دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
إن دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية سيُسهم بتطوير المنظومة التعليمية وتقديم أفضل الممارسات التربوية التي تدعم الإبداع والابتكار من ناحية، وتُنتج متعلمين قادرين على التعامل مع وسائط الذكاء الاصطناعي وبرامجه بمهارة وإيجابية
إن الدور التنموي المتزايد الذي يقوم به التعليم باعتباره المحرِّك الرئيس للتنمية المستدامة، يُلزم الدول بأهمية تطويره وتنمية مجالاته بما يتوافق وأهداف تلك التنمية والطموح الذي تصبو إليه وفقا للرؤى الاستراتيجية من ناحية، والتطوُّر المتجدِّد في برامج المنظومة التعليمية من ناحية أخرى، ولهذا فإن الأهداف الإنمائية للألفية المتعلقة بالتعليم، تُعنى بتحديث هذه المنظومة بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وآفاق التعليم للجميع.
ولأن التعليم له دور أساسي ومحوري في التنمية، فإن تطويره وتحديثه وفقا للمتغيرات المتسارعة يتطلَّب فهما لهذا الجيل الرقمي؛ فأجيال (زد)، و(ألفا) تعتمد على التطبيقات الرقمية في التعلُّم، خاصة في ظل انتشار الواقع الافتراضي وبرامج الذكاء الاصطناعي وارتباط ذلك بمهارات الإبداع والابتكار وتنميتها وفق آفاق ومعطيات التطوُّرات الذهنية لهذه الأجيال.
لقد اعتمدت المنظومات التربوية على آليات دمج التكنولوجيا في البرامج التعليمية، وهي سياسة أدت إلى نتائج استطاع خلالها المتعلمون أن يتعلموا العديد من المهارات التي مكَّنتهم من ولوج البرامج والتطبيقات الإلكترونية وتعلُّم المهارات والكفايات، إضافة إلى تلقي العلوم والمعارف، ولعل الطفرات السريعة في تقنيات التعلُّم وأدوات الذكاء الاصطناعي وانفتاحها، جعل المنظومات التعليمية غير واثقة من إمكانات تحقيق أهداف المساواة التعليمية وسياسات الإدماج والإنصاف بين المتعلمين الذين ينتمون إليها.
إن وسائط التقنيات والذكاء الاصطناعي تُعدُّ من أهم التطبيقات التي تؤهِّل هذه الأجيال للمستقبل، وتدفعهم إلى التعلُّم؛ ذلك لأنهم لا يفضلون التعلم عن طريق تلك التقنيات بل أيضا يتعلمون بها؛ فهم أجيال تتمتَّع بمهارات تقنية واعدة، ولها إمكانات تحتاج إلى تطوير بما يتوافق مع تلك المهارات والمعارف التي يُراد تعلُّمها، وتلك القيم والأخلاقيات التي ينبغي التحلي بها وتعزيزها ضمن عمليات التعلُّم.
لذا فإن المنظومات التعليمية اليوم تواجه العديد من التحديات المتعلِّقة بالتطبيقات التقنية التعليمية، وكيفية مواءمة المناهج الدراسية ووسائل التعليم ووسائطه مع تلك التطبيقات، وإمكانات الاستفادة منها في تطوير تلك المناهج وكيفيات إعداد المعلمين ليمكَّنوا من استخدامها وفق الأهداف التعليمية، ولعل سعي الدول الحديثة إلى تأسيس نظام تعليمي مستقبلي دفعها إلى إعداد استراتيجيات ذات أبعاد شاملة للأهداف التنموية، وتخطيط مصمَّمم حسب أهدافها وطموحها لتمكين المتعلمين، وتطوير المؤسسات التعليمية بما يتوافق مع متطلبات العصر وآفاق المستقبل.
إن ثقافة التحسين والتطوير في المنظومة التعليمية ترتبط بالإيمان بالإبداع والابتكار بوصفهما أهم مهارات المستقبل التي يُعتمد عليها لتعزيز مهارات المتعلمين، ولهذا فإن الفرص التعليمية التي توفِّرها برامج التقنيات الحديثة، وبرامج الذكاء الاصطناعي، تعتمد على الشمولية والتنوُّع المعرفي، ومهارات التعلُّم الذاتي، إضافة إلى التركيز على مهارات حل المشكلات والذكاء العاطفي، باعتبارها أساسا للتعلُّم، والقواعد الأخلاقية التي ينطلق منها وتعزيز نظُم التعلُّم وفاعلية إدارته من خلال التفاعل المباشر بين المتعلمين وتلك التطبيقات.
