متخصصون في صالون روايات مصرية للجيب: الترجمة وسيلتنا الوحيدة لمعرفة الآخر
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تحت عنوان "الترجمة بين تحديات التكنولوجيا والنشر"، نظمت روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة، بالتعاون مع منصة " اقرأ لي" صالونها الثقافي السابع، بمبنى قنصلية بوسط القاهرة.
واستضاف الصالون كوكبة من أبرز الشخصيات في مجال الترجمة والكتابة والنشر، وهم شريف بكر، مدير دار العربي للنشر والتوزيع، والدكتورة ندى حجازي، أستاذ الترجمة الأدبية بكلية الألسن، وعلا سمير الشربيني، الكاتبة والمترجمة، وخميلة الجندي، المترجمة والمسئول عن الترجمة بدار الرواق للنشر والتوزيع، وادارت الحوار الكاتبة نوال مصطفى مستشار النشر الثقافي للمؤسسة العربية الحديثة.
وحضر الصالون العديد من الشخصيات العامة والأدبية ومنهم الدكتور حسين حمودة أستاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة، ومحمود عبد الشكور الناقد الفني والأدبي، والعديد من الناشرين والروائيين والكتاب.
وقالت نوال مصطفى في مقدمتها للصالون:" إن الترجمة هي الجسر الذي تتناقل من خلاله المعرفة، وهي أداة الفهم الانساني بين البشر، وقد لعبت الترجمة دورا حضاريا وعلميا في اثراء الحياة منذ فجر التاريخ؛ فهي التي خلقت الحوار الحضاري بين الشعوب، وذلك من خلال الترجمات، كما انها تساهم في معرفة عميقة بين الثقافات المختلفة.
وأضافت:" هناك مقولة شهيرة للروائي البرتغالي جوزيه ساراماجو يقول فيه:" يصنع الكتاب أدبًا قوميا.. بينما يصنع المترجمون أدبًا عالميا".
ثم رحب مصطفى حمدي رئيس المؤسسة العربية الحديثة بالضيوف وقال:" إن الترجمة هي ليست أقل أهمية مما تصدره الدولة من أعمال أدبية بفروعه المختلفة من أدب بوليسي واجتماعي وخيال علمي وغيرها، وبالنسبة لنا في المؤسسة العربية الحديثة فإن الترجمة شيء مهم جدا، لأن كل لغة لديها طريقة تفكير وحوار، وفكرة أن نأخذ من هذه الروح ونترجم أمر مهم جدا، لا سيما أن معظم القراء لدينا في العالم العربي يقرأون باللغة العربية وليست لغات أخرى.
وتابع:" أنتجت المؤسسة العربية الحديثة سلسلة روايات عالمية التي قام فيها نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق بتبسيط الأدب العالمي بدون الإخلال بالعمل المقدم، وسلسلة كتابي وراعينا في تقديمنا للترجمة أن نراعي الثقافة المصرية المقدم إليها المنتج الادبي.
وقال أحمد المقدم مدير عام المؤسسة العربية الحديثة: لأول مرة نتحدث عن الترجمة ونحن لدينا تجربتين سابقتين في الترجمة، سلسلة كتابي لحلمي مراد، روايات عالمية، ونأمل أم تكون هناك ترجمات جديدة لسلاسل جديدة ونترجم من مؤلفاتنا للغات أخرى.
وانتقل الحديث لضيوف الصالون فقال شريف بكر مدير دار العربي للنشر والتوزيع:" بدأت حكايتي مع الترجمة بان كنت في معرض فرانكفورت كجزء من برنامج المعرض للناشرين الشباب، ومن هنا جاءت فكرة التركيز على الترجمة.
وأضاف:" في الحقيقة نحن نعاني من الصورة النمطية المأخوذة عنا، كما يعانون هم من الصورة النمطية المأخوذة عنهم، فنحن مثلا ننظر للصينيين على انهم أصحاب شكل واحد، وعرفت فيما بعد انهم ينظرون إلينا نفس النظرة ويسألون أنفسهم كيف نفرق نحن بين ملامح بعضنا.
