تخليص السودان من براثن حرب لا تُبقي ولا تذر
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
تخليص السودان من براثن حرب لا تُبقي ولا تذر:
القضاء على المؤسسة السودانية الطقوسية واجتراح ترتيبات مؤسسية جديدة أو الانهيار (1)
محمد عبد الخالق بكري
هنالك دول وشعوب كانت موجودة في العالم هذا قبل 80 الى 100 سنة قبل الآن واختفت. الكثير من السودانيين الآن خائفون، وهم على حق، أن يكون مصير السودان كدولة والمجتمعات السودانية هو نفس مصيرها.
في تقديري، لن ينجح أحد في هذه الازمة المتجهة نحو انهيار الدولة السودانية، بل انهيار المجتمع السوداني كما نعرفه.
الانحياز للجيش او الدعم السريع ليس الحل. بل هو الإجابة الخطأ على السؤال الخطأ. الانتصار او التقدم او التراجع المؤقت لهذا الطرف او ذاك سيستمر الى وقت لا أحد يستطيع التكهن به، وستستمر الدائرة وارتكاب الجرائم في حق المدنيين، وخسائرنا كسودانيين ستتراكم. ومع مرور الوقت وتراكم الضغائن والاسي سيصعب تأسيس مؤسسة جديدة.
في الغالب أن يترتب على حصادنا الآن محو الدولة السودانية من الوجود وظهور كيانين او أكثر مكانها، ولكن لن يهنأ أي كيان باستقرار، ولو مؤقت، وذلك لطبيعة تكويننا الشائك والمعقد كأمة كانت في طور التكوين والتشكل. واضف لذلك أن الترتيبات المؤسسية منذ الاستقلال لم تستوعب هذا الكيان المعقد. ذلك لأنه في الأساس ولدت المؤسسة على درجة ما من الطقوسية وانحدرت تدريجيا نحو طبقات أعمق وأعمق من الطقوسية.
إننا نشهد انهيار وتداعي مؤسسة آيلة للزوال وكل كيان جديد يترتب على هذا الانهيار سيحمل ما يشبه الحمض النووي للمؤسسة الساقطة ومصيره ايضا الزوال.
إذن السؤال الصحيح هو: كيف نأتي بترتيبات مؤسسية جديدة تستوعب كل الأطراف السودانية – دون استثناء - نعم كلها دون استثناء - أعراق وثقافات وبما في ذلك أفكار سياسية (Political doctrines). كيف نستوعب خلل المؤسسة المحتضرة ونأتي بترتيبات مؤسسية جديدة تحفظ كيان الوطن الحالي وترفع عن كاهلنا مأساة هذه الحرب؟
كتبت في ديسمبر 2023 خمس مقالات عن سقوط المؤسسة السودانية في الطقوسية وانحدارها نحو الزوال. مقالي الراهن يستند على معظم المقولات في الخمس مقالات السابقة. ولكن اود هنا اطرح بشكل أكثر تفصيلا المزيد من الأدلة عن اسباب ودواعي انهيار وانكسار المؤسسة من حيث هي، أي كانت، في اي مكان في العالم، وأود أن أرصد ذلك فيما يتعلق بمؤسستنا السودانية الراهنة.
اي باختصار سأنحو في هذا الجزء من المقال الذي سيكون على حلقات الى طرح سمات المؤسسة الطقوسية الآيلة للسقوط واقارنها بواقع مؤسستنا.
ولكن، قبل ذلك علينا أن نقر، وهو إقرار مرير لن يبلعه البعض بسهولة وربما يتركوا إكمال قراءة هذا المقال قبل إكمال الإقرار التالي:
أن انحدار المؤسسة السودانية واحتضارها الآن ليس مسؤولية حزب المؤتمر الوطني او (الفلول كما يحلو للبعض)، او حزب المرحوم الدكتور حسن عبد الله الترابي المنقسم على نفسه، وحده. ليس مسؤوليتهم وحدهم، وإن كان لهم القدح المعلى في تسريع انحدار المؤسسة السودانية في طقوسيتها الكامنة المتجهة الى الانهيار. باختصار الانهيار كان سيحدث بهم أو بغيرهم، فقط سيختلف التوقيت والملابسات، ذلك لان حتى المؤسسات الآفلة يتوفر لها الوجود فيما يعرف بال (borrowed time) الزمن المستلف، او الزمن الضائع إن شئت. ونحن، كسودانيين، استنفدنا كل الزمن المستلف لتأسيس مؤسسة حقوقية عادلة منذ انفجار الحرب الأهلية الاولى في 1955 وظهور منظمة أنانيا – التي تعنى بالمناسبة (سم الافعي)- وها نحن الآن نتجرعه هذا السم في عقر دارنا.
