الرهاب الاجتماعي.. كيف تتغلب على الخوف من المواقف الاجتماعية وتعيش بثقة
تاريخ النشر: 30th, October 2024 GMT
الرهاب الاجتماعي، أو "اضطراب القلق الاجتماعي"، هو اضطراب نفسي شائع يتسم بالخوف الشديد والمستمر من المواقف الاجتماعية.. يعاني الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب من خوف مفرط من التفاعل مع الآخرين أو القيام بنشاطات أمامهم خوفًا من النقد أو الإحراج.
يمكن أن يؤثر الرهاب الاجتماعي بشكل كبير على حياة الأفراد اليومية، بما في ذلك العمل، والدراسة، والعلاقات الشخصيةتنشر بوابة الفجر الإلكترونية خلال الفقرات التالية على أسباب الرهاب الاجتماعي، أعراضه، وأهم الطرق للتغلب عليه.
الرهاب الاجتماعي هو نوع من اضطرابات القلق يتسبب في خوف مفرط وغير مبرر من المواقف التي قد يتعرض فيها الشخص للتقييم أو الحكم من قبل الآخرين، هذه المخاوف قد تتعلق بالتحدث أمام الجمهور، مقابلة أشخاص جدد، أو حتى تناول الطعام في الأماكن العامة.
الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي قد يشعرون بأنهم سيُحرجون أو سيتم انتقادهم في هذه المواقف، مما يجعلهم يتجنبونها تمامًا أو يعيشونها بشعور كبير من القلق والتوتر.
أسباب الرهاب الاجتماعيهناك عدة عوامل قد تساهم في تطور الرهاب الاجتماعي، ومنها:
1. العوامل الوراثية: قد يلعب العامل الوراثي دورًا في ظهور الرهاب الاجتماعي، حيث قد يكون للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع اضطرابات القلق احتمال أكبر لتطويره.
2. البيئة والتجارب السابقة: التجارب السلبية أو المؤلمة في الطفولة، مثل التعرض للتنمر أو النقد المستمر، قد تسهم في نشوء الخوف من التفاعل الاجتماعي.
3. العوامل البيولوجية: التغيرات الكيميائية في الدماغ، مثل اضطراب مستويات السيروتونين، قد تلعب دورًا في زيادة مستويات القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي.
4. الشخصية: بعض الأشخاص يولدون بطبيعة خجولة أو حساسة، مما يجعلهم أكثر عرضة لتطوير الرهاب الاجتماعي عند مواجهة المواقف الاجتماعية المحرجة.
الرهاب الاجتماعي.. كيف تتغلب على الخوف من المواقف الاجتماعية وتعيش بثقة أعراض الرهاب الاجتماعيتتفاوت أعراض الرهاب الاجتماعي من شخص لآخر، لكنها غالبًا ما تشمل:
- الأعراض الجسدية: مثل التعرق المفرط، تسارع ضربات القلب، ضيق التنفس، ارتجاف اليدين، واحمرار الوجه.
- الأعراض النفسية: خوف شديد من الإحراج أو النقد، القلق المستمر من التفاعل مع الآخرين، والرغبة في تجنب المواقف الاجتماعية.
- الأعراض السلوكية: تجنب التحدث أمام الجمهور، الانعزال الاجتماعي، أو الهروب من المواقف التي تتطلب التفاعل مع الآخرين.
يمكن للرهاب الاجتماعي أن يؤثر سلبًا على الحياة اليومية بطرق متعددة:
- العمل والدراسة: قد يواجه الأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي صعوبة في التحدث أمام زملائهم، مما يؤثر على أدائهم الوظيفي أو الأكاديمي.
- العلاقات الشخصية: قد يجد الشخص صعوبة في تكوين علاقات جديدة أو الحفاظ على العلاقات الحالية بسبب خوفه من التواصل الاجتماعي.
- الثقة بالنفس: الرهاب الاجتماعي يمكن أن يؤثر على تقدير الشخص لذاته، مما يجعله يشعر بالعجز أو الضعف في التعامل مع الآخرين.
