هل ستُصنع الشوكولاتة في المستقبل من الفول؟ إليك ما يحاول علماء تحقيقه
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— صناعة الشوكولاتة تمر بوقتٍ صعب، فتضاعفت أسعار الكاكاو منذ بداية العام، بسبب تعرّض المحاصيل في غرب إفريقيا، التي تنتج 80% من الكاكاو في العالم، لموجات الجفاف المتفاقمة نتيجة لتغير المناخ.
ونتيجةً لذلك، أوقفت مصانع المعالجة في دول مثل غانا وساحل العاج الإنتاج أو خفضته، في حين رفعت الشركات المصنعة الكبرى الأسعار، وخفضت تقديراتها للمبيعات.
وتزيد هذه الأزمة الأخيرة على مشاكل أخرى تتعلق بإنتاج الشوكولاتة، فيُعد الكاكاو أحد الأسباب الرئيسية لإزالة الغابات بشكل غير قانوني، وهناك أدلة على استخدام عمالة الأطفال والعبودية في مزارع الكاكاو في إفريقيا والبرازيل.
كما تتطلب زراعة أشجار الكاكاو الكثير من الماء، ولكن يتم حصاد بذور الفاكهة فقط.
وتشمل طرق معالجة هذه المشاكل صنع الشوكولاتة دون استخدام حبوب الكاكاو، وهي البذور المخمرة لشجرة الكاكاو.
وتُعد الشوكولاتة الخالية من الكاكاو متاحة بالفعل، ولكن يبحث العلماء في جميع أنحاء العالم عن طرق جديدة لجعلها أكثر استدامة وصحة باستخدام تقنيات ومكونات جديدة.
بدائل أكثر استدامةولكن يستغرق العثور على المكونات الصحيحة بعض الوقت.
وأفاد ماكس ماركوارت من شركة "Planet A Foods" الألمانية: "من نموذجنا الأولي وصولاً إلى صيغتنا الحالية، كان لدينا 500 نسخة، ولم تنجح أي من المنتجات الأولية في الوصول إلى المنتج التجاري".
وتُصنِّع الشركة مكوَّن "ChoViva"، وهو بديل للشوكولاتة مصنوع من بذور عباد الشمس، والشوفان، بالإضافة إلى بذور العنب، وزبدة "شيا"، والسكر.
وتقوم "Planet A Foods" بتزويد الشركات المصنعة الأخرى فقط، بما في ذلك شركة "Lindt" السويسرية للشوكولاتة، ويُستَخدم "ChoViva" كمكوِّن في أكثر من عشرة منتجات تباع في ألمانيا.
كما أنّها تصنع مسحوق الكاكاو وبدائل زبدة الكاكاو.
وقال ماركوارت: "يُصنع المسحوق بعملية تشبه التخمير، وبالنسبة للزبدة، فنحن نستخدم عملية مشابهة لتخمير الجعة باستخدام سلالات محددة من الخميرة".
ووصف عملية التصنيع بأنّها "قصيرة ومستدامة"، فيتم الحصول على المكونات بالقرب من منشآت الإنتاج في جمهورية التشيك.
وفي الوقت الحالي، يتم استخدام "ChoViva" بشكلٍ أساسي في الوجبات الخفيفة والحبوب المتمتعة بنكهة الشوكولاتة، بدلاً من صنع ألواح الشوكولاتة.
ولدى شركات أخرى وصفات مختلفة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "Nukoko"، وهي شركة ناشئة مقرها المملكة المتحدة، روس نيوتن،: "بدلاً من حبوب الكاكاو، نستخدم حبوب الفول التي يتم الحصول عليها من مزارع في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا، ومن ثم نقوم بتخميرها بطريقة مماثلة لمزارعي الكاكاو الذين يخمرون حبوب الكاكاو الخاصة بهم".
وتهدف الشركة لإطلاق منتجاتها في السوق المحلية العام المقبل.
وللفول مزايا غذائية أيضًا، وفقًا لنيوتن، فهو يحتوي على نسبة أعلى من البروتين، ونسبة أقل من الدهون مقارنةً بمسحوق الكاكاو.
وبفضل قدرته على تثبيت النيتروجين في التربة، فيمكنه تقليل استخدام الأسمدة الكيماوية.
ويرى نيوتن أنّ بدائل الشوكولاتة ستصبح جزءًا كبيرًا من السوق خلال السنوات الخمس المقبلة، وشرح: "تُظهر بيانات النمذجة المناخية أنّه من الممكن أن تكون حوالي 25% من مزارع الكاكاو غير قادرة على إمداد السوق فعليًا. ومن شأن استبدال الشوكولاتة بالكامل، أو مزجها فحسب بمنتجات بديلة كما نود القيام به، من أجل خفض محتوى الكاكاو الإجمالي، المساعدة في الاستدامة، وفي التكاليف أيضًا".
الكاكاو في المختبروهناك نهج مختلف قادم من الزراعة الخلوية، وتتم عبرها زراعة حبوب الكاكاو في المختبر بدءًا من عينة صغيرة من النبتة الحقيقية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة " Celleste Bio" الإسرائيلية الناشئة، ميشال بيريسي جولومب: "نأخذ حبة أو اثنتين من حبوب الكاكاو ونضعها في مزرعة الخلايا، ونعطيها السكر، والفيتامينات، والماء".