يجب الاقرار بذلك لأن عمل الحزب المذكور وانقلابيه، كان من نفس طينة وصلصال المؤسسة التي وجدوها أمامهم. لذلك في تقديري يعود الانهيار لعوامل بنيوية سبقت استيلائهم على السلطة. وكما قال الطيب صالح "أن سقف البيت حين يسقط، لا يكون قد سقط فجأة، ولكنه يظل يسقط منذ ان يوضع في محله أول مرة." علينا استيعاب ذلك إن أردنا ان نخطو خطوة الى الأمام في سبيل فهم المأساة الراهنة.
هذا الإقرار ليس لتبرئة أي أحد ارتكب جريمة قتل او تجريد من الحرية او تعذيب أو اي نوع من الاستغلال ضد فرد سوداني او جماعة سودانية، في حق أي مواطن او مجموعة سودانية، فلتجري العدالة مجراها، ولكن فقط محاولة للفهم وأن نأخذ بتلابيب مأساتنا من جذورها وننظر للأمام.
الآن لنتوجه إلى السمات البارزة في المؤسسة الطقوسية الآيلة للسقوط، و نقارنها بما لدينا:
1- يسيطر على المؤسسة الطقوسية ما يعرف ب (Short-Run-Rationality in Decision-making) وهو ما يمكن ترجمته بالعقلانية قصيرة المدى او الأمد في اتخاذ القرار، وذلك فيما يتعلق بأي تعامل او بالأحرى اتخاذ أي قرار مؤسسي. وهذه سمة قديمة في نمط التفكير لدى ما يمكن أن تسميهم الآباء المؤسسين لشعبنا الذين اورثونا هذه المؤسسة المعطوبة. يرتبط هذا النمط من التفكير ارتباط إلزاميا بالانقلاب العسكري كوسيلة للاستيلاء على السلطة.
لك أن تقول لي عبد الله خليل، او حزب الامة، او الرشيد الطاهر بكر، أو عبد الخالق محجوب ،أو شنان أو كبيدة أو جعفر نميري، أو هاشم العطا، أو حسن حسين، أو برشم. الخ كل هؤلاء الرجال جُبلوا من نفس طينة هذه المؤسسة.
هذا لا يهم الآن، المهم هو تقدير الخسارة الفادحة من منظور مؤسسي لهذا النمط من التفكير القاتل لتأسيس مؤسسة ذات ديمومة في نظر هؤلاء الرجال الشجعان الأذكياء رغم قصور نظرهم.
مرة أخرى تخطر ببالي عبارة خالدة للمرحوم الطيب محمد صالح في وصف إحدى شخصياته الروائية: "رجل منحه الله الذكاء وحرمه من الحكمة."
لذلك سأكتفي بتناول سريع لتجربتين من تجارب الانقلاب العسكري في شرح مضار العقلانية قصيرة المدى او الأمد، وآثارها المدمرة على المدارس السياسية السودانية وانحدارها بها وبالتالي الانحدار بالمؤسسة الى درجة أدنى من قاع الطقوسية. وللمفارقة يسمي بعض تلاميذ دراسة المؤسسة هذه العقلية التي قادت تلك التجربتين ب ((Hyper Myopic Rationality):
التجربتان هما حالة الأستاذ عبد الخالق محجوب والدكتور حسن عبد الله الترابي. كلا التجربتين انتهت نهاية مأساوية.