إن إعداد المتعلمين وتمكينهم من التفاعل مع التطبيقات التقنية عموما وتطبيقات الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على قاعات التدريس والمعارف المرتبطة بالمناهج الدراسية، بل تتجاوزها إلى خارج المؤسسات التعليمية، ففي الأصل أن هذه المؤسسات تعمل من أجل تربية وتكوين (المواطن الصالح)؛ الذي يمكنه أن يتفاعل بإيجابية واقتدار مع تلك التطبيقات والبرامج، وأن يستفيد منها ما أمكنه ذلك في تطوير مهاراته وكفاياته، وبالتالي فإن المنظومة التعليمية تهدف إلى إعداد قدرات المتعلمين ومهاراتهم اعتماد على القيم الرئيسة التي تُبنى عليها السياسات الوطنية، والمبادئ الأخلاقية التي تحترم قيم المجتمع ومبادئه.
لمحاولة الإجابة عن السؤال (كيف يمكن للتعليم أن يعدَّ الناس للعيش والعمل بالذكاء الذكاء الاصطناعي ومعه؟)، قدَّمت اليونسكو في تقرير(الذكاء الاصطناعي والتعليم)، مجموعة من وسائط استخدام الذكاء الاصطناعي لإدارة التعليم، وأهم التصميمات التي تم تطبيقاها في مجموعة من الدول؛ مثل روبوتات المحادثة التعليمية، وهي تطبيقات توفِّر المعلومات وتستخدم معالجة اللغة الطبيعية والتعلُّم الآلي لتوليد استجابات، وتصميم (أويو للتحليل)، و(سويفت)، وغيرها، التي توفِّر تنبؤات بالنتائج لفرق الدعم وتقديم برامج الرعاية للطلاب الذين يواجهون صعوبات وتحديات تعليمية، إضافة إلى الاستفادة منها باعتبارها أنظمة معلوماتية توفِّر البيانات والمعلومات.
إن تمكين المتعلمين والمعلمين بمهارات التعامل والتعلُّم ببرامج الذكاء الاصطناعي ووسائطه، يتطلَّب تسهيل أساليب التقييم وتطويرها وفقا للتطورات التي تشهدها وسائل التدريس وطرائقه، واستخدام أساليب حديثة قائمة على الذكاء الاصطناعي مثل (التقييم التكيفي)، و(التقييم المستمر المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي)، ولهذا فإن التوافق بين أنظمة التعليم والتقييم، يتطلَّب تقديم أنماط حديثة قائمة على ما يُعرف بـ (أنظمة التدريس الذكية).
لقد استخدمت العديد من أنظمة التعليم في العالم أنماطا من أنظمة التدريس الذكية القائمة على الواقع التربوي الافتراضي والواقع المعزَّز، وبرامج تقييم الكتابة الآلية، وبرامج تعلُّم القراءة والكتابة المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والروبوتات الذكية، والتعلم التعاوني المدعوم بالذكاء الاصطناعي وغيرها، إضافة إلى جهود تمكين المعلمين من استخدام تلك البرامج وتعزيز تدريسهم بالتقنيات المتعددة، إلاَّ أن المنظومات التعليمية عموما ما زالت تواجه الكثير من التحديات التي تحاول تخطيها، سواء تلك المتعلقة بالمساواة في تقديم الخدمات والوسائط لكافة المتعلمين والإدارات التعليمية أو المرتبطة بضمان الاستخدام الأخلاقي لتلك البرامج بما يتوافق مع الأهداف التربوية والتعليمية، أو حتى تهيئة البيئة الرقمية المناسبة.
والحق أن عُمان بذلت وما زالت العديد من الجهود وقدَّمت الكثير من البرامج التقنية ومبادرات التطبيقات الإلكترونية، التي تُعَّد مساهمة فاعلة في تطوير المنظومة التعليمية، وتعزيز مهارات المتعلمين، ضمن وسائط تقنية يسَّرت أنماط التعليم وفتحت آفاق التعلُّم، إضافة إلى تطوير مهارات المعلمين بما يسهم في تحسين العملية التعليمية وتطوير قدرات المتعلمين، وبرزت خلال السنوات الأخيرة الكثير من المنصات التعليمية التي حاولت الدفع بالتعلُّم نحو أساليب حديثة تحاول مواكبة المتغيرات وتُسهم في توفير البيانات والمعارف بوسائط رقمية ميسَّرة.