وتابع: "ومن ثم تتكاثر الخلايا حتى نحصل على كتلة حيوية كبيرة، ونحصد زبدة الكاكاو، ويتبقى لدينا مسحوق الكاكاو".
وقامت الشركة بتصنيع أول نموذج أولي لمنتجها في أواخر العام الماضي، بعد ثمانية أشهر من العمل.
ويتمتع المنتج بالخصائص الكيميائية ذاتها لزبدة الكاكاو التقليدية، ويمكنه أن يكون بديلاً سهل الاستخدام في عملية تصنيع الشوكولاتة.
ومع ذلك، لا تزال كلفة صنع زبدة الكاكاو بهذه الطريقة مرتفعة بشكلٍ كبير، وهناك عقبات تنظيمية يجب إزالتها قبل بيع المنتج.
وعند مقارنة هذا النهج بعملية إنتاج حبوب الكاكاو التقليدية، فإنّ زراعتها في المختبر تسمح بمستوى تحكم أكبر في المنتج النهائي، وفقًا لبيريسي جولومب.
تقليل النفاياتهناك أيضًا طرق لدمج المزيد من المكونات الطبيعية من نبات الكاكاو في عملية التصنيع.
وأظهرت دراسة نُشِرت هذا العام أنّه من الممكن صنع الشوكولاتة باستخدام بذور الكاكاو فقط، وذلك عن طريق استبدال السكر التقليدي بهلام الكاكاو.
ولهذا التغيير آثار إيجابية على الاستدامة، إضافةً للقيمة الغذائية للمنتج النهائي.
وتتضمن العملية طحن جزء من القشرة وتحويلها إلى مسحوق، والحصول على عصير من اللب المحيط بالبذور.
وعادةً ما يتم التخلص من المكونين أو تحويلهما إلى سماد، وليس لهما قيمة اقتصادية تذكر للمزارعين.
وعندما دمجهما، فهما يكوّنان هلامًا يمكن أن يكون بمثابة مُحلي.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا أوروبا البيئة التشيك الشوكولاته شوكولاتة حبوب الکاکاو الکاکاو فی
إقرأ أيضاً:
«ليفربول» يخسر لقب كأس الرابطة.. و«سلوت» يحاول أن يكون إيجابياً
فاز نادي نيوكاسل يونايتد، بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية لكرة القدم، بعد تغلبه على ليفربول بهدفين لهدف واحد.
ووضع نيوكاسل يونايتد حدا لسوء الحظ الذي ظل يلازمه فترة طويلة، بعدما توج بلقب كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة لأول مرة في تاريخه، بعد فوزه على ليفربول في المباراة النهائية للمسابقة.
وعاد نيوكاسل بعد انتظار دام لأكثر من نصف قرن، إلى منصات التتويج محققا أول لقب كبير له منذ عام 1969، بعدما توج بكأس رابطة الأندية الإنكليزية لكرة القدم بفوزه على ليفربول بطل الموسم الماضي وحامل الرقم القياسي في عدد الالقاب في المسابقة (10) 2-1 على ملعب ويمبلي.
ومنح نيوكاسل التقدم المستحق في الدقيقة 45 عندما أطلق المدافع ضربة رأس قوية إثر تمريرة عرضية من ركلة ركنية الكرة برأسه في المرمى من ركلة ركنية نفذها كيران تريبيير.
ووسط مؤازرة جماهيرية كبيرة لأصحاب القميص الأبيض والأسود، سيطر نيوكاسل تماما على المباراة بعد سبع دقائق من بداية الشوط الثاني عندما أطلق المهاجم السويدي إيساك تسديدة قوية استقرت في مرمى حارس ليفربول كيفن كيليهير.
وقلص ليفربول، متصدر الدوري الإنجليزي الممتاز، النتيجة عن طريق الإيطالي فيدريكو كييزا في الوقت المحتسب بدل الضائع، لكن الهزيمة قد حدثت بالفعل وأصبح الفوز من نصيب فريق المدرب إيدي هاو بعدما حصد نيوكاسل أول ألقابه المحلية منذ 1955.
ويعد خروج ليفربول الإخفاق الكبير الثاني، بعد خروجه من دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان قبل أيام.
ويحاول الهولندي، أرني سلوت، المدير الفني لفريق ليفربول، إضفاء لمسة إيجابية على أصعب أسبوع مرّ عليه كمدرب للفريق.
وقال سلوت في تصريحات عقب خسارة فريقه في مباراتين على التوالي للمرة الأولى هذا الموسم : “إنها نتيجة محبطة وأداء محبط، الأمر مختلف تماما عما شعرت به عقب مباراة باريس”.
وأضاف: “لقد استغرق الأمر سبع أو ثماني أو تسعة أشهر لنخسر مرتين على التوالي وهذا حدث أمام فريقين، فريق ينافس على الصعود لدوري الأبطال والآخر هو باريس سان جيرمان”.
وتابع: “لقد كانت بداية أسبوعنا رائعة بالفوز على ساوثهامبتون”.
وأوضح سلوت: “كما تعلم حينما تواصل تقدمك في البطولات، فإن المنافسين يكونون أقوى وحتى ليفربول يخسر مباريات”.
واختتم تصريحاته قائلا: “لقد كان أسبوعا صعبا لكنه شهد أيضا توسيعنا للفارق في الصدارة بـ12 نقطة من عشر، لكن ما حدث مؤخرا كان عكس ما أرادنا”.