في حالة الأستاذ عبد الخالق محجوب، وبغض النظر عن مغالطات الشيوعيين حول انقلاب 19 يوليو1971، والعبارة الغارقة في الطقوسية لأستاذنا الجليل المرحوم محمد ابراهيم نقد: " تهمة لا ننكرها وشرف لا ندعيه،" كانت النتيجة القضاء على أكبر حركة نقابية ونسائية وطلابية وشبابية في الشرق الاوسط، والرجوع بها الى الخلف عشرات السنين. دعك عن مصير الحزب نفسه الذي صار على هامش الحياة السياسية منذ انتخابات 1986، فقد نجح فقط في انتخاب ثلاثة نواب، بعد أن كان لديه أربعة أضعاف هذا الرقم في آخر انتخابات ديمقراطية في منتصف ستينات القرن الماضي.
اما في حالة الدكتور حسن عبد الله الترابي وحزبه فقد كانت النتيجة أكثر مأساوية من منظور مؤسسي، فقد خسر حزبه موقعه كثالث أكبر قوة برلمانية في البلاد بعد انتخابات 1986 وكان حزبه على وشك أن يصير القوة الثانية برلمانيا، إذا قدر لنا أن نخوض انتخابات أخرى بعد 1989، مع اعتبار إنقسامات الاتحاديين والاخوة الاشقاء التي لا تنتهي.
ثم تحول الحزب إلى جزر معزولة، بعد انقلابه العسكري، وأغرق نفسه في طقوس الحروب الاهلية، وصار قادته التاريخيين في انقساماتهم يتشبثون بأهداب سلطة غاشمة ويلتف قادته حول الرجال الاقوياء في المنظمة العسكرية أو الأمنية ويحاولون تشكيلها على هواهم إلى أن عصفت بهم جميعا، ثم سقطت في نهاية الأمر. هذا غير خسارة المشروع الذي تطلع إليه المرحوم الدكتور الترابي وهزيمته الفادحة والماحقة على أيدي تلاميذه.
(يمكنك أن ترجع للحسرة العظيمة في شهادة المرحوم الدكتور الترابي الاخيرة في سلسلة قناة الجزيرة).
أن الانقلاب العسكري نفسه، الذي تنكبه عبد الخالق محجوب والدكتور حسن الترابي هو انعكاس لطقوسية المؤسسة التي نحن الآن نخوض في ركامها، ابتداء من موسيقاه العسكرية ومراسيمه وتعيناته وأناشيده اللاحقة وانتحاله لشخصية المخلص والمنقذ للأمة. والانقلاب في حد ذاته مصنع كبير للشعائر والطقوس بالنسبة للمنتصر والمهزوم معا. يتضمن ذلك خلق هويات جديدة وسرديات داعمة (enabling myth) وتسبيب كافي او ما عرفه (Thorstein Veblen) بالكفاية الاحتفالية.
السؤال في هذا الجزء من المقال: لماذا يلجأ قادتنا الى هذا التكتيك؟
مهما قيل عن أهداف الانقلاب (النبيلة) سواء كانت سلطة العمال والتحالف الوطني الديمقراطي أو إحياء الدين والأمة والمشروع الحضاري إلا أنه في نهاية الأمر (Ceremonial Race to Differential in Power and Status) هو سباق طقوسي نحو التفرقة في السلطة والمكانة في المجتمع. فشل انقلاب 19 يوليو 1971، وكان هدفه هو ذلك بالضبط، مما يعني تجريد مرتقب لمجموعات سودانية من حقوقها ونصيبها في السلطة والمكانة ونجح انقلاب 30 يونيو 1989، ونجح بالفعل في تجريد جماعات سودانية من نفس الشيء، نفس الحقوق، بل نكل بهم.
ما يحدث الآن، بين الجيش والدعم السريع، هو انقلاب عسكري آخر، بغض النظر عمن أطلق الرصاصة الأولى او خطط له، وبغض النظر عمن تصدى للانقلاب. وبغض النظر عن سرديات دولة 1956 او حرب الكرامة وعرب الشتات. الخ ما يحدث الآن هو مواصلة لتقاليد المؤسسة الآفلة. وما يقال، على لسان الطرفين عن ان مُخطط الانقلاب كان يتوقع له النجاح في ساعات قليلة هو حقيقي.
اي أن الطرف الذي خطط للانقلاب فقد فات عليه ما جرى للمؤسسة في العقود الأخيرة وانحدارها أكثر وأكثر نحو الطقوسية. فإن انتصار الانقلاب، اي إنقلاب سوداني، ليس نهاية القصة، بل البداية المأساوية لخواتيمها.