رغم التحديات التي يفرضها الرهاب الاجتماعي، إلا أن هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن أن تساعد في التغلب عليه:
1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
- يعد العلاج السلوكي المعرفي من أكثر الطرق فعالية في علاج الرهاب الاجتماعي. يساعد هذا النوع من العلاج الأفراد على تحديد الأفكار السلبية التي تساهم في القلق وتعلم كيفية تغييرها بأفكار أكثر واقعية وإيجابية، من خلال هذا العلاج، يمكن للشخص تعلم كيفية التعامل مع المواقف الاجتماعية بطريقة أفضل.
2. التعرض التدريجي للمواقف الاجتماعية
- يعد "التعرض التدريجي" للمواقف الاجتماعية واحدة من أهم الاستراتيجيات في التغلب على الرهاب الاجتماعي بدلًا من تجنب المواقف المقلقة، يُنصح بالتعرض لها بشكل تدريجي ومتعمد على سبيل المثال، يمكن للشخص أن يبدأ بالتحدث مع أفراد من عائلته أو أصدقائه المقربين، ثم ينتقل تدريجيًا إلى التفاعل مع الغرباء في المواقف العامة.
3. تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق
- تساعد تقنيات "الاسترخاء" مثل التنفس العميق أو التأمل على تقليل مستويات القلق وتحقيق الهدوء. يمكن ممارسة هذه التقنيات قبل أو أثناء المواقف الاجتماعية التي تسبب التوتر.
4. تحسين المهارات الاجتماعية
- يعد تحسين المهارات الاجتماعية من الطرق الفعالة في التغلب على الرهاب الاجتماعي. يمكن للشخص التدرب على التواصل الفعّال، الاستماع الجيد، واستخدام لغة الجسد الإيجابية، يمكن أيضًا الانضمام إلى مجموعات الدعم أو المشاركة في ورش عمل تساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتطوير المهارات الاجتماعية.
5. استخدام الأدوية
- في بعض الحالات الشديدة، قد يوصي الطبيب باستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو مضادات القلق لتقليل الأعراض المرتبطة بالرهاب الاجتماعي، يجب استخدام هذه الأدوية تحت إشراف طبيب مختص وبالتزام بالتوجيهات الطبية.
6. تحديد الأفكار السلبية واستبدالها
- كثيرًا ما تكون الأفكار السلبية حول التفاعل الاجتماعي هي السبب وراء الشعور بالخوف. يمكن للشخص أن يبدأ بملاحظة هذه الأفكار السلبية مثل "سأبدو أحمقًا" أو "سيحكمون عليّ"، ثم العمل على استبدالها بأفكار إيجابية مثل "كل شخص قد يشعر بالتوتر" أو "أنا أستحق التفاعل الاجتماعي مثل أي شخص آخر".
7. طلب المساعدة من المختصين
- إذا كانت الأعراض شديدة وتؤثر على الحياة اليومية، فمن المهم طلب المساعدة من مختصين نفسيين. المعالجون النفسيون لديهم الأدوات والطرق المناسبة لمساعدة الشخص على التغلب على الرهاب الاجتماعي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الرهاب الاجتماعي اضطراب القلق الاجتماعي العلاج النفسي الثقة بالنفس تقنيات الاسترخاء موقع الفجر بوابة الفجر الأفکار السلبیة کیف تتغلب على التفاعل مع یمکن للشخص مع الآخرین على الخوف الخوف من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
المفتي: العقل ركيزة الفَهم الصحيح للإسلام وعصارة التفاعل بين الوحي والواقع
أكَّد فضيلة أ.د. نظير محمد عياد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- خلال كلمة فضيلته في ندوة دَور العقل في فهم صحيح الدين بجامعة قناة السويس، أن العقل في الإسلام لا يُعد مجرد أداة تفكير، بل هو الركيزة الأساسية لفهم صحيح الدين، وأن التكامل بين العقل والوحي هو السبيل الأوحد لِفَهم جوهر الإسلام بعيدًا عن التعصُّب أو التحريف.
وبيَّن فضيلة المفتي على أنَّ العقل هو مناط التكليف وسبب الثواب والعقاب في الشريعة الإسلامية، موضحًا أن القرآن الكريم قد أَولى العقل مكانةً سامية في أكثر من موضع، حيث قال تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 9]، مؤكِّدًا أن العلم والفهم الصحيح لا يتأتى إلا من خلال توظيف العقل في قراءة النصوص الدينية والتأمل في معانيها، وقد تناولت الآياتُ القرآنية العقلَ في العديد من المواضع تصريحًا وتلميحًا، حيث وردت دعوات متعددة للمسلمين للاستخدام الأمثل للعقل كأداة لفهم الوحي، وتحقيق الأهداف التي أرسل من أجلها، كقوله تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]، في دعوة صريحة لاستخدام العقل في التأمُّل والتدبُّر؛ مما يعزز دَور العقل في بناء الوعي الديني الصحيح.