إلاَّ أن تلك الوسائط الرقمية والتقنيات لا تُغني عن استخدامات الذكاء الاصطناعي الذي يتطوَّر اليوم بشكل سريع، ويتعامل معه الناشئة والشباب بشكل متزايد ويومي، لهذا فإن دمجه في المنظومة التعليمية أصبح أمرا ملحَّا، ليس من أجل تنمية تلك المنظومة وفتح آفاقها وحسب، بل أيضا من أجل تحسين قدرات المتعلمين وتطوير علاقتهم الإيجابية مع وسائط الذكاء الاصطناعي من أجل ضمان تحقيق المبادئ والأخلاقيات في التعامل مع برامجه في الحياة اليومية.
إن دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية يشهد تطورات واسعة في العالم، فالمؤسسات تتسابق في إدماجه في أنماط التعلُّم باعتباره أحد أشكال التحوُّل الرقمي المعتمدة على الابتكار، والبيانات والمنهجيات القادرة على التكيُّف؛ فأغلب المتعلمين اليوم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية خاصة خلال السنوات الأخيرة التي برزت فيها برامج المحادثات الآلية خاصة الشات (جي بي تي)، الذي بادرت العديد من المؤسسات التعليمية بالتحذير منه بوصفه أحد البرامج التي يمكن أن تُسهم في تفشي حالات الانتحال والاتكال عليها من قِبل المتعلمين.
والحال أن الأصل في العملية التعليمية هي إعداد المتعلمين للحياة، فبدلا من التحذير من برامج الذكاء الاصطناعي، فإنه لابد من تطوير مهارات المتعلمين من أجل التعامل مع تلك البرامج وتقديم أفضل التجارب في الاستفادة منها في التعلُّم وتنمية القدرات والمهارات، فهي ليست بديلة عن قدرات المتعلمين بقدر ما هي وسيلة للتعلُّم والحصول على المعلومات بأقل جهد وأوفر تكلفة.
إن دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية سيُسهم في تطوير المنظومة التعليمية وتقديم أفضل الممارسات التربوية التي تدعم الإبداع والابتكار من ناحية، وتُنتج متعلمين قادرين على التعامل مع وسائط الذكاء الاصطناعي وبرامجه بمهارة وإيجابية، بما يخدم الأهداف التربوية والتعليمية، وبالتالي دعم الأهداف الوطنية الخاصة بالتنمية الإنسانية وتنشئة مواطنين صالحين مبدعين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: دمج الذکاء الاصطناعی فی برامج الذکاء الاصطناعی فی العملیة التعلیمیة المنظومة التعلیمیة بما یتوافق مع التعامل مع العدید من إضافة إلى فی تطویر من ناحیة التی ت التی ی مع تلک من أجل سهم فی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي: ثورة عقلانية في فضاء التقنية الحديثة
في خضم التحولات التقنية الكبرى التي يشهدها العالم، يبرز الذكاء الاصطناعي كأحد أهم الابتكارات العلمية التي تمثل نقطة تحول في تاريخ البشرية. فقد تجاوز الذكاء الاصطناعي كونه تقنية جديدة إلى كونه مجالًا فلسفيًا وعلميًا يسعى إلى فك ألغاز العقل البشري ومحاكاته بأسلوب يثير إعجاب العلماء والمفكرين على حد سواء. ومع تعاظم تطبيقاته في مختلف الميادين، يغدو الذكاء الاصطناعي قاطرة تقود العالم نحو أفق جديد من الفرص غير المسبوقة، وكذلك التحديات التي تلامس جوهر وجود الإنسان.
تعريف الذكاء الاصطناعي وأبعاده المتعددة
الذكاء الاصطناعي هو مجال من مجالات علوم الحوسبة يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة القدرات العقلية للبشر، مثل التفكير المنطقي، التعلم من التجارب، اتخاذ القرارات، وحل المشكلات. لكن ما يميز الذكاء الاصطناعي ليس فقط قدرته على تنفيذ المهام، بل أيضًا قدرته على التعلم والتكيف مع التغيرات، مما يجعله يشبه، وإن لم يكن يطابق، عمليات التفكير البشري.
هذا التعريف العلمي يغفل البعد الفلسفي العميق الذي يحمله الذكاء الاصطناعي، فهو يمثل محاولة لتفسير الذكاء البشري بآليات رياضية وبرمجية، ما يثير تساؤلات عميقة حول ماهية العقل ذاته. هل يمكن ترجمة المشاعر، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى رموز خوارزمية؟ أم أن الذكاء الاصطناعي سيظل في جوهره تقنيًا لا روح فيه؟
الأثر الاقتصادي للذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لا يُعدّ فقط ثورة في مجال التكنولوجيا، بل إنه إعادة تعريف لمفهوم الاقتصاد والإنتاجية. فقد أصبح أداة مركزية في تحقيق الكفاءة الاقتصادية من خلال تسريع العمليات، تقليل الأخطاء البشرية، وتقديم حلول مبتكرة. في القطاعات الصناعية، على سبيل المثال، تساهم الروبوتات الذكية في تحسين الإنتاج وخفض التكاليف. كما أظهرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع الخدمات، مثل الطب والرعاية الصحية، إمكانيات هائلة في التشخيص المبكر للأمراض، وتخصيص خطط علاجية موجهة تعتمد على البيانات.