المؤسسة من حيث هي، حقوقية او طقوسية، تسعى لحل او على الاقل تقليل التعقيد في التعامل بين مكونات المجتمع – تعقيد علاقات أنظمة المجتمع (Solving or Reducing, at least Systems-and-subsystems complexity). اما المؤسسة الطقوسية الانقلابية فهي ليست فقط عاجزة عن ذلك، بل ان سعيها الأرعن نحو ذلك يؤدي الى نتائج في غاية الخطورة تؤدي في نهاية الامر، مهما حاول سحرة المؤسسة الطقوسية، الى الانهيار الكامل وهذا موضوع الحلقة القادمة.
mbakri9@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: المؤسسة السودانیة المؤسسة الطقوسیة عبد الخالق محجوب الدکتور حسن عبد الله
إقرأ أيضاً:
خلاف سعودي إماراتي حاد.. ما علاقة الدعم السريع ووكالة الأنباء السودانية؟
يتجدد الخلاف السعودي الإماراتي بشكل متكرر خلال الشهور الماضية حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، وهو ما كشفت عنه مذكرة شفوية أرسلتها الرياض إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ترفض فيها رفضاً قاطعاً مذكرة سابقة من أبو ظبي بشأن الخلاف الحدودي
إلا أن خلافا من نوع آخر ظهر في مواقع التواصل الاجتماعي، اشتعل خلال الأيام الماضية، بسبب قوات الدعم السريع في السودان، بعد نشر وكالة السودان للأحداث والأنباء "سينا" خبرا مزعوما حول مقتل 5 عناصر من قوات الدعم السريع السودانية، خلال اشتباكاتهم مع جماعة "الحوثي" اليمنية على الحدود مع السعودية.
الخبر الذي نشرته وكالة "سينا" أثار غضبا سعوديا غير مسبوق، إذ انبرت حسابات سعودية لمهاجمة الإمارات، واتهامها بفبركة الأخبار للإضرار بالمملكة.
واشتاط سعوديون غضبا بعد ترويج الخبر من قبل حساب إماراتي معروف يدعى "يوسف"، ويتابعه أكثر من 100 ألف، علما أنه حساب مختص بالأخبار الرياضية وليست السياسية.
وشارك في الخلاف الجديد، حسابات سعودية معروفة يتجاوز عدد متابعيها مئات الآلاف للحساب الواحد.
على جميع الجماهير الرياضية أن تعي جيدًا من المندسين بينهم تحت ستار الميول الرياضية وهم حسابات خارجية وليست سعودية، هناك حسابات معادية لدينك ووطنك وليست من خلفيتك الاجتماعية وترا بأنك لست على ملتها، ولو أظهرت لك على مدى سنوات حبها لناديك ولو كونوا معك صداقة تحت عذر أنه من جماهير… pic.twitter.com/KEQph5Z3Tu — كولومبوس ???? (@Columbuos) March 14, 2025
وقالت حسابات سعودية إن وكالة "سينا" التي تحاول تضليل الرأي العام من حيث اسمها أولا القريب من الوكالة الرسمية "سونا"، وثانيا من خلال الأخبار التي تنشرها، ممولة من الإمارات وتروج لقوات الدعم السريع في السودان.
واتهمت حسابات سعودية معروفة، الإعلامي الإيراني (الأحوازي) أمجد طه المقرب من الإمارات، بأنه من يدير هذه الوكالة.
ولاحقا، نشرت وكالة "سونا" الرسمية توضيحا تضمن ذات المعلومات، قالت فيه إن "سينا" هي "منصة مزيفة، لا تمثل الدولة، ولا تربطها أي علاقة بالمؤسسات الإعلامية السودانية الرسمية".
وقالت الوكالة إن الإمارات من تقف خلف هذه الوكالة المزيفة، وأوكلت إدارتها لأمجد طه الأحوازي، الحاصل على الجنسية البريطانية، والذي يكتب في صحيفة "إسرائيل اليوم"، علما أن طه من أشد المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي
.
"الاصبع الذي يمتدّ إلى بلادي سيتم بتره" .