وانتقل بكر للحديث عن الترجمة فقال:" استطعنا في دار العربي الوصول لـ 500 عنوان مترجم من 65 دولة و14 لغة، وهناك ترجمات مباشرة وهناك ترجمات عن لغة وسيطة، ولدينا في دار العربي خريطة كبيرة مفرودة وحين نستهدف ترجمات نضع "دبوس" على الدولة المراد الترجمة منها، وفي الفترة الأخيرة اقتربنا من الترجمة للعربية من لغات أخرى، وهناك حلم يراودنا في أن تكون مصر ضيف شرف لمعرض فرانكفورت للكتاب وهذا سوف يكون طفرة في مجالي الترجمة والنشر والعملة الصعبة أيضًا.
وحول سؤال طرحه مصطفى حمدي عن كيف يتم اختيار العناوين المراد ترجمتها قال شريف بكر:" نحن نبحث عن الجدية، فقد ترجمنا مثلا أعمال من النرويج قديما جدا، وهي الدولة التي حلت ضيف شرف معرض الكتاب، وجاء مبعوث من النرويج لمقابلة الناشرين المصريين بعد ذلك لتبادل الحقوق والترجمة.
وواصل:" وعرض علي مبعوث النرويج كتاب "تاريخ الجري" فرفضت ترجمته، ظنا مني أنه لن يعجب القارئ العربي، وعندما عدت للبيت فكرت لماذا أفرض وصاية على القارئ، ومن أنا لأقول إن هذا ما يحتاجه وما لا يحتاجه، واشتريت الحقوق وكانت صعبة، لكن الناشر كان مبسوطا بترجمة كتابه للعربية وهو كتاب بيست سيلر في الخارج، ولك أن تعرف أن مؤلف الكتاب عرف أنه باع من الكتاب خمسة آلاف نسخة في البداية فحسب الورق وقرر أن يزرع خمسة آلاف شجرة، لكل نسخة شجرة وهذا درس علمني اختيارات الكتب المترجمة.
واختتم:" نحن مؤسسة تعرف كيف تختار عناوينها، وهناك عناوين تبيع وأخرى لا تبيع، فمثلا قررت ترجمة كتاب مصور "كوميكس" ولم يبع، وهنا عرفت أن على كل دار نشر أن تحدد اتجاها في الترجمة فتخليت عن ترجمة الكوميكس، وفي النهاية نحن معنا النص الذي سوف نترجمه، ونادرا ما نحتاج المترجم نفسه لسؤاله عن أشياء في كتابه، فقط نختار الموضوع من خلال شخصية الدار التي تكونت عبر الترجمات، ونترجم العمل.
فيما قالت علا سمير الشربيني عن ترجماتها: انا لدي إيمان أن الفنون تكمل بعضها، فانا كاتبة ومترجمة ومصورة ورسامة ايضًا، وكل فن من هؤلاء الفنون يكمل الحالة الإبداعية، أجد فيما أفعله حالة اكتمال، وتتفتح أمامي آفاق جديدة، وبالنسبة للترجمة فقد بدأت مع دار العربي، وأول عمل ترجمته كان عملا من بلجيكا، وهذا فتح مدارك كثيرة أمامي، وهناك سلسلة أعكف على ترجمتها وتفتح افاق جديدة وبالنسبة للترجمة فقد بدأت في ترجمة سلسلة من خمسة أجزاء في أدب الخيال العلمي، لكاتب أمريكي اسمه نيل شافان، وهناك رواية اسمها شتاء أسود وهي رواية أجيال وتحكي تاريخ إيطاليا من خلال تاريخ عائلة.
فيما قالت الدكتورة ندى حجازي أستاذ الترجمة الأدبية بكلية الألسن: أنا أترجم من وإلى اللغة العربية، وحركة الترجمة من اللغات الأخرى للغة العربية بسبب أن الناشرين المصريين يفضلون نشر الكتب باللغة العربية فقط، ولكن لدينا ترجمات مختلفة من الناحيتين فكما نحن نحب معرفة ثقافة الآخر فهم ايضًا يحبون معرفة ثقافتنا.
وتابعت:" الحقيقة انه لفت نظري باحث إسرائيلي قال إن العرب يترجمون من اللغات الأخرى لسد الفجوة في الادب العربي، وهذا غير صحيح، على العكس نتمنى زيادة الترجمات لأنها الوسيلة الوحيدة لمعرفتنا للآخر.
