشجاعية
  • الطائر الميمون وغصن الزيتون
  • ‏الرئيس اللبناني: استمرار الاحتلال الإسرائيلي لـ 5 تلال جنوبي لبنان لا يساعد على استكمال تطبيق القرار 1701
  • 70 شهيدا في منزل واحد.. أبو حمدي يروي فاجعة مجزرة حي الزيتون
  • دراسة واعدة: خفض ضغط الدم يساعد على تقليل مخاطر الإصابة بالخرف
  • كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