تفهم ولا نفّهمك بطريقتنا الخاصة ؟ @amjadt25 — سلمان بن حثلين (@S_H_188) March 15, 2025 مرحبا أمجد @amjadt25
—-
تحية طيبة ..
ثاني منشور لهذا الحساب الوهمي كان تسويقه وترويجه عن طريق حسابك، ممكن تأكد لي كونك باحث هل هذا الحساب وهمي أم لا ؟
???? https://t.co/IOs3HZXCkY — حسين الغاوي (@halgawi) March 14, 2025
تصعيد غير مسبوق
وبعد سجال متبادل بين حسابات سعودية وإماراتية، تطور الخلاف ليصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث تبادل الطرفان الشتائم، وسخرا من مؤسسي البلدين، الشيخ زايد آل نهيان، والملك عبد العزيز آل سعود.
وتداولت حسابات سعودية صورا قديمة للشيخ زايد، تسخر من وجوده حافيا في الصحراء، فيما نشرت حسابات إماراتية صورا مماثلة للملك عبد العزيز آل سعود.
لا أستغرب من حساب وهمي معايرتنا في قالب المدح بمصطلحات مثل ( حفاة عراة) ، ( بول بعير)، (يعيشون على الهامش). فهي مصطلحات اعتدناها من أهل الأمصار الشعوبية الحاقدة على العرب ، ولكن المستغرب هو متابعة المئات والآلاف لهذا الحساب الوهمي وتصديقهم له، أمر محير وحوله ألف علامة استفهام. https://t.co/z3JtIGzifa — خالد السميطي (@alsumaity) March 15, 2025 الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، غير قابل لمقارنته مع أي شخصية أخرى، سواءً في التاريخ القديم، أم في التاريخ المعصر. https://t.co/2AuO2ys1R6 — يوسف أباالخيل (@YabalkheiL) March 17, 2025
وقالت حسابات سعودية إن الإمارات بلد منبوذ عربيا، وليس له تاريخ، ويشارك في كل ما هو ضد الشعوب، مذكّرين بموقفها المعارض للمملكة في حربي السودان واليمن.
فيما اتهمت حسابات إماراتية، الحكومة السعودية بأنها راعية للإرهاب، وهي من ساهمت بإنشاء التنظيمات الجهادية في السابق، وهددت بأن الإساءة للشيخ زايد مرفوضة.
الدولة الوحيدة التي ليس لها تاريخ هي #الامارات .. — أبو فزاع????????1727???? (@1727_300year) March 14, 2025 هناك دولة خليجية لا الخليج يودهم ولا العرب يبونهم والعالم يجاملهم محد يحبهم الا غاسلي الاموال و زوار البارات والسرقة والمخلوعين والمطرودين! — ياسر الطريفي. (@y2sir__) March 14, 2025 لتعرف عشقهم وراء كل حركات انفصال في المنطقة، هم يريدون فقط ان يختبئون وراءها ويجندون المرتزقة منها ويمررون مشاريعهم.
هذا غباء يا صاحبي ولا دهاء قط ؟ .. — بن عويد #2030 ???????? (@fdeet_alnssr) March 15, 2025 ليس من مصلحتكم أن يتحول المزاج العام للشعب ضدكم، فأنتم حقيقة منبوذين ومكروهين عربيا وإسلاميا باستثناء المرتزقة والمأجورين، ولولا تعلقكم بأقدامنا والتستر تحت عباءتنا ما لما أبقى لكم العرب والمسلمون كرامة. بل إننا نتحمل عار الارتباط معكم في بعض الملفات السياسية حتى طالتنا الاساءة!! — مشعل الخالدي (@meshaluk) March 15, 2025 كل شيء يهون .. الى ان يصل لـ زايد وابناءه !
هنا تتوقف حدود الصبر ..
وتنتهي خطوط التجاوز
زايد مب مجرد اسم نفاخر فيه ، زايد كرامة وطن وهوية شعب ومن يتجرأ عليه فكأنه يتجرأ على قلوب كل الإماراتيين!