وأوضح المفتي أنَّ العقل في الإسلام ليس مجرد أداة إدراك، بل هو الوسيلة التي يُمكن من خلالها أن يصل الإنسان إلى معرفة معاني الوحي، مؤكِّدًا أن العقل الذي لا يُنير بنور الوحي يصبح كالنور الذي غطته السحب، في إشارة إلى ضرورة أن يتكامل العقل مع الوحي لتحقيق الفهم الأسمى للدين.
وأشار فضيلةُ المفتي إلى أن الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مقاصد عظيمة، منها: حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، حيث ترتبط هذه المقاصد بشكل وثيق بالعقل، فالعقل هو الذي يحمي الدين من التحريف، وهو الذي يحقق العدالة بين الناس، وهو الذي يحفظ كرامة الإنسان في الحياة الدنيا ويضمن له فلاحه في الآخرة. وأوضح أن العقل الذي يَعي تمامًا مقاصد الشريعة هو القادر على حماية هذه المقاصد وصيانتها.
وفي كلمته، أكَّد مفتي الجمهورية أن الإسلام دعا العقل البشري إلى التأمل في الكون وأسراره، فالله تعالى يقول في سورة الذاريات: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}، مُبيِّنًا أن الإسلام لم يُنزل الوحي ليُقيد العقل أو يُحجمه، بل جاء ليُحفز العقل إلى البحث والاستفهام والتفكير في الحقائق الكبرى للوجود.
كما شدَّد فضيلته على أن العقل ينبغي أن يكون مرشدًا للمسلم في مواجهة التحديات المعاصرة، وهو الذي يمكنه أن يُوازن بين النصوص الشرعية ومتغيرات العصر، بما يضمن استمرار تطبيق الشريعة في سياقات معاصرة دون أن تبتعد عن جوهرها. وقال: العقل الذي يستند إلى الوحي هو الذي يستطيع أن يواكب تطورات الحياة، دون أن يتأثر بالتحريفات التي قد تحدث في فهم الدين.
وفي ختام الندوة، دعا فضيلةُ المفتي الحضورَ إلى ضرورة أن يتمتَّع العقل المسلم بالقدرة على التمييز بين الحق والباطل، مشيرًا إلى أن العقل الذي يُنير بنور الوحي هو الذي يبني الأمم ويعزز قيم الإنسانية، كما أكد أن العلماء والمفكرين في الأمة الإسلامية يجب أن يكونوا حراسًا على هذه الحقيقة.
تأتي هذه الندوة في إطار الجهود المثمرة لدار الإفتاء المصرية في الجامعات والمؤسسات التربوية لنشر الفهم الصحيح للدين وتعزيز الوعي الوسطي بين الشباب.
كان في استقبال فضيلته فورَ وصوله، سعادة الأستاذ الدكتور ناصر سعيد مندور، رئيس الجامعة، ولفيف كبير من السادة النواب، والأساتذة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة. وفي لفتة تقدير وعرفان قدَّم رئيسُ الجامعة درعَ التكريم لفضيلة مفتي الجمهورية؛ تقديرًا لدَوره الرائد في نشر الوعي الديني الوسطي ودعم مسيرة البناء الفكري المستنير بين الشباب، مؤكدًا ضرورة استمرار التعاون بين جامعة قناة السويس ودار الإفتاء المصرية لعقد المزيد من الفعاليات التوعوية الهادفة.
وبعد الانتهاء من الندوة توجَّه فضيلةُ المفتي في إطار جهود فضيلته العلمية والدعوية لمناقشة رسالة ماجستير بمعهد الدراسات الأفروآسيوية بالجامعة حول "جهود الأزهر الشريف المجتمعية بين المصريين في فض المنازعات والخصومات الأهلية"، تناولت الدَّور الرائد للأزهر الشريف في معالجة قضايا المجتمع المصري، وجهوده في تسوية النزاعات والخصومات الأهلية، إلى جانب دَوره الريادي في نشر قِيَم التسامح وصحيح الدين، وتعزيز الاستقرار المجتمعي.