وأكملت:" يجب أن تكون هناك اتفاقات مع جهات خارجية ومراكز ثقافية تدعم حركة الترجمة من اللغة العربية للغات أخرى.
بدورها قالت خميلة الجندي مدير الترجمة بدار الرواق: كنت محظوظة لأن اختياري للأعمال لمترجمة في الرواق يكون على أسس بعينها فيما نحتاجه لقراءته، وبالنسبة للتطور التكنولوجي ودخول الذكاء الاصطناعي في الترجمة فأنا لا أي تأثير سلبي لان الآلة تساعدنا في الوقت وسوق النشر سريع جدا، وهي شكل من أشكال التسهيل على المترجم بديلا عن استخدام القواميس كما كان يتم قديما.
وواصلت:" هناك محاذير بالطبع وهي روح الترجمة، فالآلة مهما ترجمت فلن تصل لروح الانسان، وبالتالي فإن ترجمة الذكاء الاصطناعي تعتمد على مترجم يراجع ما تم ترجمته وغيرها.
وطرح رواد الصالون أسئلة عن الترجمة وقدم محمود عبد الشكور كلمة وحسين حمودة كلمة، وفي النهاية قدم كل ضيف من ضيوف الصالون توصية.
قال مصطفى حمدي: أعيد على فكرة طلب الكتب المترجمة والقراء يحبون كتب بعينها وهناك سوق يحتاج لهذه الكتب، وبالتالي لا بد من تكاتف دور النشر في الترجمة لتغطية كل هذه الطلبات، ولا بد ان يحدث التكامل وسيعود بالنفع على الثلاثي، الناشر والمترجم والقارئ.
فيما قالت الدكتورة ندى حجازي:" اتمني أن يكون هناك مشروع قومي لترجمة الكتب ذات القيمة.
وقالت خميلة الجندي:" نحن نحتاج لفتح طرق أكثر للناشرين ونحتاج للتعاون الي جانب فقدان المترجم للشغف في الترجمة الأدبية بسبب العائد المادي الزهيد ويجب أن يكون هناك دعم وتقدير مادي.
وقالت علا سمير الشربيني:" اتفق مع ما قيل وكمترجم اطالب بتقدير المترجم لأن الترجمة الأدبية أقل عائد وإذا كان الناشر لا يستطيع تقدير المترجم ماديا فيجب ان يكون هناك حفلات توقيع للكتب المترجمة ويوقعها المترجم بالإنابة.
واختتمت نوال مصطفى بتقديم الشكر للحضور وتأكيدها على ان هناك مترجم أمريكي تواصل معها لترجمة سلسلة ما وراء الطبيعة لأحمد خالد توفيق للإنجليزية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البرتغالي جوزيه بوسط القاهرة صالون روايات مصرية للجيب محمود عبد الشكور المؤسسة العربیة الحدیثة الترجمة الأدبیة دار العربی عن الترجمة فی الترجمة
إقرأ أيضاً:
المشاركون في صالون الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة يشيدون بالكراسي العلمية للسلطان قابوس بن سعيد
القاهرة : د محمود خليل
في نسخته الثانية ، عقد صالون الدكتور سعيد العيسائي بالقاهرة٠٠ندوته حول (اللغة العربية لغة الوحي والمعرفة ) حيث استهله الدكتور العيسائي مرحبا بالضيوف وملقيا الضوء علي أهمية موضوع الندوة ، التي تأتي تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية ،
ثم تحدث الكاتب الصحفي عمرو الكاشف عن وكالة أنباء الشرق الأوسط بخصوص ضرورة تحري الدقة في ترجمة الأخبار الأجنبية ، وخطورة دلالات الألفاظ طبقا لثقافة أهل كل لغة
كما تحدث في نفس الموضوع بسنت ماجد والكاتب الصحفي الكبير سامي حامد رئيس التحرير السابق بجريدة المساء بالقاهرة
والصحفي السابق بجريدة الوطن بعمان
* وكانت مشاركة العلامة الدكتور صابر عبد الدايم يونس رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالقاهرة حول مزايا وإمكانات اللغة العربية بموسيقي الحرف والكلمة والأسلوب
ومدى أهمية وخطورة التعريب لسد الفجوة العلمية بين العلم واللغة