علاوة على ذلك، أصبح الذكاء الاصطناعي محركًا أساسيًا للاقتصاد الرقمي. فالشركات التي تستثمر في الذكاء الاصطناعي تشهد نموًا كبيرًا في الإيرادات، لا سيما مع تطور مجالات مثل تحليل البيانات الضخمة، تقنيات التعلم العميق، والشبكات العصبية الاصطناعية. وتشير الدراسات إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل .
الأثر الاجتماعي والثقافي
على المستوى الاجتماعي، يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. فقد ظهرت أنماط جديدة من التفاعل الإنساني بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب. كما يتيح الذكاء الاصطناعي فرصًا لدمج الفئات المهمشة في المجتمع من خلال توفير أدوات تعزز من قدرتهم على التواصل والإنتاج.
لكن في الوقت ذاته، يثير الذكاء الاصطناعي قلقًا عميقًا حول تأثيره على القيم الإنسانية. إذ إن الأتمتة الواسعة قد تؤدي إلى تقليل فرص العمل التقليدية، ما يفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. كما أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تراجع المهارات البشرية التقليدية، ويثير تساؤلات حول فقدان الإنسان لسيطرته على قرارات حيوية.
التحديات الأخلاقية والقانونية
لا يمكن الحديث عن الذكاء الاصطناعي دون التطرق إلى التحديات الأخلاقية التي يطرحها. فالقدرة على معالجة كميات هائلة من البيانات وتحليلها بأسلوب يفوق القدرات البشرية يثير مخاوف حول الخصوصية وسوء الاستخدام. على سبيل المثال، تعتمد الشركات الكبرى على خوارزميات ذكاء اصطناعي لجمع وتحليل بيانات المستخدمين، ما يثير تساؤلات حول حدود استخدام هذه البيانات ومدى احترامها لحقوق الأفراد.
من ناحية أخرى، يواجه المشرعون صعوبة في تطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة التطورات السريعة للذكاء الاصطناعي. كيف يمكن تحديد المسؤولية القانونية إذا اتخذ نظام ذكاء اصطناعي قرارًا تسبب في ضرر؟ وهل يمكن محاسبة الشركات أو الأفراد الذين صمموا هذه الأنظمة؟ هذه الأسئلة تعكس حاجة ملحة إلى وضع أطر تشريعية توازن بين الابتكار وحماية الحقوق.
الإبداع والذكاء الاصطناعي
من بين أكثر الجوانب إثارة للجدل هو تأثير الذكاء الاصطناعي على الإبداع. هل يمكن لنظام ذكاء اصطناعي أن يكون مبدعًا؟ الإجابة ليست بسيطة. فبينما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يولّد أعمالًا فنية، يؤلف الموسيقى، ويكتب النصوص، فإنه يفتقر إلى الحس الإنساني الذي يمنح الإبداع معناه العميق. فالذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، مما يجعله “مقلدًا ذكيًا” أكثر من كونه مبدعًا حقيقيًا.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
لا شك أن الذكاء الاصطناعي سيواصل تطوره ليصبح جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية للبشرية. لكن السؤال الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن للبشرية أن تضمن استخدام هذه التقنية بطريقة تخدم مصالحها وتُعزز من قيمها الأخلاقية؟ الإجابة تكمن في بناء شراكة بين الإنسان والآلة، شراكة تستند إلى التفاهم العميق للحدود والقدرات، وإلى رؤية واضحة لمستقبل يشكل فيه الذكاء الاصطناعي وسيلة للارتقاء، وليس أداة للهيمنة.
الذكاء في خدمة الإنسانية
في نهاية المطاف، يمثل الذكاء الاصطناعي فرصة نادرة لإعادة تعريف معاني التقدم والإبداع. لكنه يحمل في طياته مسؤولية كبيرة تتطلب من البشرية تبني نهج شامل ومتزن، يوازن بين الطموح التكنولوجي واحترام القيم الإنسانية. ولعل أعظم درس يمكن أن نتعلمه من هذه الثورة التقنية هو أن الذكاء، سواء كان طبيعيًا أو اصطناعيًا، لا يكتمل إلا إذا اقترن بالحكمة.