احفظ مكانتك.. واعرف حدك pic.twitter.com/vwrWFKy7gD — بُوجسيم (@bujsem) March 15, 2025 للشيخ زايد رحمة الله عليه رمزية خاصة ومكانة عالية في نفوس المسلمين والعرب والخليجيين، الرجل لم نرى او نسمع منه في حياته الا كلمات المحبة لكل البشر وكان يحرص على فعل الخير وكان أباً لكل العرب فلماذا يتم اقحام اسم زايد رحمه الله وهو عند ارحم الراحمين في قضايا اليوم ؟ — راشـد (@_iRashid_) March 15, 2025
"زعيم المنطقة"
الرد الإماراتي على الهجمة السعودية العنيفة، كانت عبر الترويج لتغريدات تعتبر الرئيس محمد بن زايد هو زعيم المنطقة، والحاكم الأكثر فاعلية وأهمية في الشرق الأوسط.
ونشرت حسابات إماراتية صورا أخرى تظهر ابن زايد إلى جانب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مع عبارات تشير إلى أن الثلاثة هم من يقود المنطقة، في تجاهل صريح للسعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان.
فيما ذكرت حسابات أخرى، أن الحسابات الرياضية التي هاجمها السعوديون، تحملت ضريبة "الدفاع عن الوطن" داعين إلى دعمها تخوفا من إغلاقها من قبل إدارة "إكس" بسبب البلاغات عليها.
زعيم الشرق الاوسط
???????????? pic.twitter.com/DypICmbj2T — سيف (@saifcaio) March 15, 2025 بعد عزم ترامب بتهجير اهالي غزة الى الخارج بحجة اعادة الإعمار والبناء
مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وقفوا في وجهة ضد القرار حتى تراجع عن فكرته
زعماء الشرق الأوسط الحمدلله على وجودكم ???????????????????????? pic.twitter.com/FCoA4VY82r — ٰ (@KFA7I) March 14, 2025 حملة من الذباب الالكتروني ضد حسابات مغردين اماراتيين مهتمين بالرياضة ذنبهم الوحيد هو دفاعهم عن وطنهم دولة الامارات .. @KFA7I @y0uxf @bujsem
3 مغردين صادقين .. هزوا كيانات اعلامية (غير رسمية) بكل مغرديها وحملاتها وفبركاتها ضد دولة #الامارات . — رشّـاش (@shsm_) March 15, 2025
تدخل رسمي
في وقت لاحق، بادرت الحكومة الإماراتية إلى التدخل لتهدئة العاصفة المشتعلة بين المغردين السعوديين والإماراتيين في "إكس"
وفي بيان له، أكد المكتب الوطني للإعلام على أهمية التزام جميع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في الدولة بالقيم والمبادئ التي تعكس سياسات الدولة ونهجها القائم على الاحترام والتسامح والتعايش.
وشدد المكتب على ضرورة "مراعاة الضوابط الأخلاقية والقانونية عند استخدام المنصات الرقمية، وضرورة الامتناع عن نشر أي محتوى قد يتضمن إساءة أو انتقاصاً من الثوابت والرموز الوطنية، أو الشخصيات العامة، أو الدول الشقيقة والصديقة ومجتمعاتها".
وقال رئيس المكتب، عبد الله آل حامد، إن "أخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ستظل نهجاً راسخاً ونبراساً لأبناء الإمارات، نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا.. في عالم التواصل الاجتماعي، علينا أن نتمسك بهذا الإرث الخالد، فحكمته تعلمنا الكلمة الطيبة، وتواضعه يغرس فينا الاحترام، وكرمه يحفزنا على العطاء".
في حين لم يشار ك من الطرف السعودي لتهدئة الأمور، سوى المستشار في الديوان الملكي، ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ.
ونشر آل الشيخ عدة تغريدات تتغزل بالشيخ زايد آل نهيان، وتدعو المغردين في "إكس" إلى الترفع عن هذا المستوى من التراشق.