* كما تناول الدكتور رفعت خيال والدكتور محمد زيدان خطورة الدلالات القانونية للألفاظ المترجمة ، ضاربين مثلا ببراعة الشيخ رفاعة الطهطاوي في الترجمة القانونية
ثم تحدث الفنان يوسف جلال عن أهمية تعريب الإعلانات وأسماء المحال التجارية ، مدللا علي تجربته الفنية في هذا المجال٠٠ ومشاركاته في الأعمال الفنية الناطقة بالفصحي ، من مسلسلات ووثائقيات ، أهمها الفيلم الوثائقي عن المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة
* شهد الصالون حضورا علميا راقيا من كبار العلماء والمفكرين والأدباء والشعراء والإعلاميين
* تحدثت الاعلامية الكبيرة نهي الرميسى عن مشكلات التعريب ،وأزمة المصطلح العلمى ، ووسائل تيسيره وتسييره بين الناس ، خاصة في وسائل الإعلام ، وأهمية الإرادة السياسية في هذا الباب ، كما تناولت دور الإعلام الحديث في تيسير استخدام وتعليم اللغة ، وتفصيح العامية ، وتعميم الفصحي علي نطاق عالمي ، يتجاوز اللغات الشعبية والعامية والقطرية والمحلية
وألقت قصيدة في مدح المصطفي صلي الله عليه وسلم ، الذي أوتي جوامع الكلم :
كل الجمال مؤانس وطروب
منه استجار العاشق المغلوب
وتنزه الولهان في نسماته
كالظبي يخفق قلبه المشبوب
سطعت شموس الخير فوق سمائنا
لايعتريها غيبة وغروب
إذ عم خير في الدنا مثل العلا
يغشي النفوس جلاله فتذوب
إن الصلاة على النبي ملاذنا
من للعصاة إذ النفوس تتوب
وإذا القلوب تغافلت عن ذكره
تأسي العيون كما بكي يعقوب
* وتناول الاستاذ اسلام بحيري دور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في إنجاز أضخم معجم مرجعي للترجمة (من وإلي) اللغات الأجنبية الحية ، تقوم به المؤسسة
وأكد الدكتور وائل علي السيد الأستاذ بتربية عين شمس ضرورة الإسناد القانونى والسياسى لقضايا التعريب وتعميم المصطلحات ، ومشاركته هذا المجال في مصر والخارج
* وتناول الدكتور عبد الحميد شلبي استاذ التاريخ بجامعة الأزهر ،دور جامعة السلطان قابوس في خدمة اللغة العربية في أنحاء العالم
كما تحدث الدكتور صلاح عاشور العميد السابق لكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر حول التعاون اللغوي والمعجمي بين الكلية وجامعة السلطان قابوس
فيما ألقي الشاعر الكبير بدري البشيهي قصيدته العصماء في اللغة العربية (هي الفصحي )
ومنها:
هي الفصحي عطاء الله ذي النعم
هي الفصحي لسان الحق في القدم
فسبحان الذي جلي حقيقتها
خلودا خطه في اللوح بالقلم
أنا زيت وفي المصباح أوقده
أنا المشكلة ضوئي كاشف الظلم
وفي ختام الندوة ، ألقي الدكتور سعيد العيسائي كلمته حول بعض الأعلام العمانيين في مجالات اللغة العربية والنحو الصرف والشعر والعروض ، كالخليل بن أحمد الفراهيدي ، والمبرد والطبيب راشد بن عميرة وغيرهم ،
ودور كراسي جلالة السلطان قابوس بن سعيد للدراسات اللغوية والعربية والاسلامية في جامعات ( جورج تاون) بالولايات المتحدة الأمريكية و (ملبورن) بأستراليا و(بكين) بالصين و(أكسفورد) بالمملكة المتحدة
كما وجه الضيوف والمشاركون التحية الي سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية قيادة وشعبا ، علي الدور العالمي الكبير الذي تقوم به البلدان في جماية وتشر وتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها
من خلال المؤسسات العلمية العربية والاسلامية العريقة في كل من البلدين
أدار الصالون وشارك بكلمته (قبل لاتتحول لغتنا العربية إلي لاتينية ميتة) الشاعر الاعلامي الدكتور محمود خليل