أخلاق الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ستظل نهجاً راسخاً ونبراساً لأبناء الإمارات، نقتدي بها في أقوالنا وأفعالنا.. في عالم التواصل الاجتماعي، علينا أن نتمسك بهذا الإرث الخالد، فحكمته تعلمنا الكلمة الطيبة، وتواضعه يغرس فينا الاحترام، وكرمه يحفزنا على العطاء. لنكن سفراء… — Abdulla M Alhamed (@AMB_Alhamed) March 16, 2025
#المكتب_الوطني_للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل #التواصل_الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية#إنفوجرافيك_وام https://t.co/SYui1SvzaA pic.twitter.com/fGtKOdfRp5
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) March 16, 2025من مثل زايد ????????❤️???????? pic.twitter.com/bJX4xvWUVA
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 15, 2025العلاقات الخليجية اعمق من اي شي … علاقات دين ودم وعادات وتقاليد ونسب واخوة … لا تعتقد انك تدافع عن بلدك بالاساءة للاخرين … من المعيب ان نرى أي إساءة وخاصة في هذا الشهر الكريم … قال صلى الله عليه وسلم : (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) … من مصلحة من زراعة…
— TURKI ALALSHIKH (@Turki_alalshikh) March 16, 2025مبادرات هشة
يقر المغردون الإمارتيون والسعوديون، أن المبادرات الصادرة عن مسؤولين في البلدين، لوقف التراشق الإعلامي، هشة، ولا يعتد بها.
وبعد يوم كامل من دعوة عبد الله آل حامد، وتركي آل الشيخ، مواطني بلديهما للتوقف عن الإساءة لبعضهما، لم يتوقف التراشق، ولا تزال وتيرته متصاعدة.
وفي آب/ أغسطس الماضي، أطلق عبد الله آل حامد، تبعه تركي آل الشيخ، مبادرة تهدف إلى كبح جماح الحسابات التي تحمل أسماء وهمية، وتسيء إلى البلدين.
إلا أن دعوة آل حامد التي حظيت بإشادة خليجية رسمية، لم تنجح، وعاد التراشق الإعلامي بين حسابات سعودية وإماراتية عقب أسابيع من المبادرة.
"فتور ملحوظ"
تمر العلاقات السعودية الإماراتية على المستوى الرسمي بفتور ملحوظ، رغم عدم وجود أي خلاف معلن على المستوى الرسمي.
ومنذ نحو عامين، انخفض مستوى الزيارات الرسمية بين قادة البلدين، وهو ما دفع وسائل إعلام غربية إلى الحديث عن وجود خلافات عميقة غير معلنة بين الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وبدا جليا أن أزمتي اليمن والسودان سببتا شرخا كبيرا في العلاقة بين الرياض وأبو ظبي، إذ تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، وقوات الدعم السريع في السودان، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى فرض دبلوماسيتها في الخرطوم، ودحض مساعي الانفصال جنوب صنعاء.
ومع مطلع العام 2024، تجدد خلاف قديم بين السعودية والإمارات، يتعلق بمحمية الياسات البحرية، المتنازع عليها بين البلدين.
ويعود الخلاف التاريخي بين البلدين إلى سنوات طويلة، فبالرغم من توقيع اتفاقية جدة عام 1974، والتي قضت بتنازل السعودية عن جزء من واحة البريمي، مقابل تنازل الإمارات عن 50 كم من ساحلها، وتنازلها عن حقل الشيبة النفطي (ينتج نحو 500 ألف برميل يوميا)، فإن الخلافات استمرت بين الطرفين.
واتهمت الرياض في خطاب موجه للأمم المتحدة أبوظبي بالتعدي على حدود المملكة، عبر إصدار السلطات الإماراتية مرسوما أميريا عام 2019، يعلن الياسات “منطقة بحرية محمية”.
وأكدت السعودية رفضها هذا الإعلان، وأنه لا يعتد به ولا تعترف به، ولا تعترف بأي أثر قانوني له، مبينة أنها تتمسك بحقوقها ومصالحها كافة، وفقا للاتفاقية المبرمة بين البلدين في العام 1974 والملزمة للبلدين وفقا للقانون الدولي.
فيما ردت الإمارات في أيار/ مايو الماضي، برسالة إلى الأمم المتحدة قالت فيها إنها "لا تعترف للسعودية بأي مناطق بحرية أو حقوق سيادية أو ولاية بعد خط الوسط الفاصل بين البحر الإقليمي لدولة الإمارات والبحر الإقليمي للسعودية المقابل لمحافظة العديد".